يتيم في حضرة أمي
فقط تريح روحها المنهكة.
أمى بالله عليكى لا تتركيني!
لا ترحلي.
فقلبي مثقل بالذنب يضنينى
ابقى معى. كونى لي.
بالله عليك لا تقتليني.
تأملتها من خلال هذا الزجاج الذي يفصلني عنها في تلك الحجرة التي إنتقلت إليها لم تستفق بعد وكأنها تأبى الخروج من هذا السلام الذي يحيط بها في هذا العالم الذي تسكنه الآن بعيدا عن عالم البشر البغيض الذي مامنحها يوما سوى الألم.
أمي أي حياة تلك التي تخلو منك هي حياة بلا نبض إستيقظي ضميني بين أضلعك وامنحيني الحنان امنحيني الأمان...
دعيني أولد من جديد وامحي من قلبى مرارة اليتم...
دعينى أشعر بأنفاسك العطرة تغمر الكون من حولي بسعادة صوتك الحنون
غني لي أغاني الطفولة البعيدة...
يتبعك في كل مكان دعينا نعش كل ماحرمونا منه...
أوشميني بحبك أمي.
وإجعليني رجلا يستحق الحياة
إجعليني ولدك.
فتحت عيونها وطالعتني بوهن فأدمعت عيوني فرحا ولم أنطق سوى كلمة واحدة سامحيني.
الفصل السابع
الأم هي تلك الشمس التي تسطع في سمائنا فتنير جنبات حياتنا المظلمة.
هي تلك التي تجلب الماء إلى صحرائنا القاحلة فتروي عطش تلك المشاعر التي جفت دونها.
الأم هي الوطن الذي تدرك أنه حين يحتضنك فأنت بلاشك تعيش بأمان.
إبتسمت وأنا أنهض أطالعها بحنان قائلا الوقت إتأخر ولازم أمشي عشان ألحق أجهز نفسي.
تأملتني بعيون غشيهم الحزن قائلة لسة مصمم تتجوز خطيبتك رغم إنك مبتحبهاش.
جلست مجددا وأنا أقول پألم مش كل اللي بنتمناه بنقدر نحققه ياأمي ومش كل حاجة بنحبها بتكون لينا.
أدركت أنها سبرت أغوار قلبي ومن سواها قد يفعل فمنذ أن بكيت بين أحضانها أطلب الغفران ومنذ أن منحتني إياه وأنا أشعر بأنها تنفذ إلى أعماق روحي فتمنحها السکينة التي لطالما تقت إليها.
أطرقت في حزن أتحاشى نظراتها وأنا أقول قلتيها قبل كدة لية. هتكون أحسن مع غيري
طالعتها بحيرة قائلا لو عرفتني هتكرهني صدقيني.
أنا إنسان مشوه من جوة من غير ملامح ولا شخصية. إزاي بس هسعدها وأنا مش قادر أسعد نفسي.
قالت بهدوء لسة مصمم تعيش ضحېة لسة مش قادر تشوف نفسك زي ماأنا وهي شايفينك. لسة مصمم تضيع زي ماضعت انا قبلك بإستسلامي لقدري. مش قادر تشوف إن الإنسان ممكن يتحدى مصيره ويغيره لو حابب. مش قادر تعرف إنك أقوى من الدنيا كلها لو بس تآمن بقوتك.
طالعتني بعجز لأحاول الإبتسام وأنا أقول مستطردا ميهمكيش جايز اللي بيحصل يكون خير ليا خطيبتي حلوة وبنت ناس. مش يمكن أحبها
تجاهلت نظرة الشك في عيون أمى وأنا أنهض قائلا ياأمي إفهميني مش جايز لما أرضي والدي بجوازى منها يرضى عني وأقدر أوصله حقيقة اللي حصل زمان للأسف والدي كان مسافر ورجع النهاردة عشان الفرح وإلا كنت عرفته أد إيه ظلمك بس أكيد هعرفه بعد ماأرجع من أسبوع العسل. ماهو مش هينفع يبقى شهر عسل والعملية بتاعتك إتحددت الأسبوع اللي جاي.
طالعتني بحزن فقبلت يدها قائلا عشان خاطري ياأمي إبتسمى مش حابب أفارقك وإنتى زعلانة كدة كان نفسي تكوني معايا النهاردة. بس للأسف الدكتور منعك من الإجهاد. إبتسمي بقى. عايز أمشي.
لم تبتسم فقلت لها متوسلا عشان خاطري.
رسمت على وجهها إبتسامة أدركت أنها باهتة رسمتها فقط على وجهها لإرضائي زادت تلك الغصة بحلقي وأنا أقبلها في جبينها قبل أن أغادر الحجرة لأقف متجمدا وأنا أرى وردة تقف على عتبة الباب تطالعني بعيون منتفخة لأدرك أنها كانت تبكي منذ قليل شعرت بقلبي يتحطم ويتناثر إلى فتات كم وددت لو كان الأمر مختلفا كم تمنيت لو كانت هي عروسي التي ستزف إلى بعد قليل ولكني أدرك أنها أمنية مستحيلة كحبي لها تماما.
تسلل إلى مسامعي صوتها الرقيق وهي تقول بصوت متهدج النبرات ربنا يوفقك ياأكرم ويسعد قلبك.
كيف ستتحقق تلك