يتيم في حضرة أمي
أقنع والدى موضحا له أهمية الصحافة لرجال الأعمال ومبرزا له كل ما فعلته الصحافة له على مدار الأعوام الماضية.
ربما إجباري ليس السبب الوحيد في تلك التعاسة التي أشعر بها تتغلغل في عظامى فتنخرها فهناك أيضا ذلك الشعور بالخواء الفقد. ربما أردت أن تكون والدتى إلى جوارى اليوم ولكن أين لى بتلك الأمنية المستحيلة إننى حتى لم أواجهها إلى اليوم. لم يجمعنى بها سوى هذا اللقاء اليتيم والذي صعقتنى فيه بحقيقتها المرة.
ذلك الشعور بالراحة الذي راودنى الآن وأنا أتطلع إلى تلك النائمة جعلنى أوقن أن قرارى برؤيتها الليلة كان صوابا تمنيت في تلك اللحظة لو اختلفت الأمور قليلا تمنيت لو كان الماضى مختلفا واليوم وفي اللحظة التي أعقد فيها قرانى أجدها تتجه نحوى تحتضنى وتقبلنى من جبينى قائلةمبارك يابني. هذا أسعد يوم في حياتي كلها تمنيت وتمنيت ولكن تظل أمنياتى مستحيلة. مسحت دمعة فرت من عيني وأنا ألتفت مغادرا لتتجمد قدماي على الأرض تصلنى نبراتها الحانية وهي تقول هتمشى أوام كدة
إبتلعت ريقى قائلا بصعوبة كتب كتابى النهاردة.
ابتسمت قائلة مبارك ياابنى.
وجدت صوتى لأقول ببرودة غلفت نبراتى أنا مش ابنك.
ظهر الحزن على ملامحها وهي تقول آه. ما أنا عارفة. للحظة بس حسيت إنى أمك.
قاطعتها قائلا بحدة قلتلك أنا مش ابنك انتى مجرد حالة أشفقت عليها وبس. زي أي حالة اتبنيتها وساعدتها ومجرد ماتبقى كويسة. خلاص. ساعتها مهمتى هتخلص وهترجعى تانى للحياة اللى انتى اخترتيها وفضلتيها علية. ساعتها هترجعى للشارع اللى جيبتك منه.
أطرقت برأسها ألاحظ تلك العبرات المتساقطة في حجرها وكم أوجعتنى تلك العبرات كما أوجعتنى تلك الكلمات الفارغة التي قلتها للتو طعنتنى پسكين حاد قبل أن أطعنها لم ءدرى لم أردت إيلامها ربما لتشعر بهذا الألم القابع في صدرى يقتلنى أو ربما أردت إقناع نفسى أنها لا شيئ بالنسبة لى ولكننى وجدتنى أشعر فقط بالخزي الذي تغلب على غضبى فها أنا ذا أقوم بجرحها كما جرحتنى ولم أراعى أنها مهما فعلت ومهما كانت فهي تظل أمى التي منحتنى الحياة وحتى ان كانت تلك الحياة بائسة مريرة فهي تظل حياة رغم كل شيئ.
كدت أن أصل إلى سيارتى حين إستوقفنى صوتها المتوسل وهي تنادينى بإسمى. توقفت ملتفتا إليها وجدتها تقترب منى بسرعة حتى توقفت أمامى تماما تقول من بين أنفاسها اللاهثة مالك ياأكرم. فيك إيه
طالعتها بعيون عجزت عن اخفاء الۏجع بها قائلا بمرارة هيكون فية إيه النهاردة المفروض يبقى أسعد يوم في حياتى اليوم اللى هكتب فيه كتابى.
لمحة من الحزن ظهرت بعينيها ولكنى تجاهلتها