غمرة الفهد
انت في الصفحة 1 من 17 صفحات
العنوان
البارت الأول
غمزه_الفهد حب_بالمصادفه
ياسمين_الهجرسي
سبحان الله وبحمدهسبحان الله العظيم
أيها الناس إن قطعة الذهب قد تسقط في الوحل فيصيبها الأڈى ولكنها تبقى ذهبا......
والصفيح ليس كالذهب.....
والشړ ليس كالخير.....
والليل الأسود البهيم ليس كالضحى المشرق المضيء......
مقولة على طنطاوى
نتجول بين طرقات البلده لنشاهد أحدى المنازل العتيقه وهى ما يطلق عليها الدوار يفوح منه العزة والكرامه وهو ينسب
للحج عبدالجواد الراوى
رجل سبعينى كبير بلدته ذات هيبه ومكانه.. سيطه يذاع فى المحافظه كلها لكرمه وهيبته ونزاهته فى الحكم على الأمور......
سيده ستينيه طيبة القلب لها معزة خاصه بقلبه لا يستطيع احد أن يكسر لها كلمه.. محبه عطوفه على أحفادها..
سعد عبدالجواد الراوى
ابنهم الوحيد فى منتصف العقد الأربعينى ولكن من يراه لا يعطيه سنه الحقيقى مازال يتمتع بالشباب والحيويه وكأنه شاب فى مقتبل العمر.. يدير أعمال عائلته وهو المتحكم فى جميع شؤونها......
على باب غرفة بناتها أخذت تطرق عليه لعلهم يستفيقوا . . دقيقه اثنتان استنفذت صبرها لتهم بفتح الباب بهدوء .. دلفت للداخل واتجهت ناحية الشرفه ثم بسطت يدها لتقبض على ستائرها تجذبها يمينا ويسارا لينبعث ضوء الشمس عبر الزجاج ثم أدارت مقبض باب الشرفه تفتحه لتتسلل نسمه صباحية تداعب الفتيات النيام تحسهم على الاستيقاظ....
زينه وفجر فتاتان فى عامهما الأخير بالمرحله الثانويه .. ذوات جمال جذاب بملامح هادئه كأمهم ..
زينه التوأم الأول متوسطة الطول ذات بشره حليبيه .. عينيها بنيه .. شعرها كستنائى فاتح كوالدتها طوله لمنتصف ظهرها .. روحها مرحه تتمتع بحس الدعابه.. مشاغبه تفقدك صوابك من تهورها .. عفويه لا تتكلف ولا تتصنع .. متقلبة المزاج .. ردود أفعالها غير متوقعه .. لا تطمح فى مستقبل دراسى عالى همهما الوحيد أن ترتبط وتعيش قصة حب أفلطونيه...
استفاقت هنيه من تأملها للفتيات ودنت منهم تربت على ظهرهم وهتفت بصوت حنون
تخصرت ووقفت تنظر لهم بحنق وهم مازالوا على وضعهم بالفراش يغطوا فى النوم....
هتفت بانزعاج
يعنى أهون عليكم نسيبونى محتاره كده...
مازال النعاس مسيطر على عينيها أعتدلت فى رقدتها تسند رأسها على مخدع الفراش ثم رفعت يدها تجمع شعرها فى كعكه فوضيه حتى يتثنى لها رؤوية وجهه والدتها
هتفت زينه بتكاسل
قولي يا أمي حضرتك عاوزه مننا إيه وسبينا ننام شويه لحد ما يوصل وهتلاقينا قدامك ...
عقبت
هنيه بسخط
لا يا حلوه أنتى والكسلانه التانيه دى .. قوموا اختاروا معايا العبايه اللي هقبله بيها......
بمهادنه أردفت فجر
يا مامتي يا حبيبتي مش أحنا اشترينا عبايات كتير إمبارح وكلهم هيجننوا بابا .. البسي أى واحد فيهم....
بمدح وإثناء على ملابس والدتها شاركت زينه اختها الرأى وأدعمتها مؤكده
ياماماتى أنتى فى كل حالاتك قمر وموزه وخصوصا كمان أنك اختارتيهم نفس الألوان اللي بيحبها بابا.....
بتوجس ونبره قلقه هتفت هنيه
ماهو بصراحه أنا خاېفه مش يحبني فيهم ويزعل مني ....
استوعبت صدمة كلامها وجحظت بعينيها ثم رفعت إبهامها وهتفت بتحذير
ساعتها هموتكم من الضړب ....
تطلعت الفتيات لبعضهن يتبادلا النظرات بريبه من حدة والدتهم لتغمز زينه ل فجر بطرف عينيها ونهضا من فراشهم حاوطا هنيه من على الجانبين ثم احتضناها بحب هاتفين
إحنا منقدرش على زعلك ياهنون
خرجت زينه من أحضان أمها تحثها على السرعه نظرا لاقتراب موعد قدوم أبيهم هتفت بتحفيز
طب يالا بسرعه يدوب تلبسي ونحط ليكي ميك أب خفيف عشان عقل سعد يطير خالص......
عقبت فجر مازحه
يا لهوى لو طنط مكيده هنا وشافتك انا متأكده إنها هتولع في نفسها...
تزين ثغر الفتيات بالابتسامه الماكره ولم يتمالك ثلاثتهم حالهم ليغوصوا فى موجه من الضحك لتقوم كلا منهم بدغدغة والدتها بطريقه طريفه هاتفين
أبسط يا هنون هتبقى عروسه النهارده ...
بسعاده ضحكت هنيه على أفعال بناتها وبعد قليل من الوقت هدءت وتيرة تنفسهم التى زادت بفعل الضحكات الصاخبه واستقاموا ذاهبين مع والدتهم لغرفتها لتجهيزها لتكون فى استقبال أبيهم بعد غياب دام لأيام بسبب سفره....
دلف ثلاثتهم للغرفه لتذهب زينه للدولاب تقف أمام الضلفه الوسطى لتفتحها على مصراعيها وأخذت تتنقل بين مشاجب الملابس لتختار لوالدتها عباءه مناسبه....
قفزت زينه بحماس مردفه
ياسلام هو ده.. اللون النبيتي هيبقي عليكي طلقه يا مامتي وبابا بيحبه جدا ......
تابعت فجر بزهو من جمال والدتها
وأنا هعملك ميك أب خفيف يظهر جمالك اللي بيسحر سعد الراوى .....
همت هنيه تخطو باتجاه الضلفه التى يوجد بها ملابسها الداخليه هاتفه باستعجال
طب ماشى بس أخلصي أنتى وهي علي ما أخد شور بسرعه...
القت عليهم تعليماتها وفرت تهرول لداخل غرفة الحمام تنعش جسدها بشاور يعيد حيويتها لاستقبال ملاذها......
أمسكت زينه بعباءة والدتها وقوست ثغرها على جانب تصفع خدها بضربات خفيفه هاتفه بتهكم
العبايه على أمك رهيبه طالعه فيها موزه وأبوكي هيقلب عليها وهي هتزعل مننا .....
لكزتها فجر فى كتفها لتبادلها نظرة مرحه فخورة بعشق أبيهم لأمهم هاتفه بتباهى
أبوكي بينسي الدنيا لما يشوفها في العادى .. فمبالك لما يشوفها وهي موزه كده .. أنا متأكده أنها هتعجبه.....
سمعت فجر صوت إغلاق صنبور المياه أشارت بأصبعها على فمها وهتفت تحثها على الصمت
بس اسكتى لحسن هي شكلها خلصت وخارجه .. يالا قومي هاتى لها الشوز اللي بكعب عالي الجديد اللي اشتريناه امبارح......
خرجت هنيه لتسمع اخر كلمات ابنتها لتهتف بحنق
كمان كعب عالي ده أنتم عايزين سعد يخلص عليا .. ربنا يستر من أخرت المشى ورا كلامكم....
همت وبسطت يدها وأخذت العباءة من علي الفراش وارتدتها تحت مشاكسة الفتيات ومرحهم على وجنتيها المتخصبه بالحمره وكأنها عروس حديثة العهد بالزواج ...
بأيد مرتجفه بدأت تمشط شعرها وقلبها يكاد يخرج من صدرها من شدة خفقانه أصبحت قدميها كالهلام لم تستطع أن تمكث واقفه جذبت مقعد التسريحه وجلست عليه تكمل تصفيف شعرها ...
بينما
فجر ابنتها أخذت تختار لها لون الروچ المناسب وتنسق لها الحجاب الذى يلائم عبائتها ثم همت تقف أمامها تزينها بلمسات رقيقه وتستعدل لها وضعية الحجاب وبعد قليل من الوقت انتهت لتترك لها المجال أمام المرآه لتشاهد نفسها...
تطلعت هنيه للمرآه بريبه من شكلها هاتفه
حلو كده يا بنات ولا أخف الروچ شويه لحسن سعد يزعل....
بتحذير أسرعت