سجن العصفورة كامله
في مرآة السيارة الامامية حين تلتقي اعيونهم فيها ... وخلال تلك الخمسة ايام ايضا لم تبدل فيهم فستان حسنيه عنها في كل زيارة كانت تذهب فيها اليه ...
نورت البيت يا بابا الحمد لله انك بخير
هبه استقبلت سلطان علي باب المنزل ..اوصله للداخل اثنان من موظفي الشركة وهبه اوصلته لسريره...
علي الرغم من انه خرج من المستشفي لكن سلطان حاله لم يكن علي مايرام وكأن سنوات عده اضيفت لسنوات عمره السبعة واربعون...
شغلت نفسها بالتركيز علي صحة سلطان وتعافيه وركنت خۏفها وقلقها في جانب مظلم من عقلها...
اخيرا وصل يوم الحسم... هبه تفوقت بامتياز.. مجموع درجاتها يتخطى ال 97 ...
مضى شهران منذ النتيجه وهبه قبلت في كلية الهندسه وسلطان اصر علي الحاقها بجامعه خاصه علي الرغم من مجموعها الكبير الذى كان يمكنها من دخول أي جامعة حكومية تريدها.... الفصل الدراسي الاول سوف يبدأ مع بداية الاسبوع القادم ... مشكلة هبه الابدية الاسئله التى بلا اجوبه..
منذ خروج سلطان من المستشفي لم يخرج من غرفته الا نادرا ...حتى انه لم يستطع الذهاب الي عمله.... ورفض العوده لاجراء العمليه علي الرغم من ضغطها عليه مرار...كان عنيد للغايه وفشلت في اقناعه حتى انها فكرت في اللجؤ الي ادهم البسطاويسي فلربما يقنعه...لكنها جبنت وتراجعت ستحاول هى مره اخري ....كانت تستعد للدهاب اليه وتحضر الكلمات التى سوف تقنعه بها كى يجري العمليه عندما ابلغتها الماس انه يريد رؤيتها فورا في غرفته ....
بابا بعد اذنك حضرتك طلبتنى ... انا كمان كنت عاوزه اتكلم معاك في موضوع....
سلطان اشار لها بالدخول ....جلست بجانبه واخذت يده بين يديها في حنان...
بابا معلشي بس انا زى ما انت عارف هدخل الكليه قريب...والكلية يعنى ما فيهاش زى موحد زى المدرسه انا هعمل ايه.. كمان انا عمري ما خرجت لوحدى هروح ازاي
سلطان جذبها اقرب اليه وقال بضعف ... هبه سامحينى انا عملت اللي عملته عشان مصلحتك ...اوعي تكرهينى في يوم من الايام ...هبه انا بحبك وخفت عليكى ...لولا اللي انا عملته كان زمان عبده اخدك منى ...وجهه اصبح ازرق بلون مخيف...
بابا مش مهم اي حاجة انا مسامحاك ...مهما عملت انت في نظري اعظم اب....
سلطان اصر علي الكلام ... هبه اسكتى ما فيش وقت ... لازم تعرفي منى الحقيقه .. لازم اعرف انك سامحتينى قبل ما ام وت... بكل العزم الموجود في الدنيا سلطان ضغط علي نفسه من اجل ان ينطق بالحقيقه صوته كان مهزوز متقطع...
هبه ...هبه سامحينى ...الحقيقة الوحيدة اللي لازم تعرفيها انك...انك...زوجة ادهم البسطاويسى من سنتين...سلطان اخيرا ارتاح من الکابوس المخيف ...اخيرا تحرر...مع اخر حرف نطقه ... اللون الازرق في وجهه اختفي وتبدل بلون ابيض باهت وتحجرت عيناه....
هبه صړخت بأعلي صوت لديها... بابا....
صدمة مت سلطان غطت علي اي صدمة اخري حتى صدمة اعترافه الرهيب لها..... ربما اعتقدت ان سلطان اختلس من رئيسه... اما ان يكون زوجها اليه فذلك شيء لم تتوقعه علي الاطلاق
في اسوء كوابيسها ومع ذلك لم تهتم حاليا سوى بسلطان الذى فقدت عيونه بريقهم
الماس سمعت صړاخها ...وطلبت الاسعاف .... ولكن عند وصول المسعفين ابلغهوها بما كانت تعرفه بالفعل ... البقاء لله
كلمتين سوف يغيروا حياتها للابد ...رددت لنفسها باڼهيار .. بابا م١ت ...بابا م١ت
اه يا والدى الحبيب ...لطالما عشت من اجلي... لم يفكر في نفسه يوما كان دائما يفكر بها....
هبه حبست نفسها في غرفتها ليومين كاملين ...رفضت رؤية اي حد ... ففي النهاية من لديها ليعزيها او حتى ليهتم ...
هبه فكرت بمرارة ...لقد اصبحت وحيده في العالم ...وحيده لتواجه مصيرها.... بمفردها لتواجه خبر زواجها بدون علمها اورضاها
بالتأكيد والدها كان لديه اسباب قويه لتزويجها دون علمها لرجل عجوز... ادركت مدى عڈابه خلال الفترة السابقه لكتمانه السرعنها..اخيرا علمت سبب نظرات الالم في عيونه وعلمت ايضا سر الترف الذى انتقلت اليه .. الترف كان الثمن الذى قبضوه من بيعها الي ادهم البسطاويسى
في حياتها لم تري ابدا وجه ادهم البسطاويسي....زوجها
لكن بحسبة بسيطة توقعت سنه فسلطان يعمل لديه