رواية كامله
وهي الآن ستقبل بالزواج من رجل وقبل أن تأخذ هذا القرار ډمرت مبدأ العشق لديها فهي هدمت الثقة بينهم قبل أن تبدأ ! .
ربما انكسار قلبها جعلها على استعداد أن تسير وتدعس على كل القلوب فقد كانت وفية ومخلصة لدرجة سببت لها الآلم فيما بعد ورغم وفائها فلم يتردد في تلويث مفهوم العشق على أنه ثقة بعد خيانته لها جعلها تفقد الثقة في أي رجل أي كان .. فقدت الثقة ولكن مازالت تحبه وهذا هو سبب زواجها !! .
انفتح الباب ودخلت أمها وهي تحمل على يديها ملابسها المغسولة ووضعتها على السرير أمامها وقبل أن ترحل أوقفها صوت ابنتها وهي تنده عليها فالتفتت وقالت
_ هي طنط هدى مردتش عليكي ولا حاجة
ابتسمت الأم بسعادة وعادت فورا لتجلس بجانبها وتهتف بتلهف وحماس
_ ردت كلمتني الصبح بدري وقالتلي إن زين موافق
________________________________________
وصلى استخارة ومرتاح الحمدلله وبعدين ميوافقش إزاي ده انبهر لما شافك هو حد يشوف القمر ده ويرفض بس .. ما علينا إنتي موافقة صح
_ موافقة ياماما بس مش عايزة أعمل خطوبة ياريت نخليها كتب كتاب علطول أو فرح
اختفت ابتسامة والدتها فورا وطالعتها بريبة شديدة واندهاش ثم قالت
_ فرح إيه ده اللي علطول .. إيه اللي انتي بتقوليه ده ياملاذ
هتفت بحدة بسيطة ونبرة تحمل الألم
_ زي ما سمعتي ياماما أنا خلاص کرهت حاجة اسمها خطوبة .. يانكتب كتب الكتاب وبعديها ناخد فترة قليلة لغاية ما نعمل الفرح يانعمله علطول وأنا كدا كدا مش ناقصني غير حجات بسيطة جدا في جهازي وابقى أكملها بعدين
_ إنتي هبلة يابت يعني هروح أقول للراجل مثلا بنتي مش عايزة خطوبة وعايزة جواز علطول ليه ارملة ولا مطلقة
_ مش يمكن يكون هو كمان عايز كدا خصوصا إن كان باين عليه التدين والاحترام
اكملت الأم صياحها وكان هذه المرة پغضب عارم
_ اكتمي يابت أنا هكلم هدى وأقولها إنك موافقة عشان ياجوا ويتقدموا رسمي قدام أخوكي وأبوكي وهنعمل خطوبة على الأقل شهر أو شهرين حتى
في مساء ذلك اليوم ......
ترجلت من السيارة الأجرة أمام منزل متهالك وقديم في منطقة مهجورة ومرعبة وتلفتت حولها بارتيعاد جلي وهي تتوسل لربها بأن يحفظها ويحميها فهي جاءت لهذا المكان مترددة ولكن بداخلها يقين أن ربها لن يتركها
بمفردها في وضع كهذا .
بدأت أصوات نباح الكلاب تتعالى ومع كل صوت يصدر جسدها ينتفض بړعب ثم أخذت تقدم قدم وتأخر الأخرى پخوف حقيقي من الذي ينتظرها بالداخل بالرغم من انها أخذت احتياطتها ولكنها لا تأمن شرور هذا الحقېر الذي ابتزها بصورها وأخيرا تقدمت نحو الباب وطرقت الباب ولحظات قصيرة وجدت شابا يبدو أن في بداية الثلاثينات يفتح لها وقسمات وجهه صارمة ومرعبة بالإضافة إلى ندبات وجهه البسيطة بالسکين جراء شجارات وبلطجة معروفة بين هؤلاء النوع من البشر وبمجرد رؤيته لها ابتسم بخبث فازداد يقينها أنه هو الحقېر الذي يخفي صورها وهتفت فورا بڠصب عارم
_ إنت عايز مني إيه !
_ ادخلي طيب يامزة ونتكلم جوا على رواق
تلفتت حولها بنظرات مرتعدة ثم عادت بنظرها إليه وقالت بحدة لا تليق ببراءتها ولطافتها التي تظهر أمام جميع الرجال عن طريق قسمات وجهها
_ لا أنا مش هدخل قول إنت عايز إيه عشان تمسح الصور بتاعتي
_ عايزك
قالها بفظاظة وجراءة شديدة فتقهقرت هي للخلف في ړعب حقيقي وفي هذه اللحظة أدركت أنها أخطأت أكبر خطأ في حياتها بالمجئ له بمفردها ولكن ارتفاع صوت ضحكته الرجولية والمستفزة وهو يجيبها لم تهدأها بل اخافتها أكثر
_ إنتي فهمتي إيه لا أنا مبحبش العڼف والشغل ده .. أنا عايز نبقى صحاب وحبايب مؤقتا يعني وبعدين نشوف هنعمل إيه ولعلمك ده مش اختياري ده إجباري
لا زالت قلقة وخائڤة ففضلت الانسحاب فورا وعندما حاولت الهرب قبض على ذراعها وقال مبتسما بلؤم
_ رايحة فين بس هو دخول الحمام زي خروجه تعالي ادخلي هنتكلم شوية ونتعرف على بعض
سحبت يدها من بين براثن يده وقالت بصوت مرتعش
_ لا أنا اتأخرت وماما قاعدة في البيت وحدها مينفعش أسيبها كتير وحدها
_ ماشي يامزة هصبر عليكي معلش تتعوض بس خايكي فاكرة الصور يعني عشان متفكريش تتجاهلي اتصالاتي أو كدا
لم تجيبه وفقط هرولت إلى الخارج تستقل بسيارة الأجرة الذي أتت بها إلى هنا وهي تحاول التفكر