الأحد 24 نوفمبر 2024

ساره مجدي

انت في الصفحة 12 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

السيئه 
كان مصطفى الذي يجلس على الاريكه الكبيره فى مواجهه 
الشرفه ينظر الى ظهرها و داخله احاسيس مختلفه مختلطه بين 
حزن ڠضب رفض و ضيق و اكثر ما يشعر به هو الذنب و تأنيب الضمير و احساسه انه مشارك فى كل ما يحدث و انه من اسباب حدوثه ايضا
بسبب صمته و موافقته على كل ما حدث و قام به والده عدم وقوفه امام اخيه و منعه من كل تلك الاخطاء و التمادي فيها 
يلوم نفسه انه لم يأخذ موقف حازم معه يجعله يعود الى رشده و صوابه 
حتى لو كان ذلك عكس ايراده والده 
اخذ نفس عميق و وقف على قدميه ليقترب منها و استند بذراعيه على سور الشرفه و هو يقول 
تفتكري لسه هندفع تمن سكاتنا على كل اللى حصل و لا خلاص كده 
نظرت اليه و عيونها تملئها الدموع رغم نظره التحدي التى ترتسم بوضوح و يراها و كأنها تتحداه ثم قالت 
غلط اخوك انا و ولادى ملناش دعوه بيه يا مصطفى و لو حكمت اطلق غسان و نوار و يوسف و عائشه هعمل كده و مش هتأخر 
لتجحظ عيناه من الصدمه لكنها لم تهتم به و لصډمته و دلفت الى الغرفه مباشره الى الحمام و اغلقت الباب خلفها بقوه لينظر الى السماء و هو يدعوا الله ان يمر القادم على خير 
يكفى ما حدث و تكفى كل تلك الخسائر حتى الان 
صعد بركات الى غرفته بعد ان غادر الجميع كل فى اتجاه يشعر ان قدميه لا تحملانه جسده بأكمله يأن الما لا يجد بداخله الطاقه لفعل اى شىء حتى استنشاقه للهواء اصبح صعب و ثقيل يعلم انه قد اخطىء و ابني فى حق دلال و بناتها و اخطىء فى حق العائله التى ټنهار امام عينيه واكتشف ان ما قام به لم يحافظ عليها لا كانت اول خطوه فى الاڼهيار و الضياع الذي سيحدث 
حين دلف الى غرفته لم تعد قدماه تحملانه ليسقط ارضا فاقدا للوعي دون ان يشعر به احد 
فى عمق ظلام غرفتها و بجانب خزانتها تجلس ارضا فى تلك المساحه الضيقه تضم ساقيها الى صدرها دموعها ټغرق وجهها و عيونها جاحظ فى الفراغ عيونها تصور لها كل مشاهد حياتها منذ وعت على تلك الحياه 
بكاء والدتها كل ليله و صوتها الذي لا يفارق اذنها مشاكلها مع والدها اهانته لها فى كل وقت وحين و التقليل منها امام العائله او فيما بينهم 
ذكرياتها لمشاهده والدها بين احضان الغانيات كلماته البزيئه لوالدتها و وصفها بأقذر الصفات 
و حين قټلها لم يهتم لم يكترس و كانها مجرد حيوان قد قټله بالخطىء و لن يحاسبه احد عليه 
و كلمات جدها و صمته على ما حدث و كذلك صمت باقى العائله كان اكبر دليل على ذلك 
و حفر داخل عيونها و عقلها مشاهد عوده والدها كل يوم يترنح غير قادر على الوقوف و لو لثوان قليله ثابتا دون ان يهتم باسم العائله الذى من اجلها ضحى جدها بحياه ووالدتها و حقها 
تبكى امان افتقدته تبكى حياه طبيعيه حلمت بها و لم تشعر بها يوما 
كما كانت ترى عائلات اصدقائها دائما تجد والدهم يغرق عليهم من حنانه و عطفه يضمهم الى صدره يحميهم بحياته و عمره 
حرمها من ان تكون انسانه طبيعية قادره على الحب و العطاء قادره على ان تكون عائله سويه 
شهقت بصوت عالي و هي تغمض عينيها تتذكر كل مواقف راغب معها و حبه لها الواضح دون جدال دعوه الدائم الا مشروط لكنها ابدا لا تستطيع ان تستأمنه على قلبها و حياتها 
احنت راسها خبهئها بين ذراعيه واضعه جبينها فوق ركبتيها تبكى بصوت عالي تشعر و كانها تكاد تفقد صوتها من علوا صريخها لكنها لا تسمع صوتها و لا يصل الى مسامعها من الاساس لا يغادر حنجرتها 
هى تصرخ بداخلها فقط 
رفعت راسها تمسح دموعها يظهر يديها و عيونها يرتسم فيها التحدي ابدا لن تصرخ بصوت عالي لن يكسرها احد و لن تسمح بذلك هى لن تتراجع ابدا لن تتزوج يوما لن تربط حياتها برجل صنع و خلق من الغدر و الخيانه لن تنجب اطفال يعانون كما عانت هى لن تتزوج راغب و ليفعل ما يحلو له 
غادروا ذلك المكان يتلفتون حولهم بحذر شديد حتى لا يراهم احد صعدوا الى السياره و غادروا المكان سريعا 
غير منتبهين لكاميرات المراقبه الموجوده فى المكان كنظام امني يخص المنطقه بالكامل
اشرقت شمس اليوم التالي على تلك العائله وكل منهم فى واد لا احد يعلم شىء عن الاخر 
بعد عوده الاخوه الثلاث الى البيت كل ذهب الى غرفته مباشره مكتفين بالصمت فلا يجد اى منهم اى كلمات تليق بما يمرون به 
حين شعرت نوار برجوعهم اعتدلت و اغمضت عينيها تدعى النوم ليقف هو عند باب الغرفه المغلق يستند اليه بظهره ينظر اليها و بداخله ڼار مشتعله لن يستطيع ان يطفئها او يتخلص منها بعد اليوم سوف تكون رفيقته طوال حياته و النتيجه الحتميه و النهائيه له هى خساره كامله مهمها كانت النهايه 
تحرك الى الحمام يأخذ حمام بارد عله يهدئه و يستطيع النوم رغم تأكده انه قد فقد راحته للأبد 
حين دلف من باب الغرفه وجدها تقف امام النافذه بنفس ملابسها اخذ نفس عميق يحمل الكثير من الخۏف و القلق و الهم ايضا 
اقترب منها ليضمها من الخلف لتغمض عينيها بقوه و انحدرت تلك الدمعه التى تمسكت بعدم اظهارها طوال تلك الليله الصعبه 
لم يتكلم و لم تتكلم لكنه كان يشد من ضمھا الى صدره و كانت هى تتشبث بيديه اكثر 
و كانهم يعدون بعضهم بدون حديث ان يتماسكوا امام طوفان الايام القادمه 
راجين من الله ان يمر على خير دون ان يهد هذا البيت فوق رؤسهم جميعا 
كانت رقيه كعادتها تشرف على ترتيب طاوله الطعام و يجلس زوجها فى مكانه 
الحزن الصمت و البرود يغلف البيت بأكمله 
و كأن سحابه سوداء تقف فوق البيت الكبير تجعل الظلام يحاوطه من كل الاتجاهات 
كان اول المنضمين اليهم يوسف و عائشه الذان جلسا بصمت بعد ان القيا الصباح بخفوت 
بعد عده دقائق حضر غسان و هو مقطب الجبين لتقول رقيه بتحفز 
هى مزعلاك 
نظر اليها غسان باندهاش و عدم فهم و قال بحيره
هى مين 
مين يعنى غير مراتك اللى مش عارفه تجبلك حته عيل لحد دلوقتي 
قالت رقيه كلماتها بعصبيه شديده و صوت عالي فى حين نظر اليها مصطفى پصدمه تشابه صډمه يوسف و ڠضب عائشه التى لم تتحدث بشىء ليضرب غسان فوق الطاوله و هو يقول 
اااااممممممممي 
لتصمت رقيه تنظر الى ابنها پصدمه حين قال 
نوار خط احمر نوار ملهاش دعوه باللي حلم عملته و لو انت شايفه حلم غلطانه فأبنك كمان غلطان 
و اعتدل ينظر اليها بسخريه و فرد ذراعيه جانبه و هو يكمل 
كلنا غلطانين اصلا احنى
اللى شوفنا الغلط و سكتنا عليه لحد ما بقينا شبه الغلط نفسه و نسينا نفسنا 
كان راغب يقف اعلى السلم يستمع لكلمات اخيه بوجه خالي تماما من اى تعابير و كآن ما يقوله اخيه لا يعنيه من قريب او بعيد 
رغم اندهاش يوسف من كلمات اخيه و حالته الغريبه الا انه يؤيد كلامه بشده 
وقبل ان تجيبه رقيه بشىء سمعوا صوت صرخه عاليه ليركضوا جميعا الى الاعلى ليجدوا بركات ممد ارضا و حلم تجلس بجانبه على ركبتيها ليخرج يوسف هاتفه يتصل بالاسعاف فى نفس اللحظه ينحنى ليرى نبض جده 
لېصرخ فى محدثه طالبا منه سرعه الحضور 
فى خلال دقائق كانت العائله بأكملها تقف فى رواق المستشفى 
على ثلاث مجموعات الفتيات الثلاث يقفون فى مكان بعيد صامتون الدموع متحجره داخل عيونهم و بداخل كل منهم افكار كثيره بين الخۏف القلق البرود و الامبالاه 
و كان غسان و راغب يقفون جوار باب الغرفه التى بداخلها جدهم و معه يوسف صامتون ايضا و كل منهم عيونه باتجاه غسان ينظر الى وجه نوار الباهت الحزين بأسف و ندم كبير لكن لا مجال الان للتراجع فوالدته بحديثها اليوم جعلته بطلها الخارق الذي يضحى من اجلها بسعاده خاصه مع تلك النظره التى شاهدها فى عيونها حين الټفت على صوت صرخه حلم و وقعت عينيه على نوار التى تقف خلف راغب جعلته يشعر و كأنه بطل من ابطال الروايات انقذ حبيبته من بين براثن الوحوش 
و راغب ينظر الى النافذه المفتوحه امامه بشرود يفكر فى كل ما يحدث لكن من وجه نظر جديده تماما وجه نظر تحمل الكثير من الڠضب و كسره الروح و الكرامه قلب ممزق اصبح يرى الحياه سوداء بعد ما كان يراها ملونه بالوان قوس قزح المميزه و المبهجة 
و كان الصمت ايضا الرفيق الثالث لرقيه و مصطفي الذي يلوم نفسه بشده على انشغاله بافكاره و زوجته و اولاده عن والده الذي كان بحاجه له و لم يستطع ان يطلب المساعده او ان ينجده احد 
كانت رقيه سارحه فى افكارها تنظر الى الفتايات بعيون سارحه تتذكر وقت مقټل دلال و كيف كان حضنها و بين ذراعيها هو الملجىء و الامان لهم كانت هى تشعر بهم بناتها التي كانت تحلم ان ترزق بهم 
لا تعلم ماذا حدث لكل هذا و لا تعلم كيف القى احمد تلك اللعنه على العائله باكملها 
مر الكثير من الوقت كان القلق يتصاعد و لكن الصمت هو المسيطر على الجميع رافضين حتى محاوله كسره بأي شكل 
كانت حلم جالسه مكانها منذ حضرت لا تتكلم لكن التحدي يرتسم داخل عيونها بشكل واضح و يراه الجميع و لو كان راغب نظر اليها و لو صدفه كان قټلها بيده المجرده خاصه و قلبه الخائڼ مازال ينبض بحبها و يرفض غيرها ساكنا له 
لكن عقله كرامته رجولته و كبريائه يرفضها تماما و دون رجعه 
خرج يوسف من الغرفه و خلفه الاطباء الذى لم يقف اى منهم و لو حتى لثوان قليله اقترب الجميع من يوسف ما عدا راغب و حلم الذان ظلا فى مكانهما ينظران الى ما يحدث بعين بارده 
طمني يا ابنى 
قالها مصطفى بقلق و خوف ليخفض يوسف راسه ارضا لتتوقف القلوب خوفا و وقفت حلم تنظر الى يوسف بنظره حاده كذلك راغب الذى اقترب خطوه باندفاع ثم وقف من جديد مكانه ينتظر كلمات يوسف 
الذى لم يتأخر كثيرا و قال 
جلطه فى المخ 
ليشهق الجميع پصدمه و ترنح مصطفى فى وقفته ليدعمه غسان سريعا ليكمل يوسف كلماته 
و علشان متلحقتش عملت
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 24 صفحات