السبت 30 نوفمبر 2024

ساره مجدي

انت في الصفحة 14 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

جنه امامها و قالت بابتسامه واسعه 
اكيد لان دى اول مره تجيلي خير يا حلم خوفتينى
ابتسمت حلم لصديقتها الوحيده التى اصبحت على وشك ان تخسرها للباقى من عمرها  
لكن راغب يستحق و ايضا جنه تشعر انها مزدوجه الشخصيه من اين لها كل ذلك الكره للرجال و من اين ترى ان راغب يستحق صديقتها الوحيده و يستحق ايضا ان تعيش الباقي من حياتها دون صديقتها المقربه
اذا كان هذا احساسها لماذا رفضته هل هى حقا بحاجه للذهاب الى الطبيبه النفسيه 
رمشت عده مرات حتى تخرج من افكارها المتخبطة و قالت بابتسامه واسعه 
جايلك عريس 
وقفت جنه و قد اقتربت عينيها من بعضها بشكل كوميدي و وضعت يديها على موضوع خافقها و هى تقول 
عريس ليا اني بتتكلمى چد يا خاله 
ضحكت حلم بصوت على و مدت يديها تمسكها و تعيدها لتجلس من جديد و قالت 
يا ابنتي بطلي هزار بقا و اسمعي للاخر 
وضعت جنه يديها على فمها و اومئت بنعم لتقول حلم مباشره و بشكل سريع و كأنها تلقي الكلمات لا تلقيها 
راغب ابن عمي عايز يتقدملك 
بجد يا حلم بجد
قالتها جنه بسعاده كبيره و عدم تصديق لتنظر اليها حلم باندهاش و صډمه لتقول جنه بحالميه
من اول مره شوفته و انا معجبه بيه جدا جدا بس قولت اكيد أنت و هو هتتجوزوا زى اخواتك و اخواته علشان كده عمري ما اتكلمت عن مشاعري 
لتضحك حلم بصوت عالي رغم ذلك الحزن الواضح فى عيونها واصبح جزء لا يتجزء منها ثم قالت 
انا و راغب عمرنا ما كنا لبعض هو اخويا الكبير و بس 
مدت يدها تمسك يد صديقتها و قالت باستفهام 
ها اقوله ايه بقا 
نظرت جنه ارضا و ابتسمت بخجل لتتجمع الدموع داخل عيون حلم لكنها وقفت سريعا و هى تقول بثبات واهي 
خلاص حددي معاد مع عمو و طنط و بلغيني علشان ابلغه 
لتقف جنه امامها تضمها بقوه و قالت بحب و صدق 
شكرا حقيقي يا حلم انت جبتيلي احلى خبر فى حياتي 
ربتت حلم على ظهر صديقتها و تحركت تغادر منزلها سريعا قبل ان ټخونها عيونها و انحدر تلك الدموع من عيونها و تلك الډماء من قلبها جلست داخل سيارتها تبكى بصوت عالي 
الم قوي ينحر روحها و قلبها لكن عقلها يلومها عما تفعل ينبهها ان ما تقوم به صحيح مئه بالمئه 
كان ينظر الى الهاتف و تلك الرساله المكرره 
انت فين طمني عليك 
نفخ الهواء بضيق شديد ثم قرر ان يجيب على تلك الرساله حتى يطمئن راسلها و يريحه راسه لبعض الوقت 
انا كويس بطل تبعت رسايل انا مرتاح بعيد عنكم 
تجلس فى غرفتها لا تشعر ان بداخلها طاقه لمواجه اى من افراد العائله 
لا تستطيع الوقوف بجانب اختها الذي يتم ذبحها بدم بارد دون ان يحاول اى فرد افراد العائله الدفاع عنها او انقاذها 
حتى هى تشعر من داخلها انها مقيده بسرها الكبير و ذنبها التي لم تكترفه و لم يكن لها ذنب فيه 
دلف غسان الى الغرفه ينظر اليها و الذنب ېقتله ببرود خاصه بعد حديث والدته الثقيل عن رغبتها فى ان يذهب هو و زوجته الى الطبيبه ليجدوا حل فى موضوع الانجاب اقترب منها و جلس بجانبها يريد ان يدخلها داخل قلبه يخبئها ان الجميع حتى نفسه 
رفعت عيونها تنظر اليه و الدموع تلمع داخلهم ليقترب منها يضمها الى صدره بحنان ثم قال 
انت الدنيا و ما فيها يا نوار انت كل حاجه و اى حاجه 
قبل وجنتها و اكمل قائلا 
انا بحس انك بنتي حبيبتي و بتمني احبسك جوه قلبي و اضيع المفتاح علشان متخرجيش منه و احميكى من عيون الناس 
رفعت عيونها اليه و يدها تحاوط معدتها الفارغه و قالت پألم و قهر و كلماتها المتقطعة تنحر روحه 
انا انا أنت 
ليعود لضمھا من جديد و انحدرت تلك الدمعه الحبيسه بعينيه و قال 
انسي اى حاجه انا مش عايز حاجه من الدنيا غيرك انت و بس يا نوار مش عايز غيرك أنت و بس
لتضمه بقوه و هى تبكى بصوت عالي و كأنها تتمنى ان تخترق صدره و تدلف الى داخله تختبىء من كل هذا الۏجع و الالم و الخۏف 
غير واعيه ان بداخله كل الۏجع و اساسه و انه هو سبب كل ما يحدث معها 
غادر غرفته و توجه الى غرفتها بعد ان تأكد انها بمفردها حين دلف اليها وجدها تغمض عينيها و تريح راسها على الكرسي و كأنها في عالم اخر يشعر بالم قوي داخل قلبه من اجلها خاصه و هو يرى ذلك الالم الذي يرتسم على وجهها الضيق و الخۏف 
ابتسم باشفاق و هو يفكر انها لم تجد الفرصه حتى تفرح بحملها ان تشعر بالسعاده و الراحه و لو قليلا لولا انه يثق فيها كطبيبة نسائيه لطلب منها متابعه الحمل مع اى طبيب اخر 
جلس على ركبتيه كعادته معها حين يحب ان يشافيها و لكنه امسك يديها يقبلها لتفتح عيونها تنظر اليه بابتسامه صغيره فقال بهدوء 
انا خاېف عليكى اوى ايه رايك نروح المستشفي و نكشف عليكى و نطمن 
ربتت على يديه بحنان و قالت 
متقلقش يا يوسف انا كويسه و ابننا كما بخير و كويس متقلقش 
انحنى يقبل يديها من جديد ثم قال 
انا عارف ان
كلنا عارفين يا يوسف كلنا عارفين و مفيش في ايدينا حاجه نعملها للاسف 
قاطعته و هى تقول بحزن شديد لينفخ
الهواء ببعض الضيق ثم قال 
للاسف العند بيقلب كل الموازين و بيحول الحب لكره و الصديق لعدوا 
اومئت بنعم فى نفس اللحظه التى طرقت المساعده الباب و دلفت و هى تقول 
مدام امال وصلت 
لتلاحظ وجود يوسف و جلسته ارضا لتشعر بالخجل و غادرت سريعا 
ليضحك يوسف بصوت عالي ثم وقف على قدميه و هو يقول
هروح مكتبي خلي بالك من نفسك
اومئت بنعم ليقبل راسها و غادر الغرفه و دخلت مدام امال لتقف عائشه حتى تفحصها تاركه خلفها كل تلك المشاكل رغم انها لا تتوقف عن التفكير فى كل ما يحدث 
حين وصلت الى البيت كانت الافكار تعصف بقلبها و عقلها و روحها 
كانت تشعر و كأنها ريشه صغيره فى مهب الريح لا تستطيع التحكم فى حياتها رغم انها تعي جيدا ان كل ما يحدث معها نتيجه قرارتها التى اتخذتها 
لكنها تعود و تلوم والدها و جدها و كل من شاهد الظلم الذي وقع عليها و على اخوتها و والدتها دون ان يحركوا ساكنا 
ترجلت من السياره و حين التفتت وجدته يقف هناك بالقرب من سيارته مكتف اليدين ينظر اليها بقوه و ڠضب مستتر داخل عيونه التي تحول فيها بريق الحب الى برود و لن تكذب ان قالت انها ترى الكره واضح دون مواراه عيونه التي لم تنظر لها طوال حياتها الا بالحب و الخۏف واللهفه الان تنظر اليها بكره واضح و رغبه قويه فى الاڼتقام و هى افتح له الابواب حتى ينتقم 
اقترب خطوه و اخرى يسير ببطىء شديد و كانت خطواته تترك اثرها على قلبها و كأنه لا يسير على الارض اثر يؤلم و يجرح و لن تكذب ان قالت ان تلك الچروح تنذف و تشعر بدماء المهدورة 
وقف امامها مباشره و قال ببرود
بشريني يا بنت عمي جنه وافقت 
ظلت تنظر اليه بصمت عيونها تنظر الى عمق عينيه تبحث عن ذلك الحب القديم لكنه قد اختفى اثر تلك الاهانه و تعلم ان له كل الحق 
اخفضت عونها ارضا و قالت بهدوء كاذب 
هتحدد معاد مع والدها و هتعرفني و هبقا ابلغك 
و كادت ان تتحرك من امامه حين قال هو ببرود جعل جسدها ينتفض و كأن الحياه تفارقها دون رجعه 
شكرا يا بنت عمي ان شاء الله اردها ليكى يوم فرحك 
واقترب منها مره اخرى و هو يقول بجانب اذنها بصوت بارد كصقيع القطب 
بس يارب يكون حد كويس كده زى جنه جنتي 
و غادر مباشره بنفس خطواته الواثقه الثابته دون ان يلتفت خلفه و لو لمره واحده لتنحدر تلك الدمعه الحارقه و التى اصبحت رفيقتها المقربه فى الفتره الاخيره و التي تخبرها و بوضوح انها الخاسره الوحيده وكم هى ضعيفه عكس ما تتخيل  
كانت تشبه الامۏات صامته لا تتحدث مع احد تشاهد ما يحدث حولها بصمت عيونها دائما تملئها الدموع و الانكسار كلمات حماتها الجارحه كلما اجتمعا و وقوف غسان امام والدته الذي يريد الامور تعقيدا يجعلها تشعر ان هناك شىء غامض فى الامر 
لم تعد تحتمل و هى ترى اختها على تلك الحاله 
اقتربت منها و جلست بجانبها على تلك الاريكه الخشبيه تحت تلك المظله الكبيره مكانها الثابت منذ اكثر من اسبوعان 
مدت يدها تضعها على يد اختها المستريحه على الاريكه لتنظر اليها نوار بعيون خاويه كسيره يملئها الكثير من الخۏف و الضياع لتقول عائشه پخوف حقيقي 
فى ايه يا نوار مالك يا حبيبتي قوليلي اللى تاعبك كده انا اختك و سرك انا خاېفه عليكى بجد قوليلي كل اللى جواكي و سرك فى بير 
انحدرت دموع نوار دون ان تستطيع التحكم بها لتضمها عائشه بقوه و هى تقول بقلق حقيقي 
مالك يا نوار فيكى ايه يا حبيبتي 
لم تعد تحتمل اكثر من ذلك تريد ان يشاركها احد فيما تحمل داخل قلبها من خوف و ضياع 
بدأت فى سرد كل ما حدث معها و يحدث و كلمات غسان و التحاليل و كل شىء تعيشه بمفردها و بصمت 
كانت عائشه تستمع اليها و هى تشعر بالزهول و الصدمه وقالت بعدم تصديق 
ليه غسان مش عايزني اكشف عليكى و ليه تروحوا لدكاتره تانيه غيري 
كانت نوار فى حاله ضياع غير واعيه لكلمات اختها و لا حالتها لكن عائشه انتبهت من افكارها على حاله اختها لتعود تضمها من جديد بحنان و همست بحنان 
اهدي يا نوار اهدي انا جمبك و معاكى و مش هسيبك ابدا اهدي يا حبيبتي اهدي 
مرت الدقائق و هم على نفس وضعهم حتى هدأت نوار تماما لتبعدها عائشه قليلا عن احضانها و حاوطت وجهها بيديها و نظرت الى عيونها بقوه و قالت 
نوار خلينا نتفق ان الكلام اللى حصل دلوقتي يفضل بينا بس اوعى تقولي لغسان ماشي 
ظهرت علامات الرفض على وجه نوار لتقول عائشه سريعا 
خلينا بس ما نتكلمش فى اى حاجه دلوقتي و بعد فرح راغب نشوف هنعمل ايه ماشي 
ظلت نوار تنظر اليها بصمت و لكنها اومئت بنعم لتقول عائشه من جديد 
نوار اوعى غسان يعرف انى عرفت حاجه ماشي 
اومئت مرة اخرى بنعم وعيونها تتوسل اليها ان تساعدها لتعود
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 24 صفحات