السبت 30 نوفمبر 2024

ساره مجدي

انت في الصفحة 15 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

عائشه لضمھا من جديد و قلبها يتلوى الما عليها و تقول بصدق 
انا مش هسيبك ابدا ابدا و جمبك و معاكي 
بعد مرور شهر وخلال تلك الفتره كان التحول الكبير فى معامله راغب لحلم من منتهى اللين و الحب لمنتهى القسۏه و الاهانه اصبح يتعامل معها كما يتعامل مع باقى افراد العائله ولكن بكثير من التجاهل و بطريقه الاوامر حتى موعد عرسه على جنه 
كان يقف امام طاوله الزينه ينظر الى نفسه و هيئته ببدله العرس و رغم المه و حزنه ان اليوم عرسه و العروس ليست حلم 
و لكن ما ذنبها تلك الفتاه عليه ان يكون عادلا ان لا يظلمها ان لا يرى حلم بعينه القديمه خاصه و انه فى كل زياره لها يرى و بوضوح فرحتها و سعادتها به 
و ايضا هناك داخل عيونها حب كبير و لولا خجلها و حيائها لصړخت بذلك الحب بصوت عالي كما قالت له ذات مره 
تعرف يا راغب انا عمري ما تخيلت انك تكون شايفني اصلا عمرك ما بصيت عليا و لو نظره واحده بس يمكن دى اكتر حاجه شدتني ليك تقيل كده و كاريزما 
لم يستطع ان يجيب على كلماتها سوا بأبتسامه صغيره جعلت وجنتيها تتلون بحمره الخجل و هى تظن انه ينظر لها بحب 
كل ما يحدث يخلق بداخله سعاده كبيره و شهوه الاڼتقام التي تزداد بداخله و تتصاعد مع شعوره بحب صديقه حلم المقربه المحبوبه من الجميع الغارقه فى عشقه و تتمنى رضاه دائما خاصه مع فرحه والدته بها بشكل كبير بسبب معامله جنه لها بحب و احترام و تقدير كبير ايضا دون ان تتخلى عن مرحها الذي يجعل الجميع يتعامل معها بسعاده و اظهارها لحبها له امام والدته التي تراها العوض و خير عوض 
رغم الحزن الواضح فى عيون نوار و نظره اللوم فى عيون عائشه الا انهم لم يتحدثوا معه بلوم او عتاب 
اغمض عينيه لثوان و هو يتذكر اخر مره نظر الى عيونها كان يتمني ان يرى داخلهم الحلم القديم نظره حب و لو خاطفه 
لكن كان يرى عيونها كمرأة زجاج خاويه من الاحساس و المشاعر و كأنها جسد خالي من الروح خاصه و انه كان يعلم من جنه ان حلم معها فى كل خطوه تساعدها فى شراء اغراضها و قد حجزت لها فى اكبر مركز تجميل كهديه 
الڼار تشتعل داخل قلبه ټحرق روحه و لا يجد ما يطفئها 
طرقات على باب غرفته ثم دخول اخويه بابتسامه واسعه و هم يغنون 
مبروك عليك يا معجباني يا غالي يا غالي عروستك الحلوه قمر بيلالي 
ابتسم ابتسامه واسعه لكنها ابدا لم تصل الى عينيه كان يوسف يرى الحزن الساكن داخل عينيه و الذي يحاول بكل طاقته اخفائه عن الجميع 
اقترب منه يوسف يعدل له ياقه البدله و هو يقول 
مبروك يا عريس جوازه العمر يا حبيبي و ربنا يسعدك 
ربت راغب على كتف اخيه و هو يقول 
الله يبارك فيك يا حبيبي 
اقترب غسان و هو يقول ببعض المرح 
هتشرفنا النهارده و لا ايه النظام 
ليضحك يوسف و راغب بصوت عالي و اقترب يوسف من غسان و هو يقول بمشاغبه 
يا ابني اديله من خبرتك ده بردوا اخوك الصغير 
ليقترب راغب منهم و هو يقول 
كل واحد يكفى نفسي و يحتفظ بنصايحه لنفسه مش محتاج حاجه منكم 
خبره انت و فاهم شكلك كنت بتلعب بديلك يا واد انت من ورانا 
قال يوسف بشك و حاجب مرفوع لينظر اليه راغب بحاجب مرفوع ثم تركه و توجه الى طاوله الزينه مره اخرى 
لينظر كل من غسان و يوسف لبعضهما البعض بحزن رغم سعادتهم بزواج اخيهم الصغير الا ان البيت بأكمله يشعر بالتوتر و القلق و يخيم عليه الحزن المستتر 
خاصه و هم يعرفون جيدا احساس اخوتها و يرون حزنهم رغم تماسك حلم و الذي يعلم الجميع انه كاذب 
انتهى راغب من التأكد من كامل مظهره ثم الټفت الى اخويه الذان ينظران له بقلق و حزن يحاولن اخفائه خلف تلك الابتسامه المتصنعه 
تحرك هو فى اتجاه الباب ليقول غسان بحيره
لسه بدري يا ابني انت رايح فين دلوقتي 
نظر الي غسان و قال بأقرار 
رايح لجدي 
شعر كل من يوسف و غسان بكم الالم الموجود داخل قلب اخيهم لكن ماذا بيدهم الان العند هو العامل المشترك الوحيد فى كل تلك الالام التى ترافق العائله منذ سنوات و ليسامح الله من كان السبب فى كل ذلك 
يجلس على الاريكه الكبيره ينظر اليها و هى تضعك بعض من مساحيق التجميل التى تزيدها جمالا دون مبالغه خاصه مع ذلك الفستان الاسود الذي يظهر جمالها على استحياء و داخل عينيه الكثير من قصص العشق و الحب الكبير الذي لم ينقص
يوما بل يزيد مع الايام 
كانت تتابع نظراته لها المعجبه و العاشقه و ذلك يجعلها تشعر بنفسها تلك الفتاه الصغيره التى كانت تنتظر حبيبها خلف نافذه غرفتها لتراه و هو يمر من اسفل منزلها مع اصدقائه و يرفع عينيه دون ان يلاحظه احد الى نافذتها و يبتسم ابتسامه صغيره 
و لكن الان و رغم انها تكاد تقسم بحبه لها مازال كبير و قوي كما كان سابقا الا ان الحزن سكن عينيه و بدأت تشعر ان كتفيه قد تهدلا بسبب كثره الهموم و الحمل الثقيل الذي القي فوق عاتقه منذ سنوات و يدفع ثمنه الان هو و كل ابناء هذه العائله 
نظرت الى عمق عينيها فى المرآه و هى تقول ببعض الضيق 
راحت فين رقيه القديمه الرقيقه الى قلبها كان يساع الكل ايه القسۏه اللى شيفاها جوه عنيا دى دى مش رقيه اللى انا اعرفها دى حد تاني خرجت من افكارها على صوته و هو يقول 
سرحانه فى ايه يا رقيه 
رفعت عيونها اليه و قالت 
ابدا مش مصدقه ان راغب اخيرا هيتجوز و يطمن قلبي عليه
اومىء بنعم و اكتست عينيه بالحزن لتترك ما بيدها و توجهت اليه و جلست بجانبه و هى تقول بقلق 
ايه يا مصطفي معقول فى يوم زي ده تكون مضايق كده 
نظر اليها و قال 
اجلي اجابه اسئلتك دى لبعد الفرح يا رقه مش عايزين نتخانق 
اخفضت عيونها ارضا و اخذت نفس عميق ثم قالت 
اتكلم يا مصطفى خرج كل اللى فى قلبك رقه هتسمعك بقلبها 
ابتسم لها بحب ثم اخذ نفس عميق و اخرجه بهدوء ثم قال 
انا فرحان ان ابني هيتجوز و يستقر و يبني عيله لكن كمان صعبان عليا حلم الحزن اللى بتحاول تداريه انا حاسه و شايفه احنى شفناها و هى بتعاني بعد مۏت امها و محدش فينا اتحرك يحاول يساعدها ابويا و قراره ان احمد مايخدش جزائه على كل اللى حصل و استمراره فى تعذيب البنات نفسيا بتصرفاته الغلط و اهماله الصمت قدام كل اللى بيحصل هى غلطت فى حق راغب صحيح لكن هى كمان موجوعه ازاى احاسب طير مدبوح على انه غرقني بدمه 
كانت تستمع اليه و بداخلها احساسان مختلفان احساس يؤيد كلماته و يرى صحتها و احساس اخر يرى مصلحه اولادها فقط احساس اناني تعلم لكن ماذا تفعل فى قلب الام الذي لا يرى سوا مصلحه ابنائها فقط 
اكمل مصطفى كلماته 
احمد غلط لكن احنى كمان مشاركينه الغلط كلنا بندبح فيهم بدون رحمه من غير ما نحس او واعين مش عارف بس كلنا راكبنا الذنب من ساسنا لراسنا 
لم تعقب على كلماته و لم تجد ما تقوله فهى وعدته ان تستمع اليه بقلب رقه لا بعقل رقيه 
وقف على قدميه يقول بقلق اكبر 
اصلا احمد فين من يوم اللى حصل و هو مختفي و محدش عارف عنه حاجه رغم ان بعده راحه للجميع الا انى قلقان عليه و غيابه ده مخوفني 
وقفت هى الاخرى و وضعت يديها على كتفه و قالت بأقرار 
هو مش قال انه مع اصحابه ده ماخفش على بنته اللى وقعت قدام عنيه من على السلم تخاف انت عليه ليه يا مصطفي 
للاسف اخويا الوحيد يا رقيه 
اجابها بصوت مخټنق و عيون يملئها الحزن ثم توجه الى الحمام الخاص بالغرفه و اغلق الباب خلفه ظلت هى تنظر الى الباب المغلق ثم نفخت الهواء ببعض الضيق ثم قررت الذهاب الى غرفه عائشه حتى تساعدها اذا احتاجت المساعده فى ارتداء ملابسها فهى حقا قلقه عليها بشده تلاحظ شروطها المستمر و صمتها ايضا و لا تعلم ما بها 
وقف امام باب غرفه جده يمسك بمقبض الباب يحاول ان يتغلب على ذلك الاحساس القوي بالڠضب 
الذي يتصاعد بداخله يجعله يرغب فى الركض خارج اسوار ذلك البيت و عدم العوده من جديد ان يلقى كل ذلك الالم و الۏجع خلف ظهره و يأخذها معه و من الممكن ان يضربها بشىء قوى على راسها حتى تنسى كل ما مضى و كان و تبدء من جديد معه بصفحه بيضاء خاليه من كل ذلك الۏجع 
خرج من افكاره و هو يأخذ نفس عميق حتى يبعد تلك الافكار التى تنهش روحه و قلبه و طرق الباب ثم فتحه و دلف ينظر الى جده الذي اصبح لا حول له و لا قوه يجلس على سريره دون حركه 
اقترب راغب من السرير و جلس جواره صامت لعده ثوان ثم قال بابتسامه ساخره 
النهارده فرحى يا جدي بس مش حلم لا انا هتجوز صحبتها 
صمت لثوان ثم قال و الدموع تتجمع فى عينيه 
النهارده المفروض اموت قلبي القديم و احط مكانه قلب جديد يحب جنه علشان مبقاش خاېن و جبان هى ملهاش ذنب فى كل اللى بيحصل ده 
نظر الي جده و قال ببعض العصبيه
بس قولي اعمل كده ازاى ما انت خلتنا كلنا نتعامل بظراير من غير احساس و لا مشاعر قولى ازاى اشيل حلم من جوه قلبي و احط مكانها جنه 
رفع راسه للاعلي و هو يقول 
جنه اللى بتتمنى ليا الرضا ارضا بتتمني انها تسعدني و تفرحني بتتمني نظره حب و رضا قولي اعمل ايه 
قال اخر كلماته بصوت عالي و الدموع تنحدر من عينيه يشاركه جده بدموعه غير قادر على قول اى شىء و لا مساعده حفيده و كيف يساعده و هو فى تلك الحاله و من الاساس هو سبب كل ذلك العڈاب هو المذنب الكبير 
ظل راغب ينظر اليه يشاهد معالم الحسره و الالم ترتسم بوضوح على ملامحه الذي ترك الزمن عليها علاماته دون رحمه و الدموع تسيل فوقها مثل المياه
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 24 صفحات