ساره مجدي
ليقول بعملية
المړيضة عندها كدمات قوية فى ظهرها و التواء فى الذراع الأيمن و شرخ فى الكاحل الأيسر
بعض الراحة ظهرت على ملامح يوسف و عائشة التى قالت باستفهام
الكدمات دى فى منها أى مشكلة
لأ يا دكتور الموضوع ان شاء الله بسيط هى بس محتاجة الراحة و هكتبلها على مرهم للكدمات و ان شاء الله هتكون بخير
أجابها الطبيب بهدوء و توضيح لتومئ بنعم ليشعر الباقى ببعض الراحة أيضا إلا أن راغب قال بقلق
أبتسم الطبيب بعملية و قال مأكدا
طبعا حمدالله على سلامتها
غادر الطبيب لتتحرك رقيه و خلفها الفتاتان و خلفهم باقى العائلة ليجدوها نائمه على ذلك السرير البغيض يدها اليمنى تختبئ داخل ذلك الضمادة البيضاء و كذلك قدميها يلتف حولها الجبس
شعر راغب پألم قوى داخل قلبه و غصه فى حلقه تجعل الدموع تتجمع داخل عينيه يحجبها بقوة كبيرة أقتربت نوار و عائشة من أختهم الصغيرة و ألتفت باقى العائلة حول السرير لتفتح حلم عيونها تنظر إليهم بجمود و كأنها لا تراهم أو كأنها بمكان آخر و ترى شئ تكره بشده
حمدالله على سلامتك يا حبيبتى خوفتينا عليكى
لم تجيب بشىء و كأنها لم تستمع إليها من الأساس و بعد عدة ثواني أغمضت عينيها لايعلمون من أثر الأدوية المسكنة أم هى تريد الهروب منهم جميعا
كان الجميع صامت و كأن على رؤسهم الطير لا يجدون كلمات يقولونها أو تفسير و تبرير
وقف مصطفى و هو يقول موجها حديثة إلى يوسف
خد مراتك و روح يا يوسف دى حامل يا إبني و مش حمل تعب
لتقول عائشة سريعا
أنا كويسة يا عمي مش هقدر أمشى و أسيب حلم لوحدها
قالت نوار بإقرار
روحى يا عائشة كلام عمى صح و أنا هفضل معاها هنا
قومى يا عائش لازم حد يرتاح علشان كلنا نقدر نهتم بيها
أومئت بنعم ليقترب يوسف من جده و قال
قوم يالا يا جدي روح معانا
فى تلك اللحظة تحرك راغب ليجلس أرضا فى إحدى أركان الغرفة و من موقعة يستطيع أن يراها جيدا كان الجميع يشعر بقلقه و خوفه و لكن لا أحد يستطيع التحدث أو قول أي شىء
يلا يا مصطفى أنت و غسان روحوا أنتوا كمان
أنا هفضل معاكم علشان لو أحتاجتوا أى حاجة
قال غسان موضحا سبب رغبته فى البقاء لتنظر رقيه إلى راغب وقالت
أخوك موجود معانا معتقدش أنه هيرضى يروح
أومىء غسان بنعم و أقترب من نوار و أنحنى يقبل رأسها و قال
أتصلى بيا لو أحتاجتي أى حاجة أومئت بنعم مع إبتسامة صغيرة ليغادر مع والده و جده عادت رقيه تجلس فى مكانها على الأريكة و نظرت إلى ولدها الذى لم يحرك ساكنا عيونه ثابتة على حلم
إذا كانت حلم قد أغلقت حياتها فما ذنب إبنها
لو تعرفى حسيت بأيه وقت ما شوفتك وقعه على الأرض قلبى وقف كنت ھموت يا حلم أنا مستعد أقتل عمي لو ده هيرجعك للحياة و يفرحك و يخليكى تنسي كل إللى حصل زمان لو تعرفى يا حلم أنت عندي أيه و شايفك إزاى و بتمني تكوني ليا علشان أسعدك و أفرح إزاى كنت نسيتي الماضى و إللى حصل و عمى و كنت نسيتي كل الدنيا يا حلم
كان عقله يفكر فى كل هذا دون أن ينطق بحرف واحد كان يتمني أن ېصرخ بكل ذلك الكلام لتسمعه هى و الجميع الدنيا تسمعه أيضا
و كانت هى فى عمق أحلامها ترى نفسها الحاكم و بيدها صولجان و هذا الصولجان قادر على تحويل كل الرجال إلى تماثيل مشوهة الشكل و كانت هى تدور فى كل الشوارع و حين تلتقي برجل توجه إليه الصولجان و تحوله إلى مسخ مشوه تمثال سيء الشكل يكره الجميع النظر إليه
حتى قد أنهت جميع الرجال وقف أمامها راغب ينظر إليها بحب صادق تراه بوضوح لكن تغلب كرهها و حقدها و هيئة چثة والدتها على ذلك الحب الكبير الواضح أمامها لترفع الصولجان و قبل أن يتحول أنتفضت من النوم تصرخ بصوت عالي جعلت جميع من معها بالغرفة ينتفض خوفا تحول لړعب بسبب نظرتها لراغب
وصل أحمد إلى بيت حسن ليجدها تقف هناك بجسدها الممشوق و فستانها الأزرق الذي يظهر مفاتنها لعينيه بجمال و إغراء و رقه حين وقف أمامها لتصعد إلى الكرسي المجاور له و أبتسمت و هى تقول
هاي يا بيبي
أهلا ياقلب البيبي
و قبلها على وجنتها بحب لتقول هى بدلال
هنروح على فين يا بيبي
أدار محرك السيارة و هو يقول
على الشالية بتاعي فى الساحل و ده يا قلبي بقى محدش يعرف عنه أى حاجة
داعب وجنتها بأطراف أصابعه و أكمل باستفهام
بس مقولتيليش عملتي أيه فى عدنان
إبتسمت و هى تسترخي على الكرسي وقالت
متقلقش هو كمان مسافر عنده شغل غيري
و ضحكت بصوت عالي ثم قالت
ياااااه يا أحمد أخيرا نرتاح شوية من عدنان و الكبارية و الزباين
نظر إليها بابتسامة صغيرة و قال
أوعدك اليومين دول هيبقوا بالعمر كله
أعتدلت تمسك يده و قبلتها بدلال و داعبت باطن يديه بأنفها ثم قالت
متعرفش محامي يكون شاطر كده يطلقني من عدنان
نظر إليها باندهاش ثم قال
أول مره أعرف إنك عايزة تطلقي من عدنان
وضعت يديه على وجنتها و بدأت فى إغماض عينيها كقطة صغيرة يداعب صاحبها فروها الكثيف بدلال ثم قالت بصوت يحمل الكثير من الحزن و البكاء المصطنع
أنت عارف يا أحمد عدنان بيعمل فيا أيه و بيجبرني على أيه بعدين أنا مش بحب غيرك و مفيش حاجة بتمناها فى حياتي قد أنى أعيش قربك أنت الشخص الحنين إللى بيحبني و بېخاف عليا
أقترب منها يقبل جبينها سريعا ثم عاد بنظره إلى الطريق و هو يقول
نوصل يا قلبي و نتكلم براحتنا و أوعدك أنفذ كل إللى أنت عايزاه
أبتسمت بدلال و أغمضت عينيها و أراحت رأسها على الكرسي باسترخاء ثم فتحتها تنظر إليه بحب ثم ضغطت ذر مشغل الموسيقى و رفعت الصوت على أقصاه و بدأت بالتمايل على النغمات و تغني معها بصوتها الذي يخترق كل حواسه و يصل إلى قلبه مباشرة ناسيا ربه الذى يراه يفعل الفواحش و يمارس الژنا و ناسيا أبنته التي ټصارع المۏت و ناسيا أسم عائلته التى أصبحت فى الوحل
ظلت حلم تصرخ پهستيريا كبيرة و راغب يحاول تهدئتها بمساعدة والدته حين خرجت نوار سريعا تنادي الطبيب و حين كان يحاول راغب إمساك يديها تزيد فى صړاخها حتى قالت رقيه بصوت عالي
أبعد يا راغب أبعد
ليتراجع إلى الخلف مزهول من صړاخ والدته عليه و لكن الحالة التي عليها حلم لا تسمح الأن لأى عند أو إظهار أى مشاعر أو حب
تراجع إلى مكانه الذى كان يجلس فيه لكنه ظل واقف ينظر إليها بعيون حزينه مټألمة
دلف الطبيب و مساعديه و طلبت الممرضة من الجميع أن يغادروا الغرفة لكن راغب ظل واقف مكانه لا يريد التحرك
يشعر بالخۏف يرى الخسارة أمام عينيه يريد أن يقترب منها ېصرخ فى وجهها لماذا ترفضين حبي لماذا لا ترحمين قلبي الذى يتسول حبك و يرجوا قربك و يتمنى وصالك
ظل واقف فى مكانه و الطبيب يحاول السيطرة على حالة حلم و إعطائها حقنه مهدئة حتى بداء صوت صړاخها فى الهدوء و بدأت كلماتها تتضح
بكرهك بكرهك هو إللى قټلها هو إللى قتلني
خرج الطبيب من الغرفة ليلحق به راغب رغم أن جسده و روحه لا يريدان مفارقة جانبها
وقفوا ثلاثتهم أمام الطبيب الذى قال بأقرار
أنا مش فاهم سبب للى حصل بس من الواضح أن المړيضة بتعاني من أنهيار عصبي أنا أديتها مهدئ و أما تفوق هبعت لها الدكتورة النفسية من الواضح أنها محتاجة مساعدة
صمت إدراك وفهم و نظرة أخرى من رقيه لولدها تذكره بما أخبرته به سابقا
صاحى و لا نايم
لا نايم يا ست الكل و روحى هى إللى بتكلمك
أجابها بمرح أضحك رقيه و هى تدلف من الباب و أغلقته خلفها و هى تقول
عايزة أتكلم مع أبني شوية ينفع
جلس جوارها على الأريكة و أنحنى يقبل يديها و هو يقول
هو أنا أطول يا ست الكل تحت أمرك طبعا
ربتت على كتفه و هى تقول بحب كبير
ربنا يبارك ليا فيك و فى أخواتك
صمتت لثواني كان هو ينظر إليها و بداخله يشعر أن ما تريد التحدث عنه يخص حلم و أنهم على وشك المشاجرة ككل مره لكنه اليوم سوف يتحاور معها يحاول أن يوصل لها مشاعره و يوضح لها ما بداخل عقله من أفكار تجاه حلم
نظرت إليه رقيه و قالت
أنا عارفة إنك عارف أنا عايزة أتكلم فى أيه
أومىء بنعم لتقول من جديد
طيب و أخرتها يا راغب
أخذ نفس عميق و أعتدل ينظر إليها و قال و عيونه تظهر مدى حبه و ۏجع قلبه
عارف إن الطريق لقلبها صعب و يمكن الكل يشوفه مستحيل بس قلبي مصدق أنى هوصل عقلي بيطمن روحى و بيقولي كمل
أخفض رأسه ينظر أرضا ثم أكمل قائلا
تعرفي يا أمي أنا ساعات بفكر أيه إللى خلى عمي كده و محدش من عيلتنا زيه و بعدين أرجع و أقول لنفسي طيب ما يمكن أنا أكون زيه فى يوم من الأيام
و أرجع ألوم نفسي
أعتدل ينظر إليها من جديد و قال
خليني أحاول للآخر يا أمي
أنا فاهمة كل إللى أنت بتقوله يا أبني بس أنا أم و عايزة أطمن عليك
قالتها رقيه ببعض الأستسلام
ثم قالت
بس أنا عايزة أقولك أن مفيش أمل من حلم و أنت بتجري ورا السراب و مصدق أنه حقيقة
ثم وقفت لتغادر الغرفة و كان ينظر إليها حتى وقفت عند باب الغرفة و نظرت إليه و بقلب أم قالت
ربنا يروق بالك يا إبني و يسعدك
عاد من أفكاره ينظر إلى والدته و لفت نظره أن نوار تجلس على إحدى الكراسي تبكى
فنظر إلى أمه باستفهام لترفع كتفيها بلا فائدة
يقف أمام النافذة الكبيرة ينظر إلى تلك الأرض الواسعة أمامه بأشجارها العالية الكثيفة و اللون الأخضر المنتشر فى كل مكان ينظر إلى ذلك الظلام الذى بداء ينتشر فى كل