أنا لها الشمس
له من انتفاضة شديدة تابعتها رعشة لذيذة سرت بجميع جسده وكأنهما يثوران عليه فبرغم انه كابر وعاند شعوره بعدما اتخذ قرار البعد إلا أن عينيها لم تفارقه وكأن لها سحرا تلبسهوعلى العكس بدلا من ان ينساها استفحلت مشاعره تجاهها لدرجة جعلت من طيفها ملازما له كظله أينما ذهب ذهبتأما هي فقد حضرت بدعوة من نيلليالتي قررت الإحتفال بيوم ميلاد إيثار بطريقة مختلفة ليظل راسخا بعقلها حيث قامت بدعوتها بصحبة عائلة أيمن لتناول العشاء بمطعما فاخر وبعدها انضموا للإستمتاع بإحدى حفلات دار الاوبرا المعروفة بالرقيتطلعت إلى تلك المرأة النبيلة التي تشملها بعطفها الدائم هي وصغيرها في محاولة نبيلة منها بتعويضها للاسرة التي افتقدتها لتقول بنبرة ممتنة
ابتسمت لتجيبها بحنو ظهر بصوتها
إيه متشكرة دي كمانإنت زيك زي لارا ومفيش فرق بينكم
ابتسمت لارا لتقول بنبرة حنون
كل سنة وإنت طيبة يا إيثو
شكرتها لتقول سالي بنبرة حماسية
بعت لك هديتك على البيت يا إيثار علشان صندوق كبير ومكنش ينفع اجيبه معايا هنا
أفتن عليك وأقولها على الهدية
لتصيح الاخرى محذرة
بطلي سخافة يا لاراأحلى ما في الهدية مفاجأتها
واسترسلت بابتسامة وهي تتطلع على إيثار
يارب تعجبك
اثنت عليها قائلة بعرفان للجميع
ليه تعبتي نفسكبجد كتير عليا اللي بتعملوه معايا ده كله
زفر أيمن ليقول پتعنيفا مفتعل كي يعفي عنها الحرج
ابتسمت بإحراج ليقول أحمد بنبرة هادئة
إسكتوا بقى علشان العرض هيبدأ
ثم التف يتطلع إلى إيثار وهو يقول بابتسامة هادئة
كل سنة وإنت طيبة يا إيثار
وحضرتك طيب يا دكتور...قالتها بسعادة لتنظر أمامها بعدما خففت الإضائة إستعدادا للبدأ خرجت الفرقة التمثيلية ليبدأ العرض الشهير عرض باليه بحيرة البجع
نظر والده نحو الإتجاه الذي اشار ناحيته نجله ليهز رأسه بموافقة ويتحرك الاخر بالممر إلا أن وصل لمقصده كانت تلتزم الصمت التام وجسدها متخشبا تنظر تحت قدميها من جراء ما حدث لتنتفض من جديد حين استمعت لصوته يأتي من خلفها فقد وقف خلفها مباشرة ليقول بصوت رزين واثق
مساء الخير
مساء النور...رددها الجميع ليتحدث إلى أيمن
منور الاوبرا يا أيمن بيه
ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا سيادة المستشار...نطقها أيمن ليجيبه فؤاد بلباقة
هي مفاجأة حلوة وغير متوقعة
واسترسل وهو يشير إلى البلكون المتواجد به عائلته
أنا كنت قاعد انا والباشا والعيلة ولقيت حضرتك مع عيلتك قولت لازم اجي أسلم
نظر أيمن إلى علام ومال برأسه بتحية ردها الأخر ليلقي السلام على نيللى وأحمد وأشار بتحية صامتة ل سالي ولارا وجاء دور سلام تلك التي اشرفت على لفظ أنفاسها الاخيرة من شدة توترها ليقول بصوت بات هادئا
إزيك يا أستاذة إيثار
الحمدلله...نطقتها بجمود عكس ما يدور بداخلها من توتر وارتباك لا تدري سببهما ليلتف إلى أن وقف امامها وبكل بسالة تحدث دون خجل
أنا أسف عارف إن الموضوع عدى عليه وقت طويل بس أنا مدين ليك باعتذار قدام الكل
واستطرد تحت ذهولها وذهول الجميع من موقفه
ياريت تقبلي أسفي
إبتلعت لعابها من هيأته التي تنطق بالرجولة والبسالة ومازادها تلبكا هي عينيه التي تشملها وكأنها ټحتضنها بالكاد استطاعت إخراج صوتها لتقول بنبرة تبدو متوترة
حصل خير يا سيادة المستشار...نطقتها بهدوء ليقاطعها معترضا
اللي حصل مكانش خير خالصأنا فقدت أعصابي في اليوم ده وكان لازم أكون اهدى من كده بس صدقيني أنا كنت متضايق علشانك مش منك
كانت تستمع إلى كلماته الاسفة بصوته الواثق أما عن عيناه فلا تسألنيفقد كانت تفيض حنانا ممزوجا بالإعتذار مما أدخلها بحالة لا تحسد عليهاتوترت لتبتعد بعينيها وهي تقول
متشكرة لذوقك
لم تستطع نطق اكثر من كلتا الكلمتان لتضع نيللي كفها على خاصتها وهي تبتسم لها بحنان وسعادة لأجل كرامتها التي ردت إليها بعدما سلبت امامهم
مالت سالي بجانب أذن لارا لتهمس باستغراب يرجع لعدم علمهما بما حدث
إنت فاهمة حاجة من اللي بتتقال!
رفعت الفتاه كتفيها للأعلى وهي تمط شفتاها للامام بعدم معرفة لتسترسل الاخرى بمشاكسة
سيبك إنت من الحوار ده وخلينا في البرنس اللي واقف قدامنا بذمتك مش شبه أبطال الأفلام الفرنسية القديمة
سخيفة... نطقتها باستخفاف لترد الاخرى
يا بنتي ده قمر فرصة كبيرة بلاش تضيعيها من إيدك
أما أيمن فتحدث بمشاكسة لمديرة مكتبه
أظن دي أحلا هدية إتقدمت لك النهاردة في عيد ميلادك.
هو عيد ميلادك النهاردة... إجابته بهزت رأس ونظرات خجلة ليسترسل بنبرة هادئة
كل سنة وإنت طيبة
متشكرة لذوقك...قالتها بصوت خاڤت لتتحدث نيللي
إحنا خارجين النهاردة نحتفل بيهايعنى كلنا هنا النهاردة على شرف الإستاذة إيثار
ميرسي بجد يا مدام نيللي ربنا يخليكم ليا...كلمات نطقتها بعيني متأثرة مع إبتسامة جذابة سړقت بها لب ذاك الواقف يتطلع على حسنها بإنبهار.
مش تسلم على لارا بنت الباشمهندس أيمن يا سيادة المستشار...جملة نطقتها سالي لينتبه ويتطلع عليهما لتسترسل بابتسامة هادئة
شكلك مكنتش تعرفها
أهلا وسهلا... نطقها وهو يميل برأسه للفتاة برسمية قابلتها الاخرى بابتسامة هادئة وهي تلكز زوجة اخيها بفخدها ليسترسل مستئذنا
العرض دقايق وهيبدأ أسيبكم تستمتعوا بيه
واسترسل بلباقة وهو يمرر عينيه على الجميع
اتمنى لكم سهرة سعيدة
وتوقف ببصره فوق عينيها ليكمل بابتسامة حنون
مرة تانية كل سنة وإنت طيبة
أومأت بملامح وجه زادتها كلماته العطرة نورا وابتهاجا
انسحب عائدا لمكانه ليبدأ العرض بالمواصلة بعد إنتهاء الإستراحة ليتابعاه كلاهما بقلوب ومشاعر مختلفة عن ذي قبل فقد بات يتطلع عليها بنظرات أقوى لتسحب هي عنه بصرها بخجل إلى ان انتهى الحفل وذهب الجميع إلى وجهته بعدما شكرت
إيثار عائلة أيمن على هذا اليوم الجميل والمميز وعاد كلا منهما يفكر بالأخر وتوقعت أن يهاتفها لكن خاب ظنها.
عصر اليوم التالي
كانت تجلس بصحبة عزة والصغير داخل الشرفة يتحدثون سويا فاستمعوا لرنين جرس الباب لتنهض عزة متجهة صوب الباب وبعد قليل استمعت لصوت تلك المزعجة يناديها فاتجهت للخارج لتجد رجل يحمل إحدى باقات الزهور النادرة تمعنت بوجه الرجل باستغراب لتهتف عزة قائلة
واحد جايب ورد وبيقول علشانك
علشاني أنا!... نطقتها باستغراب ليسألها الرجل باهتمام
حضرتك الأستاذة إيثار غانم الجوهري
أيوا أنا...رد عليها
فيه هدية وبوكية ورد علشانك
قطبت جبينها واقبلت عليه تسأله
مين اللي باعتهم
اجابها بعملية
معنديش معلومات بس الكارت مكتوب عليه
أخذت الكارت وقرأت ما عليه وكان كالأتي
برغم إنك عملتي معايا اللي مفيش مخلوق في الكون قدر يعمله ومع ذلك مقدرتش أفوت مناسبة مهمة زي دي كل سنة وإنت طيبة مع تحياتي شرشبيل
إبتسامة عريضة ارتسمت لتزين ثغرها تحت استغراب عزة التي هزتها لتسألها بفضول
مين اللي باعت لك الورد
استفاقت من حالة الهيام التي سحبتها كلماته داخلها لترد على عزة
هقول لك بعدين
تنهدت لتقول للعامل بجدية
أنا أسفة لتعبك بس أنا مش هقدر أقبل الهدية ياريت ترجعها لصاحبها
أجابها بجدية
مش هينفع يا افندمإحنا مجرد شركة توصيل ملناش علاقة باللي بعت الهدية ولا عندنا أي معلومات عنهيعني لو حضرتك رجعتيني بالاوردر مش هعرف أرجعه لصاحبه
زفرت لتسأله بحدة
والحل!
رفع الرجل كتفيه للاعلى ليقول بهدوء
اتفضلي حضرتك استلمي الاوردر وإبقى رجعيه لصاحبه بنفسك
زفرت بضيق لتقول لعزة
خدي منه الحاجة ودخليها جوة يا عزة
قدم لها الوصل لتضع إمضائها عليه ثم ناولته بعض النقود ليرحل لتلج للداخل من جديد لتجد عزة ممسكة بذاك الصندوق الملفوف بشريطا صغير باللون الاحمر زفرت بعمق لتسألها عزة مستفسرة
مين اللي باعت لك الحاجات دي يا إيثار!
اخذت نفسا عميقا وأخرجته بهدوء وهي تقول
وكيل النيابة اللي كان ماسك قضية كريم الله يرحمه
قطبت الأخرى جبينها وهي تسألها باستغراب
ووكيل النيابة يبعت لك هدية بتاع إيه!
لتشهق وهي تتحدث وكأنها تذكرت
مش ده اللي كان بيكلمك من ييجي تلات أسابيع ساعة ما خدتي التليفون واتسحبتي وكلمتيه من أوضتك!
هي إيه الحكاية بالظبط متفهميني يا بنت عم غانم!.. نطقت كلماتها الاخيرة بغمزة من عينيها لتزفر الأخرى بضيق وهي تقول
هيكون إيه اللي بينه وبيني بعقلك يا ست عزة
واستطردت پألم وهي تتذكر الفارق الإجتماعي الكبير بينهما
ده راجل مستشار قد الدنيا وأبوه يتعد من أبرز رجال الدولة ده غير عيلته الكبيرة
واسترسلت بصوت مخټنق بالدموع
تفتكري إيه اللي ممكن يجمعه ببنت عم غانم الغلبان
هتفت سريعا بتفاخر
فشړ ده أنت ست البنات كلهمووكيل النيابة ده لو لف الدنيا كلها لا هيلاقي في عقلك ولا أخلاقك ولا طيبة قلبك
استمعت لصوت رنين هاتفها لينتفض قلبها حين رأت رقمه الخاص لتبتسم تلقائيا وبلحظة ضغطت زر الإجابة لتستمع لصوته الرجولي المؤثر
إزيك
الحمدلله...سألها بابتسامة هادئة
عجبتك الهدية
مشفتهاش علشان احكم...قالتها بهدوء ليسألها مداعبا إياها
معقولة لحد الوقت مافتحتيهاش!
انا سبت لك ربع ساعة بحالها وبعدها رنيت
ضيقت بين عينيها لتسأله باستغراب وهي تتجه صوب غرفتها لتغلق بابها عليها
وإنت عرفت منين إن فات ربع ساعة!
السؤال ده عيب يتسأل لواحد زيي...نطقها بغرور ليسألها من جديد
مقولتليش مفتحتيش الهدية ليه لحد الوقت
كون إني افتحها معناها إني قبلتها...قالتها بجدية ليسألها باستغراب
وليه ترفضيها!
وليه اقبلها!... قالتها بثبات فأجابها بنبرة هادئة
تقبليها لسببين أولهم بمناسبة عيد ميلادك ثانيا الهدية دي ك اعتذار مني ليك بسبب اللي حصل في الحفلة
اجابته بثبات
أنا أسفة في اللي هقولهبس أنا مفيش بيني وبينك اللي يخليني اقبل هدية منك ده أولاثانيا اللي حصل في الحفلة مفيش أي حاجة في الدنيا تمحي الالم والإهانة اللي حسيت بيهم وقتها
على فكرةإنت كمان هنتيني ومش عارف إزاي قبلتها على نفسي واتصلت بيك تاني...نطقها مشيرا لعدم إجابتها على مكالماته السابقة ليتابع مسترسلا
أنا مفيش مخلوق على وجه الأرض قدر يعمل معايا اللي إنت عملتيه
وانا عمري ما حد إتكلم معايا بالطريقة البشعة اللي إتكلمت معايا بيها... قالتها باستنكار ليقول سريعا بمداعبة
كده نبقى خالصين ونقطة ومن أول السطر
بمعنى
أجابها