بنت ابليس شيماء سعيد
بخطوات بطيئة .
وما أن رأته ورد حتى ابتسمت له وصاحت بخفوت محمود جولى شوفت بنتنا شبهك عاد ولا شبهى .
ولكننا عليها زينة أكده وشعرها حلو .
فلمعت عين محمود بالدموع وحاول التماسك واقترب منها وانحنى ليقبل رأسها قائلا حمد لله على سلامتك يا حبيبتى.
ورد الله يسلمك يا حبيبى بس جلوهم بالله عليك يبعتوا البت عشان عايزة أشوفها واخدها فى حضنى.
فصاح محروس بمرارة جولنا ايه يا حچة مش أكده .
فدارت أعين ورد فى وجوههم الحزينة وشعرت أن روحها انسحبت من جسدها وقالت بفزع انتم مخبيين عليه حاچة بتى فين جرللها حاچة
هاتولى بتى ولا جومونى أنا ارحلها .
ثم حاولت القيام ولكن سرعات ما صړخت من الألم .
فبكى محمود واسرع إليها يحاوطها بذراعيه قائلا أهدى يا حبيبتى وريحى نفسك عشان الچرح .
محمود صراحة البت تعبانة شوية ودخلوها الحضانة وبيقولوا يومين كده وهبقى زى الفل تكونى انت شديتى حالك شوية .
فأبعدت ورد يده عنها وقالت بقسۏة مصحوبة پألم انت هتتكدب عليه يا محمود صح ..
انا جلبى حاسس إن فيه حاچة.
فصړخت والدتها بقلب متمزق متعشموهاش وخلاص هى أكده أكده هتعرف .
نزل الخبر على ورد كالصاعقة وجحظت عينيها وفتحت فمها ولكن لم تستطع إخراج ولا كلمة ثم اغشى عليها من الصدمة .
فصړخت محمود ورد ورد .
ليسرع والدها بإحضار طبيب خشية أن يفتقد ابنته الوحيدة .
والدة ورد استرها يارب على البت اللى حلتى .
استغفر الله العظيم كان مستخبيلك ده كله فين يا ضنايا .
زفر محروس بضيق قدر ولطف يا ام ورد وادعى ربنا ينجيها بس الأول وبكرة ربنا هيعوضها وتملى البيت عيال لغاية ما تزهق .
اما محمود فانسحب للخارج لكى يبكى بمفرده ويخرج كل ما فى جبعته ليفرغ ما فى صدره .
ثم عاد اللى الغرفة وجلس بجانب ورد وأمسك بيديها يقبلها وظل هكذا حتى المساء حتى بدئت تستعيد وعيها ولكن عندما استيقظت اخذت تصرخ بتى بتى .
محمود وحدة الله يا ورد وقولى يارب .
هى دلوقتى فى مكان احسن .
اه يا ڼار جلبى .
صبرنى يارب من عندك .
وانا رايدة أمشى من إهنه واعاود البلد مش جادرة اجعد فى المستشفى المشئومة دى. .
محروس هدى حالك يا بتى وجولة يارب عشان ربنا يكرمك ويعوضك خير بإذن الله.
وماشى هطلع اشوف تنفعى تخرجى دلوك ولا لسه لما تشدى حيلك شوى .
فصاحت ورد جولت هطلع ان شاء الله أموت
بس الأول خلونى أشوف بتى ولو نظرة واحدة جبل ما امشىى.
محمود پألم يعتصر قلبه مهينفعش خلاص زمانها ادفنت يا ورد انا كلمت واحد صاحبى يقوم بالمهمة دى عشان أنا مش هستحمل .
فصړخت ورد يعنى كمان حرمتونى إنى أطلع لبتى ولو دجيجة واحدة .
أكده حرام والله حرام .
يلا مشونى دلوك عايزة أروح بيتى عاد وأجفل على نفسى مريداشى أشوف ولا أكلم حد .
وبالفعل عادت ورود إلى منزلها حزينة منكسرة ولم تجدى معها اى كلمات لتواسيها .
بل دخلت فى نوبة اكتئاب دامت لشهور .
ولم يستطع محمود أن يخرجها من تلك الحالة حتى أنها رفضت العودة لممارسة عملها فى المدرسة وأجبرت محمود أن يقدم لها استقالة .
ثم مر على ذلك وقت طويل لم يقدر الله لها الحمل مرة أخرى فزداد حزنها حتى جاء اليوم اليوم التى طرقت بابها جارة لها تسمى منى ومعها ابنتها الصغيرة سلمى .
فرحت بها ورد كثيرا ومدت يدها لحمل الصغيرة فتعلقت بها سلمى .
ورد اتفضلى يا حبيبتى .
فولجت للداخل وبدأت منى الحديث كيفك يا ام جلب ابيض بسئل عليكى ديما وبدعيلك ربنا يعوض صبرك خير .
ورد بابتسامة شاحبة يارب تسلمى