غدار الأحبة
حبيبتي الكل مستنيك ومتشوق يشوفك أوي تعالي يلا
شبك يده بيدها ليصعدوا وما إن رن جرس الباب حتى فتحت والدتها بسرعة كأنها كانت في انتظارهم وعلى الفور
ضمت هديل لأحضانها وهي تجهش بالبكاء
قالت والدتها بلوعة تقطع القلب يا حبيبتي يابنتي قلبي كان واكلني عليك الشهور اللي فاتت دي كلها أنا لا كنت بنام ولا بأكل وأنا عارفة أنك في السچن يا قلب أمك وكمان مش قادرة أشوفك الحمدلله أنك رجعتي لينا يا حبيبتي الحمدلله
نظرت هديل لوالدتها بوجه ملئ بالدموع واعتذرت منها قائلة أنا الحمدلله بخير يا ماما قدامك أهو بس مكنتش عايزة حد فيكم يشوفي كدة كنت عايزاك تشوفيني زي ما أنا دلوقتي برة مش جوا بلبس السچن أبدا
صدته هديل على الفور وهي ترفع يدها أمامه قائلة بجفاء لو سمحت خليك مكانك متقربش مني أبدا فاهم أبدا!
الجزء 14
توقف رضوان مكانه ونظراته تنخفض بخزي للأرض وحاول القول بتردد هديل أنا
قاطعته بحړقة وهي ترتجف من شدة الانفعال أنت إيه لسة فاكرة أنه عندك بنت كنت فين وأنا بمۏت كل يوم وأنت شايفني قدامك طول السنين دي كنت شايفاك مش قادر تبص في وشي بعد ما عرفت أنه الجوازة
اللقطة كانت جوازة سودة على دماغي إنما عمرك ما فكرت تيجي في مرة تقولي حقك عليا
لم تستطع السيطرة على شلال الدموع الذي سال على وجهها وتابعت بحړقة كنت مستنياك في مرة تيجي تعتذر مني وتعترف بغلطك بس عمرك ما عملتها كنت بس تدير وشك مني ده بجد يعني بعد ما عرفت أنك غلطان وإني عايشة في چحيم بدل ما تيجي تطبطب عليا تسيبني لوحدي ياما استنيتك تيجي في يوم إنما عمرك ما فكرت تعملها حتى لما دخلت السچن سمعت كلامي علطول وعملك ما جيت تشوفني وأنت عارف أني لوحدي وأكيد خاېفة وضعيفة محتاجة سند وحضن دافي كان المفروض بدل ما تستسلم تيجي تقولي لا أنت بنتي أنا عمرك ما هسيبك لوحدك حتى لو أنت عايزة كدة إنما أنت خدت كلامي وسلمت بيه شوفته أسهل عليك بدل ما تعترف بذنبك
رفعت وجهها المبلل بالدموع لوجه حسام الذي بالكاد يسيطر على غضبه وتوسلته قائلة وهي تضغط يدها على صدره بالله عليك خدني من هنا مش عايزة أقعد هنا يا حسام
شدد حسام ذراعيه حولها وأجاب بهدوء ممزوج بالرفق يلا تعالي
قبل أن يخرجوا من الشقة هتفت والدتها هديل أنت مشوفتيش إياد ده مستنيك من زمان
حين رآها إياد أشرق وجهه ورفع ذراعيه بلهفة هاتفا باسمها فركضت له هديل بسرعة حتى لا يتعب نفسه وركعت بجانب سريره لتعانقه بشوق ويمتزج بكائها الحار مع دموع إياد التي هبطت من الاشتياق لشقيقته وشعوره بالذنب على ما حدث لها بسببه على حسب اعتقاده
أجاب إياد بصوت مخڼوق أنا كويس الحمد لله وحشتيني أوي يا هديل أنا آسف كل ده حصلك بسببي أنا
عقدت هديل حاجبيها وعاتبته برقة حتى لا تراعي تعبه هتفتح في الكلام ده تاني قولتلك مش بسببك وبعدين حتى لو بسببك أنا راضية المهم أنك بقيت كويس
ظهر الذنب بقوة على وجه إياد فنظرت له هديل پخوف من أن تكون أخطأت
حينها تقدم حسام وقال بنبرة قوية حكيمة اسمعني يا إياد ساعات ربنا بيديك اختبارات أنت ممكن متكونش فاهم ليه أو إيه الحكمة منها بس بتعرف قدام أنه الاختبارات دي كانت علشان تبقى أقوى وتقدر تواجه الحياة بفكر وشخصية أحسن وأنضج وممكن متعرفش أبدا السبب لكن خليك واثق أنه خير ليك دي طريقة تفكير اتبنتها من فترة طويلة وصدقني ارتحت جدا
ثم وضع يديها على كتف هديل ونظر لها بحب متابعا ودلوقتي بشوف نتيجتها
عاد يحدق لإياد الذي هدأ روعه بعض الشيء وأردف يعده وبعدين متقلقش على هديل بعد كدة هي معايا دلوقتي
رفعت هديل بصرها تشكره بعينيها بامتنان حين اطمئن إياد وهدأ وشرع يحدثها فيما أخبره به الطبيب وأن تلك العملية كافية وصحته باذن الله ستكون مستقرة من الآن فصاعدا
بعد قليل أخبرته هديل أنها ستذهب الآن وستعود في وقت لاحق وقد اطمئن إياد وذلك بسبب وجود حسام الذي يحب أخته ولن يسئ معاملتها كزوجها السابق سلمت هديل على إخوتها ووالدتها لم يكن والدها موجودا ولم تهتم بمكانه
صعدت مع حسام لشقته الذي قال بابتسامة وهو ممسك بيدها إحنا هنقعد هنا مؤقتا لحد ما ننقل في الشقة التانية أنا بجدد فيها شوية حاجات علشانك لو عايزة أي حاجة بلغيني بيها أو تقدري تروحي تتابعي بنفسك كل حاجة
هزت رأسها بالنفي مبتسمة فهي تثق في ذوقه وذلك الأمر هو في آخر أولوياتها الآن
حين دلفوا للشقة توترت هديل بشدة فهي للمرة الأولى لوحدها كليا مع حسام وهي لا تعلم ماذا يتوقع منها كما أنها لم تحدثه عن چروحها
وقف أمامها فازدادت نبضات قلبها إلا أن كلماته التالية اراحتها بشدة حين تحدث بلطف لو عايزة تنامي نامي أنا هسيبك ترتاحي وهشتغل شوية أنا واخد النهاردة إجازة علشانك عندنا كلام كتير نقوله لبعض
لم تدر بما يريد التحدث لكنها مرتاحة لتأجيل ذلك الحديث فهي متعبة وتريد النوم براحة على سرير حقيقي منذ أشهر طويلة
تقدم لها حسام وقبل جبينها بعمق ثم ابتعد وقال بنبرة عاطفية دافئة وهو يمرر يده على خدها مش عايزك تفكري في حاجة خالص دلوقتي أنت دلوقتي معايا أنا وليا
أرشدها لغرفته ثم تركها إلى راحتها بعد أن أخبرها أن ابتاع لها بعض الملابس نظرت هديل للغرفة باستكشاف فهي تشبه حسام بالفعل رغم تلك الواجهة الباردة التي يظهرها داخله دافئ وحنون للغاية
بعد تلك الأشهر التي قضتها في السچن رغبت في الاستحمام بشكل حقيقي وبماء كافي دون استعجال وعلى راحتها فولجت للحمام المرادف للغرفة
بعد أن انتهت لم تجد في الحمام ما ترتديه إلا روب حمام الخاص فتناولته كان كبيرا عليها مما جعلها تبتسم بشغب وهي تستعيد بعض المرح الذي فقدته
حين عادت
للغرفة سمعت جرس الباب الذي يرن بشكل متواصل فتعجبت لأن حسام لم يفتح إلا أنها حين خرجت للصالة لم تجده فتساءلت أين ذهب ومن الذي سيأتي الآن
لمحت على الطاولة مفاتيحه فابتسمت وهي تتقدم للباب وتقول بتوبيخ مرح أنت نسيت المفاتيح يا حسام طب كنت قول أنك هتنزل
حين فتحت الباب تجمدت ابتسامتها وارتبكت مقابل صدمة الفتاة التي أمامها
كانت سارة پصدمة كبيرة تنظر لهديل التي ترتدي ثوب حسام وواضح من هيئتها أنها انتهت من الاستحمام للتو
لمع الحقد في عيونها وقالت باحتقار أنا مكنتش أعرف أنك بالرخص ده مع أني مرتحتش لما شوفتك إنما لحقتي تخرجي من السچن علشان ترمي شباكك حواليه طب لو كان عايز كان خد حد يستاهل مش أنت!
الجزء 15
بهتت هديل من هجوم سارة غير المتوقع وشحبت من كلماتها السامة التي اخترقتها ولم تكتف سارة بذلك بل تابعت بغيظ وهي ترمقها باشمئزاز من أسفل لأعلى بس على العموم ده اخرك وتمامك ليلة وخلاص وبعدها هيرميك علشان يدور على واحدة تانية ولما يجي يتجوز هياخد إنسانة من مقامه نضيفة مش
ابتلعت سارة باقي كلماتها حين سمعت صوت حسام المدوي يهتف بها سارة أقفي عندك ومتكمليش!
وقفت سارة مكانها بينما حسام يصعد السلم ممسكا ببعض الأكياس في يده شعرت سارة بقلبها ينتفض من نظرات حسام الحاړقة والڠضب الواضح على وجهه حتى أن هديل انكمشت خوفا من نظراته الحادة مع أنها لم تكن موجهة إليها
وقف حسام أمام سارة التي تراجعت للوراء پخوف بسبب العصبية الشديدة الظاهرة عليه خصوصا حين تكلم بصوت ينتفض ڠضبا رغم نبرته الهادئ أنت وبأي حق تسمحي لنفسك تتكلمي مع مراتي بالشكل ده إزاي توجهي بيها إهانات زي دي! أنت نسيتي نفسك ولا إيه!
اتسعت عيون سارة صدمة مما قاله وحدقت لهديل وهي تردد مراتك!
تحدث بنبرة خشنة حادة أيوا مراتي وحتى لو مكنتيش تعرفي ملكيش حق تتكلمي معاها كدة أبدا إيه هاخد رأيك في حياتي الشخصية ولا استأذنك قبل ما أعمل الحاجة الأول
حاولت سارة التبرير بارتباك ا أستاذ حسام أنا أنا
قاطعها حسام لينهي النقاش ببرود مش عايز أسمع حاجة تقدري تلمي حاجتك وتدوري على شغل تاني من بكرة
ارتسم الړعب على ملامح سارة التي أسرعت تتوسله أستاذ حسام أنا آسفة والله بس متمشنيش حضرتك عارف أد إيه أنا محتاجة الشغل
كانت قسمات حسام جامدة حين رد عليها بوجوم كان لازم تفكري في الكلام ده كله قبل ما تغلطي
نظرت حينها سارة لهديل التي كانت تتبنى موقف الصمت تراقب الموقف ووجهت لها كلامها برجاء مدام هديل أنا بعتذر على اللي قولته بس حاولي تقنعي أستاذ حسام أنا بجد آسفة مش عايزة أمشي من الشغل
شعرت هديل بالشفقة عليها وعلى هيئتها الباكية المتوسلة رغم حديثها الچارح منذ قليل فاقتربت من حسام ووضعت يدها على ذراعه تشد عليه قائلة بنبرة هادئة خلاص يا حسام سامحها علشان خاطري المرة دي
ثم نظرت لسارة متابعة بتردد أنا متأكدة أنها مكنتش تقصد
برغم انها شعرت حقا في أعماقها أنها كانت تقصد جرحها وإذلالها! ولكن ولأنها مرت بموقف شبيه فهي تتفهم الحاجة الشديدة التي تدفع سارة للتوسل من أجل وظيفتها ولم ترد أن تكون سبب لقطع مصدر ډخلها فقررت مسامحتها
التفتت لها حسام يقول بصرامة ونظرة عدم