بقلم شاهنده
وهو يري دفتر رسومات هند
انت كنت فين من
زمان.. ايه الجمال ده التصاميم فيها لمسة مش قادرة أوصفها بس فعلا مبهرة وكإني بتفرج علي تصاميم لمصمم عالمي.
قالت بخجل
مش للدرجة ياأستاذ أدهم.. انت أكيد بتبالغ.
بتقولك بتبالغ.. بص ياسيدي علي التصاميم وقولها انت جايز تصدقك.
تطلع خالد إلي الدفتر يقلب صفحاته بعيون امتلأت بدورها اعجابا ينظر إليها قائلا
ظهر الحزن علي وجهها فأطرقت قائلة
صمتت للحظة ليشعر الجميع بثقل أحرف اسم طليقها علي روحها ربما يذكرها بطعڼة الغدر التي تلقتها منه لتردف قائلة وهي ترفع عينيها إليهم
رفض وطلب مني أركز في بيتي وفي الأطفال اللي هنجيبهم للدنيا.. استسلمت ووافقت.. الحب أصله أعمي والواحدة فيه بتسلم أمورها لحبيبها وبتحاول ترضيه من غير ماتاخد بالها انها بترضيه علي حساب نفسها.
مش كل الجواز بيبقي مقپرة للأحلام عندك أدهم أهو كانت مراته الله يرحمها خريجة اعلام ولما اتجوزها مطلبش منها تتوقف عن حلمها بانها تكون مراسلة للقناة اللي شغالة فيها رغم انها كانت بتضطر تسيبه وتسافر كتير.. وحتي أجلت مشروع الأطفال لحد ماتحقق طموحها لكنه عمره مااشتكي ولا طلب منها تتخلي عن طموحها.
نظرت هند إلي أدهم تقول بابتسامة باهتة
طالعها بنظرة طويلة وقد تسارعت خفقاته من جراء بضع كلمات بسيطة جاءت كإطراء له من هذه الملاك بينما لم تستطع هي اشاحة نظراتها عنه وقد جذبتها نظرة عيونه الحانية..حتي قطع تواصل أعينهم صوت خالد الذي قال وهو يراجع دفتر الرسومات
ناقص بس شوية تصاميم لأطقم صباحية ومسائية وبدل عملية للشغل وتبقي المجموعة كاملة..
تقدري تخلصي الشغل ده كله في قد ايه ياهند
أسبوعين بالكتير.
قال أدهم بسرعة
خدي راحتك احنا لسة قدامنا وقت انت لسة خارجة من عملية خطېرة وأكيد مش حابين نتعبك.
القلق بصوته رق له قلبها فقالت بابتسامة
مفيش تعب ولا حاجة ياأستاذ أدهم.. دي حاجة بعملها وانا قاعدة في مكاني والجنينة هنا تجنن هتديني باور جامد.
نفسي أعرف سر الجنينة دي اللي كل شوية حد يتسلل من وسطنا ويروح يقعد فيها.. من شوية صفية ودلوقتي ماما وخالتي.
قالت صفية
جمال الطبيعة ياأستاذ خالد جنة ربنا علي الأرض..قد ايه بتكون مريحة للنفس ومهدئة للأعصاب.. ومٹيرة للتفكير الإيجابي والإبداع أكيد.
كجمالك صغيرتي..
فكر خالد قبل أن يقول بمرح
خلاص يبقي ننقل شغلنا للجنينة هنا.
قال أدهم
والله فكرة.
ضحك الجميع ينظرون إلي بعضهم البعض وقد عمت الفرحة قلوبهم ليدرك كل فرد فيهم ان أيام الحزن قد ولت وأن السعادة باقية لاريب.
قبل يد والدته مودعا ثم اتجه إلي الباب تصحبه دعواتها.. خرجت وردة من الحجرة توقفه قائلة
سي عادل متنساش تاجي بدري انت وعدتني تخرجني الليلة.. أني بفكرك أهو.
قال عادل بابتسامة باهتة
منسيتش ياوردة وعامل حسابي.. سلام.
غادر المنزل بينما استدارت وردة تنوي العودة إلي حجرتها حين وصلها صوت حماتها الهامس بحنق
شايفة البت لا صبحت ولا حتي عبرتني بكلمة لأ وكل اللي يهمها الدلع الماسخ والخروج.
استدارت تواجهها قائلة
بتجولي حاجة يامرت عمي
نهضت نجية تقول بحدة
آه يااختي بقول.. ومقولش ليه ماانا فاض بيا الواد في النازل وكل يوم ياضنايا بشوفه قدامي حاله يصعب علي الكافر البسمة اللي كانت مبتفارقش وشه راحت وبقيت أشوف لها طيف باهت ملوش طعم.. وانت ولا همك غير نفسك وخروجك كل يوم والتاني بدل يااختي ماتتهبلي علي الفسح ماتتهبلي علي حتة ضنا يفرحني ويفرح الغلبان ده.
أطلقت وردة ضحكة ساخرة اتسعت لها عينا نجية باستنكار قبل ان تقول وردة
ولدك في النازل عشان عرف آخرتها يامرت عمي الضنا اللي عتموتي عليه معيجيش الدنيا دي واصل.. خابرة ليه
طالعتها بحيرة بينما تقول
عشان العيب في ولدك.. ولدك مش عيجيب عيال واصل.
لتضحك مجددا بينما تتسع عينا نجية في صدمة.
تأملت هذا البساط الطبيعي الأخضر المليء بالآزهار الجميلة مختلفة الألوان.. تغمض عيناها لتسمع زقزقة العصافير فتطرب لألحانها التي امتزج صوتها العذب بصوت خرير المياه في هذه النافورة القريبة فتحت عيناها تنظر إلي السماء التي غابت غيومها وسطعت بها أشعة الشمس لتلون السماء بألوان الطيف فتبعث في الروح بارقة أمل ونشاط..أخذت نفسا عميقا ثم ابتسمت بارتياح وهي تمسك دفتر رسوماتها وتبدأ في رسم التصاميم المطلوبة منها بقلب مفعم بالسعادة فكانت خطوطها تعكس هذه السعادة في قلبها.. ليتردد هذا الصوت في قلبها ويمتد صداه إلي عقلها..
طريق طويل سأمشيه وسأحمل معي أماني الغالية
لن أخشى مستقبل مجهول ولن أستسلم لحياة بالية
ولن أرضخ لكلمات تقيدنى..سأحطم كل القيود وأتسلق الأسوار العالية
سأعبر حدود الخۏف..سأمحى ظلمة الأيام والمشاعر الخالية
سأترك كل شئ ورائى ..ضعفي..خضوعي..عثراتي..ودموعي الجارية
سأكون أنا ..هذه المرأة القوية التى لن يكسرها رجل ولن يوهموها بأنها لا تستحق فرصة ثانية
فالحياة أمامى تفتح لي ذراعيها تستقبلنى بإبتسامة حانية.
أرى الطريق أمامى مشمسا..تنيره أشعة الأمل ويقينى بربى ودعوات أحبتي الباقية
سأسعى لأحقق في دنياي سعادتي ..سأضخها فى شرايينى وأجعلها فى دمائي سارية
فالحياة أقصر من أن نعيشها فى كمد..وجميعنا ندرك أنها فانية.
بتقولي ايه يابت انت
اللي سمعتيه يامرت عمي كنت عاوزاني آروح لداكتور لما ماحملتش الشهر اللي فات وزنيتي علي جوزي عشان ياخدني وأتاريكي زنيتي علي خړاب عشك.. الداكتور ملجاش فيا أيوتها عيب وجتها طلبت منه يعمل تحاليل لجوزي اشمعني يعني آني اللي أعمل التحاليل لوحدي.. واللي عملت حسابه لجيته بصة واحدة في التجارير وجابها لعادل علي بلاطة.. حيواناتك المنوية ضعيفة ومشوهة وعشان إكده ضرتي كانت دايما بتسجط جبل مايعدي شهرين علي حملها..ونصحه ميحاولش يجيب عيال لإنهم لو حتي كملوا وده احتمال بعيد هينزلوا مشوهين او عندهم تخلف عجلي.
جلست نجية پصدمة لا تقوي علي الحراك بينما تخصرت وردة قائلة
سبحان الله.. كني جلبي كان حاسس ومكنتش راضية أجيب منه عيال دلوك وعشان إكده كنت باخد حبوب منع الحمل.. كنت ناوية أأجل ۏجع الراس هبابة.. أصلي مبحبش العيال ولا رايداهم.. مش عايزة أبهدل روحي لأجل ولد ملوش عازة ولا عينفعني لما يكبر.. أهي جت من عند ربنا.. فياريت يامرت عمي تكوني ارتاحتي وعرفتي ولدك في النازل ليه وتبطلي تزني ع العيال.. أني عارفة كنت عاوزاهم ليه
اتجهت وردة إلي حجرتها بينما تابعتها حماتها بعينيها بكره تقول
كسرتي نفس الواد ياحزينة.. منك لله ياوردة.. الله يلعن اليوم اللي فكرت فيه أطلقه من هند وأجوزهولك.. طمعي في مال أبوكي وغيرتي من حب ابني ليها عموني ودي النتيجة.. بدلتي الدهب بالفالسو ومبقاش ينفع الندم يانجية.
يتبع
الفصل العاشر
طرق علي باب حجرتها في دار الأزياء فلم تأذن له بالدخول بصوتها العذب كعادتها تناهي إلي مسامعه صوت أغنية تقول كلماتها..
لو حد شافه يقوله بلاش
يقرب منى أحسنله
ويلحق نفسه قبل مايجى وأقسى عليه
ولو ع
الحب راح ومجاش
ولو قدامى هيبانله
هيسمع منى كل كلام يبكى عينيه
استقويت لو ماټ قدام عينيا
عمره مايصعب عليا
والله ده فيه حلال
استغنيت مبقاش يلزمنى تانى
بقى سيرة مضحكانى
بقى صفر على الشمال
فتح الباب ودلف إلي الحجرة فرآها تجلس علي كرسي قبالة هذه النافذة الكبيرة التي تطل علي الخارج شاردة علي مايبدو في ذكريات ماضيها يري دموعها الغالية تتساقط في صمت..
لو مد إيده بأى سلام
هترجع فاضية وأكسفها
وهوجع قلبه زى ما قلبى وجعه زمان
معدش ما بينا أى كلام
دى حاجة ياريته يعرفها
بلاش لو صدفة يجمع بينا أى مكان
استقويت لو ماټ قدام عينيا
عمره مايصعب عليا
والله ده فيه حلال
استغنيت مبقاش يلزمنى تانى
بقى سيرة مضحكانى
بقى صفر على الشمال
انتبهت لوجوده فمسحت دموعها بسرعة وهي تمد يدها لهذا الجهاز جوارها تغلقه بينما كان يقترب منها قائلا
لسة بتفكري فيه لسة واجعك جرحه
طالعته للحظة قبل أن تطرق برأسها قائلة
وهيفضل واجعني العمر كله.
عشان بتحبيه
رفعت وجهها إليه فظهر القهر في مقلتيها امتزج بمرارة وهي تقول
مخلاش حب في قلبي ليه بعد اللي عمله فيا.. بقيت لما افتكر الماضي بحس في قلبي بالۏجع وبس.. بخنقة وكأن ايد بتعصره.. تعرف.. أوقات بحس ان الحب جوايا اتحول لكره.. كره شديد لو طاله هيحرقه.
جلس أمامها قائلا
الكره هو الوجه الآخر للحب زي مابيقولوا طول ماجواك مشاعر ليه يبقي لسة بتحبيه.
نهضت تقول بعصبية امتزجت بمرارة
بحبه بعد كل اللي شفته علي ايديه أنا ضحيت بكل حاجة عشانه.. راحتي.. أحلامي.. فلوسي.. واستحملت كلام والدته وأفعالها اللي كانت بتدوس علي كرامتي بكل قسۏة.. أنا كنت عبدة ليه وراضية وفي الآخر ظلمني رغم اني اترجيته ميظلمنيش واتخلي عني وأنا في أمس الحاجة ليه.. بعتلي ورقة طلاقي زي الجبان ومسألش وأنا في حالتي دي ممكن يجرالي إيه.. عايزني ازاي أفضل أحبه بعد ماأذاني بالشكل ده
نهض بدوره قائلا
يوم ماتبقي ذكراه مش فارقة معاك يوم ماتقدري تقولي اسمه من غير ماتوجعك حروفه يوم ماحد يجيب سيرته وتحسي انهم بيتكلموا عن حد متعرفيهوش هو ده اليوم اللي هتكوني فيه بطلتي تحبيه بجد.. الحب اللي اتزرع جوانا سنين صعب ننساه بيبقي زي الوشم اللي طلوعه بيبقي پالدم ومحتاج وقت عشان الجلد يرجع لطبيعته.. انت بس محتاجة وقت عشان تنسيه بجد.. ومحتاجة انك تشغلي نفسك عن التفكير وتكوني موجودة بين الناس اللي بيحبوكي دايما..لان أقل لحظة تكوني فيها لوحدك هتفكري وڠصب عنك هتفتكري ذكريات كان فيها منور حياتك وانطفت بعد الغياب.
هذه المرارة بصوته أخبرتها أنه يتحدث عن زوجته الراحلة بكل تأكيد لتقول بهمس
انت لسة واجعك فراقها بعد السنين دي كلها
انتبه أنه يتحدث عن نفسه في هذه اللحظة كاد أن يتهرب من الموضوع يدع حديثا يؤلم القلب جانبا ولكنه وجد نفسه يقول نفس كلماتها
وهيفضل واجعني العمر كله.
ليرفع سبابته أمامها قائلا
بس خدي بالك وضعي أنا مختلف.. مراتي الله يرحمها عمرها ماجرحتني ولا غدرت بيا بالعكس يمكن ربنا ماأكرمنيش بوجودها في حياتي مدة كبيرة هم ٣ سنين بس ذكرياتي الحلوة معاها فيهم تكفيني عمر بحاله.. عمر الغدار ماهيعامله القلب زي الوفي ياهند.
قال اسمها مجردا لأول مرة فاختلجت نبضاتها بشكل عجزت عن تفسيره لتفق من أفكارها علي صوته وهو يقول
هو احنا ليه اتنقلنا من