بقلم شاهنده
ۏجع قلبك لۏجع قلبي
ابتسمت قائلة
سيبك من الۏجع كله وقولي كنت جاي ليه
ابتسم بدوره قائلا
كنت جاي أطمن عليكي وأشرب معاكي فنجال قهوة.. بلاش.. ألف وأرجع
ذهبت إلي مكتبها وهي تقول
لأ ترجع إيه!
مالت تضغط ذر جانبي علي سطح مكتبها مردفة
أحلي فنجال قهوة لأشطر مدير و موزع لمنتجات ملابس الصفوة.
مش للدرجة دي.
للدرجة دي وأكتر كمان.. انت ناسي اني شفت بعيني محدش قالي.
اتنين قهوة واحدة سادة لمستر أدهم والتانية مظبوط ليا من فضلك.
اومأت برأسها باحترام ثم خرجت من الحجرة فقال أدهم العاقد حاجبيه بحيرة
عرفتي منين اني بشربها سادة دي أول مرة أشربها معاكي مش كدة
كدة بس شربتها امبارح في البيت مع خالد وأنا اللي عملتهالك ولما سألت دادة فوزية بتشربها ازاي قالتلي سادة.
ابتسمت قائلة
المرة الجاية بقي بالحق.. كنت عايزة آخد رأيك في التصاميم الجديدة قبل ماأعرضها علي خالد.
ده شرف ليا يافندم اني أكون أول واحد يشوف تصميمات الديزاينر الأولي في مصر والوطن العربي.
انت تؤمري أمر.. الدار كلها بتاعتك.
للمرة التي لا تدري عددها يختلج قلبها قربه ولكنها اليوم شعرت لأول مرة بالخطړ لتقول بارتباك وهي تناوله دفتر رسمها
الورق أهو بص عليه.
أمسك الدفتر يتطلع باهتمام إلي تصاميمها الراقية المختلفة وهو يقول بصوت نم عن اعجابه
ايه يابنتي الجمال ده كله ابداع ورقي.
مش موجود في مكتبه دلوقت ومعتقدش هيرجع النهاردة علي المكتب.
عقدت حاجبيها بحيرة قائلة
ليه
راح يتعاقد مع شركة الأقمشة عشان يوفرلنا الخامات اللي محتاجينها وصفية راحت معاه عشان تظبط الألوان اللي اختارتوها.
هزت رأسها فناولها الدفتر قائلا
بما انك كدة فاضية بقية اليوم ايه رأيك بعد مانشرب القهوة تيجي معايا نستقبل نفين بنتي في المطار هتفرح قوي لما تشوفك.. أنا كلمتها كتير عنك.
قال بارتباك
عشان.. آه.. نفين نفسها لما تكبر تبقي ديزاينر وملقتش أحسن منك يكون بالنسبة لها قدوة.
بتبالغ بجد.
مال يطالع مقلتيها الدخانيتين قائلا
لو شفتي نفسك بعيونا عمرك ماهتقولي ان احنا بنبالغ في وصفك انت مش بس فنانة مبدعة.. انت ملاك ماشي علي الأرض.
لم تعد اختلاجة قلب بل صار سباق في الخفقات تتسارع كتسارع خفقات رائد فضاء في صاروخ يتجه نحو الأرض لتسحب أنفاسها كلية وهي تطالعه بعيون عجزت عن الاشاحة بناظريها ليقطع تواصل الأعين فقط وصول السكرتيرة تحمل قهوتهما.
كانت تقول في سعادة
انا مش مصدقة ان احنا خلصنا وجبنا كل اللي احنا عايزينه في يوم واحد.. الأقمشة والاكسسوارات.
ابتسم يطالع سعادتها وحيويتها بقلب عجز عن التفكير في سواها.. ېصرخ معلنا عشقها يردد قلبه بحب..
أعترف حبيبتى
أن ماجذبنى إليك ليس فقط.. جمالك الخلاب
إنما هي روحك الطفولية العفوية التى تسحر الألباب
تملكين بها جوارحى وكيانى القاتم المغمور بالضباب
ترفضين بها من حياتى التقهقر كلية والإنسحاب
أخذتينى بها من عالمي البارد.. معقد الشعاب
ورغم انى أعلنتها مرارا وتكرارا..ممنوع الإقتراب
إلا أن روحك الشقية الطفولية أثارت بقلبى الزلازل والإضطراب
وأجبرته على أن يفتح لتيار عشقك ..كل النوافذ و الأبواب
قد يبدو أبسط شئ تفعلينه لغيرى عادي لا يثير الإعجاب
ولكنه بالنسبة إلي سحر يحدث فى كيانى ثورة و إنقلاب
فلقد أصبحت أنا العاشق الذى يهواك لإنك فقط أنت..ودون أسباب
أيتها الساحرة الطيبة ..التى تنطلق بعفويتها دون حساب
تسعدنى ضحكاتك..وأبسط ما تفعلين يجبر خافقى على الإنجذاب
فأجدنى أتطلع إليك بشغف ثم أحمد ربى على خلقه إياك..رائعة..كما يقول الكتاب.
خالد ياخالد روحت فين
ركز علي الطريق أمامه قائلا
معاكي أهو كنت بتقولي حاجة
صحي النوم كنت بقول حاجات.. أولا كنت عايزة اعرف أقنعت مستر حسام ازاي يتنازل عن ربع حق الطلبية ثانيا بقي احنا محتاجين خياطين
وعمال تشطيب واوفر لوك وكوي هتجيبهم منين في الوقت القصير ده
ابتسم قائلا
وعدت حسام بهدايا من الكوليكشن الجديد لمراته اللي بتعشق تصاميمنا وواثقة فيها ده غير اني قلتله ان المرة دي غير وشغلنا السنة دي هيطير عقل مراته ويخليها راضية عنه كل الرضا أما العمالة.. فكنت عامل اعلان في الجريدة من أول مالاحظت انها مش هتكفي شغل كبير زي ده وفعلا اتقدم مجموعة كبيرة للشغل وفي الوقت اللي بكلمك فيه دلوقت مجموعة من أحسن الناس اللي شغالين معانا بيفاضلوا بينهم.
قالت باعجاب
الله عليكم بقي.. احلي حاجة ان الواحدة تكون شغالة مع ناس بتشتغل بضمير.. بتفرق كتير علي فكرة.
ابتسم وهو يطالعها قائلا
قصدك بتشتغل بحب.
نظرته مع نبرات صوته أصابت قلبها باختلاجة نفضتها بسرعة وهي تراه يعاود النظر إلي الطريق لتقول بارتباك
هو لسة قدامنا كتير ونوصل البيت
نص ساعة بالكتير.. زهقتي مني ولا وحشوكي اللي في البيت.
قالت بخجل
وهزهق منك ليه بس ياخالد انا فعلا زي ماقلت وحشوني اللي في البيت.. يمكن لاني عمر ماغبت عن ماما يوم بطوله من غير مااكلمها الشغل خدني و..... حاسب ياخالد.
شعر خالد بضړبة قوية في جانب السيارة خاصته وألم شديد في جانبه بدوره بينما السيارة تدور بسرعة حاول التحكم فيها بكل قوته كي لا تنقلب قبل أن ينجح بالفعل حين اڼفجرت السيارة التي اصطدمت بهما لتصرخ صفية بړعب قاوم خالد ألمه وهو يمسك يدها قائلا
مټخافيش ياصفية انت بخير.
أفاقت علي هذا الألم بنبراته فقالت پخوف
سيبك مني وقولي انت كويس
تحامل علي نفسه قائلا
هبقي كويس.
انت مجروح.
قلتلك هكون بخير.. سامعة الاسعاف.. أكيد حد شاف الحاډثة واتصل بيهم.. متقلقيش.
ازاي مقلقش.. انت الاخ اللي لقيته ومش مستعدة أخسره.
ابتسم بوهن قائلا
بس انت مش اختي ولا عمرك هتكوني.
عقدت حاجبيها بحيرة فأردف قائلا بصوت متقطع
انت.. حبيبتي.. ياصفية.
ليغلق أهدابه وقد أغشي عليه بينما تجمدت هي من الصدمة.. يحبها.. نعم.. لقد اعترف لها للتو.. وماذا عنهااختلاجة قلبها تخبرها بأنها.... لا.. لا يمكن..ولكن مهلا.. لماذا أغمض عيناه هل رحل عنها بدوره هل ستفقده كما فقدت محمد من قبل شعرت بأنفاسها تضيق وروحها تسحب منها لتمد يديها وتلمس وجهه بلهفة تربت علي وجنتيه قائلة
لأ.. متسيبنيش ياخالد.. فوق وكلمني.. اصحي أبوس ايديك.. انا مش حمل فراق تاني.. المرة دي ھموت بجد.. خالد.. فوق ياخالد.. خااااالد.
كان يطالعها باعجاب وهي تشاهد مع صغيرته دفتر الرسم الخاص بها تشير بأناملها الرقيقة إلي بعض التفاصيل التي جذبت انتباه نفين.
أحبتها صغيرته من أول لحظة ومن قد لا يفعل وهي آية في الجمال من الداخل والخارج تشبه روحها كثيرا روح زوجته الراحلة حتي يخيل إليه أنهم ملائكة بعثهن الله في الأرض ليسعد بهن خلقه كيف لرجل مثل طليقها ان يتخلي عن امرأة كهذه كيف طاوعه قلبه أن ېجرحها بهذا الشكل كان من الممكن أن ټموت وهو لايبالي.. كم من الأنذال يملئون الأرض حقا لا يفكرون في عدالة السماء وجزاء الجور حتي يطالهم.. أفاق من أفكاره علي صوت صغيرته وهي تقول
قلتلك يابابي عايزة أطلع ديزاينر وكان عندي حق.. شفت الجمال.
تنهد قائلا
آه شفت.
نبرته ونظرته إليها أجبراها علي التطلع إليه بحيرة فأشاح ببصره عنها بارتباك يطالع صغيرته قائلا
بس عشان تكوني ديزاينر شاطرة لازم تدرسي كويس.
طنط هند ديزاينر شاطرة ومدرستش تصميم.
وجد نفسه يعود بعينيه إليها قائلا بنبرة حانية
طنط هند دي مفيش زيها.
ازدادت نظراتها حيرة فلم يستطع هذه المرة الاشاحة بعينيهيود لو أومأ برأسه يجيب تساؤلات مقلتيها..
نعم أهواك..وعن الهوي أبدا لن أتوب..
سلب العشق قلبي فأشرقت شمسي بعد الغروب..
لا اري عيبا في قلب أحب.. إنه مغلوب..
ومن قد يري ملاكا ولا يصير به مجذوب..
انه الحب يسلبنا الإرادة كما يسلبنا القلوب..
نسير في دربه مجبرين ونعزف عن السير في باقي الدروب..
حكمة الله قد خلق لنا من أضلعنا
حبيب ومحبوب..
يرزقنا الحب ويجتبينا بسعادته فنحمده علام الغيوب.
انتفض علي صوت نفين تقول
بس انا هكون زيها مش كدة ياطنط
أفاقت هند بدورها من مشاعر ثارت بالقلب فأحيته من جديد ستنكرها خوفا ولكنها تدرك أنها مهما أنكرتها لن تستطع تجاهل خفقات القلب حين تتسارع بهذه الصورة لتجلي حلقها وهي تربت علي رأس نفين تقول لها
أكيد ياحبيبتي بس لازم عشان تنجحي بجد يكون عندك شوية حاجات بسيطة ولازم تنميها مع الوقت.
زي ايه
زي الموهبة ودي اكيد عندك مادام حبيتي التصميم.. كمان تتعلمي الرسم عشان ترسمي أفكارك.
قال أدهم
بتهيألي مع التكنولوجيا الرقمية الموجودة دلوقتي وبرامج التصميم مبقاش المصمم محتاج لمهارة الرسم.
وجدت نفسها تنظر إليه تقاوم بصعوبة الڠرق في مقلتيه الحانيتين وهي تقول
الرسم ده متعة متقدرش تحسها مع برامج التصميم دي.. مميزة لدرجة ان لو قارنتها بيهم هتخسر أكيد.
معاكي حق.. مميزة فعلا.
هل يقصدها بكلماته كما بدا لها أم يهيأ لهاماذا أصابهما اليوم ستجن بكل تأكيد.
عادت بعينيها لنفين تقول بارتباك
لازم كمان تهتمي بالتفاصيل وتقدري تحتوي الكرو بتاعك وقت الضغط وتشجعيهم كمان ولازم متتغريش وتآمني ان العمل الجماعي يعني الخياطين ومنظمي الحدث وفنانين الماكياج والشعر.. الاخراج بشكل عام هو اللي هيخرج تصميمك للنور بشكل يستحقه.
جاء النادل يرفع الأطباق عن الطاولة فطلب منه أدهم آيس كريم لثلاثتهم بينما رن هاتف هند لتجيبه بابتسامة قائلة
صفية حبيبتي.....
توقفت عن الكلام وعيونها تتسع پصدمة بينما يشحب وجهها ليعقد أدهم حاجبيه بقوة وهي تقول
انا جاية حالا.
نهضت فنهض بدوره قائلا
خير ياهندالانسة صفية مالها
قالت باڼهيار
صفية مفيهاش حاجة بس بتقولي انه خالد.. عمل حاډثة ونقلوه المستشفي.
استر يارب.. يلا بينا.
وضع بعض المال علي الطاولة ثم اتجه ثلاثتهم إلي الخارج يركبون السيارة ليقودها أدهم بسرعة تجاه المشفي.
يتبع
الفصل الحادي عشر
أنا خاېفة ياهند.. خاېفة قوي.. خالد هيعيش مش كدة.. طمنيني أبوس ايديكي.
ضمتها هند بين أحضانها بقوة تقول
خالد هيعيش ياصفية.. صدقيني.. مش بعد مالقيته هيروح مني..ربنا أرحم من كدة..خالد هيعيش.. هيعيش.
وكأنها تطمئن نفسها بهذه الكلمات التي ظلت ترددها بصوت مرتعش هز كيانه ومزق قلبه وجد طفلته تتمسك بيده فنظر اليها ووجدها خائڤة بدورها.. ضمھا إلي جانبه لا يعلم كيف أحضرها إلي هنا ولكنه حقا لم يفكر حين استمع إلي الخبر لا يتخيل أن يفقد ابن عمته وصديق طفولته بهذا الشكل.. لا.. سيكون بخير.. نعم.. الله ارحم من أن يصيبهم بابتلاء كهذا.. تناهي إلي مسامعه صوت شهقاتهما فطالع حبيبته پألم يود لو فقط ضمھا إليه كما ضم صغيرته فاحتوي الخۏف والألم بين