السبت 23 نوفمبر 2024

بقلم شاهنده

انت في الصفحة 12 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

أضلعه بدلا منهما.
حضرت السيدة منيرة في هذه اللحظة تهرول تتبعها نبيلة حتي أصبحت أمامهم فقالت باڼهيار تخاطب أدهم
خالد جراله حاجة طمني ياابني.
أمسك بيدها قائلا
متقلقيش ياعمتي.. خالد بخير.. لسة مخرجش من العمليات بس هيكون بخير باذن الله.
جلست منيرة علي أقرب كرسي وقد عجزت قدماها عن حملها بينما تقول نبيلة بحزن
ياحبيبي ياابني.. ليه يارب مكتوبلنا نقضي حياتنا في المستشفيات.. أستغفرك ربي وأتوب إليك.. سامحني يارب بس القلب تعب ومبقاش متحمل.
خرج الطبيب في هذه اللحظة فتعلقت العيون به ليقول كلماته باختصار يبغي بها طمأنة أهل المړيض الواضح علي ملامحهم خوفهم
أستاذ خالد بخير متقلقوش.. قطعة
حديد كانت في جنبه خرجناها .. الموضوع بسيط صدقوني ورعاية الله كانت معاه فممستش أي عضو هو بس فقد ډم كتير وعوضناه بنقل الډم.. حمد الله علي سلامته.
انطلقت الألسنة تحمد الله علي رحمته ولطفه وهل هناك من أرحم منه علي بني البشر.

كان ينام في سريره تحيطه عائلته التي تحمد الله علي نجاته يبتسم لهم بوهن بينما يتحدثون عن الدقائق التي سبقت خبر نجاته وكيف مرت عليهم كدهر مرير اللحظات حين طرق الباب فسمح أدهم للطارق بالدخول.. دلف الطبيب قائلا
حمد الله علي السلامة يابطل.
قال خالد 
الله يسلمك.
كان يفحصه بينما يقول
الحمد لله.. كله تمام.. حضرة الظابط ممدوح برة محتاج ياخد أقوالك عن الواقعة.. هتقدر ولا أخليه ييجي وقت تاني.
قال خالد
ملوش لازمة التأجيل خليه يدخل.
طيب من فضلكم ياجماعة تخرجوا عشان حضرة الظابط يقدر يقوم بعمله.
بدأو بالفعل الخروج من الحجرة حتي كادت صفية أن تخرج بدورها من الباب حين استوقفها الطبيب قائلا
خليكي انت ياآنسة صفية.. الظابط أكيد محتاج ياخد أقوالك لانك كنت معاه في الحاډثة.
نظرت صفية إلي هند التي ربتت علي كتفها قبل أن تغادر ليدخل الضابط إلي الحجرة يحييهم بعملية ثم يبدأ في إلقاء أسئلته علي مسامعهم.

كاد يخرج من الغرفة حين استوقفه صوتها وهي تناديه استدار بوجهه فوجدها تمسك المرآة الصغيرة وتتطلع إلي وجهها تعدل من وضع شعرها قائلة
متنساش تجيب الحاجات اللي جلتلك عليها ياسي عادل عايزة لمن نخرج النهاردة أكون كيف الجمر والكل يحسدك عليا.
طالعها بحسرة فبينما هي تهتم بنفسها وجمالها ترغب في أن يحسده الجميع عليها.. كانت هند توصله حتي الباب تمنحه قبلة ناعمة حانية تضيء يومه وتشعل حماسه للعمل أخفي الحسړة بينما تتطلع إليه قائلة
واجف ليه إكدهعاوز حاجة
لأ معاوزش حاجة ياوردة.
خرج مغلقا الباب بينما تبتسم هي بسعادة قائلة
وبجيت عتتحدث بلهجتي ياسي عادل.. ولسة راح تكون كيف الخاتم في صباعي وتبجي توريني نجية عتسوي إيه لمن نروج شجة تانية ونهملها المدعوجة دي تبجي فيها لحالها.
لتضحك بغنج بينما كان عادل يقبل يد أمه بالخارج تصحبه دعواتها فقال بتنهيدة
أيوة ياأمي ادعيلي كدة يمكن قلبي يرتاح.
مالك ياضنايا ايه اللي تاعب قلبك
كانت تعلم ولكنها اختارت أن تتظاهر بالجهل فالحقيقة مؤلمة وقد كانت ضلعا أساسيا فيما حدث له من ضياع.
مفيش ياحبيبتي خلي بالك من نفسك..ولو احتاجتي حاجة كلميني.
هزت رأسها بينما اتجه هو للخارج لټغرق عيناها الدموع تتساقط تباعا وهي تقول
سامحني ياابني كنت السبب في خړاب بيتك لو كنت عرفت قيمتها كنت شلتها فوق راسي وخدمتها بعيوني لما تعبت.. بس معرفتش قيمة الملايكة غير لما سكنت بيتي الشياطين.. سامحني يارب الشيطان عماني وخلاني ظلمت واتجبرت واڼتقامك عادل وهرضي بيه مهما كان.
تنهدت قبل ان تتجه إلي المطبخ لتقوم بمهامها اليومية تردد بحزن
الله يرحم أيامك ياهند ويرحمك لو كنت قابلت وجه كريم.

قالت صفية بحيرة
لما السواق مكانش شارب حاجة ايه اللي خلاه يدخل بعربيته في عربية خالد بالشكل ده
قال الضابط 
زي ماقلت لحضراتكم تقرير الطب الشرعي قال ان المرحوم كان في كامل وعيه ومفيش في دمه أي أثر لأي مخدر بس من أقوال حرمه ان دي كانت عربية الشركة اللي كان شغال فيها وقالت كمان انها كانت بتعاني من مشاكل في الصيانة والمرحوم حذرهم أكتر من مرة بس هم مااهتموش وهو مكنش معاه فلوس يصلحها لانه زوج وأب ل ٣ أطفال فجازف بحياته وحياة غيره واستمر بسواقتها لحد ما قضاء ربنا نفذ ودي طبعا كانت غلطة كبيرة منه.
قال خالد بحنق
الغلطة الأكبر في شركة مهتمتش بصيانة عربياتها فبتضحي بأرواح الناس اللي واضح انهم ملهمش قيمة في نظرهم.. يمكن السواق غلطان بس غلطته كان مجبر عليها عشان لقمة العيش العيب علي اللي معاهم وبيغلطوا لطمعهم وجشعهم وقسۏة قلوبهم.
وحضرتك ناوي علي ايه
هقاضي الشركة طبعا والتعويض اللي هخليهم يدفعوه هديه لعيلة السواق.. مش كفاية انهم فقدوا عائلهم والواضح ان الشركة مش هتعوضهم يبقي علي الأقل هخليهم ياخدوا منهم اللي يعيشهم العمر مرتاحين البال وهصرفلهم مرتب شهري كمان من حسابي الشخصي.
نهض الضابط قائلا باحترام
مش أول مرة أتعامل مع انسان محترم زيك ياأستاذ خالد بس ده المتوقع من أمة فيها الخير ليوم الدين.. عن اذنكم.. ده الكارت بتاعي.. هسيبك ترتاح دلوقت ولما تخرج من هنا أتمني تشرفني بالزيارة ونكون أصدقاء.
الشرف ليا ياحضرة الظابط.
مد له يده قائلا
حضرة الظابط ايه بقياسمي ممدوح.. ممدوح عبد السلام.
ابتسم خالد وهو يسلم عليه قبل أن يغادر الحجرة فحان من خالد نظرة إلي صفية فضبطها تطالعه بنظرة اعجاب وارتها علي الفور وهي تقول بارتباك
أنا هخرج اندهلهم.
أمسك يدها يمنعها فاضطرب جسدها بالكامل بينما تطلع إليها قائلا بحنان
مش عايز اعتراف واحد مچنون فكر انه خلاص ھيموت ېخوفك.. البني آدم ده افتكر انه مش هيشوف حبيبته تاني وكان عايز يعترف بمشاعره ليها ويقولها انها قدرت تملك قلبه وتسكن فيه لانها تستاهل تتحب.. مكنش فاكر انه هيرجع للحياة وهيقابلها تاني وكل مايجمعها بيه مكان لوحدهم هتهرب منه.
صمت للحظة قبل أن يردف قائلا
أنا صحيح بحبك بس انت مش مجبرة تحبينيانا كفاية عليا تكوني جنبي.. قريبة مني.. وقتها الكون ده كله بيبتسملي لكن لو هتبعدي وتبني بينا حواجز عشان الماضي يبقي ياريتني مت ولا....
وضعت يدها علي فمه تقول بلهفة
بعيد الشړ عنك.
صمت يطالع عيناها بحيرة فرفعت كفها عن فمه قائلة بخجل
الراجل الحنين اللي زيك اللي راح يعمل عملية خطېرة يتبرع فيها لاخته بنخاع عضمه من غير مايفكر رغم انه ميعرفهاش اللي واخد باله من الكل وهمه بس سعادتهم الراجل اللي لسة مسامح اللي كان هيموته لأ وهيحارب عشان يعوض أهله مستحيل ميتحبش.
يعني انت.....
قاطعته قائلة
متستعجلش.. أنا لسة منستش محمد جوة قلبي ذكرياتي معاه ويمكن مقدرش عمري أنساه.. بس الأكيد ان انت كمان ليك مكانة فيه ومكانة غالية.. يمكن في يوم من الأيام أحس اني ممكن أكون معاك.. ويمكن لأ.. حقيقي مش عارفة ومش هقدر اوعدك بحاجة دلوقت.. انت فاهم حاجة م اللي بقوله.
قال بحنان
فاهم ومقدر ومبسوط قوي.. كفاية عليا فرصة تديهالي وأوعدك اني هقدر أوصل لقلبك وأملكه.. هقدر أخليكي في يوم تشوفيني مكان محمد.. علي فكرة انا مش زعلان ولا غيران.. الحب قسمة ونصيب وانا متأكد إنك قسمتي.
طالعته بعيون ظللت مقلتيها ابتسامة ليترك يدها علي الفور حين تناهي إلي مسامعه صوت خطوات تقترب قبل أن يدخل الجميع إلي الحجرة لتتراجع قليلا إلي الوراء ولكن عيونها ظلت أسيرته وستظل للأبد.

مش عايزكم تأخروا العرض.. احنا علي ميعادنا.. خلصوا انتوا التصميمات واعملولها الفينيش النهائي.. وانا هظبط كل حاجة بالتليفون من هنا.. أدهم متنساش جايلك بكرة مجموعة من الموديلز عشان العرض اختار من بينهم.. عايزين وشوش جديدة ومختلفة.. عشان المجموعة المرة دي مميزة بجد.
وليه مختارش بينهم أنا
هل ظهرت الغيرة بنبراتها حقا أم يهيأ لها لا ليست تهيؤات.. انهم يطالعونها الآن وكأن هناك قرونا قد نبتت لهالتقول بارتباك
يعني.. أصل أنا اكتر واحدة عارفة تصميماتي ممكن تليق علي مين من البنات ده غير إن ادهم بكرة مش
فاضي انت مش قلتلي هتروح لمدير الفندق عشان تحجز الصالة اللي قلتلك عليها.
طالعها بغموض قائلا
فعلا انا كنت لسة هقول لخالد.
لينظر لخالد مردفا
انا كنت لسة هقولك اني مش فاضي بكرة فعلا وانك تخلي هند تشوفهم.
نقل خالد نظراته بين الاثنين قائلا
مش فاضي.. طيب تمام.. اللي تشوفوه.
تهربت هند من نظرات أخيها قائلة
طيب هستأذن دلوقت عشان اتأخرت علي منار خلصت فستان السهرة الأولاني وعايزاني أشوفه.. صفية هحتاجك بكرة معايا في فستان الفرح.
هزت صفية رأسها قائلة
تمام هتلاقيني من بدري بخبط عليكي عشان نروح الشغل مع بعض.
ابتسمت بارتباك وهي تقول
طيب.. سلام دلوقت.
استني ياهند هوصلك وأرجع آخد صفية البيت.
ليقول لخالد
سلام ياخالد.. مش هتأخر عليكم.
هز خالد برأسه فغادر ادهم لتقول صفية بحيرة
انت فاهم حاجة
هز رأسه ايجابا فاردفت
طب ماتفهمني.
هند بتحب.
اتسعت عيناها بدهشة فأردف قائلا
ومش هتصدقي بتحب مين
ازدادت عيناها اتساعا فهز رأسه بابتسامة لتقول بحيرة
معقول.. من امتي
مش عارف بس كويس اني عرفت
متضايق
بالعكس.. مكنتش هتمني لهند أحسن من أدهم والعكس طبعا.
هزت رأسها موافقة ليقول مشاكسا
وبعدين اهو كدة بعد عن سكتك ومبقتش أخاف ياخدك مني.
خالد.
قالتها باستنكار فتنهد قائلا
قلب خالد وعمره كله.
احنا اتفقنا علي ايه
اتفقنا أستناكي بس ده مش معناه اني معبرش عن مشاعري كل.... تقريبا خمس دقايق.
لأ انت اكيد سخنت تاني وانا هروح للدكتور ييجي يطمنا عليك.
أمسك يدها يمنعها قائلا بابتسامة
خلاص ياستي بهزر.. خليكي بس جنبي قبل أدهم مايرجع ويبعدك عني.. حقيقي بقي يوجعني بعدك حتي لو عارف انه لساعات.
لم تسحب يدها من يده ولم تشيح بنظراتها خجلا بل اكتفت بالجلوس جواره والتطلع إليه تجذبها مقلتيه الدخانتيين تشعر بالڠرق فيهما وحقا لا تبالي.

طالع باب المنزل بتردد.. لا يدري ماذا يفعل وكيف قادته قدماه إلي هنا هل أراد الاطمئنان عليهابأي حق يفعل وقد سلبته أفعاله كل الحقوق ليكن صريحا مع نفسه.. لقد افتقدها حقا.. افتقد دفئا غاب عنه ماان غابت عن حياته.. افتقد حنانا واهتماما طواهم النسيان في نفس اللحظة التي غادرت فيها منزله.. افتقدها هي.. كلماتها.. ابتسامتها.. النوم بين ذراعيها قرير العين كانت رقيقة مفرطة الشعور أبسط الأشياء ترضيها.. عفوية دافئة لا مثيل لها.. كيف نسي لها كل هذا وتمسك بأخطاء تافهةليعترف مجددا.. كان أضعف من ان يتحمل مسئولية مرضها وعلاجها..وجد نفسه تشمئز من نفسه.. لقد اتضح أنه قبيح من الداخل رغم وسامة المظهر.. وقد عاقبه الله بحرمانه من طفل يحمل اسمه كانت هند لتقبل عجزه دون أن تمس
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 14 صفحات