بقلم شاهنده
كرامته بينما تطأ وردة جرحه بقسۏة كلما عارضها فتطأ كرامته ورجولته وللأسف يجد نفسه عاجزا عن الرد وقد أغرقه والدها بأمواله حتي صار مدينا له بالكثير نعم صار لديه رأس مال كبير لعمله ولكنه فقد كنزه.. غاليته هند.. تري ان تخلي عن كل هذا.. هل تقبل بعودتها إليه يجب ان يتأكد اولا والا خسر كل شيء.. طرق الباب بحزم.
أطلت السيدة رقية من الباب الجانبي تطالع هذا الرجل الذي توقف أمام منزل جارتها نبيلة ليقول عادل بهدوء
انا عادل ياست رقية.
نظرة الاحتقار بعينيها أخبرته برأيها في أفعاله بينما تقول
عارفاك ياأخويا.. خير جاي ليه
تنحنح بحرج قائلا
احمم جاي للست نبيلة هي مش موجودة
آه مش موجودة.. من كام شهر كدة خدت بناتها ومشيوا.
مشيوا مشيوا راحوا فين
قالت بحدة
وانا اش دراني ياجدع انت.. هو تحقيقأما بجاحة صحيح
لتدخل منزلها وتصفع الباب في وجهه فتمني لو انشقت الأرض وابتلعته.. ولكنه تمالك نفسه وجر قدمه جرا يهبط الدرج بحزن وهو يتساءل عن مكانها الآن وإلي أين رحلت هند وهل قدر لهما الفراق للأبد ام قد تلتقي الوجوه مرة أخريتمني لقائها وياليته لم يتمني فلو علم بمكنون قلبها الآن لتمني المۏت قبل اللقاء وقد صار لا شيء بالنسبة إليها.
الفصل الثاني عشر
كان يبحث عنهما حتي رآها تتنقل بين الخياطين تترك ملاحظاتها هنا وهناك بينما تتبعها طفلته تمسك بدفتر صغير تدون فيه بعض الكلمات تسألها علي مايبدو شيئا فتترك مابيدها مهما كان وتميل حتي تواجه الصغيرة تجيبها بابتسامة حانية قبل ان تعود إلي محدثها.. هل يمكن أن يتضخم القلب عشقا حتي تشعر به يكاد أن ينفجر مطالبا بقرب حتمي ليشبع رغبة هائلة في ان يكون حد معشوقه لتشعر أنت بأنك تتنفس الهواء الذي يتنفسه الحبيب فترتاح خفقات القلب.. هذا ماشعر به أدهم لينساق وراء رغبته ويقترب منها يقف خلفها تماما فأبصرته نفين أولا تقول في سعادة
استدارت هند بسرعة مما أربك خطواتها فكادت تسقط إلي الخلف ليمسكها بيديه قبل ان تفعل وجدت نفسها تتطلع إلي مقلتيه فقط تقرأ كلمات سطرت بهما فأعجزتها عن التحية حتي.. تنهل من هذه المشاعر التي أطلت من نظراته فتحول عالمها إلي اللون الوردي حتي كادت أن تري الفراشات من حولها لتستفيق علي صوت الصغيرة تقول
بطل يابابي عشان مخليتش طنط هند تقع.
مش كفاية كدة يانفين أكيد تعبتي طنط هند انت طول اليوم معاها.
ولا تعب ولا حاجة.. نيفين منوراني ومفرحاني بوجودها معايا.
رفع عيونه إليها فوجدها تطالع الصغيرة بحب بينما قالت نفين
شفت يابابي أهي قالتلك اني منوراها.
ابتسم يداعب غرتها وهو يقول
خلاص ياستي ربنا يهنيكم ببعض ممكن طيب أعزمكم علي العشا أنا جعت قوي يانفين..
لينهض قائلا
ايه رأيك ياهند
ظهر التردد علي وجه هند وهي تقول
الحقيقة لسة ورايا شغل كتير و.....
قاطعها وهو يتطلع إلي عينيها بنظرته التي تربكها قائلا
الشغل مبيخلصش وانت لازم ترتاحي عشان تقدري تكملي وبعدين ياستي قلتلك جعان.. ولو مأكلتش معاكم مش هاكل وھموت من الجوع.
أمسكت نفين بجانب فستان هند قائلة
بليز وافقي ياطنط أنا كمان جعت وعايزة آكل شيش طاووق.
ابتسمت هند قائلة
تكرم عيونك ياقمر.
مد أدهم يده إلي نفين قائلا
يلا بينا.
أمسكت الطفلة يده بينما مد يده الأخري لهند فترددت للحظة قبل أن تتأبط ذراعه تشعر بكل العيون ترمقهم وهم يغادرون يحسدونها بالتأكيد علي صحبته واهتمامه بينما كان يفكر أدهم بنفس الشيء يدرك بكل يقين أنهم يحسدونه عليها ومن منهم لايتمني صحبة فتاة بهذا الجمال وتلك الطيبة والموهبة
دي آخر ورقة هتمضيها عشان نبعتها للشركة ونجيب الاكسسوارات اللي نقصتنا.
ذيلها خالد بتوقيعه قبل أن يمنحها لصفية التي وضعتها مع باقي الأوراق قائلة
تمام كدة.. هبعتهم علطول.
كادت ان تغادر فأمسك يدها يمنعها من مغادرة حجرته فطالعته بحيرة ليقول بحنان آسف
معلش تاعبك معايا ياصفية..انا بقيت كويس بس الدكتور اللي مصمم منزلش الشغل دلوقت.
ابتسمت قائلة
صدقني مفيش أي تعب.
ثم سارت باتجاه الباب يتابعها بحب لتتوقف فجأة وتستدير تتطلع إليه قائلة
عارف أكتر حاجة بحبها فيك إيه احساسك ده.
قالت كلماتها واستدارت مغادرة بسرعة لينظر بإثرها في عدم تصديق.. هل اعترفت أنها تحبه للتو نعم كلماتها لا تحمل معني آخر.. انها تحبه.. اليوم هو
أسعد أيام حياته سينتظر صعود والدته إليه يحجرته وسيطلب منها أن تتحدث مع الخالة نبيلة في امر زواجه من صفية وسيكون حفل الزفاف في أقرب وقت.. فقط سينتهون من عرض الأزياء ثم يعقد قرانه عليها دون تأخير.
كانا يبتسمان بينما يشاهدان نفين تلعب مع الأطفال في ملعب هذا المطعم الشهير والذي أصر أدهم ان يصطحبهما إليه رفعت هند كوب العصير إلي ثغرها ترتشف منه حين سمعت أدهم يقول بحزم
تتجوزيني
شرقت فأسرع يمنحها بعض المياه فشربت القليل وهي تطالعه پصدمة بينما ظهر القلق علي وجهه قائلا
أنا آسف.. معلش.. ڠصب عني فاجئتك.. بس والله لقيت الكلمة علي لساني فمقدرتش أحوشها.
يعني انت مش قاصدها
لأ طبعا عايز أتجوزك بجد بس الحقيقة كنت مأجل عرضي لحد ماأتأكد من مشاعرك.. كنت حابب أديكي فرصة انت كمان تتأكدي من مشاعرك وتشوفي لو حابة تكملي حياتك معايا..لكن في اللحظة دي واحنا متجمعين كعيلة اتمنيت نفضل كدة فلقيتني بعرض عليكي قلبي وحياتي وبنتي واسمي وبتمني تقبلي وتحققي أمنيتي.
أدهم انت فعلا فاجئتني بطلبك بس لازم تعرف اني مبخلفش يادوب شهر وبجهض وده ملوش سبب ولا علاج.
عارف وميهمنيش صحيح كان نفسي يكون ليا طفل منك بس دي ارادة ربنا وراضي بيها انت كفاية قوي عليا.. وجودك جنبي انت ونفين بالدنيا دي كلها.
وجدت نفسها تقارن بينه وبين عادل في هذه اللحظة لتشعر بمرارة شديدة في الحلق جعلتها تطرق برأسها لثوان قبل أن ترفع رأسها إليه تطالعه قائلة
انت قلتلي اني طول مابكره عادل وبيخطر في بالي يبقي لسة منستوش.. طول ماذكراه بتوجع قلبي يبقي لسة في حياتي ودلوقت ڠصب عني قارنت بينكوا انتوا الاتنين ورغم ان مفيش اصلا وجه مقارنة لكن ۏجع قلبي ومرارة جرحه أكدولي اني لسة منسيتهوش.. هتزعل لو طلبت منك وقت كمان.. مش عشان اوافق عليك لاني موافقة طبعا ودي مفيهاش مجال للشك لكن الوقت ده عشان اتأكد اني حقيقي نسيته وقادرة افتح صفحة جديدة من غير أي ماضي يعكنن علينا فرحتنا.
مد يده يمسك يدها قائلا
صراحتك ووضوحك بيأكدولي حاجة واحدة.. ان قلبي عرف يختار.. مستعد أديلك الوقت اللي محتاجاه ولو هستناكي العمر كله قلتلك كفاية عليا أكون جنبك وتكوني جنبي ياهند.
طالعته بنظرة حب جعلته يوقن أنه لن ينتظر كثيرا حتي يحصل علي موافقتها النهائية بضعة أشهر أو أسابيع وربما..... أيام.
وقفت العارضات مصطفين علي المسرح بينما تقدم أدهم يصطحب هند ثم بعدهما خالد يمشي مصطحبا العارضة الأولي والتي لم تكن سوي صفية التي أصرت هند علي ان ترتدي هي ثوب الزفاف دون غيرها لتكون الليلة احتفالا علي صعيدهم المهني والشخصي فهي ليلة العرض وليلة زفاف العروسين خالد وصفية.. صفق الحضور بقوة ليبتسم الجميع بسعادة وقد لاقي العرض استحسان الجمهور الكبير الذي لبي الدعوة احتفالا بدار أزياء متميزة كالصفوة وحضور حفل زفاف أحد ملاكها.. ليرفع خالد أنامل صفية ويقبلها أمام الجميع قبل أن يحملها ويدور بها رغم رفضها وخشيتها علي جرحه ولكنه طمأنها بكلمة أحبك التي صړخ بها فهلل الجميع مال أدهم علي أذن هند قائلا
كان نفسي أعمل زي خالد بس معلش ملحوقة ياقمر.
ابتسمت هند بخجل ثم طالعت أخاها وزوجته وسعادتهما الواضحة علي وجهيهما لتوقن من أن الله ان أصاب عبدا بابتلاء فله حكمة فإن ارتضي العبد وحمد الله جزاه الله خير الجزاء ومنحه أكثر مايتمني.
إيه ده أنا صاحية ولا نايمة مش دي هند ولا أنا بتهيألي آه والله هي ايه الجمال ده كله والشياكة دي كلها طالعة في التلفزيون ياهند.. بتقولوا ايه هي اللي مصممة كل الفساتين دي والله ولعبت معاكي يابنت محاسن.. طب جت ازاي دي شكلك كمان مش تعبانة وشعرك رجع احلي من الأول وحلاكي بزيادة.. يكونش غلطوا وبعتولك تحاليل واحدة تانية زي اللي بنشوفه في الافلام آه ياضنايا لو شفتها دلوقتي.. هتتحسر علي نفسك أكتر مابتتحسر.
هند مين دي كماني اللي يشوفها ياولية انت جنيتي إياك
انتفضت نجية علي صوت وردة الحانق فقالت باضطراب
يوه.. خضتيني ياوردةده انا كنت بتفرج علي التلفزيون بيقولوا هند طليقة عادل هي اللي معمول لها الهليلة الكبيرة دي النهاردة فكنت بكلم نفسي.. محصلش حاجة يعني
اتسعت عينا وردة باستنكار وهي تطالع هند في التلفاز وهم يجرون معها حديثا لتقول بغل
وه.. وه ايه اللي جاب النيلة دي اهنه هي مش كانت عتموت وبتطالع في الروح
يحيي العظام وهي رميم.
اجفلي الهباب ده جبل ماياجي عادل بدل ماأكسره بيدي.
قفلته أهو.. ايه غيرانة من ضرتك ياوردة
قالت باستنكار
آني اغير من البت الماسخة دي.. وبعدين دي مبجتش ضرتي ولا نسيتي اني جوزي طلجها جبل مايتجوزني.
لأ منسيتش بس انت عارفة طلقها ليه ومش بعيد لو شافها كدة يروح يطلبها للجواز تاني.
هتمي يومك ياولية وتبطلي تحرجي في دمي ولا أخربها عليكي وأرتاح منيكي عاد
عقدت نجية حاجبيها قائلة
قصدك ايه
تخصرت وردة قائلة
هجول لجوزي علي عمايل أمه اللي خربت عليه جبل سابج واللي جلتيها لأبوي عشان تثبتيله انك كنت رايداني آني وعملتي المستحيل عشان عادل ياخدني.
شحب وجه نجية بينما تعدد وردة علي أصابعها مردفة
هجوله انك كنت بتحطي لهند برشام يسجطها لمن بتعرفي انها حامل ومكنتيش تعرفي انه إكده إكده هينزل ياحزينة.. وهجوله انك كنت بټسممي ودانه بكلام محصلش عنيها وكنتي بټسممي بدنها هي كماني في الراحة والجاية ومكنتش بترد عليكي وانها كانت عتطفح الډم في شغل البيت حتي وهي مرضانة وكنتي بتجوليله انها جاعدة هانم وفايتاكي تشتغلي وحديكي مش اكده
لأ ياوردة أبوس ايديكي متقوليلوش حاجة.. ياهابلة هيرجع ليها ويسيبك.
ميجدرش..أبوي ماسكه من يده اللي عتوجعه و بعدين حد