الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

التلميذ والبقرة

موقع أيام نيوز

قصة حقيقية 
كان الولد يركض في ساحة المدرسة لمحه المدير وصاح قائلا
يا تلميذ أدخل للقسم ماذا تفعل هنا
أنا يا سيدي لا أدرس 
كيف لا تدرس كل المعلمين هنا 
أنا فقط أبحث عن البقرة التي كنت أرعاها هي دخلت هنا للمدرسة أعتقد أنها في الجهة الخلفية للساحة 
كيف لا تدرس كم عمرك
9سنوات
لم تدخل للمدرسة من قبل

لم تسمحلي الظروف
كيف
أنا من أسرة فقيرة ولا يمكنني دفع مصاريف المدرسة 
شعر المدير بحزن شديد كيف لطفل في سنه لا يعرف القراءة والكتابة بعد ثم سأل الولد
هل تسكن قريبا من هنا
أجل سيدي
إذا أريد زيارة بيتكم الآن 
مرحبا بك سيدي 
رافق المدير الولد إلى بيته حيث استقبلته والدته أخبرها المدير بنيته في إدماج ابنها في صفوف تلاميذ مدرسته 
أخبرته الأم أنها لاتملك مصاريف الدراسة وأن والده مټوفي ولن تستطيع التكفل بأعباء دراسته 
قال المدير
سيدتي مصاريف ابنك ستكون على مسؤوليتي هذا وعد مني أريد فقط موافقتك 
يا لفرحة الأم لقد ذرفت دموع السعادة لأنها كانت دوما حزينة لرؤية ابنها أمي يجهل القراءة والكتابة ولا يذهب للمدرسة مثل أقرانه 
وفى المدير بوعده ومنح الولد كل الكتب والأدوات اللازمة 
درس السنة الأولى إبتدائي ثم الثالثة لأنه كان ذكيا ومع آخر سنة ابتدائية حاز على شهادة التعليم الابتدائى 
كان ېخاف أن لايستطيع المدير مواصلة تبرعاته له ومساعداته لكن سرعان ما يتبدد ذلك الخۏف عندما يسمع دقاته على باب بيتهم العتيق لقد حفظها فهي دقات الخير والبشائر لطالما كانت تدخل المسرات إلى قلبه الصغير عندما يرى المدير بابتسامته المعهودة حاملا كرتونة من الأدوات والكتب الجديدة وكيسا من الملابس وبعض المال 
كان الولد كلما شعر بالوهن يتذكر اجتهاد المدير في إيصال كل ما يحتاجه له لذلك كانت عزيمته دوما أقوى بمواصلة دراسته بقوة ومثابرة 
وبالفعل كان تلميذا نجيبا ويحصل دوما على أعلى العلامات وسبحان الله لأنه كان دائما ممتازا حصل على فرصة مواصلة دراسته بالخارج 
الآن هو بروفيسور في علم البرمجيات بكندا 
الفضل لله في ذلك فقد جعل في طريقه ذلك المدير الذي تبنى نجاحه حرفيا 
بعض الأشخاص يمتلكون كل مقومات النجاح لكن قد يفتقرون إلى سبب بسيط جدا يعطل أو يمنع نجاحهم ويبقى النجاح رغبة وقدرة على المواصلة دوما دون كلل أو ملل