حديث في ليله ممطرة
حدث في ليلة ممطرة
في قرية بعيدة في شمال الارض .. عاش إسكافي عجوز طيب وحيدا في كوخه الخشبي .. متخذا من ذلك الكوخ محلا لعمله .. فكان سكان القرية يقصدونه عندما يرغبون في إصلاح أحذيتهم البالية .
وفي إحدى السنين حل الشتاء مبكرا في تلك القرية .. وهذا يعني ستة شهور من الثلوج والصقيع والعواصف الجليدية ..
حيث يجبر السكان على المكوث داخل أكواخهم وعدم الخروج منها أبدا خلال تلك الأيام العشرة .. وإلا كان المۏت إنجمادا مصير كل من يتعرض للخارج خلال دقائق معدودة .. لذلك يعمد القرويون الى تحصين أكواخهم وغلق كل الفتحات وملئ القبو بأنواع الأطعمة والمشروبات إستعدادا لموسم عواصف الجليد .
وبالنسبة للاسكافي العجوز الوحيد .. فأن القرويون يكومون عنده الكثير من الاحذية البالية ليقضي وقته خلال موسم العواصف في تصليحها .
إذ فجأة ... تناهى الى سمع الاسكافي صوت ما .. صوت نشاز عن سيمفونية الرياح التي اعتاد الاسكافي سماعها كل ليلة ..
وهنا توقف الاسكافي عما كان يفعله وأصغى سمعه للخارج فأذا به يسمع ذلك الصوت مجددا ..
فالاسكافي لطالما سمع عن أمور غريبة تحدث لبعض الاشخاص خلال فترة موسم العواصف ..
وربما جاء الدور الآن على الاسكافي لتحدث له تلك الغرائب ..
فالأصوات قد يكون سببها عزف الجن أو نحيب أرواح شيطانية قادمة من الغابة ..!!! هكذا تخيل العجوز الأمور وحللها من منظوره .. خصوصا وأن الصوت أخذ يقترب ويقترب من الكوخ حتى أصبح أكثر وضوحا الى أن تمكن العجوز من فهمه ..
إنه صوت بشړي يطلب المساعدة .. هل هذا معقول
أم انه خدعة من عفاريت الظلام لإجباره على الخروج والفتك به
ظل الاسكافي متحيرا حتى سمع الصوت يناديه
يا اسكافي .. انجدني ..
هنا عزم العجوز على الخروج .. فارتدى أغلظ ثيابه وحمل مجرفة وأزال الالواح عن الباب ثم فتحه فاندفع الثلج الى الداخل فاكتسحه العجوز بالمجرفة وشق طريقه للخارج فشاهد رغم انعدام الرؤية بسبب العاصفة شخصا مطروحا قرب عتبة بابه فأمسكه من كتفيه وسحله الى داخل البيت ثم أوصد الباب خلفه