السبت 30 نوفمبر 2024

حديث في ليله ممطرة

موقع أيام نيوز

حدث في ليلة ممطرة 
في قرية بعيدة في شمال الارض .. عاش إسكافي عجوز طيب وحيدا في كوخه الخشبي .. متخذا من ذلك الكوخ محلا لعمله .. فكان سكان القرية يقصدونه عندما يرغبون في إصلاح أحذيتهم البالية .
وفي إحدى السنين حل الشتاء مبكرا في تلك القرية .. وهذا يعني ستة شهور من الثلوج والصقيع والعواصف الجليدية .. 

وتختص تلك المنطقة بما يعرف ب موسم العواصف والذي يستمر لعشرة أيام متتالية غالبا .. 
حيث يجبر السكان على المكوث داخل أكواخهم وعدم الخروج منها أبدا خلال تلك الأيام العشرة .. وإلا كان المۏت إنجمادا مصير كل من يتعرض للخارج خلال دقائق معدودة .. لذلك يعمد القرويون الى تحصين أكواخهم وغلق كل الفتحات وملئ القبو بأنواع الأطعمة والمشروبات إستعدادا لموسم عواصف الجليد .
وعادة .. يقضي القرويون أيامهم تلك إما في نوم يشبه السبات وإما في تجمع العوائل حول الموقد والاستماع الى الحكايا التي يرويها كبار السن أو حل الألغاز ولعب الالعاب الفكرية كالشطرنج والنرد وغيرها .
وبالنسبة للاسكافي العجوز الوحيد .. فأن القرويون يكومون عنده الكثير من الاحذية البالية ليقضي وقته خلال موسم العواصف في تصليحها .
وحدث ذت ليلة من ليالي موسم العواصف .. عندما كان الاسكافي منشغلا بالتصليح تحت ضوء الشمعة .. والهدوء يهيمن على المكان فلا يسمع سوى صوت الريح التي تنساب من بعض شقوق ذلك الكوخ العتيق ..
إذ فجأة ... تناهى الى سمع الاسكافي صوت ما .. صوت نشاز عن سيمفونية الرياح التي اعتاد الاسكافي سماعها كل ليلة ..
وهنا توقف الاسكافي عما كان يفعله وأصغى سمعه للخارج فأذا به يسمع ذلك الصوت مجددا ..
سرت رعشة في جسد العجوز ليس سببها قشعريرة البرد بل الخۏف من المجهول ..
فالاسكافي لطالما سمع عن أمور غريبة تحدث لبعض الاشخاص خلال فترة موسم العواصف .. 
وربما جاء الدور الآن على الاسكافي لتحدث له تلك الغرائب ..
فالأصوات قد يكون سببها عزف الجن أو نحيب أرواح شيطانية قادمة من الغابة ..!!! هكذا تخيل العجوز الأمور وحللها من منظوره .. خصوصا وأن الصوت أخذ يقترب ويقترب من الكوخ حتى أصبح أكثر وضوحا الى أن تمكن العجوز من فهمه ..
النجدة ... ساعدوني ...
إنه صوت بشړي يطلب المساعدة .. هل هذا معقول 
أم انه خدعة من عفاريت الظلام لإجباره على الخروج والفتك به 
ظل الاسكافي متحيرا حتى سمع الصوت يناديه 
يا اسكافي .. انجدني ..
هنا عزم العجوز على الخروج .. فارتدى أغلظ ثيابه وحمل مجرفة وأزال الالواح عن الباب ثم فتحه فاندفع الثلج الى الداخل فاكتسحه العجوز بالمجرفة وشق طريقه للخارج فشاهد رغم انعدام الرؤية بسبب العاصفة شخصا مطروحا قرب عتبة بابه فأمسكه من كتفيه وسحله الى داخل البيت ثم أوصد الباب خلفه