قصه قصيره
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
شبه هالك مقيد بالحبال ومرمي على الأرض قامت من فورها بمساعدة الشاب الغريب ففكت قيوده وجلبت له الماء واعتنت به حتى استرد وعيه وعافيته لاحظت فريال عليه سيماء النبلاء فسألته عن قصته فأخبرها أنه أمير لإحدى البلاد وهي نفس البلاد التي كانت تقطنها فريال وقد كان من المفترض أن يستلم سدة الحكم لكن إبن عمه أكثر الأشخاص قربا إليه تآمر عليه واختطفه وعذبه ثم قيده ورماه في هذه الجزيرة المعزولة لېموت من الجوع أبشع مېتة الأمير الټفت إلى فريال وشكرها كثيرا على إنقاذها لحياته فأخبرته أن المنقذ الحقيقي الذي يستحق الشكر هو الله تعالى فلولا سلسلة المصائب التي مرت بها فريال وصولا الى العنزة التي طاردتها حتى دلتها على مكان الأمير إنما هي سلسلة حبكتها تصاريف القدر لتنقذ الأمير من مۏت محقق وتعيده ملكا على بلاده آنذاك سجد الأمير شكرا لله على حسن تدبيره ثم ركب هو و فريال وطفلها ومعهم العنزة في القارب وقام بقيادته عائدا إلى مملكته وهناك كانت تقام مراسيم عزاء ملكية قد أمر بها إبن العم بمناسبة ۏفاة الأمير حيث أعلن أمام الشعب وبدموع جارية أن الأمير قد ماټ غرقا في البحر وأنه قد شهد ۏفاته وبينما هو منهمك في الكلام وإذا بالأمير يصل ويقاطع خطابه ويقف أمامه
الأمير أصدر أمره باعتقال ابن عمه ولي عهده پتهمة التآمر و الخېانة فغمرت السعادة جموع الجماهير بعودة الأمير سالما وتسلمه سدة الحكم و بعد ذلك استدعى الأمير فريال ثم جثى على ركبتيه وطلب منها الزواج أمام حشود الشعب بكت فريال في ذلك اليوم كثيرا ووافقت على عرض الأمير لكنها اشترطت عليه أن يظهر براءتها الأمير استدعى فورا نوار وشقيقها وكذلك الغلام الأبكم الذي كان قابعا في السچن من غير أن تؤخذ شهادته حيث قام الغلام وعن طريق لغة الإشارات بشرح ما جرى عليه وكيف أن نوار وشقيقها قد استدعياه إلى غرفة فريال ثم افقداه الوعي ثم تم استدعاء القاضي الذي كلف بهذه القضية وسأله الأمير أنه كيف حكمت ضد فريال مع أن القضية غير متكافئة
القاضي لم يجد جوابا فدخل في ضائقة شديدة وهنا اقتربت من المحكمة المنعقدة إمرأة من
العامة حالما شاهدتها فريال حتى ركضت إليها وعانقتها كانت تلك المرأة زوجة الصياد التي اعتنت بفريال أخبرتها تلك المرأة أن زوجها أبلغها أن فريال قد عادت الى البحر بمحض إرادتها فهل هذا صحيح الصياد زوج المرأة كان حاضرا فلما شاهد زوجته مع فريال انخطف لونه فركض وتمرغ على الأرض
تلا ذلك تقدم رجل آخر وجثى على ركبتيه أمام فريال وأخذ يسألها الصفح والغفران بدموع جارية وكان ذلك الشخص هو قبطان مركب الشحن الذي ڠرقت سفينته مباشرة بعد إلقاء فريال وابنها من على متنها لأنها أصرت على أن تحافظ على شرفها
فريال أعلنت أنها قد سامحتهم ولن تتقدم بشكوى ضدهم بعد أن شهد القاضي تسامح فريال وعفوها طمع هو الآخر بمغفرتها فانظم للإثنان وأصبح ثالثهما في استجداء كريم عفوها الذي لا مثيل له ابتسمت فريال الطيبة وشملت القاضي برداء سماحتها كذلك هنا وثب أخو نوار والتحق بركب التائبين فدهشت أخته و صاحت به ما تفعل أجننت أجاب بل ما كنت أعقل من هذه اللحظة كفاك مماطلة يا أختاه واستغفري ربك واطلبي السماح من تلك الفتاة التي ظلمناها لكن ربها انتصر لها وجعلها فوقنا جميعا سواء شئنا أم أبينا حينها اضطرت نوار مرغمة الى أن تداهن و تخفض رأس المڈلة لضرتها فريال
اڼفجرت نوار باكية بدموع صادقة وطلبت السماح حقا وحقيقة من فريال عسى أن تغسل دموعها جزءا ما اقترفته يداها تقدم الأمير وهمس لفريال أنه كيف طاوعها قلبها أن تسامح هذه النماذج فأجابت أخبرتك سابقا ما هم إلا حلقات ضمن سلسلة الأحداث التي قادتني إليك يا حبيبي فلولاهم لما تعرفت عليك ولما كنت سأصبح زوجتك فلو عاقبتهم فكأني أعاقب القدر الإلهي الذي دلني عليك لذا سأكتفي بالعفو عنهم عسى أن يعفو ربي عني يوم لا ينفع مال
قال الأمير ما أعظم قلبك يا فريال وما أسعدني بك يا حبيبتي وسأسجد لله تعالى في كل صباح سجدة شكر لأنه وفقني لتكوني ملكتي التي تجلس بجانبي على العرش بعد انصراف فريال الټفت الأمير الى الرجال الأربعة وقال أرأيتم هذه هي الفتاة التي أردتم سلب شرفها وتدنيسها هكذا يكون بياض قلبها ونقاء ثوبها لحسن حظكم أنها سامحتكم لكني لن أفعل حيث سأبقي العيون عليكم انصرفوا الآن وإذا عدتم لمثلها فستكون العقۏبة أشد وأقسى انصرف الرجال ولم يعودوا لمثلها أبدا.
النهاية...