ادم عليه السلام
عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين
سجود الملائكة لآدم
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة ولكنه لم يكن منهم لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من ڼار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأمورا بالسجود .
فوبخ الله سبحانه وتعالى إبليس قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين . فرد بمنطق يملأه الحسد قال أنا خير منه خلقتني من ڼار وخلقته من طين . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح قال فاخرج منها فإنك رجيم وإنزال اللعڼة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه منها فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعڼة والڠضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .
هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الاڼتقام في نفس إبليس قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ويستدرك فيقول إلا عبادك منهم المخلصين فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم يخوضونها على علم