الإوزة التي تبيض ذهباً قصة رائعة من الحكايات التراثية المشهورة🌹
في قرية صغيرة كان يعيش مزارع فقير اسمه صابر وزوجته أزهار وابنهما محروس، هذه العائلة لم تكن تختلف كثيراًعن غيرها من العائلات الفقيرة إلا في ما كان محروس يتناوله من طعام، ذلك أنه كان يحب البيض كثيراً ويأكل منه في الصباح وفي المساء وما بينهما، كان يأكل البيض مسلوقاً ومخلوطاً ومقلياً ومشوياً، كما شاع أنه يأكله نيئاً ايضاً مع ان احداُ لم يره فعلاً يفعل ذلك، كان محروس يأكل بيض الدجاج وبيض البط لكن نوعه المفضل كان بيض الإوز .
علي أن بيض الاوز كان غالياً جداً، وطيور الإوز الوحيدة في القرية كانت تملكها جارة غنية اسمها نسيمة، كان في مزرعة نسيمة دجاج وبط ووز وابقار بل كان فيها جرار، كثيراً ما كان صابر وازهار يصدعان الي منزل نسيمة ومزرعتها ويقولان : ما اجمل ان يكون لنا مثل هذا المنزل وهذه المزرعة، وكانا ينظران الي نسيمة ويقولان : ما اجمل ان يكون لنا مثل هذه الملابس وهذه الجواهر، لكنهما كانا يعلمان ان ذلك غير ممكن، فيتنهدان ويعودان الي عملهما .
ظل صابر وازهار يعملان ليل نهار ليوفرا لمحروس ما يكفيه من بيض، اشتريا لأجل ذلك دجاجة لكن بيض تلك الدجاجة كان صغيراً، ولم تكن تضع الا بيضة واحدة كل ثلاثة ايام، لذا كان علي الوالدين ان يواصلا العمل في الحقل بجد ليوفرا لإبنهما طعامه المفضل، في احد الايام كان صابر وازهار يعملان في الحقل، اطلت من بعيد سيدة عجوز تحمل في يدها سلة، كانت سيدة نحيلة داكنة البشرة، وكانت تدندن باغنية غريبة لم يسمعها صابر ولا ازهار من قبل، ومن سلتها سمع صوت خفق اجنحة وصوت بقبقة .
اقتربت العجوز من صابر وازهار وقالت بصوت طروب : اتشتريان مني وزة ؟ قال صابر : لا قدرة لنا علي شراء وزة، قالت العجوز : وزتي ثمينة تبيض كل يوم بيضة سمينة، تذكرت ازهار دجاجتها التي تبيض بيضة صغيرة كل ثلاثة ايام، فأسرعت تقول : بيضة في اليوم ؟! هل ثمنها غال ؟! فكر صابر وازهار في الامر قليلاً ثم قررا شراء الاوزة بمال كانا قد ادخراه لأيام الشتاء، وعادت العجوز من حيث اتت وهي تردد اغنيتها الغريبة، في ذلك اليوم وضعت الوزة بيضة، كانت بيضة غربية الهيئة، صفراء براقة .
قالت ازهار : البيضة بيضة، علي الاقل انها كبيرة وتكفي لإعداد طبق كبير من العجة، قرعت ازهار البيضة بملعقة فلم
تنكسر، خبطتها بقوة مرات ثم ضړبتها بالطاولة بقوة فلم تنكسر ايضاً، جاء صابر علي صوت القرع والضړب ومسك بالبيضة وخپطها بالارض بقوة، لم تنكسر البيضة ايضاً، امسك البيضة غاضباً رميها في الحقل، إلا انه في هذه اللحظة