نهال مصطفى الفصل الاول والثاني
عالية !
إنني أكبر وتكبر معي أشياء كثيرة أولها الألم كلما كبرت أصبح الألم أكبر وأبطئ رحيلا العبء كل يوم تحملني الحياة بأثقال وتنحت مني القوه أدركت أن حزني ويا للأسى سيكون كبيرا ودائما لأنني أضعف من تحمل كل هذا ودائما لأني وحيدة ولا يوجد من يشاطر معي جزءا من همي .
أنهى تميم وجبة طعامه التي حرصت شمس أن تكون مليئة بالخضراوات والبروتينات وبمجرد ما رأته يزيح الطاولة ركضت نحوه لتساعده بهدوء وتجر الطاولة المتحركة بعيدا ثم مدت له أدويته ومعهم كأس من المياه راسمة ابتسامة مزيفة
اتفضل .
هتنام دلوقت لان الحبوب فيها نسبة منوم هقفل الأنوار وأسيبك ترتاح شوية .
أخذت تلملم في الأطباق بخفة متعمدة ألا تحدث أي صوت يزعجه حتى قطع مهمتها بسؤاله
على فكرة أنت مش مجبرة تعملي كدا في ناس هنا ودا شغلها !
هو أنت في حد معبرك من الصبح !
تلجلجت معاتبة نفسها بصوت مسموع وهي تبرر موقفها وتعتذر عن تلقائيتها المبالغ فيها
معلش أنا اسفة أصلا وأنا متعصبة بقول أي كلام ومش باخد بالي أنا بقول أيه ! يعني مش قصدي أنا مش عارفة مالي أسفة مرة تانية .
وتتأسفي ليه ! هي دي الحقيقة فعلا !
اتسع بؤبؤ عينيها بغرابة
يعني أيه ! يعني دا العادي !
ثم أطلقت ضحكة ساخرة وهي تكمل
وأنا مستغربة ليه ! اللي شفته من أخوك الصبح يخليني اتوقع أي حاجة في بيت الأشباح دا !
هنا دخلت عبلة بخطوات كعب حذائها المسموعة للغاية وهي تتفحص شمس من فوق ل تحت وما زالت عيونها متعلقة ب شمس حتى أردفت بثبات
أخبار صحتك أيه يا تميم ! يا رب الدكتورة شمس تكون شايفة شغلها كويس .
ارتبكت شمس إثر نظرات عبلة المخيفة والتي لا تعكس إلا بريق النوايا الخبيثة أردف تميم بعرفان
ثم الوسادة من تحت رأسه بمعاناة متخذا وضع النوم لاحظته شمس ف حرصت على منه منتظرة مساعدة من جبل الجليد الذي يقف أمامها تجمدها الذي أثار شكوك شمس حتى قالت بنبرة صارمة
موعد نوم تميم بيه دلوقت .
تفاقم ڠضب عبلة ناحيتها أكثر واكفهر وجهها كاظمة نيرانها بجوفها ودارت مغادرة بهدوء لا يحدث إلا صخب كمثل الذي يحدثه حذائها .
حل المساء ولا زالت شمس تجلس على أحد درجات السلم بهدوء تراقب حركة القصر الصاخبة بأعينها الاستكشافية وترى ترتيبات الحفل الذي شبه يشير إلى حدث عظيم سيقام بالقصر طاف الغم والقلق بوجهها وهي تتذكر حالة أختها وجدتها وعما سيكون وضعهم الآن !
يارب ساعدني !
هنا خرجت عالية من غرفتها ف وجدتها تتقوس حول نفسها فوق درجة السلم منها بخطوات هادئة وجلست بجوارها متبسمة بابتسامة نقية وسألتها
قاعدة هنا ليه !
تحمحمت شمس بخفوت وهي تجفف وجهها سريعا
مستنية عاصي بيه ..
ثم أطلقت زفيرا قويا وأتبعت ب مرج
وكمان ما ينفعش أقعد جوه ف هنا أحسن !
اتسعت بسمة عالية بتفهمها للأمر ثم نهضت على الفور ومدت لها يدها لتساعدها على الوقوف
آه فهمتك طيب قومي يلا .
طالعتها شمس بنظرات أسوار الحيرة
مش فاهمة .. أنت مين !
أنا عالية اخت عاصي وتميم .
ثم أكملت ب رقة قلب
قومي ادخلي أوضتي وآكيد محتاجة تتوضي وتصلي وترتاحي شوية !
أ يثمر من الرماد ورد ! تلك كانت نظرات شمس الطائشة لديها فكيف ل بيت يغمره رائحة الخمر يمكن أن تفوح منه رائحة الطهارة ! همست لنفسها باندهاش
واضح إنه قصر كله ألغاز فعلا من أول البني آدم اللي شوفته الصبح لحد واحدة بتقولي قومي اتوضي عشان تصلي !
تابعتها شمس ب صمت تام مستمعة فقدت لزحمة الاسئلة المتراكمة في رأسها والعالم المختلف الذي صادفته منذ صباح اليوم لأخره ! يا ترى ماذا سترى آيضا !
جميعنا تعلمنا كيف نركض خلف الأشياء حتى تنقطع أنفاسنا لنحصل عليها ولكن لم يعملنا أحد ماذا نفعل عند فقدانها !
تلك الجملة التي عالمه منذ أن فارقته حبيبته من خمسة أعوام لهذه اللحظة كان حينها