نرجس بقلم منى محمود
الادب وتستاهل ضړب الجزمة
اسماعيل متجاهلا كلام جدتة
يا حج صدقني مينفعش تسافر دلوقتي معانا كدة أو كدة هي ومحمود اكيد هيتطلقو بعد اللي حصل دا نشوف بس حكايه الواد هترسي علي ايه وبعدين نخدها معانا ونسافر
تدخلت رقيه مرة أخري في الحوار
أيوة يعني نسيب بيتنا و اشغالنا ونفضل قاعدين جمب الست هانم ولا ايه
عبد الهادي بهدوء ... هما تلت ايام مفيش غيرهم وبعدها هخدها ع البلد واللي يحصل يحصل ومن هنا لحد ما دا يتم مش هتشوفي
الشارع تاني ابدا
اسماعيل .. تمام يا حج أن شاء الله خلال التلت ايام دي تكون كل حاجة خلصت و نعاود كلنا علي البلد تاني
لم تستطع الاعتراض كانت منهكة متعبة كل ما تريدة الان هو ضم صغيرها إلي صدرها والنوم بعمق تركتهم يتحدثون و ذهبت إلى حجرتها قامت بفتح خزينة الملابس واخرجت منها أحدي ملابس ابنها علي واتجهت إلي سريرها ونامت وهي ملابس صغيرها لعلها تستطيع الراحة
فلاش باك
ذات يوم كان المنزل خالي تماما من النقود عندما تأخر محمود عن معادة الشهري لمدة خمس ايام كانت جائعة بشدة و طفلها حينها كان يبلغ من العمر ثمانيه أشهر عندما بحثت بالمطبخ لم تجد سوي بعض حبيبات البطاطس نظرت إلى صغيرها الذي يطالعها ببراءة ورسمت ابتسامة علي وجهها وهي تحادثة
باك
أغمضت عينيها بقوة في محاولة منها لحبس دموعها وإجبار نفسها علي النوم ولم تستطع ظلت تبكي وهي ملابس ابنها قرابه الساعه حتي نامت دون أن تشعر
صح النوم يا سنيورة قومي يلا عشان تعرفي اخر الاخبار
نرجس بهدوء ... اخبار ايه
اسماعيل ... محمود خرج امبارح من القسم في محامي راح و خرجه
نرجس مندهشه .. خرج ازاي انا مبلغة عنه ازاي يخرج
رقيه ... كمان هتبقي قتاله قټله صحيح العرق دساس طول عمري بقولهم هتطلعي فأجرة زي امك
نرجس ... ستي سبيني في حالي الله يرضي عليكي اصلا انا مش فاهمة انتي هنا ليه ما ترجعي بيتك وسبيني في اللي انا فيه بقا
رقيه ... شايف يا عبد الهادي بنتك بتطردني من البيت تشكرو هي دي اخرتها
عبد الهادي ... غوري من وشي يا نرجس الساعة دي لحد ما اشوف هعمل فيكي ايه
نرجس وهي تتجة الي حجرتها ... انا عرفتكم اللي هعلمو لو قانون مجبليش حق ابني هاخده بنفسي
ظلو يتحدثون لعدة ساعات ثم خرج
اسماعيل و عبد الهادي معا وبقيت نرجس مع جدتها رقيه بفردهم ظلت نرجس بحجرتها بدلت ملابسها وارتدت حجابها وظلت منتظرة الوقت المناسب حتي تستطيع الخروج من المنزل وبعد مرور خمسة عشر دقيقة انتهزت نرجس فرصة دخول رقيه الي المرحاض وقامت بالخروج من المنزل متجه إلي قسم الشرطة لتتأكد من حديث أهلها عن خروج محمود
في قسم الشرطة
يجلس مؤمن في مكتبة ينظر بحيرة إلي ملف التحريات الذي قام به يتذكر كم كان حزينا أمس حين شاهد نرجس في البرنامج كم شعر بالأسي و الشفقة علي ما عانتة تلك المسكينة طيلة حياتها وتسائل كيف استطاعت الصمود كل هذا نهض مبتسما عندما دلفت إليه نرجس
نرجس مرتبكة ... ا انا اسفة جدا بس ملقتش حد برة ف خبطت ودخلت
كانت ملابسها مهندمة عن اخر مرة رآها فيها حجابها يزيدها جمالا بلونه الازرق بشرتها ناعمة