ډفنا عمر كامله
بنظرة غامضة ثم قال صباح الخير يا جسار عامل ايه
_ الحمد لله.. اتفضل يا آدم اشرب معانا قهوة
_ شكرا..أنا كنت عايز سارة في حاجة..
نهض جسار قائلا ماشي أنا أصلا كنت ماشي عشان أول محاضراتي هتبدأ..سلام..
ابتعد ليشيعه آدم بنظرة غيرة واضحة وهو يجلس أمامها ويتأملها مطولا دون وعي لتتنحنح هي قائلة خير يا أدم..كنت عايزني في ايه..
حدجته بامتنان كبير وقالت بجد كلك ذوق مفيش مرة احتاجك إلا أما الاقيك من قبل حتى ما اتكلم.. كنت لسه هشوف حد واخدهم منه.
قال بحمية تليق به حد ليه وانا موجود ثم حاصرها بنظرة دافئة المهم طمنيني عليكي بقيتي كويسة دلوقت
طمني انت أخبارك ايه
_ الحمد لله بخير.
_ ناوي تشتغل في الأجازة
_ أيوة طبعا عشان اساعد نفسي.. بابا أخره معانا للثانوية وبعدها لازم ننطلق..أخويا الكبير اشتغل وقت الكلية في ورشة لحد ما اتخرج..وده فاده جدا لأنه أخد خبرة في ميكانيكا السيارات.
_ بالظبط.. وفعلا اتفقت مع مكتب محامي كبير هبدأ معاه..
_ طيب ممتاز انك هتشتغل مع حد كبير كده وتاخد منه خبرة.
_ بصراحة اخويا اللي فادني عن طريق الصدفة لما جاله زبون محامي في نفس المكتب أتوسط ليا وأخدلي معاد وقابلته والدنيا مشيت..
ابتسمت له بود أنا مبسوطة عشانك جدا يا أدم..انت شاب جد ومكافح وعايز تبني نفسك..متهيئلي حتى لو والدك موفرلك كل الإمكانيات المادية كنت برضو هتمشي طريقك بنفسك
قهقهت عاليا لدعابته وقالت والله انت بكاش يا آدم يلا بقي نلحق أول محاضرة بدال ما الكلام ياخدنا..
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثاني
أتى جسار لتوه من سهرة قضاها وسط رفاقه وگ عادته مل سريعا من كل ما يثرثرون به وكثيرا ما تعجب ذاته لتناقضه الجلي هو بإرادته يغرق وسط عالمهم الفارغ كأنه بصحبتهم يشتت عقله ويلهيه عن تساؤلات كثيرة تؤرقه وتخيفه خوف مبهم لا يعرف منبعه لكنه راسخ في خبايا روحه يجتاحه حتى في تفاصيل أحلامه حين يغفو ويا ويله لو تسلقت تلك الأحلام جدار واقعه وتحقق ما يخيفه.
_ السلام عليكم يا جدي.
رفع الأخير عويناته الطبيه بوقار وجسار يقترب إليه ملتقطا كفه ملثما إياه بتقدير فربت الجد نادر علي رأسه وهو يقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخبار ايه يا حبيبي
بعتاب مبطن و دراستك تمام برضو ولا ناوي تسقط السنادي كمان يا جسار
ابتسم الأخير بحرج لتلميحه بالتقصير وقال أوعدك يا جدي انجح عشان افرحك.
غمره الجد بنظرة حانية وغمغم يا ابني انا عايزك تهتم بمستقبلك وتكون ناجح عشانك انت أولا وعشان أنا وابوك وأمك وأخوك نفتخر بيك.
رغما عنه ابتسم بمرارة ساخرة انت متأكد ياجدي ان بابا وماما بيفكروا فيا أصلا ده مافيش مرة ينزلوا أجازة غير لما نلح عليهم..بقالهم أربع سنين مانزلوش مصر من أخر أجازة وعمر ما حد فيهم قالي ذاكر ولا خد بالك من نفسك..كل اهتمامهم بأخويا رائف وبس كأنهم نسيوني في غربتهم.
وواصل بنبرة حزينة أظهرت بعضا مما يعاني
محدش بيحبني غيرك انت يا جدي..
انفطر قلب الجد لسماع ما قاله متفهما الفتور الذي ينخر علاقته بوالديه هو ذاته يشتهي عودة أبنه الوحيد بشكل نهائي قبل أن ينفذ أمر الله وقد بلغ من العمر عتيا..فلم يبقى له مثل ما مضى ليعيشه ولا يريد رحيلا وروحه تطوق لضمة أبنه الوحيد.
تنهد نافضا عنه أفكاره ثم ربت على كتف حفيده ربتة دعم ماتقولش كده وتزعلني منك يا جسار انت عارف ماما وبابا بيحبوا شغلهم قد ايه واتعودا على العيشة هناك في البلد اللي شغالين فيها واخوك قريب هينزل عشان ياخد جامعته من هنا وتشبعوا من بعض وبعدين أنا أصرت معاك يا ولد
قبل رأسه ومحبة واحترام جده تحتل قلبه وروحه متقولش كده يا جدي أنا من غيرك ما اسواش حاجة..أنت أغلى شخص عندي في الدنيا.
جانب وجهه مغمغما بحنان لو فعلا بتعزني وغالي عندك يا جسار.. اتخرج السنادي من كليتك وفرحني.. واهو مكتب المحاماه بتاعك جاهز ومنتظرك في أفخم مكان في البلد.
أومأ له أوعدك ياجدي..هنجح عشان افرحك هكون محامي ناجح وارفع راسك واستطرد قولي بقى اتعشيت ولا لسه
_ لسه.
_ خلاص هقول لدادا سيدة تحضرلنا عشا وانا هاخد شاور وارجعلك احكيلك عن الموقف اللي حصل معايا الأسبوع اللي فات من أنثي ال..
انتبه جسار أن الكلمة غير لائقة علي مسامعه جده فتراجع مع قوله أنثى عجيبة جت الجامعة
تهاجمني بشكل غريب لدرجة كانت