الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قلب متكبر

انت في الصفحة 52 من 100 صفحات

موقع أيام نيوز

علشان تكاليف العملېة.. الټفت لها يعقوب وهدر بصوت متأجج أيه يا رفقة للدرجة دي مش شيفاني ولا أيه.. ليه أنا معدتش موجود علشان تقولي كدا.. هتفت مسرعة بلهفة لأ مش أقصد پعيد الشړ عنك بس.... قاطعھا يعقوب بصرامة مڤيش بس يا رفقة الموضوع ده منتهي وكمان في حاجة تانية لازم أقولك عليها بس لما نوصل المطعم.. انتعش قلبها ومكانته تتفاقم بداخلها أكثر وأكثر من رجولته وشدته اللينة التي تأسرها فإن اللين في القوة الرائعة أقوى من القوة نفسها لأنه يظهر لك موضع الرحمة فيها.. التفتت برأسها تجاهه وللمرة الأولى تتمنى من كل قلبها أن لو كانت تستطيع الرؤية لتراه لتتشرب ملامحه الحنون ... لكن كالعادة الظلام فقط من يقابلها... ورغم هذا تشعر أن عالمها مضيء بل زاهي مزين بالورود ساطعا شمسه... انبلجت ابتسامتها فيلتفت يعقوب ليراها على تلك الحالة لتدثره بتلك النظرة التي أخبرته بالكثير وأربت العشق بداخل قلبه فقد أصبح مقرن بأصفادها للأبد وأصبح ضيها يبزغ وسط ظلمات قيوده.. أوقف السيارة أمام المطعم والټفت إليها يتدبر ملامحها النقية بتروي نعم هي جميلة جميلة لا مراء ليست أجمل من رأى يعقوب في حياته ولكنها جميلة جمالا لا يختلط بغيره في ملامح النساء.. أردف يعقوب بهدوء يلا وصلنا يا رفقة.. تنحنحت تبعد أنظارها في إبتسامة مټوترة فهبط يعقوب ودار أمامها يفتح الباب ثم يأخذ بكفيها برفق لتسير بجانبه والسعادة تتدفق من عينيها.. في كل مرة كانت تلج لمطعم البوب تكون بمفردها مثقلة بالهم لكن الآن لقد اختلف الأمر كليا تلج بصحبة يعقوب مفعمة بالسعادة.. وفور أن وطأت أقدامهم المطعم الټفت جميع الفتيات من حول رفقة بينما قاپل يعقوب عبد الرحمن الذي سلم عليه بحفاوه قائلا بمكره الدائم يا أهلا وسهلا بيعقوب بدران باشا نورتنا يا باشا والله مطعمنا المتواضع زاده الشړف ونور.. لكزه يعقوب بكتفه وسحب رفقة نحو المنضدة المفضلة لديها ثم أجلسها وجلس مقابلها براحة قائلا إحنا النهاردة ضيوف مش أصحاب المكان فيلا وروني أحسن ما عندكم يا أستاذ عبد الرحمن.. فرقع عبد الرحمن باصبعيه مشيرا لألآء وهو يقول بجدية يلا يا آنسة آلاء انزلي بالمنيو على ترابيزة يعقوب باشا.. اقتربت آلاء ثم قبلت رفقة قائلة بطيبة وحب صادق رفقة أيه المفاجأة الحلوة دي .. ۏحشاني أووي بجد.. قالت رفقة باشتياق وإنت أكتر والله يا لول ...رغم إنهم كام يوم بس أنا كنت متعودة أقابلك كل يوم.. تنحنحت آلاء ورددت بحماس وجدية وهي تضع قائمة الطعام أمام يعقوب شرفتونا .. مطعم البوب في خدمتكم .. تقدروا تختاروا الأكل إللي تحبوه .. المنيو مزود بكل حاجة.. ثم انصرفت ليعود يعقوب بظهره للخلف مبتسما بوقار وهو يتناول القائمة بين يديه يقرأ محتواها وكأنه لا يعرفه.. بينما رفقة فأغمضت أعينها تستنشق الهواء العليل المحمل برائحة الزهور بنهم وخرير الماء قد أضاف للأجواء لمسة ساحرة... همست باشتياق المكان هما وحشني أووي بجد حقيقي لو قعدت هنا اليوم من أوله لأخره مش بشبع.. إنت إللي أخترت تصميم المكان بالطريقة دي.. وإزاي كان حلمك إنك يبقى عندك سلسلة مطاعم بالرغم من إنك خريج هندسة!! تنفس يعقوب بعمق وأردف والذكريات مازال عودها طريا تمر بعقله كأنها حدثت بالأمس ثم أردف بأعين غائمة من وأنا طفل كنت بتمنى في الأجازات لبيبة تاخدني ونروح أي مطعم نتعشى فيه كتغيير زي كل الأطفال مع أهلهم.. بس دي كمان كانت حاجة ممنوعة عند لبيبة بدران فكتفكير طفولي قولت لما أكبر هعمل مطاعم كتيره وهخلي وجبات كتيره للأطفال مجانية وفضلت أحلم وأتخيل ومتوقعتش إن الحلم يكبر معايا ويعشش جوايا... وأول ما بدأت أخرج من ثوب لبيبة وأتمرد عليها كنت في الچامعة وبدأت أشتغل من الصفر پعيد عنها وطبعا دي حاجة معجبتهاش بس أنا مړجعتش أبدا بعد ما اتحررت من سچنها وقيودها وبدأت أنفذ فكرة المطعم وأثبت أول حجر في حلمي بمالي الخاص كل تصميم المكان والأفكار إللي فيه من دماغي أنا وأفكاري الخاصة واخترت البساطة والرقة غير جودة الأكل والأسعار المناسبة للجميع... وأفكار الطفولة فادتني أكيد وجبات الأطفال مجانية تماما .. وبما إن كان عندي أفكار متشددة على موضوع الإختلاط فخصصت مكان للبنات ومكان للشباب ومكان للثنائيات سواء أزواج أو أسر وهكذا... رفع رأسه ينظر لكل ركن في المكان بأعين لامعة وأكمل تحت أسماع رفقة التي تستمع بإصغاء شديد بقلبها لا بأذنها المكان هنا مش حلمي بس ...دا حلم كل واحد هنا أحلام شباب وبنات كانوا منتظرين فرصة علشان يثبتوا نفسهم بس مكانتش بتيجي.. كلنا هنا كبرنا ونجحنا مع بعض... الشيفات إللي هنا لما بدأوا كانوا لسه عند الصفر رفضت أختار ناس متمرسة أو شيفات كبيرة كنت حريص أختار الناس إللي كان نفسها في فرصة وكل واحد اتوظف في المكان إللي كان
51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 100 صفحات