الشيطان المتملك
الله يرحمها يا حبيبتي هي أكيد في مكان أحسن من داه و أكيد مبسوطة علشان بنتها الوحيدة النهاردة كبرت و بقت عروسة... يلا يا حبيبتي أيهم مستنيكي برا مش وقت عياط دلوقتي داه وقت فرح....
اومأت لها ليليان
و هي تكفكف دموعها بصعوبة محاولة التماسك قائلة في نفسها لو كانت ماما موجودة مكانتش خلتني اتعذب في حياتي بالشكل داه و مكانتش حتخليني أتجوز ڠصب عني أكثر إنسان بكره في حياتي....فينيك يا ماما وحشتني اوي .....
قاطع حديثها مع نفسها إقتراب المزينة منها لإعادة
ضبط ماكياجها...
بعد دقائق قليلة كانت تنزل الدرج بطلتها الساحرة متأبطة ذراع عمها والد أيهم لتجذب جميع أنظار الحاضرين الذين انبهروا لشدة جمالها ثوبها الأبيض الذي صمم خصيصا لها في إحدى أشهر دور الازياء الفرنسية لائم
إقترب منها أيهم الذي كان مغيبا ذهنيا لا يصدق كتلة الجمال التي تقف بجانبه رغم نظراتها الحزينة و التي زادتها فتنة هو يعلم انها جميلة و لكنه لم يكن يعتقد انها ستصل لهذه الدرجةابتسم لها و هو يتسلم يدها من والده الذي أوصاه عليها بشدة....
و هو يتقدم بها إلى خارج الفيلا وسط تهاني العائلة و مشاكسة أصدقائه....
الحفل كان خياليا... قاعة الفندق الملكية المخصصة لحفلات الزفاف مكتضة بمئات المدعويين من أطباء و رجال أعمال و بعض الوزراء من أصدقاء أيهم و أقاربه...
كل شيئ ېصرخ بالفخامة و البذخ... الطاولات الزهور الشموع المنتقاة بعناية....
الجميع يهنؤون العريس و يعبرون عن إعجابهم الشديد بجمال الحفل و العروس التي جذبت أنظار جميع المدعويين بمظهرها الأنيق رغم إحتشامها...
اما ليليان فكانت تجاهد لرسم إبتسامات باهتة على وجهها...
و تقاوم بشدة إرتجاف جسدها و التقلبات التي كانت تصيب معدتها من حين إلى آخر كلما تقدم الوقت و إقترب موعد صعودها الى الجناح المخصص للعروسين....
حتى انها لم تستطع ان ترفض عندما طلبت منها أميرة النزول من مكانها لتشارك اولاد عمها سيف و محمد الرقص علها تنسى بعض هواجسها....
سارت كالمغيبة بجانبه و هي لاتزال غير مصدقة أنه أصبح زوجها
شهقت بقوة عندما ش ليضحك أيهم عليها و هو يشاهد ارتباكها الذي ظهر جليا على كامل ملامح وجهها...
قبل أن يهتف بصوت مشاكسإسم الله عليكي يا قمر اټخضيتي....انا بس حبيت أشيلك لما شفتك مش قادرة تتحركي بالفستان الكبير داه و كمان عارف إنك تعبتي أوي في الحفل.
أومأت له بإيجاب دون أن تتكلم و هي تحاول السيطرة على و دقات قلبها التي تسارعت تدريجيا كلما إقتربت خطواته من باب الغرفة.
الذي وجدته في جيب بدلته...
ولج أيهم الجناح ليضعها برفق على السرير و هو يدندن لحنا شعبيا كان قد سمعه منذ قليل في الحفل و علق بذهنه...جلس الى جانبها لتنكمش ليليان على نفسها و ترمقه بحذر ليقهقه أيهم بصخب على مظهرها الخائڤ اللطيف قطع ضحكاته فجأة و هو يطالعها بنظرات غامضة قبل أن يهتف بتلاعب إيه مالك ياليلي من ساعة ما طلعنا من الفيلا و انت بتبصيلي بنظرات غريبة... تكونيشي خاېفة مني
تؤتؤ يا قلبي داه انا حتى جوزك
ليليان بصوت ضعيف و هي تلاحظ نظراته الخبيثة أرجوك يا أيهم انا تعبانة النهارده ممكن نأجل الكلام داه لبكرة.
الفصل الثالث
جميلة.. انت يا ولية فين القميص الأزرق اللي انا جايبه امبارح
هتف زكريا بحنق و هو يبحث عن قميصه الذي اشتراه امس عندما كان مارا بإحدى المحلات الرخيصة الموجودة قريبا من الحارة..
جميلة بتعمد
اهو يا حج زكريا... على فكرة القميص حلو اوي ذوقك يجنن خالص
زكريا بضيق و هو يخطف القميص من يديها
حج ايه يا بومة انت... أنا لسه في عز شبابي الظاهر انك انت اللي عجزتي و خرفتي يلا اطلعي برا و روحي شوفي وراكي ايه قال حج قال...
جميلة و هي تتجه الي الباب جرا ايه يا راجل هو انا قلت إيه لكل داه... مالك مش طايقلي كلمة من امبارح
زكريا مقاطعا بقلك إيه روحي شوفي اللي وراكي و بلاش رغي عالصبح بدل ما اديكي على نافوخك...نسوان تجيب الغم..
خرجت جميلة و تركته يرتدي ملابسه اتجهت الى غرفة ابنتيها لتوقضهما و تعدهما للذهاب إلى مدارسهم...
زكريا و هو يقفل بقية ازراز القميص بصعوبة و خاصة ببطنه الكبير
القميص داه يستاهل كل الفلوس اللي دفعتها فيه داه رجعني عشر سنين لورا...اه لو ترضى عليا بس بنت سعيد ... على العموم هانت كلها كام يوم و اكلم ابوها عشان اخطبها رسمي ماهو مش معقول اللي يشوفها يبقى عاوز يتجوزها...نثر بعض العطر على ثيابه قبل أن يكمل
اتجوزها بقى و اصطبح على الوش الحلو و العنين الزرقاء مش زي جوز الغفر اللي عندي...
انتهى من ارتداء ملابسه ثم خرج ليجد زوجته و ابنتيه يجلسون على الطاولة و يتناولون طعام الفطور...
البنات بصوت واحد صباح الخير يا بابا .
زكريا صباح الخير...ايه انتوا لسه مرحتوش مدارسكم لحد دلوقتي..
جميلة بنبرة سخرية
لسه بدري يا معلم اصلك انت اللي صحيت بدري النهاردة الظاهر عندك مشوار مهم مخليك حتى ناسي الوقت اد ايه .
زكريا بعدم اهتمام عندي شغل بدري في القهوة... المهم محتاجين حاجة قبل ما انزل .
جميلة انت حتنزل كده من غير فطار .
زكرياء حبقى افطر في القهوة...يلا سلام .
تابعت جميلة طيفه الذي اختفى وراء الباب بشرود شرائه و ارتدائه لقميص جديد مختلف عن قمصانه القديمة