الأحد 01 ديسمبر 2024

ساره مجدي

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

ذراعه و سار بها فى اتجاه السياره ليقول يوسف سريعا قاطعا اى محاوله من اى من جنه او راغب فى جعل حلم تصعد معهم الى السياره 
حلم تعالي يلا معايا 
و امسك يدها يجذبها الى السياره 
و خلال ثوان كان موكب العروس يتحرك فى اتجاه القاعه الكبيره 
كانت حلم صامته تماما لم تتحدث بحرف واحد و كان يوسف يلاحظ جيدا يديها التى ترتعش حركه فمها المتشنجه اهتزاز ساقها ليقول بهدوء 
العند وحش و اول واحد بيدفع تمنه اللى بيعد نفسه علشان ممكن يجي على حساب نفسه و قلبه و روحه و مايرجعش فى كلمه قالها او حاجه عملها 
لم تنظر اليه بل كانت تستمع لكلماته و من داخلها تعلم صحته ليكمل هو كلماته قائلا 
انسي ان انا اخو راغب و افتكري بس انى ابن عمك و جوز اختك لو محتاجه ټعيطي يا حلم عيطي خرجي كل اللى جواكي كتر الكتم و حبس الدموع هيخليكى ټنفجري فى الاخر و انت الوحيده اللى هتدفعي تمن كل ده 
ادارت وجهها الى جه النافذه و سالت تلك الدموع بصمت دون ان يهتز جسدها حتى 
ظلت تلك الدموع تسيل على وجنتيها حتى هدأت تماما و ظل هو صامتا تماما تارك لها كامل الحريه و الوقت بعد عده دقائق كانت تفتح حقيبتها و تخرج مرآه صغيره و بدأت فى اصلاح زينتها و عادت ترسم على ملامحها الجمود البرود و الامبالاة 
يعلم انها ابدا لن تظهر له او لغيره ضعفها و انكسار روحها و لكن يكفي انها اخرجت و لو جزء قليل من المها علها تستطيع تحمل القادم 
فى سياره راغب كانت تنظر اليه بحب تحاول ان تمتع عيونها بجماله الذي يخطف الانفاس عيونه شديده السواد و التى بها جاذبيه لا توصف تجعل فراشات الحب داخلها ترفرف بسعاده و تطير بها فوق السحاب الورديه مدت يدها بخجل كى تلمس يديه المستريحه فوق ساقه لكنها تراجعت بخجل لكنه قد رأى حركه يدها ليمسك يدها سريعا قبل ان تعيدها الى ما كانت عليه فى حضڼ يدها الاخرى و قال بصدق 
متتكسفيش يا جنه من اللحظه دى انا ملك ايدك و من حقك 
بجد يا راغب !
قالتها برجاء و عدم تصديق لينظر اليها بتعجب و اندهاش لتقول بصدق 
اصل انت كنت حلم بعيد اوى يا راغب و انه يتحقق و بالجمال ده انا مش قادره اصدقه و لا استوعبه بس 
بس ايه ! 
سالها باندهاش لتكمل بسعاده و هى تضع كف يديه على وجنتها و قبلت باطنها برقه 
اوعدك انى احبك طول عمري و حياتي كلها تكون من اللحظه دى ملك ايدك 
اخذ شهيق قوي و اخرجه ببطء ثم قال
يا جنه انا مش حمل الكلام ده كله 
أنت تستاهل اكتر من كده بكتير يا راغب 
قطعت سيل كلماته وقالت بصدق استشعره بكل كيانه و ذلك يزيد من الم قلبه و ضميره 
حين وصلوا القاعه كان الجميع فى استقبالهم و الفرقه المسؤله عن زفهم الى داخل القاعه تقف على الجانبين بملابسهم المميزه كانت 
جنه تتعلق فى ذراع راغب و بجانبها والدتها التي تزغرت بسعاده كبيره و الجه الاخرى بجوار راغب رقيه التى تحاوط ذراع ابنها الثاني تربت على كتفه بفخر و سعاده 
لم تكن نوار او عائشه من ضمن الناس الواقفين فأشار يوسف لحلم ان تدخل اليهم لتقول هى بثبات و قوه تجعله رغم يقينه و تأكده
من بكاء روحها الا انه يعلم جيدا ان بها من العند ما لن يجعلها تغادر جانب صديقتها 
جنه ملهاش اصحاب غيرى و مش هسيبها لوحدها 
كان الجميع يصفق و يرقص و السعاده تملىء الاجواء لكن قلوب عائله بركات بأكملها معادا رقيه تشعر بالحزن و الالم 
و بداخل القاعه و على الانغام الناعمه الرقيقه و قف العروسين فى منتصف القاعه يرقصان رقصتهم الخاصه بين نظرات حب و عشق و خجل 
كانت حلم تجلس فى المنتصف بين اختيها التى تمسك كل واحده منهم يد من يدها بقوه حانيه يدعمونها 
كانت عيونها تتابع رقصه راغب و جنه و قلبها يتألم بشده لكن ايضا عقلها سارح فى فكره تعلقت بها منذ رأت راغب فى مركز التجميل و سمعت كلماته فكره تتبلور داخل عقلها و سوف تقوم بها دون تأخير 
فى تلك اللحظه توقفت نغمات الموسيقي لتترك جنه راغب واقف فى منتصف القاعه و تحركت سريعا لذلك الشاب مشغل الموسيقي و طلبت منه شىء ما ثم عادت ركضا الى مكان وقوفه وهى تضحك بسعاده 
و حين بدأت موسيقى الاغنيه التى طلبتها ترتفع اشارت الى حلم التى لم تتأخر عليها رغم رفض اختيها لكل ما تقوم به 
اجتمعوا كل فتايات البلده حولهم و كذلك الشباب و من ضمنهم يوسف و غسان لتبدء جنه فى التمايل برقه و هى تغني مع الاغنيه من قلبها و ليس فمها فقط 
غنوا وبلوا الشربات وافرحوا دا العمر ساعات
زغرطوا وأرقصوا يلا عقبال عندكوا يا بنات
عيشنا بنتمنى الفرحة وحلمنا سنين وسنين
ياما بفستان وبطرحة ودعينا وقولنا آمين 
ابتسم راغب على حركاتها مع كلمات الاغنيه و مد يديه يمسك يدها يشاركها رقصها و سعادتها و هى تردد كلمات الاغنيه وعيونها ثابته على عينيه تبثه حب و شوق كبير وسعاده لا توصف 
وأهو ربنا عوض صبرنا خير والدور جه علينا يا بنات
بعد ما كنا هنتجنن م الوقفة قدام المرايات
وأهو ربنا عوض صبرنا خير والدور جه علينا يا بنات
بعد ما كنا هنتجنن م الوقفة قدام المرايات
ويا رب يعدلهالكوا تفرحوا فرحتي يا بنات 
شاركت فيما يحدث كل من رقيه و والده العروس الذان كانا فى قمه سعادتهم بكل ما يحدث رقيه ارى ان جنه بالفعل هى العروس المناسبه لابنها هى من تعشقه و اتمنى رضاه و ذلك واضح فى كل لفته منها خاصه مع كلمات الاغنيه و هى تركض اليها تضمها بقوه و اقبلها 
مبروك عليا كدا مية مية
عريسي خلاص جمبي ڤي عش الزوجية
عيلته بقت عيلتي مامتة بقت مامتي
سمعوني زغروطة رقصونى شوية
عريسي خلاص جمبي قي عش الزوجية
عيلته بقت عيلتي مامتة بقت مامتي
سمعوني سمعوني زغروطة يلا إنتي وهية 
و عادت من جديد الى راغب تمسك يديه و هى تقول بخجل لذيذ 
هنجيب ولد حلو وبنتين أو بنت قمورة وولدين
كدا أو كدا نعمة وراضين أهم حاجة نكون مع بعض
على كل حاجة هقوله آمين خلاص يا روحي بقي متفقين
هشيله جوة في نني العين واقف معاة بقي وقت الجد 
و زادت حركاتها رقه و جمال و هى تقترب منه اكثر و تردد مع الاغنيه بسعاده و كأنها تعده بتلك الكلمات ان تكون هكذا حياتهم القادمه 
هيلاقي دايما فيا جديد هعيشه هارون الرشيد
هخلي حبي في قلبه يزيد يشوفني يبقي مزاجه عالى
هنقضي كل حياتنا هزار وحب دايما ليل ونهار
وهدلعه وهخليه على ڼار من حقي ما هو جوزي حلالي
من حقي ما هو جوزي حلالي 
الرقيق و حملها بين ذراعيه يدور بها وسط تصفيق الجميع 
كان راغب يشعر بمشاعر غريبه داخل قلبه سعاده مختلطه بالالم احاسيس مختلفه تشبه فرحه ام بوليدها رغي كل المعاناه و الالم التي شعرت به وقت الولاده لكنها تبتسم بسعاده كبيره و هى تضمه لاول مره بين ذراعيها ناسيه تماما كل الامها 
هو يشعر بذلك قلبه يتألم بين عبور ابواب مدينه حلم المهجوره الى نعيم جنه جنة 
جلس الجميع ليرتاحون قليلا بعد كل هذا الحماس من العروس لتعود حلم تجلس جوار اختيها اقتربت عائشه من اذنها و قالت
حلم حرام عليكي نفسك 
نظرت اليها حلم بابتسامه صغيره و ربتت على يديها وقالت 
انا كويسه يا عائشه متقلقيش الچرح لازم ينفتح للمره الاخيره يتنضف و يتخيط علشان يخف بقا 
لتضمها عائشه بحنان ام و عيونها تتجمع بها الدموع و لكنها لم تستطع ان تقول اى شىء 
مر بعض الوقت بين بعض الموسيقي الهادئه و رقصات مختلفه و حانت لحظه عقد القران
كان الجميع يشاهد ما يحدث بعيون سعيده لكنها الان توقع عقد الالم الابدي مع نفسها 
تقرر كيف ستكون حياتها القادمه و ماذا ستفعل و تضع الخطط لكن جميعها خطط واهيه لا معنى لها و لا قيمه 
كانت جنه تجلس جوار راغب الذي يضع يده فى يد والدها و يردد الكلمات خلف المأذون و كان صدى كلماته يرتد داخل قلبها نغمات موسيقى ناعمه كما يرتد داخل قلب حلم لكن كلسعات سوط يعذب قلبها وروحها 
حين انتهوا للعروسه و ياريت اصحاب العريس و اصحابه العروسه ينضموا ليهم 
قطب راغب حاجبه باندهاش لكن الاندهاش ذهب ادراج الرياح حين غمزت له والدته ليفهم جيدا انها تريد ان توصل رساله الى حلم تريدها ان تتألم تحاول اخذ ثأره و كأن كل ما يحدث اليوم ليس كافيا لها 
و حين وصلت كلمات الاغنيه لمسامع جنه نظرت الي راغب بابتسامه واسعه ليضمها بين ذراعيه و حاول ان يردد كلمات الاغنيه 
كتبوا كتابك يا نقاوة عيني
احلي كلام بينك يا حلوة و بيني
جيه اليوم اللي تكوني فيه حلالي
ما انا اصلي طيب و أمي دعيالي 
لتزغرد رقيه بسعاده و هى تقترب من جنه تضمها بحب 
كتبوا كتابك بالقلم عالورقة
واللحظة دي ف حياتي لحظة فارقة
حافظ التاريخ بالهجري و الميلادي
ده من النهاردة يبقي عيد ميلادي
و ابتسمي عايزك تترسمي
كتبوكي علي اسمي
بقي رسمي 
كان يوسف يشعر بالڠضب مما يحدث امامه و مصطفي يقف بجانبه صامت لكن عيونه ثابته على حلم التى تشاهد ما يحدث بصمت امان و اخوتها يظهر على ملامحهم الڠضب 
هي العروسة و الليلة ليلتها
سيبوها تتدلع علي راحتها
زي القمر اجمل بنات حتتها
فالزفة مش هننيم منطقتها 
كانت جنه ترقص بسعاده كبيره لا تصدق ان تلك الاغنيه التى حلمت ان يغنيها لها راغب من اول ما علمت بحبها له بالفعل يقف امامها يغنيها رغم انه لا يحفظ كلماتها لكن سعادتها به و بما يقدمه لها لا توصف 
هالله هالله صلوا علي النبي يا جيرانها
عملت اللي ما يتعمل عشانها
هاتوا البطاقة و غيروا عنوانها
من الليلة دي بيتي بقي بيتها
و ابتسمي عايزك تترسمي
كتبوكي علي اسمي
بقي رسمي 
حقا لم تعد تحتمل عيونها ټحرقها بسبب تلك الدموع الحبيسه فيها لتحاول نوار كتفها و سارت بها خارج القاعه لتسير خلفهم عائشه و لحق بهم يوسف الذي لم يعد يحتمل حقا كل ما يحدث 
و داخل سيارته كان الصمت هو سيد الموقف حتى وصلوا الى البيت و قبل ان يترجلوا من السياره قال 
عائشه انا هرجع القاعه 
اومئت عائشه بنعم دون ام تقول شىء لينظر هو الى حلم فى المرآه الاماميه وقال 
راغب مش راجع على البيت مسافرين دهب لمده اسبوعين 
لن يعقب احد على كلماته و ترجلوا من السياره وقفت عائشه و نوار بجانب حلم يدعمونها
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات