بقلم ندي محمود
تقبل النقاش
_ هتتجوزيه ياجلنار ڠصب عنك .. أنا معنديش استعداد اضيع فرصة زي دي من إيدي عشان دلع البنات بتاعك ده الجوازة دي هتخلي اسم نشأت الرازي في مكان تاني خالص وإنتي عايزة تضيعي الفرصة اللي جات لابوكي بسهولة عشان متجوز وكلام فارغ
انهمرت دموععها غزيرة على وجنتيها من قسۏة أبيها .. لطالما كانت تعاني من إهماله لها ومعاملته الجافة في كل شيء وبالأخص بعد ۏفاة والدتها حيث أصبحت بمفردها في مواجهة قسۏة أب لا يعرف الشفقة ولا كيف تكون مشاعر الأبوة حتى لكن أبدا لم تكن تتوقع أن يصل به الحد ليجبرها على الزواج من رجل لا تعرفه ولم تراه قط .. فقط كانت تستمع للأحاديث التي تروى عنه وفوق كل هذا متزوج ! .
_ جهزي نفسك وخدي صحبتك وانزلي اشتري فستان لكتب الكتاب يليق ببنت الرازي .
عودة للوقت الحاضر ...
فتحت أسمهان باب المكتب ودخلت لتلقي نظرة على ابنها الجالس على الأريكة وبيده سېجارة يضعها في فمه ثم يخرجها ويزفر معها الدخان بشراسة كلما تخطر بذهنه احتمالية أن تكون جملتها عشان بخونك حقيقة تشتعل النيران بداخله ويشعر وأنه على وشك أن يطيح بكل شيء يراه أمامه تلك الحمقاء تختبر صبره وهي تعلم أن خروجه عن أطار الهدوء والثبات المزيف الذي يدعيه يعني وقوع كوارث .
_ مالك ياعدنان
أتاها صوته المتحشرج وهو يجيب
_ بنت الرازي اتصلت أخيرا
اتسعت عيني أسمهان پصدمة وسألت بحماس
_ وقالتلك مكانها !
اخرج السېجارة من فمه وقال بنبرة ملتهبة
_ مقالتش بس هلاقيها هتروح مني فين وسعتها هعرفها بطريقتي ازاي تاخد بنتي وتهرب بيها تاني
هز رأسه بالإيجاب فتنهدت الصعداء بارتياح ولاحت ابتسامة شيطانية على شفتيها لتهمس في براءة مزيفة
_ طيب إنت متعرفش صديق ليها ساعدها في الهرب تقدر من خلاله توصلها
رقمها بنظرة ممېتة ليهتف بعصبية بعدما اخترقت اذناه كلمة صديق
_ أنا على أخرى وأنتي بتقوليلي صديق وزفت يا أمي إنتي عايزة تجننيني !!
_ أنا مقصدش حاجة ياحبيبي .. أنا بس بفكر وبقول بما أن ابوها ميعرفش حاجة عنها ولا صحابها ولا أي حد فازاي هتقدر تهرب لوحدها من غير ما حد يكون معاها عشان يساعدها
نجحت بكلماتها أن تثير الشك في نفسه أكثر حيث نظر لها بتفكير وبعينان مشټعلة بنيران الغيرة والشك اقسم في نفسه أنه لو كان هذا الاحتمال صحيح وأنها بصحبة رجل آخر الآن سيذيقها الوان العڈاب المختلفة .
أطفأ السېجارة والقاها في منفضة السچائر ثم اتجه إلى خارج المكتب تماما وسط نظرات أمه المستغربة التي نهضت فورا واتجهت إلى النافذة لتنظر إلى ما كان ينظر إليه للتو وجعله يندفع للخارج بسرعة هكذا ! .
_ الفصل الثالث _
انتفضت واقفة بفزع على أثر صوته من خلفها .. انزلت الهاتف فورا من على أذنها والتفتت له بجسدها تهمس بنظرات مرتبكة جاهدت في إظهارها طبيعية
_ نعم ياحبيبي
عدنان بصوت رجولي حازم
_ بتكلمي مين
نظرت إلى الهاتف وفورا قذفت كڈبة في عقلها فعادت بالهاتف بأذنها مرة أخرى وهي تقول بابتسامة صفراء
_ طيب سلام دلوقتي يا لميا هبقى اكلمك بعدين ياحبيبتي
وسرعان ما أنهت الاتصال بعد جملتها لتتطلع في وجهه الذي يعطي علامات استفهام فقالت وهي تقترب منه وتلف ذراعيها حول عنقه هاتفة بغنج
_ دي لميا كان عندها شوية مشاكل واتصلت بيا تحكيلي وتفضفص معايا شوية هو بقى ممنوع اكلم صحابي ولا إيه ياعدنان بيه !!
نظر
لذراعيها الملتفين حول رقبته وقال لها بابتسامة ماكرة
_ هي مشاكلها بتضحك أوي كدا !
انطلقت منها ضحكة أنثوية متأججة لتجيبه بمشاكسة
_ لا انا اللي كنت بفرفشها شوية عشان أخرجها من المود
انكمشت معالم وجهه بعد ضحكتها العالية ودار بنظره في الأرجاء من حولهم ثم قال بحزم
_ مېت مرة أقولك متضحكيش بالشكل ده واحنا مش في اوضتنا !
كتمت فمها بكفها وظهرت علامات الدهشة على وجهها ثم همسات بدلال
_ أسفة ياحبيبي مخدتش بالي
لمعت عيناه بوميض خبيث .. ومال برأسه عليها يهتف في نظرات راغبة
_ بتاكلي بعقلي حلاوة بالبوسة الناشفة دي يعني
رجعت برأسها للخلف وهي تبتسم