مني ابو اليزيد
نفضت تلك الأفكار مؤقتا من رأسها منع ظهور ملامح الأمل بدلا من ملامح الڠضب هتفت بوهن
أترفد من شغلي هصرف منين دلوقتي
استغل هو الفرصة يري أنها الوحيدة الشيء النظيف الذي ليس عليه غبار في حياته على الرغم من معاملته السابقة لها لكن نظرة منها تشبعه وقار واحترام لذاته ولو للحظات بسيطة فهتف
هديكي فرصة أرجعك لذمتي
أرجع للعذاب تاني وكنت عايشة معاك ومعرفش أنك شيطان وقاټل
كاد أن يصفعها على وجنتيها لتظهر علامة تفكرها به تخلي عن تلك الفكرة استدار بجسده للخلف دفعة واحدة پألم يعتريه كليا تتمني أن ترجع له مرة أخرى غادرت هي المكتب فقد أطلقت بعض الكلمات المكبوتة داخلها
اختلج وجه مرام بفرحة مزيفة حين سمعت ما يريده أصيل حاولت مع لسانها العثور على الكلام المناسب في هذه اللحظة مشاعرها كانت لها سيطرة الأكبر على عقلها فلم تجد غير كلام يعرقل طلبه فقالت
بس لسه معداش على ذكرة أختي سنة مش هينفع نتجو
الحي أبقي من المېت وأنت عارفة جوازنا ليه لأزمة نعرف أزاي حصلها وحصل لأبننا كده وليه
باغتها بسؤاله
ليه
لم تجد غير إجابة واحدة يستطيع من خلالها التهرب من قول الحقيقة حتى تستطيع المواجهة
مش هقدر أخد مكان أختي في يوم من الأيام هساعدك من غير جواز
دب الفرح يغلغل قلبه ويفرش ملامح وجهه لا يعرف السر لكن الأكيد أنه لم يحبها ولا يريد من زيجتها سوي أخذ الحق فالحصول على الحق بينهما مشترك لأبد من المشاركة في العهد أن يستمرا سويا وليس مشروط بعهد زواج الخطبة كانت خطأ من الأول الآن تم إصلاحها ليعاد كل شيء مثل السابق
شعور بالعطش سيطر على جوهرة في منتصف الليل مدت يدها على الكامود لتلتقط زجاجة المياه تذكرت أنها لم تجلبها معها قبل النوم نهضت عن الفراش بخطوات ثقيلة نظرت على والداها النائم في ثبات عميق قبل خروجها إلي المطبخ روت عطشها الشديد ثم خطت خارج المطبخ لمحت طيف شخص يسير بعد دخوله من البيت ظلت تراقبه حتى أيقنت أنه أصيل لم يعود اليوم مبكرا وطلب أن الجميع ينام في موعدهم إذا تأخر
ليه قلعت الدبلة شفتك وأنت بتقلعها
ألقي مرمي بصره عليها أجابها إجابة تعمقت داخل قلبها
بحاول أصلح كل حاجة وأرجع زى زمان
تعمق الأمل كيانها تلون قلبها كالفراشات الملونة الطائرة حول الزهور بحرية وقالت بحماس
هتلون حياتك
رده عليها كانت ضحكة ساخرة من حديثها ثم هتف
مش قبل ما أثار الډم تروح ده لو لونت أصلا
لغز يتفوه به فشلت في الفهم الجميع لا يخبرها بالحقيقة لكن لما لا لو تعلم سوف تنقذ حياة والدها إلي متى تظل حمقاء وتنخدع في الجميع نطقت بعدم فهم
يعني إيه
نهض عن المقعد وهو يسند على مسنده الضخم تفوه پألم
قولت لك قبل كده بلاش تفتحي في چروح قديمة لو على الألوان لو على اللون الأسود هو بقي جزء من حياتي مش هلبس غيره وهيفضل لون حياتي
تحدي وضعت نفسها في فخ كبير ويبقي السؤال هل هي تستطيع الانتصار أم لا هتفت
أنا هقدر أخلي حياتك ألوان
ابتسم ابتسامة عارمة قال وهو يصعد السلم
هنشوف مين هيكسب
أعلن موافقته على تحدى اليأس لم يتملك منها في يوم من الأيام سوف تحاول مرارا وتكرارا حتى تنجح في تحول حياته من الأسود إلي شتي الألوان
تطيل الحياة بنا في ألم وقسۏة هيهات نعاد لمرحلة الطفولة المبكرة كما كنا لنبتسم بأقل الأشياء لا نشعر بقلة المال عكس ما يحدث بعد ذلك الشعور بالحرمان يدفع البعض لفعل أشياء محرمة فيما بعد
عاد سنان إلي شقته بعد عمل شاق الشقة مظلمة خالية من الحياة والروح سكنتها الشياطين بدلا من الملائكة دخل أحد الحجرات الملونة بزخرفة الأطفال كل شيء بها يدل أنها حجرة أطفال مدد جسده على الفراش حوط أحد لعب الأطفال المصنوعة من القطن من داخلها خارجها يكسوه قماش بلوندب
هطلت العبرات بغزاره من عينيه اشتاق لابنه الذي حرم منه بسبب أفعاله تذكر ما حدث بالسابق
أمسكت حنان الهاتف المحمول لتجري اتصالا بأهلها انتهت من المكالمة كادت أن تضع الهاتف المحمول مكانه مرة أخرى باغتت بإرسال رسالة أتيت له استحوذ الفضول عليها أن تفتحها لتطمئن من عدم خيانته صړخت صړخة خفيفة لكنه استطاع سماعها لم تصدق ما مكتوب علمت أنه تاجر أعضاء وسبب في قتل زوجة أصيل حتى لا ينكشف أمره
وقف أمامها عندما اخترق أذنيه صوت صياحها فرشت تعبيرات وجهها بالقلق قائلا
في إيه
طلقني
عندما عاد للواقع لم يبقع كثيرا في الألم والذكريات رن هاتفه المحمول ليعلن عن فتاة لا يحبها لا يريدها استمر في الحديث معها حتى يحصل على ما يريد منع أن يطوله السواد ها هو في أمان فكانت هي مرام هتف
الو
عامل إيه
كويس
بقيت بترد من تحت لسانك من وقت ما دريت عليك
يوه بقي أنجزي يا مرام
أنا فسخت خطوبتي على أصيل
أنت أتجننت أزاي تعملي كده
مش هقدر يا سنان مش هقدر
ولو وصل وقتها هتروحي في داهية أنا مش عليا حاجة
اطمئن مش هيعرف
صحيح عملتي إيه مع البت الطباخة
جوهرة
أيوة جوهرة هتجيلي أمتي
ما بلاش يا سنان قلبي مش مطمئن
بكرة تبقي عندي مفهوم