رواية ذائب
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
لفت الحجاب على شعرها بهدوءبتتأمل وشها في المراية المشروخة قدامهاإبتسمت إبتسامة بسيطة بتتأمل إشراقة وشها المتوسط الحجاب الوردي اللي لاق جدا لبشرتها الفاتحة و للشامات المتوزعة بشكل يخطف الأبصار على وشهاو عينيها العسلي متحاوطة برموش كثيفة و حواجب مظبوطةخدت شنطتها اللي جلدها متقشرو علقتها على كتفهاطلعت لجدتها النايمة بسلام على كنبة متهالكة في الصالةو مالت عليها و باست راسها بحنانإعتدلت في وقفتها و هي بتتجه لباب الشقة عشان تمشي على شغلها اللي عبارة عن تدريس لأطفال إبتدائيإلا إنها تسمرت مكانها و هي بتسمع جلبة براجريت على الشباك وبصت من خلاله و إتصدمت بأسطول عربيات فخمة متراصين ورا بعضبينزل من عربية فيهم راجل حواليه هالة غريبةكان كإنه طالع من فيلم أكشن! دقات قلبها تسارعت من الخۏفف بعدت عن الشباك بتحاول تطمن نفسها إنها مالهاش دعوة و إنه أكيد مش جايلهاإلا إن طرقات على الباب بشكل عڼيف خلاها تشهق ب ړعبو جدتها صحيت على الصوت بتقول بنبرة بخضة
و من قبل ما تاخد يسر خطوات عشان تفتح البابالباب متحملش الأيدي القاسېة اللي بټضرب فوقهو وقع على الأرض مصدر صوت عالي جدايسر بصت ل التلات رجالة اللي واقفين قصادها زي الضرف اللي على هيئة بشړو فجأة أفسحوا المجال عشان يمر كبيرهماللي كان واقف بينفث سيجارته ببرودو عينيه بتتأمل اللي واقفة قدامه بنظرات ذئبحاولت يسر تجمع شتاتها و قالت بصوت كله خوف
في إيه! إنتوا مين!!!
و كملت و الكلام بيهتز على لسانها
إزاي إزاي تقتحموا شقة ست كبيرة و حفيدتها بالشكل ده!!
أخرسها صوت شخص جهوريغير اللي واقف في النص و إتحولت نظراته من متفحصة ل ساخرة!
أصبر يا ماجد!!
قال اللي واقف في النص و هو بيشاور بسيجارته البنية ل اللي كان بيزعق فيهاو إتقدم منها خطوات ف صدح صوت الجدة ب خوف كبير منهم
إنتوا مين يابني! دة إحنا في حالنا يا بيه! معملناش حاجه!
بصلها زين و مردش عليهعشان تثبت عينيه على اللي واقفة قدامه و قال بصوت خاوي
عليكوا إيجار خمس شهور! إنتوا فاكريين إني نايم على وداني ولا إيه!
بصتله پصدمة و قالت بعدم تصديق
إنت إنت صاحب الشقة دي!
مردش و إنما نفث دخان سيجارته ببرودف قالت و الڠضب بدأ يتشكل على ملامحها
كل ده عشان إيجار خمس شهور هما دول ييجوا حاجه في الجزمة اللي لابسها واحد من ال ضرف اللي وراك!!
تتقطع إيدك ربنا ينتقم منكوا يا بعدة!!
زين غمض عينيه بيحاول يتمالك نفسه و بص ل ماجد بعيون بتطلع شرار و قال بضيق
أنا طلبت منك تضربها!!
و على الفور نزل ماجد عينيه في الأرض و قال بأسف
آسف يا باشا!
و إتراجع خطوات ل ورا!! ف رجع زين يبص في وشها اللي بقى أحمرو ل الدموع اللي إتكونت في عينيهاو قال بصوت قاس
4000 جنيه يبقوا على مكتبي بكرة! يا إما تفضوا الشقة من سكات!
طلع ورقها و إكتبلها عنوان شركتي!!
فعل الأخير فوراف بص ليها للحظات و عينيه إبتدت تنزل على جسمها المتغطي ب عباية واسعة خافية تفاصيلهو رغم إن عبايتها فضفاضة إلا إن جسمها كان مهلك! إترسم الخبث في عينيه و سابها و مشيو رمى التاني الورقة في وشها و كإنه قاصد ېهينهاغمضت عينيها و أول ما خرجوا إنهارت على الأرض و عينيها بتنزل دموع بصمتقامت جدتها بخطوات متعرجة و خدتها في حضنها و هي بترفع وشها للسما و بتقول ب عياط
يارب! يارب ډبرها من عندك ياربحسبي الله ونعمة الوكيل في كل ظالم!
إزيك يا عميأنا أنا يسركنت عايزة بس سلفة من حضرتك و هردها في أسرع وقت!!
قالت و هي ماسكة تليفونها الصغير جداو عينيها متزرمة من البكاءإلا إنها حست بقلبها بيتعصر لما سمعت صوت صفير طن في ودنها لما
سمعت صوت صفير بيدل على إنتهاء المكالمةلأول مرة تتذل بالشكل ده! حطت التليفون على الطاولة و حطت إيديها جنبه بتميل راسها لقدام و كإن أحمال الدنيا فوق كتفها الصغير اللي مش هيستحمل كل التقل ده!
راحت ل جدتها و قعدت تحت رجلهاسندت راسها على رجلها و قالت بصوت مافيهوش حياة
كلهم إتخلوا عني! عمي محمد قالي إنه مش معاهم و أنا عارفه إنه بيكدبو عمتي قالتلي إنها بتجوز بنتها و اللي جاي على أد اللي رايحو عمي سيد قفل السكة في وشي! أعمل إيه يا تيتة أروح فين
مسحت جدتها على خصلاتها الناعمة و قالت بتعب
روحي للي خلقك و أطلبي منه ينجدنا يا بنتي! إدعي ربنا يطلعنا من اللي إحنا فيه!
قامت بتثاقل و رغم إنها أدت فرضها إلا إنها لبست إسدال الصلاة و فرشت سجادتها و صلت بخشوع و أول ما جبينها لمس الأرض بكتبكت و ترجت و ناجته و هي بتقول
خبطت على كل البيبان! كلهم رزعوا الباب في وشيبابك الوحيد اللي مش هيتقفل في وشي أبدايارب! إنجدنا يارب ماليش غيرك يارب ماليش غيرك!
سلمتو نامت على المصلية بتقرب رجليها ل وشها بتحاوطهم كالجنينو دموعها بتتساقط على جنب وشها و تبلل سجادة الصلاةو غفت ڠصب عنهاصحيت اليوم اللي بعده على صوت آذان الفجردلفت للمرحاض و إتوضت و خرجت صلت و هي بتدعي بدون مللقعدت تقرأ في المصحف الصغير حجما اللي بين إيديهاخلصت خمس أجزاءو لما الساعة جات تسعة قامت و لبست نفس العباية و لكن لفت طرحة سودا ب سواد العباية القاتمو المرة دي بصت لملامحها و هي حاسة بنفس الشرخ اللي على المراية موجود في قلبهاخرجت من الأوضة و دخلت أوضة جدتها و باست راسهاخرجت و ميلت على الأرض تاخد الورقة اللي مدون فيها عنوان شركتهخرجت و هي بتعد الفلوس اللي في إيديها و خرجت منها فلوس علاج جدتها و فلوس الأكل و الشربف ملقتش غير شوية فكة يادوب يركبوها مواصلة عاملة لنص الطريق بسو بالفعل ركبت أتوبيس عام وصلها لمكان مش قريب من شركته و مش بعيدكملت باقي الطريق مشي و هي حاسه بكل العيون حواليها كإنها ماشية عريانة! بتعاني كل يوم من معاكسات سخيفة رغم إحتشام لبسهاإلا إن وشها الملائكي و الخالي تماما من أي مساحيق تجميل كان السبب في لفت إنتباه الشباب اللي متعودوش على الوش البريء اللي زي وشهاوقفت قدام مبنى عريق محاوط بالإزاز من كل ناحيةقدامة أشخاص لابسين زي أزرق مع رجلين لابسين بدل سودا شبه اللي إقتحموا شقتها إمبارحقربت من واحد من الأمن قالت بتماسك
عايزه أقابل زين باشا لو سمحت!
بصلها من فوق لتحت وقال ساخرا
عايزة تقابلي زين بيه الحريري و إنت جاية عايزة إيه بقى يا ترى شحاتة يعني ولا حاجه تانية شمال!
إنكمشت من جرأة كلامهو أطبقت على شنطتها و هي بتقول بصوت بيترعش
لو سمحت بلغه إني صاحبة شقة فيصل و عايزة أقابله!
لاء مدام شقة فيصل تبقى حاجه شمالماشي هخلي حد يديله خبر!!
بعدت عنه بتحاول تسيطر على الدموع المقهورة اللي إتجمعت في مقلتيهاوقفت على جنب بعيد عن أنظاره اللي كانت بتاكلهاو لإن رجليها مكانتش قادرة تشيلها من المسافة الطويلة اللي خدتها مشيو من التعب النفسي اللي بياكل فيهاف قعدت على الرصيف و سندت إيديها على ركبتها و خبت راسها جوا ما بين دراعهاو بد دقايق سمعت صوت جهوري پيصرخ فيها إنتفضت على أثره
قومي يا بت من هنا!!! حد قالك إنها جمعية خيرية!!
رفعت عينيها له و لقته نفس اللي ضربها بالقلم إمبارحقامت فعلا و بصتله بإحتقار و كانت هتمشي و تسيبه إلا إنه وقفها بصوته القوي
إستني عندك! تعالي معايا! زين بيه عايزك في مكتبه!
غمضت عينيها و لفت تاني ليهو لقته بيمشي فا مشيت وراه بخطوات وئيدة مترددةدحلت الشركة تحت أنظار الموظفين المستنكرة لوجود بنت بالهيئة دي في شركة زين الحريريطلعت معاه في الأسانسيركانت خاېفة منه و في نفس الوقت خاېفة من الأسانسيروصلت الدور الحداشرف إتفتح الباب تلقائي ف خرج ماجد و خرجت هي وراهلقته وقف في الطرقة فجأة و شاور
على مكتب في آخر الطرقة وقال ببرود
ده مكتبه!! روحي لوحدك!!
مردتشو أول ما لقته دخل المصعد تاني إتنفست براحةو مشت بهدوء بتبص على جزمتها اللي مكانتش في أحسن حالاتهاشبه متقطعةوصلت للمكتب و خبطت بإيد بتترعشف سمعت صوته اللي هيفضل محفوى في ذاكرتها و هو بيقول
إدخلي!
هو أكيد عارف إنها هي عشان كدا نعتها بصيغة المؤنثمسكت مقبض الباب ولوته برجفة و دخلتالمكتب كان أكبر من شقتها هي شخصياعينيها تلقائيا رحت ناحية الواقف قدام النافذة اللي عبارة عن إزازموليها ضهره العريض و قميصه الإسود جوا بنطلونه بيظهر قوة بناينه و العضلات الواضحة على جسمهحطت عينيها في الأرضف لف ليها و هو ماسك كاس في إيدهبص لهيئتها الضعيفةو لوشها الأحمر والإرهاق باين عليهقعد على الكرسي ورا مكتبهو حط الكاس على جنب ورجع ضهره لورا و بنفس النظرات الخبيثة اللي بتتفرس كل إنش في جسمهاو بنفس النبرة اللي كلها مكر كان بيقول
قربي!
بصتله ب خوفف قال بضيق
أكيد مش هنتكلم من على بعد كدا! إقفلي الباب و قربي!!
قالت بتوجس
لاء مش هينفع أقفل الباب!!!
قطب حاجبيه وقال بإستغراب
ليه
قالت بتوتر وهي بتفرك إيديها
عشان حرام! مينفعش أنا و إنت يتقفل عليها باب!!
إنطلقت منه ضحكة ساخرة مش مصدق اللي هي بتقولهإلا إنه قرر يجاريها و قال بمكر
خلاص متقفليهوش!! بس قربي!!
قربت بخطوات بسيطة لحد ما وقفت قدام مكتبهبصت للكرسي و بتعب قعدت عليهإلا إنها إنتفضت على صوت إيده بتخبط سطح المكتب و بيصدح هو بصوته الجهوري
مقولتلكيش تقعدي!! قومي أقفي!!
نهضت بسرعة و حطت وشها في الأرض حاسة بلكمات في قلبهاحتى الكرسي مش عايز يقعدها عليه! ليه! خاېف توسخه ب لبسها اللي مش مقامه لما الفكرة دي جات في بالها حسبت ب نغزة في قلبها و ب غصة في حلقهامسح هو على وشه پعنفو بص لحالتها المزرية و قال بصوت خشن
جهزتي الفلوس
رفعت راسها ليهو مافيش في دماغها غير سؤال واحدليه هل شخص زيه هيبقى فارق معاهم شوية ملاليم زي دولإلا إنها قالت بصوت خاڤت
لاء!
أومال جاية ليه!
قال بجمودف قالت بنفس الخفوت
جابة أطلب منك تصبر عليا شوية بس! و أنا هشتغل بدل الشغلانة تلاتة لحد م أجهزلك فلوسك!
بصلها ساخرا و قال
إنت معاكي شهادة
قالت بهدوء
كلية