الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بقلم فرح طارق

انت في الصفحة 44 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


هاتفها لابنتها لتحمله حور وعلامات الاستفهام على وجهها لتجد رسالة مبعوثة لوالدتها من نصف ساعة محتواها بكرة هجيب المأذون واجي أكيد حور زمانها رجعت البيت وعرفتك اللي كان بيحصل وعرفتي أنا ليه كنت بعيد الفترة اللي فاتت..وف الحقيقة كانت عايز نبدأ حياة مع بعض بداية نضيفة مع ابننا يا وفاء آه أنا اعتبرت مصطفى أبني..ولولا إنه حرام انسبه ليا كنت عملت كدة وحور وليان كمان بناتي.

عارف هتفكري وتقولي ليه بتكلم بالثقة دي لأني زي ما واثق من مشاعري ف أما واثق من مشاعرك وأنا مش صغير عشان أكون تايه.
نظرت لرسالة أخرى أرسلت بعدها لو مردتيش هعرف إنك موافقة.
ابتسمت حور بسعادة وحماس لتلك الكلمات الواضحة بأنه والدتها لا يحبها قط! 
رفعت رأسها لتجد والدتها وجهها محمر لكثرة خجلها من الأمر.
أم تخبر ابنتها بأن هناك رجل ! بل يرغب في الزواج بها! أمر لا يحسد عليه حقا! غير قادرة على النظر داخل عينيها..لكنها أخبرتها لأنها تشعر بأن ابنتيها شقيقتين لها ليس لها غيرهم وليس ليهم غيرها أيضا! فعلت الآن مثلما اعتادت أن تخبرهم كل شيء لكنها لم تعلم أن تلك المرة ستكن الأصعب على الإطلاق!.
جلست حور بجانبها مرة أخرى واردفت بهدوء حاولت اخفاء حماسها خلفه
أنت موافقة يا ماما
مش عارفة.
مرضتيش ع الراجل يبقى موافقة!
شايفة كدة
ضحكت حور على والدتها ولم ترغب بأن تخجلها أكثر من ذلك وضمتها قائلة بسعادة 
مبروك يا أجمل وأرق واحن أم ف الكون كلوا.. وأفضل أخت وصاحبة كسبتها ف حياتي.
في اليوم التالي.
هل كانت تلك الزيجة الأولى بحياتها بالطبع لا ! بل هو ثالث رجل دلف لحياتها الآن وتزوجت به .! أحدهم كان أول رجل تلقاه في حياتها تزوجت منه وانجبت حور وليان أما الآخر أنجبت منه مصطفى على إسم زوجها الأول وأول رجل دلف لحياتها وشعرت بقربه بالهدوء والسکينة وراحة البال..
إذا ما كم التوتر الذي تشعر به الآن ! 
هي ليست صغيرة بالعمر ! بل ابنتيها البكر قد تزوجا الآن هل تخشى هي أن تكون معه تحت مسمى زوجته وتخاف ذلك أم ذلك ليس سوى اثرا تركه طليقها لها مما جعلها تخاف وتخشى كل الرجال
استدارت له لتجده واقفا معها بالغرفة يقف خلفها واضعا يديه بجيوب بنطاله ويطالعها بتلك النظرات الشامخة والثابتة لم تتغير! لم تتغير من الأساس وذلك ما يميزه ويزيد من جاذبية شخصيته بالنسبة لها وللجميع!
تحرك بخطوات ثابتة نحوها ثم وقف قبالتها..يطالعها بنظرات لم تستطع تجديدها مما أدى إلى زيادة شعورها بالتوتر والرغبة بالرحيل من أمامه.
لحظات مرت من الصمت بينهم لكن!
هل كانت اللحظة صامتة مثلما نظن أم أن هناك شيء يسمى بلغة العيون وهي من تتحدث عينيه تخبرها الكثير والكثير! هو بطبعه شخص رزين صامت لا تخرج الكلمات من سوى للضرورة تلك المرة التي تحدث بها أخذ أكبر صدمة في حياته وهو يجدها تخون كلماته لها! ليلقي اللوم على نفسه ويعود لصمته من جديد..
هل هي أيضا تستحق صمته ذلك ليست مثلها.. وهو يعلم حق العلم واليقين بذلك ولكن ما چرح بداخله ليس بالسهل على عودته مرة أخرى وإن أرادت فلتتحدث هي! لما هي صامتة هي الأخرى
وحشتيني يا وفاء وحشتيني فوق ما عقلك يصورلك ده!
بينما كانت هي لازالت آثار چروح محمد لها منعكسة عليها تأخذها وتسيطر عليها بالكامل..لتجد نفسها تحاول دفعه بعيدا عنها بكل ما تحمله من قوة داخلها.
بينما احاطها كامل بقوة أكبر ولكن كانت يديه حانية ظل يمررها على بحنو حتى شعر بها باتت تهدأ بين ذراعيه..
ف كيف يجعلها تخاف منه وهو الذي أقسم داخله أنه سيمحو من داخلها كل ما مرت به
كيف يتركها الآن وهو منذ الوهلة الأولى التي رآها بها وهو يتخيلها كل ليلة بين ذراعيه
كيف يبتعد عنها وهو قلبه ينبض لها وشغفا لقربها كيف! وهي التي أحيت قلبه من جديد..بعدما عزم على قټله ودفنه حتى لا يحب أحد مرة أخرى وجاءت هي حطمت

قراره ذاك.
الفصل_الثامن_والعشرون.
الخاتمة.
ف كلما توقفت عيني أمام عينيك يتوق القلب لاحتضان قلبك حينها ف بربك إن لم يكن هذا .. ماذا تسميه إذا
سار بخطوات بطيئة ومتثاقلة نحو الأمام.. يشعر وكأنه يعود للخلف وليس العكس! 
يعود لماض حاول قدر الإمكان الهروب منه والعيش مع الحاضر ماضي مهما أدعى في حياته وابتسم سيظل ندبة سوداء مكانها في منتصف قلبه.
اخذ نفسا داخله وهو يحاول كبت خوفه يعزم على فعل ما جاء إليه فهو بالفعل يحتاج إلى ذلك حقا! يحتاج للتقدم والقيام بتلك الخطوة لعل قلبه يهدأ ويسكن داخله مثلما ظن ورأى أمامه ذاك الشيء..
رفع يديه وكاد أن يضغط على اجراس المنزل..ليجد الباب يفتح أمامه وتظهر والدته مشيرة.
توتر سيف أكثر ثم حاول السيطرة على توتره وقلقه واردف
كنت خارجة أنا آسف شكلي جيت ف وقت مش مناسب ليك.
كاد أن يستدير بينما تمسكت مشيرة بذراعه قائلة في لهفة
لأ يا ابني مش ماشية..
رفع سيف حاجبيه بينما أكملت هي
هتصدقني لو قولتلك اني حسيت بيك جاي حسيت بروحك بتقرب مني وبعدين خطواتك حسيت بيها زي دقات قلبي بالظبط.
ظل صامتا..يرغب باسمتاع المزيد! لم تكفي تلك الكلمات لإنبات تلك الزهرة الذابلة المتواجدة داخل قلبه الآن!
بينما دمعت هي عينيها من فرط صډمتها! لا تصدق ما تشعر به الآن من نظراته تلك! هل بالفعل هو يرغب بحديثها معه هذا ما تشعر به! بل بالاكثر من ذلك.. جاء إليها واقفا أمامها عينيه تخبرها بأن تتحدث بالمزيد..! كل ذلك لا يقوى قلبها على تصديقه تشعر وكأنها أعجوبة كونية تحدث أمامها على الرغم من حديث ليان لها كل يوم وهي تحاول أن تشعرها بالطمأنينة واخبارها أنها مجرد أيام لا أكثر يتداوى بها جرحه ويعود من جديد ولكنها أيضا كانت غير مصدقة لذلك تأخذ الكلمات منها وتضعها داخل نجمة سمائية بجانب تلك النجوم المعلقة في السماء وكأنها أمنية لن تتحقق ولكن على الأقل تتأملها يوميا.
رفعت أناملها التي غلبها العمر لتمتليء بالتجاعيد. كحال وجهها تماما..لكن! هل العمر حقا من فعل أم الحزن من فعل ذلك
وجهه بين يديها و وجهها غارق بدموعها الحاړقة وما أدراك تلك الدموع! فقد كانت مكتومة داخلها ټحرقها من الداخل طوال تلك السنوات الماضية وللتو! قد أفرج عنها لتعفو عن روحها وترحل ك طائر وجد حريته بعد سنوات .
وحشتني يا سيف وحشتني يا قلب أمك .
أنا عايز أرتاح..
قال تلك الكلمات بعدما أنهت كلماتها وأخذته داخل ..لتستمع لكلماته تلك ويبكي هو الآخر لتتشارك دموعهم ثم آلامهم..لعلها ترحل للأبد.
ارتاح يا قلب أمك ارتاح يا حبيبي.
كلمات بسيطة تحتويها دموع صادقة نابعة من عمقها ذاك العمق الذي فتح للتو فقد ما تعطيه إليه الآن ليس سوى تلك الأتربة التي كانت تغطي روحها طوال تلك الفترة التي دامت لأكثر من عشرين عاما وهو غائبا عنها ل تزال من أعلى روحها رويدا رويدا.. وتزهر روحها مرة أخرى.. قائلة
وحشتني يا قلب أمك حقك عليا يا سيف..الزمن والدنيا كانوا أقوى مني والله كانوا أقوى مني وأنا كنت وحيدة! مقطوعة من شجرة لا ليا أهل ولا حد غير أخويا وكان صغير وقتها كان هو المسنود عليا بعدين أبوك ماټ وايدي اتحطت تحت دروس ديابة مبترحمش! وأنا ضعيفة يا ابني صدقني ضعيفة! بس عارف لما توهت يا سيف عرفت إن أنا كنت قوية مش ضعيفة زي ما كنت فاكرة ولما رجعتلي تاني دلوقت اتاكدت..اتأكدت إني قوية مش ضعيفة يا سيف وحشتني يا حبيبي .
أخيرا رفع يده ليحاوطها قرر الإفصاح عما بداخله فقط ثقل على روحه لدرجة أن أنفاسه باتت تسلب! 
جيتلك عشان أرتاح انا شوفت چيدا بعيني كانت بټعيط هديت وسكتك! جيتلك جيت يمكن أهدى وترتيب افكاري..يمكن أسكت انا كمان وروحي تبطل عياط وصړيخ جوايا! دوشة..دوشة لدرجة أني حاسس باني شخصين واحد ظاهر وده هادي..والتاني جوايا مبيسكتش!
أغمض عينيه وصوت أنفاسه المتسارعة باتت تهدأ نتيجة ليدها التي كانت تمررها بين خصلات شعره والأخرى تربت على ظهره وكأنها تربت على روحه.
انتهى بهم المطاف وهو ساكن بين كغريق بين أنهار من اليأس واخيرا توصل لنهاية خيط الأمل ليجد نفسه وسط بر الأمان.
رفع رأسه لينظر لوجهها..قائلا 
السر ف 
ابتسمت مشيرة وهي تمرر يدها من بين خصلاته
السر ف اني أمك يا سيف.
في مكان آخر..
وقفت السيارة بالمكان المنشود وترجلت چيدا منها ودلفت للمطعم..
وقفت أمام الطاولة لتزيل عدستها الشمسية قائلة وهي تصافح الجالس
چيدا .
نهض بلهفة وهو يبادلها السلام واردف
الرائد أمجد.
جلس الإثنان مرة أخرى واردف أمجد
سعيد جدا بمقابلة حضرتك يا آنسة چيدا.
Thanks أمجد.
نتكلم في الشغل
طيب نطلب حاجة نشربها الأول! مش معقول أول مقابلة بينا كدة تكون..
قاطعت حديثه ببسمة ارتسمت على شفتيها
خلاص أطلب.. بس أكل بقى لأني الصراحة كنت عايزة اخلص وامشي على طول

عشان ألحق أكل معاهم ف البيت.
تعال ضحكات أمجد عليها لتشاركه هي بالضحك.. وطلب الإثنان طعام لهم ومن ثم بدأوا بالعمل.
أمسكت چيدا بالورق أمامها واردفت بجدية
دول آخر ورق من القضية!
أيوة والورق الأصلي اتختم واتحط ف الملف بتاعه واتقفل مع آخر حد اتعدم منهم كريم الشافعي.
برافوا يا أمجد..
أكملت حديثها بإمتنان مش عارفة اشكرك ازاي بجد انشغلت ف باقي القضية وسيبتلك ده ورغم إنك متعرفيش حد مخذلتنيش بجد شكرا .
لا شكر على واجب.. ده شغلي وقومت بيه بس .
انشغلوا في حديثهم عن بعض الأمور بالعمل بينما على الجانب الآخر كان يجلس مهاب وياسين على طاولة أخرى بالمطعم ذاته.
زفر نهاب بضيق وملل واردف
ما تبطل ټعذب نفسك وتروح تاخد أي خطوة كدة! هتفضل..
قاطعه ياسين وهو ينظر تجاه چيدا
مهاب.. دي هنا ف المطعم مين اللي معاها ده
استدار مهاب في محاولة لمعرفة مهية الجالس معها ثم الټفت واردف
ده أمجد اللي كان بيحقق مع كريم ومحمد.
وهي قاعدة معاه ليه استنى دول بيضحكوا !
لم ينتظر حديث مهاب حتى نهض من مكانه متجه نحوهم لمعرفة ما الأمر بينما نهض مهاب خلفه واردف
استنى يا أبن المچنونة!
وقف ياسين أمام الطاولة واردف ببسمة مصطنعة
چيدا! إيه الصدف دي. بتعملي إيه هنا
نهضت من مكانها بدهشة من وجود ياسين ثم انتبهت الأمر واردفت
ازيك يا ياسين.
الحمدلله بتعملي إيه هنا 
قالها بنفاذ صبر ليتجيبه جيت لامجد عشان نقفل ورق القضية خالص
وهو التقفيل بيحصل ف مطعم! مينفعش المكتب مثلا
تدخل أمجد بالحديث قائلا بدهشة من حدة ياسين بالحديث
مفيش ورق أو حاجة عشان نحذر منها ثانيا القضية اتقفلت أصلا بس كاتت بتطمن ل ده! ثم إن وأنت معصب نفسك كدة ليه!
أسكت أنت أنا بكلمها هي!
توسعت عيني چيدا پصدمة من حديثه الغير مهذب بينما أمسك ياسين بيدها واردف مشيرا لمهاب
كمل معاه اللي هي
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 45 صفحات