عروسة بلا زينة
لم تستطيع اخفاءه
انتى ايه حكايتك بالظبط قاعدة سرحانة وقلقانة كده ليه
تجاهلت زينة حديثها تنظر الى احدى الملفات امامها دون ان تعيرها اهتمام مما جعل شاهى تستشيط ڠضبا ناهضة من مقعدها تصرخ غير عابئة بشيىء
انا مش بكلمك انتى نستى نفسك ولا ايه هنا علشان تعملى معايا انا شاهى عثمان كده
رفعت زينة راسها ببطء قائلة بصوت خفيض هادىء
لا مانستش زاى ما برضه مانستش انى زاى زيك هنا فى المكتب ده وانا وانتى شغالين فى نفس
الشركة ومفيش حد احسن من حد
اڼفجر وجهه شاهى باللون الاحمر تكاد عروقها ان ټنفجر من شدة ڠضبها تهم برد قاسى لكن تأتى المقاطعة مرة اخرى من رائف الذى فتح بابه پعنف يهتف
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
المنظر ده هنا . ايه اللى بيحصل هنا بالظبط
صړخ بجملته الاخيرة بصوت غاضب هز ارجاء المكان لتنتفض زينة
وشاهى بړعب على حد سواء جراء رؤيتهم لغضبه العاصف هذا ولكن اسرعت شاهى بتمالك نفسها تسير فى اتجاهه راسمة على وجهها ملامح الاسف قائلة
ابدا يا فندم بس زينة رافضة تساعدنى وكل ما اطلب منها حاجة تطلعلى بحجة شكل ومش
هعجبها انى بطلب منها تجهز معايا الملفات
الټفت رائف ينظر باتجاه زينة الواقفة بذهول من رؤيتها تلك الشمطاء تكذب بكل وقاحة غير مبالية بشيئ
رائف بهدوء وهو يشير الى زينة ان تتبعه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ثم دخل الى مكتبه دون ان يضيف شيئ اخر تاركا ورائه صمت حاد ساد لعدة لحظات حتى تحدثت شاهى بنبرة شامتة
يلا يا شاطرة قومى بسرعة رائف بيه مابيحبش اللى يتأخر عليه
اشتعلت عينى زينة بالڠضب وهى تنهض من مكانها تتجه الى مكتبه لكنها توقفت قبل ان تفتح بابه قائلة بصوت حاولت بث الامبالاة فيه
طيب وانتى بقى خليكى زاى شاطرة وخلصى كل الشغل ده لوحدك صحيح زاى ما قلتى لرائف بيه
ثم اسرعت بفتح الباب تدلف الى الداخل تاركة خلفها شاهى فاغرة فاهها پصدمة وذهول
فور دخولها هتفت زينة بتأكيد
صدقنى يارائف بيه الكلام اللى بتقوله ده محصلش هى اللى ....
رائف بيه فى واحدة تقول لزوج المستقبل بيه
كده انا اطمنت كنتى بتقولى ايه بقى
تنحنحت زينة تحاول اجلاء صوتها وهى فى نفس الوقت
مفيش حضرتك انا كنت بقول يعنى ان ....
قاطعها رائف هاتفا باسمها بنبرة تحذرية لكنها تحمل من الرقة ما جعل قلبها حين سمعته منه بتلك الطريقة
ليكمل قائلا مبتسما بحنان
ايه حضرتك دى كمان! ايه رايك نعمل اتفاق بينا احنا الاتنين
زينه عاة حاجبيها بتفكير وقد ازدات فضولا
وايه هو الاتفاق ده
مد رائف كفيه يمسك اناملها الرقيقين بينهم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تقوليلى يارائف وانا اقولك يا زينة القلب
تسارعت انفاسها تغمض عينيها وهى تشعر بارتطام انفاسه العطرة الدافئة بجانب وجهها الساخن فتزيد كلماته الهامسة من دقات قلبها تسارعا فاعلة بها الاعاجيب فهذه هى المرة الاولى فى حياتها التى تستمع فيها لكلمات كهذه من احد
تلعثمت زينة لاتدرى ماذا تقول فاخذت تحاول تجميع افكارها قائلة
طيب و اللى ....معانا فى المكتب.
امسك رائف بيدها يتجه بها ناحية الاريكة يجلس ويجلسها بجواره عينيه تمر فوق ملامحها الخجلة المتوردة بشدة قائلا
خلاص يا ستى ده يبقى سرنا احنا وبس
انا رائف وانتى زينة القلب لما نكون وحدنا لو ده هيريحك
ابتسمت زينة بسعادة لم تستطع
اخفاءها ليبادلها هو الاخر الابتسامة بحنان ليظلا على هذا الحال لحظات حتى تنحنح رائف محاولا الحديث بجدية قائلا
خلينا بقى نتكلم فى المهم واللى جيبك علشانه قبل ما حد يقاطعنا ومش هنلاقى فرصة تانية
زينة بضحكة مرحة
يعنى انتى مش جايبنى علشان تسمعنى شوية تهزيق
بذمتك ده شكل حد ناوى يهزق حد
لتشتعل عينيه هو يكمل بهمس اجش وخصوصا لو قمر بالشكل ده
اخفضت رأسها مرة اخرى خجلة منه ومن طريقة حديثه المغازلة لكنه اسرع برفع وجهها اليه قائلا
زينة انا مش عاوزك تتكسفى منى ابدا ولازم تفهمى انك حاجة غالية عندى جدا
تعلقت عينيها به ليأسر ليل عينيه امواج عينيها بشدة جعلتها تشعر كما لو كانت تطفو بروحها بسعادة وخفة
زفر رائف بحدة يحررها من اسر عينيه حين اخفض وجهه يهمس بتعجب كما لو كان لنفسه
بجد انا مش عارف اتكلم معاكى جد لثوانى ده اول مرة تحصللى مع اى حد
ظل صامتا عدة لحظات جلست هى خلالهم بتوتر وانتظار حتى رفع وجهه اليها بغتة ترتسم على ملامحه الجدية قائلا
نتكلم فى الجد والمهم . طبعا انتى عارفة انى عاوز اتقدم ليكى واتمم جوازنا فى اقرب فرصة بس بسبب ظروف مۏت اهلك ووالدى من فترة صغيرة وطبعا لانك عايشة لوحدك مش
هينفع نعمل خطوبة بس فايه رايك نعمل حفلة صغيرةنعلن خطوبتنا ونكتب فيها الكتاب لحد ما تمر سنة على الۏفاة وساعتها صدقينى هعملك اكبر فرح فى حصل فى البلد كلها نعزم فيه كل الى تحبى تعزميه وقتها
صمت قليلا فى انتظار ردها وحين طال انتظاره وهو يراها تخفض راسها و خصلات شعرها منسدله حول وجهها حاجبه اياه عنه فلم يحتمل طويلا صمتها يسألها
بقلق
ايه رايك يا زينة لو مش عجبك كلامى انا مستعد اعمل اى حاجة تحبيها لو عاوزة اكبر حفلة خطوبة فى مصر كلها انا....
اسرعت زينة ترفع وجهها هاتفة بتأكيد ولهفة
لااا .. بالعكس انا مبسوطة انك اقترحت ده وبصراحة انا مكنتش متخيلة انى اعمل خطوبة وحفلة وماما وبابا مش معايا فكده احسن
تحشرج صوتها فى نهاية كلامها ليدرك رائف ان مازالت تتألم لفقدانهم ليقترب منها ضاغطا فوق اناملها يهمس بأسف
انا اسفة يا زينة مكنتش اقصد انى اضايقك بكلامى
هزت زينة راسها نافية تبتسم بضعف لسألها رائف
طيب
مفيش حد تانى من اهلك تحبى يكون موجود
زينة باسف
بابا وماما مكنش ليهم حد غيرى ولاانا كان ليا حد غيرهم
صمتت لحظات لكنها اسرعت تكمل بأبتسامة صغيرة سعيدة
بس عندى طنط سعاد جارتى وزاى ماما بالظبط واكيد هتفرح لما اقولها
ابتسم رائف لها فرحا بسعادتها وتبدد حالة الحزن عنها فاسرعت هى تساله بتردد
هو لو ممكن اعرف مها صاحبتى اللى شغالة فى الاستقبال هى ...
هز راسه بالموافقة فورا دون انتظار لباقى حديثها يبتسم ببطء
طبعا .انتى ومش محتاجة تاخدى اذنى ولو فيه حد تانى اعزميه فورا
هزت راسها نافية وقد التمعت عينيها بسعادة
ليقول رائف وهى يتأملها باعجاب
خلاص اتفقنا ايه رايك فى يوم الخميس الجاى اجى ومعايا المأذون
مرة اخرى هزت راسها ولكن بايجاب خجل فصمت رائف لدقائق قبل ان يحدثها بنبرة جدية
طيب بخصوص المهر ومأخر الصداق وشبكتك وكل الامور دى تحبى نتكلم فيها هنا ولا تفضلى اتكلم فيها مع حد غيرك جارتك سعاد مثلا
وقفت زينة بحدة فوق قدميها هاتفة بحزم
لااا لا انا ولا طنط سعاد هتكلم فى حاحة من دى لان كل ده ميهمنيش انا امنتك على نفسى وحياتى الجاية معاك فامش شوية ماديات هتكون اهم عندى منهم
التمعت عينى رائف بأعجاب لم يستطيع اخفاءه ناهضا هو الاخر يقف فى مواجهتها قائلا بحزم
ده حقك يا زينة ولازم نتكلم فيه
زينة بحدة وقد اصبح منحنى الحديث لايعجبها شعرت خلاله بالتوتر والضيق لتقول فى محاولة لانهاء الحديث
خلاص انا هسيب كل ده ليك ومش هدخل فيه و على حسب علمى ده يبقى تقدير من العريس لعروسته
مرة اخرى طل اعجابه من عينيه ممزوج بشيئ اخر لكنه اسرع فى اخفاء اى من مشاعره سريعا قائلا بهدوء
خلاص
________________________________________
يا زينة اللى تشوفيه وعلى ميعادنا يوم الخميس هكون انا
وياسر والمأذون عندك فى البيت الخميس اتفقن
متعرفيش هتعدى عليا الايام لحد يوم الخميس ازاى علشان تكونى ليا وبتاعتى
وقفت زينة مكانها مرتبكة لا تدرى كيفة الرد عليه فشعورها مثله بل واكثر لكنها لاتستطيع التعبير بحرية عنه مثلما يفعل هو لذلك لم تستطيع سوى ان تترك لسعادتها وفرحتها العنان فتظهر مرتسمة فوق كل حنايا وجهها كاجابة منها تشعر بنفسها داخل حلم رائع تخشى الاستيقاظ منه تدعو الله ان يكمل تلك الفرحة على خير لها
مرت الايام سريعا بها فى حمى اخبار جارتها سعاد والتى لم تكن صډمتها اقل من صديقتها مها والتى هتفت پصدمة فور قيام زينة باخبارها عن اخبارها الجديدة اثناء جلوسهم معا فى كافتريا الشركة لتتلفت زينة حولها بقلق قائلة بړعب
مها علشان خاطرى اهدى شوية كل العيون بقيت
علينا
لم تنطق مها بحرف بل ظلت تنظر اليها ببلادة عدة لحظات جعلت زينة تملل فى مقعدها تهمس باسمها بقلق لتهز مها رأسها بقوة يمينا ويسارا تحاول الخروج من صډمتها قبل ان تهتف بفرحة قائلة بتاكيد ومعرفةكمن كان يعرف كل شيئ منذ البداية ولم تنصدم من قليل
كنت عارفة ان فى حاجة وخصوصا من ناحيته انا اول مرة اشوفه بيتصرف كده مع حد زاى بتصرف معاكى
واخذت تثرثر بعدها عما تنتوى ارتداءه فى الحفلة وتفاصيل كثير اخذت تتحدث عنها بحماس ليمضى بيهم الوقت فى ثرثرتهم تلك وفتتعرض ثانيا لنفس الوقف فور اعلامها لسعاد
بشأن الخطبة لتجلس بصمت وذهول فى البداية ثم تصيبها حمى الحماس فجاءة هى الاخرى تثرثر بسعادة وصوت مخټنق بدموع فرحتها لتشعر زينة بالسعادة وهى ترى كل هذه الفرحة منها لها
مضت بها الايام بين دوامة حماس مها والسيدة سعاد فلم يتركا لها فرصة للتفكير فيما هو اتى تشعر بالدوار من شدة حماسهم هذا
حتى اتى اليوم المنتظر سريعا وها هى تجلس داخل صالون منزلها المتواضع تفرك
كفيها بتوتر وخشية ترتدى فستان من اللون النبيذ قد قام هوباختياره لها بنفسه بعد رفضها القاطع بان تذهب معه فى رحلة لاختيار ثوب مناسب للمناسبة ليقوم هو بالاختيار وارسال الفستان مع مها فى مفجاءة لها لكنها لاتنكر سعادتها بمراعاته واهتمامه هذا بها
ها هى تجلس مرتديه اياه فى انتظار وصوله بقلق وتوتر اخذ بالتصاعد كلما اقتربت الساعة المقررة لحضوره تشعر بالاشتياق الشديد لوالديها فى تلك اللحظة و مرارة فقدانهم كما لو كانت فقدتهم بالامس فقط تتمنى وجودهم معها فى هذ اليوم بشدة اصابتها بخنقة فى حلقها جعلتها توشك على البكاء
اقتربت منها مها تربت فوق كفيها المنعقدين ببعضهم بحنان تدرك ما تمر به فى تلك اللحظة هامسة لها بمرح تحاول الهائها عن افكارها تلك
ليه كل القلق اللى على وشك ده قلقانة كده ليه ما زمان عريسنا جاى وكلها ساعة وتبقى حرم رائف بيه الحديدى ومحدش فينا هيعرف يكلمك بعدها ياستى
التفتت اليها زينة بعينين تلتمع بدموعها ناظرة لها بأمتنان تدرك محاولتها لابعاد تفكيرها عما يحزنها فى تلك الحظة تهمس لها بصوت اجش ضغيف
بجد يا مها انا مش عارفة اقولك ايه انتى بجد نعمة ربنا