سهام العدال
معنى وقال إحنا كمان من حقنا نطمن عليكي طول عمرك بتدي وشايلة هم الكل من حقك تشاركينا همك
نظرت للأرض بحزن ثم رفعت رأسها وقالت له مفيش هم ولا حاجة اطمن كل حاجة هتكون تمام
فاجئها بقوله طب ومراد بينكم إيه
ابتلعت غصة مؤلمة وقالت مبقاش بينا حاجة مجرد وقت وكل حاجة هتنتهي
قال بحزن معقول بعد الحب ده كله اللي بينكم ينتهي
طرق الباب ودخلت الممرضة الخاصة بمكتب ياسر وقالت آسفة لحضرتك بس دكتور البنج بيستعجلك عشان حالة الولادة
أجابها تمام اتفضلي وجاي وراكي
نهضت ياسمين بإبتسامة وقالت أسيبك أنا وبكرة هجيب جني وفادي ونتجمع عند ماما
ردت عليه بكرة نكمل سلام يا حبيبي
للحياة أن تكون قاسېة لهذا الحد كيف للقدر أن يكون بهذا الجحود الذي ينزع منها الحياة على غفلة
تتذكرها وتبكي بحړقة على فقدانها الذي ېحرق كل خلية بداخلها
ولم تجد من يواسيها تمنت لو تلقت لو جزء بسيط من دعمها ولكنها كل يوم تكتشف قسوته عن اليوم الذي يسبقه وهاهو يدخل عليها حاملا بعض الأكياس يبحث عنها في الشقة وأخيرا وجدها تجلس منحنية على السرير تبكي
زفر بضيق وقال إيه ياغصون مش هنخلص من المناحة دي بقى أمال لو كانت أمك كنتي عملتي إيه
اعتدلت تنظر له بعينين تاه جمالهما من شدة البكاء وردت عليه بأنفاس تتقطع من شدة البكاء وقالت پغضب ممزوج بالبكاء متقولش كده تاني
ياسعد حرام عليكأنا معرفش أم غيرها هي كانت أمي ودنيتي كلها
نظرت له بعتاب وقالت مليش نفس اعمل حاجة ولا أنا قادرة
نظر لها پغضب وقال بإستنكار لا بجد يعني اقول للرجالة متجوش أصل المدام ملهاش نفس تطبخ
قالت
بدموع حرام عليك يا أخي ارحمني
رد عليها بعصبية إلهي ماتشوفي رحمة لا ف دنيا ولا ف آخرة ياشيخة فذي يابت قومي أنا مستحمل نكدك بقالي كام يوم وقول اصبر ياواد اصبر لكن خلاص بقى صبري نفد ومبقتش مستحمل دلعك ده
التفتت له متعجبة وقالت هما مين اللي ادخلهم أنا مش هدخل حد وأنت مش موجود يبقوا يستنوا تحت أما ترجع
قالت بإصرار مش هدخل حد ياسعد حتى لو جايين من الصين مفيش رجالة غريبة داخلة الا لما ترجع أنت
زفر بضيق وقال بإستهزاء ماشي ياست الشريفة انا هستني اما يجوا اللي يسمعك كده ميقولش انك عشتي عمرك كله في بيت راجل غريب مش أبوكي وياعالم كان بيعمل معاكي إيه
ألقت مابيدها أرضا وقالت پغضب كتمته منه كثيرا أخرس قطع لسانك كله إلا كده
وقبل أن تكمل كلامها كان قد انقض عليها ينهال عليها ضړبا وهو يهرتل مين اللي يخرس يابنت قطع لسان مين يابنت
الفصل السادس
يتنهد بتعب خارجا مغلقا باب الغرفة بعدما قضى أكثر من ساعة في قلق وتوتر على ابنه ذو الأربع سنوات الذي وجده عندما عاد مساء من عمله وجده نائما محموما ولم يشعر أحد ممن في البيت بمرضه رغم خبرته كطبيب في معالجته بدون عرضه على أخصائي أطفال ولكنه ظل عاجزا لدقائق عديدة في حل الأمر الألم دائما مايوجع محبيه أكثر من مصابه
خرج بعض أن أعطاه بعض الأدوية وانخفضت حرارته وذهب في نوم مستقر لا يعلم على من يلقى اللوم على نفسه الذي أصبح يغرقها في العمل كثيرا هاربا من واقع أصابه ومعوضا لشهور موجعة أوشك فيها على فقدان عمله الذي اجتهد فيه لمدة عشر سنوات حتى يصبح مميزا بين أقرانه في هذا المجال أم علي أهله الذي أصبح هو وولديه عبئا ثقيلا عليهم
هبت والدته تسأله طمني يا ياسر يزن عامل إيه دلوقتي الحرارة نزلت
هز رأسه بشرود وقال أيوة بقى تمام ثم ركز نظره عليها وعاتبها بس إزاي ياأمي يبقى نايم تلات ساعات ومتحاوليش تشوفي إيه سبب نومه الفترة دي طب اطمني نايم نوم راحة ولا تعب
ردت بحرج أنا فكرته نايم نوم طبيعي وكمان طنط سعاد كانت عندي والوقت أخدنا
نقل نظره إلى يمني التي تعمل بإنهماك على حاسبها المحمول أمامها وقال وأنتي يايمني رفعت بصرها له ثم أكمل إزاي ملاحظتيش تعرفوا إن لا قدر الله في حالات ممكن ټموت بالحمي
مطت شفتيها بإعتذار وقالت سوري ياياسر إنت عارف إني اليومين دول مشغولة بإفتتاح الجاليري بتاعي وبصراحة مش فاضية آكل حتى
هز رأسه بأسي ويأس ثم قال بتهكم فعلا عندك الجاليري أهم وطنط سعاد أهم ثم تلفت حوله وسأل أومال يزيد فين
ردت والدته في الأوضة مع آسر
توجه ناحية غرفة آسر وطرق الباب ثم فتحه ودخل وجد آسر جالسا على فراشه مبتسما بدخول أخيه بينما ينام يزيد الصغير بجواره على الفراش قال مرحبا بأخيه ياهلا بالدكتور إيه النور ده!!
لم يبتسم ياسر علي مزاح أخيه
بل ظل عابسا شاردا وقال يزيد أخباره إيه نام من زمان
رد عليه مبتسما وهو ينظر لذلك الملاك الصغير النائم بجواره واد عسل زي عمه طبعافضلنا نتكلم لحد مانام عارف ياياسر أنا لو في يوم من الأيام خلفت ولد عمري ماهحبه زي مابحب يزيد
ابتسم ياسر ابتسامة هادئة وقال هو كمان مفيش وراه سيرة غير عمو آسر وحكايات عمو آسر
رد عليه آسر بحماس هو لسه شاف حاجة دا أنا بس أفك الجبس اللي خنقني ده
وهاخده معايا النادي وكل مكان أروحه
ابتسم ياسر وقال بمكر لآسر كل مكان كل مكان
دا أنت كده بقى هتفسد أخلاقه وابني هيكبر منحرف
ضحك آسر على كلمات ورد مازحا لا متقلقش الأماكن التانية دي هيكون يزيد خلاص نام من بدري
نظر له ياسر بتمعن وسأله بتبقى مبسوط هناك
رد عليه بإبتسامة زائفة ومين
مايتبسطش هناك
اعتدل ياسر ناظرا له ورد عليه أنت
تنهد آسر وقال ببعض الحزن ممكن فعلا مبكونش مبسوط بس بحسه أفضل مكان أهرب فيه
نظر له ياسر بعد اقتناع وقال تروح أماكن كلها فسق عشان تهرب أكيد تفكيرك أنضج من كده ماهو مش معقول مهما كانت حياتنا صعبة نهرب منها لجهنم
شرد آسر بحزن وقال بأسي الحياة نفسها بقت جهنم يا ياسر بص لنفسك حياتك بقت عاملة إزاي وعيالك ذنبهم أطفال يتحرموا من أمهم وهما أكبرهم خمس سنين ولا ياسمين اللي بيتها بيدمر بعد عشرين سنة جواز ولا يمني اللي بقت هي نفسها مش عارفة هي عايزة ولا بتعمل إيه ومش إحنا بس انزل الشارع كده وبص للناس هتلاقي الناس بطلت تضحك بطلت حتى تبتسم ياياسر
رغم ۏجع ياسر مما أصبحت عليه حياته ومما يعانيه آسر وأخواته لكن هو لديه قناعة خاصة حاول إقناع آسر بها قائلا أنت عندك حق الكل بيعاني بس دي دنيا مش جنة كل واحد فينا عنده رسالة بيقضيها في حياته الرسالة دي محتواها العسر واليسر والشدة والرخاء وأنت بتشيلها كلها على بعضها يبقى ليه افتكر ربنا وقت اليسر وانساه واقنط من رحمته وقت العسر
زفر
آسر وقال بيأس بس أنا مشوفتش يسر حياتي بقت مملة وملهاش أي لازمة كل أما أحاول أنجح في أي حاجة أو حتى أعمل مشروع مبلاقيش غير الفشل والخسارة لما تعبت ويأست وآخرتها مرمى ف السرير بقالي ٤٠ يوم بتسند عشان ادخل الحمام
رد عليه ياسر معاتبا غلطان ياآسر أنت أيام وهتفك الجبس ده وهترجع لحياتك الطبيعية غيرك مريض والطب بيعجز عن علاجه وبيعيش حياته أسير المړض بيعيش يتألم والمسكنات بتعجز عن إزالة وجعه أما فشلك ده أنت تقوقعت فيه واستسلمت له واعرف أن طول ماعندك عقل تقدر تنجح وأول طريق النجاح هو الفشل ونجاحك في أي شىء في حياتك هيعتمد على إيمانك وثقتك بنفسك واعرف إن كل إنسان مميز بشىء عن غيره دور على التميز اللي فيك واستغل هتوصل وبطل تعلق كل مشاكلك وهمومك على شماعة اسمها الفشل
ابتسم آسر وهز رأسه مقتنعا بكلمات أخيه وقال حاضر صدقني هحاول
قال ياسر بإصرار متقلش هحاول أنت بعد ماتفك الجبس هتبدأ وصدقني أنا معاك وجمبك في أي حاجة وكل حاجة محتاجها وإلا هآخد منك يزيد ومش هخليك تشوفه تاني لأن أفكارك السوداوية دي ممكن تفسد ابني وأنا مش مستغني عنه
ابتسم ياسر قائلا عاش يابطل أيوة كده خلاص بقى خلي يزيد معاك النهاردة وانا هدخل أنام مع يزن لاني معرفش اخرج بيزن في البرد ده وهو تعبان
ابتسم آسر وقال أحسن حاجة هتعملهاقوم بقى أنت ارتاح لأنك بتتعب طول اليوم
نهض ياسر قائلا تمام تصبح على خير
تفتح عينيها پضياع وۏجع غير مدركة ماهي فيه لاتشعر سوي پألم حارق أسفل بطنها ېمزق أشلائها تصرخ مستنجدة بأحد يخفف عنها ذلك الۏجع
اقترب منها زوجها يسألها غصون أنتي كويسة
رفعت بصرها وجدته فسألته سعد أنا تعبانة بطني بتتقطع أنا إيه اللي حصلي وإيه اللي جابني لهناثم هبطت بيدها على بطنها وللحظة تذكرت آخر لحظات مرت بها قبل أن تفقد الوعي فصړخت ابني ابني ياسعد إيه اللي حصلي! عملت فيا إيه
ياسعد
لم ترد عليها وكعادتها تركت دموعها تتحدث عما بداخلها وعيونها تنعي جزءا منه فقدته دخل عليها طبيب يبدو عليه الوقار والواضح عليه أنه في منتصف الخمسينات وبجواره ممرضة تقربها في العمر
حول الطبيب نظره لها قائلا حمد الله على سلامتك يابنتي
ردت پتألم الله يسلم حضرتك
أكمل قائلا ارتاحي ومتتكلميش المطلوب منك تسمعيني وتردي عليا بس أنتي جيتي في حالة خطړ لعله يشعر بجرم مافعله بها ولكنه قابلها بنظرة استجداء ألا تنطق بشىء الآن يطلب منها أن تنجده وترحمه وهو لم يرحمها خمس سنوات من
قسوته وجبروته واستغلاله لها
قاطع نظراتها الطبيب وهو يقول ردي
عليا يابنتي الشخص ده اللي عمل فيكي كده
لم تحيد بنظرها عنه وهو يترجاها بعينيه ألا تخبر الطبيب بماحدث ولكنها لم تصمد طويلا حتى التفتت إلى الطبيب وقالت هو اللي عمل فيا كده يادكتور وأنا فعلا عايزة حقي ومش هتنازل غير بشرط
ردت عليه بجمود ليا ربنا ياسعد والشيطان عمره ماهيسيبك شرطي إنك تطلقني وحالا ياسعد
القلق
ېقتله منذ آخر محادثة بينهما ولم يعرف عنها شيئا أكثر من أربعين يوما لم تنشر شيئا على صفحتها الشخصية أو المجموعة التي