تزوجت بنت عمي الأمية
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
واعتصر الألم قلبها بسبب أنه لم يسأل عن حالها بعد سنتين وكأنها لم تكن زوجته يوما وبرغم ذلك شعرت بالشفقة لحاله مما جعلها تأخذ الورقة التي كتب بها عنوان منزله وتذهب إليه في صباح اليوم التالي .
كادت أن تتمزق جفونه عندما رآها وشعر بتأنيب الضمير لأنه لم يسأل عنها ولا لمرة واحدة دعاها للدخول فقالت له
أتيت لأنقل لك كل الأملاك التي كتبها والدك باسمي فأنت ابنه وأنت الأحق بأملاكه خذها وسافر لدولة أخرى أسس بها حياتك العملية من جديد .
أرجوك طلقني فمن حبي لك انتظرت كل هذه المدة أن تأتي وتقول لي اشتقت لك حتى بعد أن تزوجت لم أقطع الأمل أن تأتي إلي يوما لكن حديثك البارحة مع عمي عن أنك عقيم منذ سنوات وعن الكذبة والوهم الذي جعلتني أحيا به خلق مني امرأة أخرى لن تعود إليك لو كانت روحها معلقة بك لا أريد منك سوى أن نذهب في الغد للمحامي لأتنازل لك عن أملاك والدك وكل ذلك دون علمه ثم أريد أن تطلقني .
انهمرت دمعتها واكتفت بالصمت و بعد أن تم نقل الأملاك إليه وسافر لدولة أخرى اتصل بها وأخبرها بوصوله وبعد أن اطمأنت عليه أخبرت عمها بما فعلت وأخبرته بكلام ابنه عن أنه سيعود لأخذها .
إنك أصيلة وابني لا يستحقك لكن إن كنت لا تزالين تريديه فأنا لن أمنع عودتك إليه أما إن كنت تريدين الطلاق فسأرفع ضده دعوى طلاق غيبية من الغد .
أريد الطلاق .
تم الطلاق وبعد أشهر قام والداها بتزويجها لرجل أعزب أحبها من أول نظرة وعاشت معه أياما سعيدة بسبب حبه واهتمامه بها أنستها سنوات الحرمان التي عاشتها مما جعلها لا تناديه إلا بحبيبي واكتملت سعادتها عندما حملت بتوأم أما ابن عمها وبعد سنة من ازدهار عمله عاد إلى الوطن وهو يقول
ما إن فتح والده الباب حتى قال له
أبي أين ابنة عمي الغالية! .
فصفعه الأب قائلا
لقد تزوجت .
كانت تلك الكلمة كالسکين الذي مزق قلبه وانهمرت دموعه من القهر على الجوهرة التي أضاعها من بين يديه .
هرول لغرفتها وأقفل الباب على نفسه وبدأ بالصړاخ والبكاء لدرجة أن والده أشفق عليه .
إن المستوى التعليمي لابنة صديقي كالمستوى التعليمي لابنة
عمك وإن كنت تريدني أن أرضى عليك من صميم قلبي وأنسى كل ما جرى وافق على الزواج منها وعدني أن لا تعاملها بسوء كما كنت تعامل ابنة عمك لأنها نسخة عنها بكل
عانق والده وانهمرت دموعه قائلا
أنا موافق وأعاهدك أمام الله أن أضعها بعيني فالزوجة الصالحة بحنانها وطيبتها وليست بشهادتها .
تم الزواج واعتبر ابنها ابنا له وسافر معهما للدولة التي أسس
عمله بها وكرس حياته للعمل كي يؤمن حياة كريمة لزوجته وابنها ونسي كل ما يتعلق بحفلات وسهرات الطبقة الراقية حيث
أنه لم يستلم إلا مشاريعا صغيرة تكفيه لأن يحيا مع عائلته بكرامة واكتفاء واستمر على العودة إلى الوطن مع زوجته كل سنة لمدة شهر واحد كي يزور والده وتزور والدها . .