الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

ماريا القبطيه راضي اللة عنها

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

القصص الآية 76
أعطى المال لمن لا يحب أعطى الملك لمن لا يحب لفرعون فقال أنا ربكم الأعلى أما الذين يحبهم فماذا أعطاهم العلم والحكمة 
ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين
سورة القصص الآية 14
لأن العلم حارس أن تمتلك الحكمة فأنت أغنى الأغنياء أقوى الأقوياء أسعد السعداء أكرم الكرماء فبالحكمة يصلح الفاسد وبالحمق يفسد الصالح .
كانت هذه المولاة مشغوفة برسول الله كما كانت هاجر مولاة إبراهيم مشغوفة بإبراهيم وكانت ماريا أم ولد النبي عليه الصلاة والسلام فقد آتاه الله منها ولدا اسمه إبراهيم تيمنا بأبيه إبراهيم ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام
أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام
وقد علمت ماريا الشيء الكثير عن هاجر التي سبقتها بقرون إلى بلاد الحجاز بلاد الله الآمنة المباركة الطيبة فتاقت نفسها لزيارة تلك الأماكن المقدسة لتحيي في نفسها معالم الوفاء والإخلاص وألفت أن تخلو بنفسها لتجمع صور الماضي بواقع الحاضر وكيف أن هاجر عند نبي الله إبراهيم وماريا عند نبي الله محمد وكيف أن هاجر لها ابن اسمه إسماعيل وهي لها ابن اسمه إبراهيم .
كانت رضي الله عنها تواقة لتكون أم ولد ليكون لها شرف الذرية من محمد كما كان لهاجر شرف الذرية من إبراهيم عليه السلام .
تمضي الأيام طاوية ذكريات الأمل المتجدد في نفس ماريا حتى أذن لها الله بالحمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملت بإبراهيم وقد حقق الله لها أمنيتها فولدت ابن رسول الله الذي سماه باسم أبيه الكبير إبراهيم عليه السلام نالت بذلك بغيتها وتحققت رغبتها وكانت لها بذلك الحظوة الكبيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم حيث أصبحت أم ولده الذي أعتقها من الرق وسمت منزلتها لتكون في مصاف أمهات المؤمنين فيا لها من مكانة عالية.
سعدت هذه الزوجة الطاهرة أن تهب لنبي الله عليه السلام الولد من بعد خديجة التي لم يبق من أولاده إلا فاطمة رضي الله عنها فقد تزوج النبي عليه الصلاة والسلام قبل ماريا بالكثير غير أنهن لم ينجبن الأولاد .
تقول أم المؤمنين عائشة
ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على ماريا ذلك أنها كانت أسيرة عند رسول الله وأنزلها أول ما قدم بها بيت للحارث بن النعمان فكانت جارتنا فكان عامة الليل والنهار عندها فجزعت وكان عليه الصلاة والسلام يؤثرها ويحبها
وفي رواية ثم رزقه الله منها الولد وحرمنا منه ولكن ماريا لم تطل سعادتها سوى عامين بل أقل حيث قدر الله تعالى ألا يكون رسوله صلى الله عليه وسلم أبا أحد من رجالكم فكانت الفاجعة الأليمة أن توفى الله ولدها الوحيد إبراهيم فقضى إبراهيم نحبه وبقيت أمه من بعده ثكلى أبد الحياة .
يعني لحكمة بالغة جدا لم يبق من ذرية النبي ذكور هذا ابن النبي وليس معصوما فإذا أخطأ انتقلت البغضاء إلى أبيه وهذه مشكلة كبيرة جدا لذلك لحكمة أرادها الله لم يكن من ذرية النبي الذكور بل كن كلهن إناثا .
بلغ إبراهيم قرابة العامين من عمره فمرض فطار فؤاد أمه عليه فأرسلت إلى سيرين خالة إبراهيم لتقوم على تمريضه وطلب الدواء له وتمضي الأيام والطفل لم تظهر عليه بوادر الشفاء فخاڤت عليه أكثر فأكثر حتى إذا اشتد عليه المړض أرسلت إلى أبيه النبي فجاء ليرى ولده قال أنس لقد رأيته وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدمعت عينا النبي فقال
إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون
تعليق لطيف حينما يصاب الإنسان بمصېبة ليس ممنوعا أن يتألم وإلا ليس من بني البشر الممنوع أن يعترض الممنوع أن يرفض الممنوع أن يتهم الله عز وجل هذا هو الممنوع أما كل واحد منا إذا ماټ ابنه يتألم إذا خسر عمله يتألم إذا أصابه مرض يتألم فالألم لا تؤاخذ عليه ولكن الذي تؤاخذ عليه ألا تفهم الحكمة أن تعترض أن ترفض فالنبي قال
إن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون
عن أنس

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات