منال سالم كامله
بالإيجاب وأنا أرد
اتفقنا.
كنت بحاجة لإنهاء ارتداء ملابسي دون مقاطعة غير مجدية منه تركني بالغرفة واتجه للخارج لأحاول قدر المستطاع أن أكمل الناقص في أسرع وقت خرجت باحثة عنه في الاستقبال التابع للمنتجع لم أجده فتلفت حولي بقلق متسائلة في نفسي
أين ذهب
اتصلت به على هاتفه المحمول لكن كان الخط مشغولا استدرت برأسي نحو الجانب حينما سمعت صوت ضحكته المألوفة وجدته يقف عند الزاوية واضعا الهاتف على أذنه اقتربت منه ملوحة له بيدي فأشار لي برأسه ثم أنهى المكالمة ليقول لي
لنجلس هنا ثم نذهب لتناول العشاء.
لم أبد اعتراضا جلست على الأريكة الشاغرة التي اتسعت لكلينا متوقعة أن يطوقني بذراعه لنتقارب أكثر انتظرت وانتظرت ولكن لا شيء فقط هو محدق بإمعان في شاشة هاتفه وكأن من معه أهم مني في تلك اللحظة الخاصة لم أرغب في أن أكون متطفلة واختلس النظرات نحو ما يتطلع إليه زفرت بملل عله ينتبه لضيقي لاحظ حبيب انزعاجي فعلق مازحا وكأنه يريد مشاركتي ما يتصفح.
أحنيت رأسي على كتفه لأشعر بقربي منه لم أكترث بأي صورة أو بأي تعليق كنت فقط مهتمة بإحساسي القريب منه لأمحو ما سيطر علي من مشاعر مزعوجة تفاجأت به يزيح كتفه ليعتدل في جلسته مبعدا رأسي عنه ليضيف قائلا بجمود غير معتاد منه
لحظة سأتصل برفيقي لقد هاتفني قبل ساعات وتناسيت الرد عليه..شعرت بالحرج رغم كون تصرفه تلقائيا تصنعت الابتسام قائلة له
تفضل.
نهض من جواري ليتحدث بضحكات مجللة مع رفيقه ظللت باقية بمفردي أجوب بنظراتي على الجالسين حولي ثم أعود للتحديق به استغرق ما يزيد عن ربع ساعة يتحدث معه بشغف واهتمام افتقدته منه زفرت باستياء مدعية النظر في هاتفي ريثما ينتهي رفعت عيناي لأنظر عليه حينما هتف عاليا
كان وجهي عابسا ولم يتطلع هو إليه أسرعت في خطاي لألحق به وكدت أن أتعثر لأكثر من مرة تساءلت پصدمة بين جنبات نفسي أين تلك اليد التي كانت تمتد للإمساك بي اضطررت في الأخير أن أناديه
حبيب انتظرني حذائي العالي لا يساعدني على الركض خلفك
أبطأ في خطواته ممازحا
هذا خطؤك كان عليك ارتداء المريح
رددت متسائلة بضيق وقد احتدت نظراتي
وما العمل الآن
تنهد مضيفا
لا تهتمي للأمر لنكمل سيرنا.
توهمت أن يجعلني أتأبط ذراعه كنوع من الاهتمام بي وتأهبت لفعل ذلك لكن خابت توقعاتي ودس يديه في جيبه ليسير بمفرده عبست تعابيري بالكامل لخيبة الأمل التي اعترتني حاولت تجاوز الأمر لأستمتع بالعشاء والنزهة مضى الوقت سريعا مع مزاحه الساخر وحديثه الذي لا ينقطع عما فعله في رحلاته السابقة من مغامرات شيقة وددت في نفسي لو كنت طرفا فيها ثبطت كلماته المسترسلة وحماسه الواضح نزعتي المزعوجة منه وغفرت له زلته تلك ملقية خلف ظهري أوهامي الزائفة ويا ليتني ما فعلت!
من عمله استقللنا الحافلة عائدين إلى مدينتنا التصقت قدماه بقدمي وشعرت بالسعادة من قربه لي لم أمل للحظة وهو يعيد على مسامعي لحظات طفولته ومشاهد مراهقته العابثة توقفت الحافلة عند المحطة الأخيرة ومعها انتهت تلك المتعة الخفية من قربنا الجميل أدار رأسه في اتجاهي قائلا بجدية.
ناردين سأشتري الطعام الجاهز لنا
وافقته الرأي فلا يوجد بالمنزل أي طعام نتناوله ساعدته في حمل الأكياس البلاستيكية حتى يتمكن من دفع ثمن المشتريات توقعت أن يحملها عني لكنه سار بمفرده واضعا يديه في جيبي بنطاله