ډفنا عمر كامله
هنشتري له غسالة
تدللت عليه وهي تداعب أنفه بقرصة خفيفة اخص عليك يا هيما ده أنا بتبهدل خصوصا في الشتا من غسيلها فيها ايه لما تجبهالي يعني
تثائب ثانيا بإرهاق ربنا يسهل انتي كده عايزة مبلغ كبير تجيبي كل ده..ومش هينفع دلوقت.
كثفت جرعة دلالها عليه منا عشان كده عايزاك تزودلي المصروف شوية عشان ادخل جمعية مع جارتنا أول الشهر الجاي..
واستطردت واعمل حسابك هنزور ماما وبابا أخر الأسبوع.. اخواتي التؤام نجحوا بمجموع كبير في الإعدادية وعاملين حفلة على أدنا كده.. قلت ايه يا هيما ابراهيم رد عليا معقول نمت بالسرعة دي يا راجل
_ طب بدال الجمعيات وۏجع القلب يا ابراهيم استنى اما تاخد نصيبك من إيجار الأرض بتاعة ماما
زي كل سنة..ده بيكون مبلغ محترم.
احتسى جرعة من قهوته وهو يجاور شقيقه فوق سطح بنياتهم قائلا لا يا تيمور الفلوس دي ليها عوزة تانية عندي أنا عايز اجمدها علي بعض بعيد عن ايد حور خالص أنت عارفها مصرفة شوية وانا نفسي اعمل حاجة لعيالي يستندوا عليها لما يكبروا.. خليها هي تتصرف بجمعيات من مصروف البيت هي حرة.
_ أنا مش بذم فيها والله ياتيمور بالعكس ده حقها هي يعني لو مش طلبت مني هتطلب من مين..بس زي ما قولت انا باصص لبعيد ومستقبل ولادنا.
_ عداك العيب ياهيما وعموما تفكيرك مش غلط أنا كمان المفروض افكر كده.
_ طبعا الزمن مش مضمون ويدوب نحاول نعمل لولادنا حاجة من دلوقت.
اهتز رنين هاتفه بغتة هسيبك بقا يا تيمور صاحب الشقة اللي رايح اخد مقاسات شبابيكها بيستعجلني.
ربت علي كتفه بقوة في رعاية الله يا اخويا.
صاحت بسعادة طفولية ما أن رآته جالبا لها فاكهتها المفضلة رمان
واستطرد بنبرة دافئة لسه طالع بشاير قلت هجيبلك منه وانا راجع..
طبطبت على كتفه بحنان ربنا ما يحرمني من حنيتك ابدا خليه للصبح شروق ولا حور يفصصوه وناكل كلنا سوا مع العيال.
_ لا لا انا مش طالع غير وانتي واكلة منه قدام عيني.
وشرع بالفعل بغسله وتقطيعه مع قوله المازح مرات اخويا بتضايق منه عشان بيسود ايدها وحور زيها خليني أنا اضحي بصوابعي عشان عيونك ياجميل.
ضحكت وهي تراقبه
برضا حتى انتهى ومزجه بقليل من الماء المثلج والسكر ووضع لها طبق لتأكل منه بشهية ونهم والدته تعشق تلك الفاكهة لذا ما أن تظهر بالأسواق حتي يغرقها بها كل حين.
_ تعرفي يا ماما..لما بعملك اي حاجة بتحبيها بحس اني مرتاح.. بخرج من بيتي مطمن إن لو ربنا أخد أمانته أي لحظة رضاكي عني هيشفعلي.
توقفت حبات الرمان بحلقها وسعلت بقوة ليفزع وهو يعاجلها بكاسة ماء أزاحتها عنها بضيق ايه اللي انت بتقوله ده يا ابراهيم كده تنكد عليا.
أدرك خطئه معتذرا أنا أسف مش قصدي والله ده مجرد كلام يعني.
_ كلام ماسخ.
ابتسم لها برجاء خلاص بقا يا ديجا حقك عليا.. ارجعي كلي.
_ مش واكلة نفسي اتسدت.
خلاص والله حقك عليا مش هقول كده تاني.
نظرت إليه وتجمعت الدموع بمقلتيها ليصيح معاتبا نفسه بصوت مسموع أنا طول عمري مدب والله متزعليش يا ماما انا قصدت اقولك برتاح لما بعملك حاجة بتحبيها.
وغمغمت يا حبيبي أنا عايشة بحسك انت واخوك.. كل طلعة شمس بدعي يحفظكم ليا انتم وعيالكم ومراتتكم..ولو حد هيفارق يبقي أنا
يا ابني.. أنا خلاص شبعت من الدنيا.. انما انتم لسه قدامكم ياما.. أوعي يا ابراهيم تتكلم بالطريقة دي تاني وتوجع قلبي.. أنت بالذات بخاف عليك أوي بسبب الموتوسيكل اللي بتركبه وتطير به علي الأسفلت..مش ناقصة أقلق عليك.
أبعد كفيها عن وجهه ولثمهما حاضر يا ماما هاخد بالي بعد كده.. ارجعي بقا كلي الرمان.
_ خلاص شبعت..خلي الباقي لعيالك انت وتيمور.
_ لا دول ليكي انا جبت لبيتي ولاخويا.
واكمل بمرح احتل نبرته وخلي الهوانم يفصصوه الصبح وايدهم تسود ماليش فيه..اهم حاجة دلعت ديجا حبيبتي وبس.
قهقهت بشدة وهي أكثر من تعلم كم تنزعج شروق وحور من تفريط حبات الرمان.
_ حرام عليكم بقا ارحموني انا تعبت ومش ملاحقة علي الپهدلة دي.
صادف صړاخها مجيئه عند درجات السلم فأسرع بالدخول صائحا جرى ايه يا حور صوتك عالي كده ليه انا سامعك من السلم تحت.
أخفت وجهها بين كفيها واڼفجرت في البكاء أدهشه رد فعلها لمجرد شقاوة
الصغار فزفر ليهدأ وانحنى ليلتقط بعض الأشياء وأعادها لأماكنها ثم توجه نحوها انتي مچنونة يا بنتي بټعيطي عشان العيال بهدلو الشقة شوية هما لو مش هيلعبو في بيتهم يلعبوا فين يا حور.
لم تجيله وشعر باهتزاز جسدها فأدرك ان بكائها يزداد أبعدها ليجفف دموعها قائلا مالك بس ياحور في حاجة معرفهاش مضايقاكي
_ زهقانة يا ابراهيم