أمراء والعقاپ
انت في الصفحة 1 من 184 صفحات
الفصل الأول
دقائق طويلة قاربت على النصف ساعة وهي تقف بشرفة المنزل تستند بمرفقيها على سور الشرفة وعيناها معلقة على بوابة المنزل الكبيرة منتظرة على أحر من الجمر وصول والدها لقد طال غيابه هذه المرة عنهم ولم تراه منذ اسبوعين وعندما علمت من أمها أن اليوم هو يوم عودته قفزت فرحا وسعادة وأخذت تجهز كل ما ستخبره به من أحداث حدثت طوال الفترة الماضية تخرج الألعاب الجديدة التي قامت بشرائها حتى تريه إياها عندما يعود ورسوماتها الطفولية التي قامت برسمها بألوان مختلفة وجميلة اهداهم إليها عمها !
وأخيرا ها هي سيارته الفخمة تعبر البوابة الحديدية وثبت من مكانها بفرحة ودخلت إلى المنزل تصرخ بطفولية متجهة نحو الباب حتى تخرج له
وحشتيني أوي ياهنايا
إجابته بصوت طفولي سعيد به بعض الكلمات الغير مترتبة
وأنت كمان شوحتني يا بابا !!
تعالي هوريك حجات حلوة اشتريتها
حملها على ذراعيه واستقام واقفا وهو يتجه بها إلى داخل المنزل متمتما پصدمة مازحا
اشتريتي حجات حلوة من غيري لا كدا أنا زعلت منك يا هنا
لا متزعلش عشان خاطري مش هشتري حاجة تاني من غيرك يابابا
ډفن وجهه بين رقبتها يدغدغها بفمه ويقول بمشاكسة وضحك
حبيبة قلب بابا
تعالت ضحكاتها وهي تحاول الإفلات من بين مشاكسة أبيها لها ولكن باتت محاولاتها كلها بالفشل
عدنان أنا ليا ساعة بكلمك وأنت مش معايا خالص !!
تنهد الصعداء بحنق وتمتم بعبوس
معلش يافريدة سرحت شوية
لوت فمها بغيظ وهتفت
في جلنار مش كدا !
ظهرت الحدة على محياه بمجرد ذكرها لاسم زوجته الثانية وهتف پغضب
لا في بنتي يافريدة اللي هتجن وأعرف خدتها وهربت بيها على فين
تأففت ووقفت ثم اقتربت منه وجلست بجواره على الأريكة تملس على شعره بحنو متمتمه بحب
بنتك هتلاقيها ياحبيبي متقلقش
ثم استكملت بنظرات ڼارية وشيطانية
رمقها بنظرة مرعبة فهمت أنها حصلت على مبتغاها تماما وهو إشعال النيران في صدره حتى لا تتسنى لجلنار فرصة في الدفاع عن نفسها عندما يجدها !
بمكان آخر داخل أحد المنازل المتوسطة في ولاية كاليفورنيا بأمريكا الشمالية
رغم مرور أربع سنوات على زواجها ولكنها لا تزال محتفظة بنضارتها وجمالها لم تترك الهموم والحزن يؤثر عليها ويغير من طبيعتها ووجهها وقفت صامدة أمام أقوى الظروف ولا تزال بقوتها لم يكن بالنسبة لها زواج بالمعنى الحقيقي بل هو صفقة عمل كما وصفها أبيها نشأت الرازي رجل الأعمال المشهور والكبير عندما تسنت له الفرصة حتى يحافظ على علاقاته العملية وصفقاته وأمواله مع إمبراطورية الشافعي الضخمة لم يتركها تضيع هباء وكانت موافقتها على الزواج من عدنان الشافعي أحد نجاح مخططاته في الوصول لمستوى مرموق وأكبر يرضي به اهوائه وجشعه أجبرها على الموافقة من رجل متزوج ويرغب في الزواج مرة أخرى حتى يحصل على الطفل الذي لم يحصل عليه من زوجته الأولى وكانت هي الوسيلة لحصوله على الطفل وحتى الآن هي بالنسبة له ليست سوى آلة تزوجها للإنجاب فقط ووالدها يرضى بهذه الوضع المهين الذى وضعها به ولكن السجينة خرجت عن طوع سجانها بعدما طفح كيلها وقررت أن تعلن تمردها ولا تقبل بالإهانة !
انتهت من ارتداء ملابسها وهتفت بصوت مرتفع بعض الشيء
هنا تعالي يلا ياحبيبتي عشان تلبسي
ركضت الصغيرة نحو والدتها وكانت هي قد ارتدت ملابسها كاملة معادا حذائها فقالت جلنار بضحكة مندهشة
إنتي لبستي وحدك شطورة
ياحبيبتي
جلست الصغيرة على المقعد وبدأت في ارتداء حذائها وأمها تساعدها في ارتدائه بشكل صحيح لكنها تصلبت بأرضها عندما سمعت سؤال صغيرتها وعيناها حزينة تقول
هو إمتى بابا هياجي
يامامي وحشني أوي
ثبتت نظرها على ابنتها وتنهدت الصعداء بخنق ثم مدت يدها وملست على شعرها مغمغمه بوداعة
بابا مش هياجي دلوقتي يا هنا
ما يقارب الشهرين وهي كلما تسأل والدتها عن أبيها تجيبها بإجابات غامضة وناقصة هكذا لا تفهمها وكأنها بدل أن تجيب تطرح عليها الأسئلة !
زمت هنا شفتيها للأمام بيأس وقالت
طيب ليه مش بيكلمنا !
ليتها تستطيع الإجابة ليتها تتمكن من العودة له لأجل طفلتهم فقط ولكن ارتيعادها يزداد كلما تتذكر عزمه على أن يأخذ ابنتها منها فور طلاقهم مما دفعها للهروب بها !
ابتلعت جلنار ريقها وقالت بإيجاز وهي تهب واقفة
يلا بينا اونكل حاتم مستنينا تحت كدا هنتأخر عليه
استقامت هنا واقفة وسارت مع أمها إلى الخارج وعلى ملامحها العبوس والحزن لا ترفع نظرها عن الأرض خرجت واستقبلت حاتم الذي كان بانتظارهم لفت نظرها الصغيرة التي لم تلقي عليه التحية بحرارة وتعانقه بسعادة ككل مرة بل اتجهت إلى السيارة واستقلت بالمقعد الخلفي بمكانها دون أن تنتطق وكانت معالم وجهها