أمراء والعقاپ
الحزينة تحكي بدلا عنها
نظر إلى جلنار وهز رأسه باستغراب بمعنى ماذا بها ! لتتنهد الأخرى بضيق وتهز كتفيها لأعلى بعدم حيلة فيفهم فورا السبب ويقول بخشونة
عدنان مش كدا !!
ايوة مبقتش عارفة اقولها إيه تاني ياحاتم بتسأل علي باباها كل يوم وأنا زهقت ومقدرش اخليها تكلمه كمان أنا خاېفة يلاقينا وياخدها مني ياحاتم خاېفة أوي مش هقدر اعيش من غيرها
رأى الدموع المتجمعة في عيناها الجميلة ونبرتها العاجزة آثرت قلبه فلم يتمكن من الصمود أمامها حيث لف ذراعيه حولها يضمها لصدره متمتما بصوت رخيم ويداه تملس على شعرها
سكنت بين ذراعيه للحظات قصيرة لكن عصفت بذهنها صورة عدنان وأدركت الوضع الذي يحدث الآن فابتعدت عن حاتم بهدوء وجففت دموعها تقول بجدية بسيطة
يلا عشان منتأخرش
على الشغل
أجابها مازحا وهو يتجه نحو السيارة
نتأخر إيه بقى ما انتي مع المدير نفسه وبياجي وياخدك كمان
سارت خلفه وهي تطرح عليه سؤالها بالإنجليزية وبنظرات ماكرة
what do you mean ? !ماذا تقصد
تمتم يرد عليها بضحكة بسيطة
nothing babe لا شيء يا عزيزتي
استقلت بجواره في المقعد الأمامي بالسيارة والقت نظرة على ابنتها التي تنظر من النافذة بسكون تام دون أي حركة فتصدر زفيرا حارا في بؤس وتتابع الطريق من أمامها
آدم الشافعي الشاب اليافع الذي يبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما كانت تتسابق الفتيات في جامعته على التقرب منه ليس لجمال مظهره وشكله فقط بل حتى لثقافته ولطفه مع الجميع وموهبته الفريدة لكنه لم يكن من هواة النساء والتسكع الأمر الذي جعلهم ينفرون منه بالنهاية بعدما يأسوا من محاولاتهم الفاشلة معه !
إنت مش ناوي تخلصها ولا إيه ياحبيبي أنا متشوقة جدا اشوفها بعد ما تكمل
هانت خلاص ياماما فاصل فيها شوية لمسات صغيرة وتبقى انتهت تماما بس إيه رأيك فيها
أجابته بانبهار بعدما أعادت النظر فيها من جديد تتفحص تفاصيلها الدقيقة والمذهلة
جميلة أوي يا آدم قولي بقى هو إمتى هيكون افتتاح المعرض
خلال الاسبوعين الجايين إن شاء الله
ربنا يوفقك ياحبيبي أنا هروح اعملك فنجان قهوة من اللي بتحبه عشان تعرف تبدع كدا يافنان
قهقه بخفة وأجابها وهو يغمز لها بمداعبة
ربنا يخليكي ليا ياسمسم يافهماني إنتي
بادلته الضحك وهي تتجه نحو الباب لتنصرف وتتركه يستأنف عمله
أسمهان الشافعي والدة عدنان وآدم تبلغ من العمر خمسة وخمسين عاما رغم تقدمها
في السن إلا
أنها لا تزال بكامل صحتها وجمالها عرفت بالمرأة المتسلطة والصارمة لديها من النرجسية ما يكفي لجعل الكثير يبغضها ويبتعد عنها ولديها طبع حاد لا يتحمله أحد خصوصا مع من تكرهه لكنها تكون بكامل حنانها ولطافتها مع أولادها وربما بعض الشيء مع زوجة ابنها فريدة نظرا لأن علاقتهم جيدة وأشبه بالأصدقاء لكن جلنار لم تحصل منها
سوى على الكره والمكائد والنفور لأنها لم تكن موافقة على هذا الزواج منذ البداية
بولاية كاليفورنيا
تجلس بمكتبها على الأريكة الصغيرة وبيدها كوب القهوة الخاص بها تحتسيه بهدوء وعقلها مشغول بالتفكير في زوجها بالتأكيد أنه لم يترك مكان إلا وبحث فيه عنهم ولابد أنه الآن يعاني أشد العناء من فراق ابنته ويتوعد لها بعقاپ عسير عندما يجدها
قذفت بذهنها ذكرى مأسوية لهم من شجارتهم الدائمة وكانت هذه هي آخر مشاجرة بينهم قبل أن تأخذ ابنتها وتذهب لأمريكا
عايزة أطلق يا عدنان !
كانت جملة صريحة منها تحمل الڠضب والانفعال بينما هو فأجابها
بكامل هدوئه دون أن يعير انفعالها أي اهتمام
واحنا اتكلمنا في الموضوع ده مېت مرة ياجلنار وكان ردي واضح
صاحت به بنبرة مرتفعة وسخط
نتكلم تاني وتالت وعاشر وللمرة المليون كمان لغاية ما تفهم إني مبقتش عايزاك خلاص وعايزة أطلق
جز على أسنانه بغيظ فقد بدأ الڠضب يستحوذ عليه هو الآخر حيث صړخ بها بصوته الجهوري
وعايزة تتطلقي ليه ما إنتي عايشة ملكة وكل اللي بتعوزيه بيكون عندك
عشان أنا مش هقبل أكون على الرف تاني كفاية أوي اربع سنين عشتهم معاك وأنا بټعذب من عدم اهتمامك بيا وكأني نكرة مش موجودة أنت حياتك كلها عبارة عن أسمهان هانم وشغلك وأخوك وبنتك وطبعا من هننسى فريدة هانم دي أهم حاجة وجلنار