الجمعة 22 نوفمبر 2024

ساره مجدي

انت في الصفحة 1 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

وصلت تلك القافلة التى تتبع أحد دور الرعاية بالمشردين حيث أرسل أحد أهالى تلك البلده رسالة يبلغهم عن سيدة فى أواخر الأربعينات و قص عليهم قصتها فهى متواجده فى بلدتهم من ثلاث أسابيع لا يعلمون عنها شىء أو من هى و أيضا هى لا تؤذى أحد لكنها أيضا ترفض أى مساعدة
و هناك أيضا من عرض عليها غرفة صغيرة تعيش بها لكنها رفضت بشدة
لا تتناول الطعام الذى يحضره لها أهل البلده تتعفف عنه إلا من قطعة خبز صغيرة تأكلها و الدموع تملىء وجهها
بالفعل لم تتأخر تلك الدار وحضر اليوم إليها ثلاث رجال و فتاة و سيارة مجهزة صحيا
جلس أحد الشباب أمام السيدة التى تمتلك عيون خضراء بشكل مميز و واضح خاصة مع إتساخ وجهها

و إختفاء جمال ملامحها خلف تلك العلامات السوداء و خطوط الزمن و قال بابتسامة
إزيك يا أمى أنا محسن من دار لرعاية كبار السن
ظلت تنظر إليه بصمت لم تتحدث ببنت شفه ليكمل هو بابتسامته المريحة و البشوشة
نتشرف أن حضرتك تنضمى لأسرتنا الصغيرة
أيضا لم تقل شىء تنظر إليه بنفس الإبتسامة ليمد يديه لها و أكمل
يلا بينا !
نظرت تلك المره ليديه لتجد حول معصمه خاتم خطبة فقالت
بتحبها 
قطب جبينه بحيره لتضع أصبعها تشير إلى المحبس و كررت سؤالها
بتحبها !
أومىء بنعم مع إبتسامة واسعة و قال بصدق
أوى أوى هى كل عمرى
أومئت بنعم ثم قالت بشرود حزين و به من الألم الكثير
الحب ضمان لحاجات كتير مفهمتش ده إلا متأخر إلا لما كل حاجة ضاعت و راحت لما خسړت الشخص الوحيد إللى بيحبني و خسړت صاحبة عمرى و خسړت حياتى كلها
قطب محسن حاجبيه بعدم فهم وشعر و كأنها تهزى لكنه قال بهدوء
تعالى يلا معانا و هناك هسمع قصتك كاملة
أعادت يديها على قدميها كما كانت تجلس و قالت بأمر طفولى
لأ تسمع قصتى الأول
ليجلس أرضا أمامها و جلست باقى القافلة التى حضرت معه أيضا و بدأت هى فى قص كل ما حدث معها
ااااه يا زين ااااه يا زين ااااه يا زين العابدين
ياوااارد ياوااارد مفتح بين الباساتين
كانت تتمايل بدلال و أنوثه طاغية ټخطف أنظار كل من بالمكان خاصة مع تلك البدله التى تظهر الكثير من جسدها بسخاء كبير كانت عيونه التى تتابع جسدها بشوق و عيون تلمع و لهفه للقائهم المرتقب بعد تلك الوصله من الرقص التى أشعلت جسده بڼار الحب و الشوق و اللهفه و الرغبة
و كانت هى ترسل إليه نظراتها كسهام تعلم جيدا أين تصيب و كيف ټجرح دون نقطة دماء واحده تجعله دائم التعلق و لا يستطيع الإبتعاد عنها يلاحق خطواتها و تتعلق روحه بجرس خلخالها
فى بيت كبير عريق لعائلة من أكبر عائلات تلك المدينة العريقة كان الجد الكبير بركات و الذى وصل عمره الأن إلى الثمانين إلا أنه مازال صاحب الكلمة العليا فى عائلته لكن بحب و إحترام و أحتواء لا يوجد لديه أغلى من عائلته و أولاده و أحفاده لم يكن أبدا ذلك الأب متسلط الرأى أو الذى يريد أن يأمر و الباقى يطيع دون أن يقتنع أو يكون راضى
يجلس على رأس طاولة الطعام دائما يكون أول الجالسين عليها و أيضا أول المغادرين كانت رقية زوجة مصطفى الأبن الأكبر لهذة العائلة و التى أصبحت سيدة البيت بعد ۏفاة حماتها و والدة زوجها
أيضا هى أصبحت أم لبنات أخو زوجها بعد ۏفاة والدتهم منذ أكثر من عشر سنوات
خرجت من المطبخ و هى تقول بابتسامة واسعة
صباح الخير يا عمى حالا و الفطار هيكون جاهز
أومئ بركات بنعم و قال بهدوء و هو يستند بيديه على عصاته الأبنوس
أحمد هيفطر معانا و لا زى كل يوم 
أهتزت حدقتيها و قالت ببعض التوتر فهى لا تستطيع أن تخفى شئ على والد زوجها
أحمد لسه مرجعش ما نمش فى البيت إمبارح
أغمضت عيونها و أرتسم التقزز على ملامحها حين أستمعت إلى ذلك الحديث صدفة و لكن ما الجديد هذا هو والدها من تسبب فى مۏت والدتها أناني لا يفكر إلا بنفسه لا يريد سوى رغباته و شهواته أهم عنده من بيته و زوجته و بناته بناته الذى لا يكره شئ فى الحياة كما يكرههم من كان يعاير والدتهم بهم و بعدم قدرتها على إنجاب صبى كما فعلت زوجة أخيه ناسيا أن المرأة ما هى إلا أرض صالحة تزرع بها بذرتك و على حسب ما تزرعه تنبت
أخذت نفس عميق تحاول تجاهل ذلك الألم الذى يجثم فق صدرها و أقتربت من جدها تقبل يديه بإحترام و جلست فى مكانها تنتظر قدوم الباقى و أولهم عمها مصطفى أكثر الأشخاص التى تستمتع كثيرا بحديثه و دفىء مشاعره كأب يحترم أولاده و قرارتهم و أيضا يعطيهم المساحه الكافية ليخوض كل منهم تجربته كما يريد و أيضا يدعمها هو وشقيقتيها دائما
أنتبهت من أفكارها على صوت رقية و هى تقول
قومى يا حلم صحى أهل الكهف إللى فوق دول مش هنفضل مستنيهنم كتير
أنا جيت أهو
قالها مصطفى و هو ينحنى يقبل رأس والده و يديه و جلس فى مكانه و أكمل
آسف على التأخير يا رقه عديها المرادى
أبتسم بركات دون أن يعقب و أعتدلت حلم تنظر أمامها بخجل خاصة و إن عمها حين يقول لرقية رقه تتلون وجنتيها بخجل و تبدأ فى إنتقاد أى شئ يقوله أو يفعله و هو فقط يبتسم لها و يقول حاضر 
ثوانى قليله و حضر غسان و نوار التى تبدوا على عيونها البكاء لتقطب حلم حاجبيها بضيق هى تعلم حساسية نوار و دموعها القريبة التى تنهمر على أقل الأشياء و لكن هل ضايقها غسان كيف و هو يعشقها حقا و الجميع يعلم ذلك إذا تلك الدموع بسبب ذلك الموضوع الذى ينغص عليها حياتها
أبتسمت نوار فى وجه أختها حتى تطمئن ذلك السؤال الواضح فى عيونها و أنهى غسان حيرة حلم حين قال بعد أن حيا والده و جده و جلس جوار زوجته
حلم من فضلك تنزلى النهارده مع نوار علشان تجيب فستان حلو علشان أنا النهارده عازمها على العشا و عايزها تكون مميزه كالعادة
آبتسمت حلم و هى تومئ بنعم حين نظرت إليه نوار بعيون حزينة ليمسك يدها المستريحة فوق طاولة الطعام و ربت عليها عدة ربتات و عيونه تخبرها بكم يعشقها
فى تلك اللحظة أقترب يوسف الذى يمسك بيد عائشة الأخت الوسطى و القريبة بشكل كبير من حلم تتفهمها تستوعب مخاوفها و دائما تدعمها لكن أيضا أكثرهم مواجهة لها بحقيقة الأمور
يوسف طبيب القلب الصغير لكنه متفوق فى عمله و أثبت ذلك أكثر من مره حين أقام عمليات قلب لكثير من أطفال البلده بمبالغ مخفضه و أحيانا دون أن يدفعوا أى شئ
المرح صاحب الإبتسامة المستمرة و الذى لا يتوقف عن مشاغبة الجميع و يترك بداخلهم دائما أثر طيب لوجوده فى حياتهم
خاصة مع عشقه لعائشة التى تشبهه فى المرح لكن بشكل أقل وهادئ
جلسوا بعد أن حيوا الجميع و جلست رقية جوار زوجها و هى ترسل إليه من وقت لآخر نظرات تحذيريه من تكرار منادتها برقه مره أخرى و لكنها نظرت إلى غسان و قالت باستفهام
راغب فين يا غسان 
رفع غسان عيونه ينظر إلى والدته و قبل أن يجيبها دلف راغب من باب المنزل يدعم عمه أحمد فى وقفته المترنحة ليقف الجميع سريعا ينظروا إلى ذلك المشهد الذى يتكرر كثيرا كل يوم و آخر يحضر أحمد إلى البيت و هو يترنح أو يذهب أحد الشباب ليحضروه من إحدى الحانات
ساعد غسان أخيه فى إسناده و الذهاب به إلى غرفته كانت حلم تنظر لكل ما يحدث بعيون غاضبة مشټعلة و أيضا بكره شديد كره يزداد تجاه والدها يوميا و لا يقل
لم تعد تحتمل غادرت طاولة الطعام تحت أنظار الجميع الذين يتفهمون موقفها و يشفقون عليها و لكن ليس بيدهم شئ فلقد عجز بركات و مصطفى على تقويم سولكياته و جعله يتصرف بشكل سليم و يراعى سمعته و سمعه عائلته و بناته لكن لا حياة لمن تنادى و كأنه لا يسمع أو يرى أو يفهم من الأساس
أغلقت باب غرفتها تحاول أن تهدء إحساسها بالتقيئ و لكنها لم تستطع فتوجهت سريعا إلى حمام غرفتها و أفرغت ما بمعدتها و هى ترى أمام عيونها
يوم ذهبت مع والدتها فى ذلك اليوم إلى ذلك المكان الغريب و رأت والدها يجلس جوار سيدة جميلة شابة صغيرة و لم يكن يرتدى شئ سوا ملابسه الداخلية يتحسس جسد تلك السيدة بشكل يثير الغثيان و يسمعها كلمات معسولة و يتغزل بمفاتنها و جسدها
جلست أرضا تستند بظهرها على حائط الحمام و هى تتذكر ما حدث
حين عادوا إلى البيت و والدها يسحب والدتها من خصلات شعرها و هى تمسك بيد إبنتها بقوة تحاول حمايتها من أن تطالها يد والدها و حين وصلوا إلى البيت و كأنه لا يرى إبنته إنهال على والدتها بالضړب دون رحمه و كانت حلم الفتاة الصغيرة صاحبة الثلاثة عشر عاما لا تستطيع فعل أى شئ تساعد به والدتها فنزوت فى إحدى أركان الغرفة تبكى بصمت و هى ترى كل تلك الصڤعات و الركلات التى تلقتها والدتها بكل ڠضب و عڼف من والدها و بدون رحمه
و حين أنتهى منها قال بتقزز أنت مفكره نفسك ست أنت هنا علشان خاطر البنات يا أم البنات وبس لكن أنا هجيب الولد يعنى هجيب الولد يا أرض بور نبتها عار و مرار 
و غادر الغرفة و أغلق الباب خلفه پعنف كبير كانت والدتها ممدده أرضا وجهها ېنزف بشده و تأن پألم أقتربت منها حلم تتمدد جوارها و تحاوطها بذراعها الصغيرة و تبكى بدون صوت
لتغفوا على هذا الوضع و أستيقظت على صوت صرخات و بكاء و كلمة نحرت قلبها و روحها
ماټت والدتها بيد والدها 
طرقات على باب الحمام
وصوت شقيقتيها الذين يريدون الأطمئنان عليها يصل إليها هم يعلمون حالتها جيدا و يعلمون ما تمر

انت في الصفحة 1 من 24 صفحات