قصه الارملة
الحسيه ومافيش بردو اي شي يستدع لقلقك.
يعني ايه مش هتطلب مني أعمل اشاعات وتحاليل
علت الابتسامة صغره اشاعات وتحاليل ليه حضرتك مافيش أي شكوه عضويه اللى انتي حاسه بيه مجرد قلق نفسي واضح جدا انك عصبيه
قاطعته بانفعال أنا بقول
لحضرتك مابنمش وعندي صداع فظيع مابقتش قادره اتحمله
تنهد بنفاذ صبر طيب ممكن نهدى بس عشان نعرف نتكلم
همس بصوت هامس لا واضح فعلا انك هاديه خالص
رفع سماعه هاتف مكتبه ثم اخبر الطرف الآخر باعداد كوب من عصير الليمون بالنعناع ليريح اعصابها ثم أغلق الهاتف ونهض عن مقعده ليجلس بالمقعد المقابل لها وهمس بصوت حاني
انسه جودي ممكن تاخديني على قد عقلي وتسمعيني للآخر
كويس اوي حضرتك مش محتاجه لدكتور مخ واعصاب أنا شايفك زي الفل ومافيش أي مشكله عضويه يمكن بقي تكون المشكله عندك نفسيه اعرفي الاول سبب المشكله ايه عشان تعرفي تساعدي نفسك وتديني فرصة أنا كمان اساعدك
نظرت له بحزن ثم زفرت انفاسها وهمت بالتحدث لولا ان قاطعهم صوت طرقات اعلى باب مكتبه ليهتف ايمن بصوت عال يسمح لطارق بالدخول .
وقبل ان يهم بالمغادره نظر لايمن بتسأل أي اوامر تانيه يا دكتور
شكرا يا محمد اتفضل انت
بعدما غادر الشاب التقط ايمن المشروب وقدمه إليها اتفضلي اشربي ده الاول وبعدين نتكلم
لاحت ابتسامه
جانبيه اعلى ثغرها وهى تلتقط منه الكوب وتشكره وبدءت فى ارتشاف القليل منه ثم وضعته كما كان وهى تنظر له بقلق ثم همست بحزن أنا قويه على فكره واقدر اتحمل أي مرضي ممكن تصارحني بيه عادي أنا عندي کانسر مش كده
اجابته بحزن ونظرات عينيها تجوب پخوف كل اللى انا حاسه بيه صداع مستمر ألم فى كل جسمي وخمول وارق وكل حاجه أنا فيها بتدل على ان عندي المړض ده وكمان ماباكلش ولو مامي ضغطت عليا فى الاكل يرجع الاكل تاني وعشان كده جيت لوحدي عايزة اتاكد الاول مش عايز اقلقهم معايا ..
أنا سمعتك للآخر ممكن تسمعيني بقى وارجوكي ماتقطعنيش وأنا بتكلم .
اومت له بالايجاب
.
هتفت بضيق يعني كل اللى انا فيه ده اكتئاب
وارد جدا عشان كده بقولك شوفي المشكله فين وحليها
ليه هو عيب يعني نتعالج من أي حاجه مضيقانا ومأثره على حياتنا
لا العيب ان أثق فى دكتور وأمنه على نفسي وحياتي
زفر انفاسه بضيق ونهض عن مقعده أنا هبلغ حد من التمريض يكون معاكي وهعملك شيك اب كامل عشان تطمني ومعادنا يكره زى انهارده هبلغك بالنتيجه وهعملك اقراص هتخفف الصداع وتخليكي تنامي وان شاء الله تبقي زى الفل بس أهم شيء بلاش العصبيه والانفعال .
كان يشعر بالقلق على اصدقائه رغم انه غاضب من صديقه الاخر بسبب ما فعله ولكن داخله شعور بالقلق سيطر عليه بسبب تلك المهمه .
واثناء شروده أستمع لصوت طرقات اعلى باب مكتبه اعتدل فى جلسته ثم اذن بالدخول ليدلف احدي العساكر تمام يا فندم فى واحده بره طالبه تقابل سعاتك وبتقول انها بنت الدكتور ثروت
تنهدت بضيق خليها تتفضل
حاضر يا فندم
بعد لحظات كانت تدلف الفتاه لداخل والحزن مخيم على صفيحه وجهها اشار إليها بالجلوس
اتفضلي
جلست بهدوء ثم رفعت انظارها تطلب منه برجاء أنا اسفه على اللى حصل مني والله أنا كنت فى حاله صډمه مش قادره أصدق لحد دلوقتي
أنا مقدر الموقف صعب أكيد عليكي
هو ممكن اطلب من حضرتك طلب أخير ورجاء ارجوك اسمحلي أقابله محتاجه اقعد معاه اخر مره قبل ما نسافر أنا وماما
تفهم موقفها وسمح لها بالفعل بمقابلته وطلب من احدى العساكر بان يجلب له المتهم من محبسه ليلتقي بابنته ثم ترك لهم مكتبه لبعض الوقت ..
دلف ثروت مطأطأ الرأس يشعر بالخجل ولن يستطيع رفع عينيه والنظر الى إبنته..
نظرت له بحزن ولم تجد ما تقوله جلس ثروت امامها بصمت خيم الصمت على كلاهما الى ان قطعته بنبرتها الحزينه ليه حضرتك عملت كده
انسابت دموعها بغزاره وهى تنظر له تنتظر اجابته استطردت قائله وهى تهز رأسها بعدم استيعاب
مش قادره أصدق اللى بيحصلي ده حاسة أن فى
كابوس ومش قادره اصحى منه قولي حاجه ارجوك أنا هنا عشان اسمعك تعرف ان امجد فسخ خطوبتنا بعد اللى اتنشر فى الصحف والميديا .
كفكفت دموعها ثم أكملت حديثها بصراحه عنده حق مش قادره أقول أن غلطان ده حقه طبعا بعد اللى عرفه وكمان عيلته أثرت عليه ينهي كل اللى بينا بس محتاجه اعرف ايه ممكن يوصل حضرتك لكده يا بابي كنت بفتخر بيك للأسف وفى اي مكان اتواجد فيه بكون فخوره وأنا بقول ده بابايا ومثلي الاعلى كل حاجه راحت فى لحظه ليه حضرتك وصلتنا لكده أنا هنا عشان اعرف اجابه لسؤالي يا بابي ارجوك دي اخر مره تشوفني عشان بنحضر أنا وماما للسفر مابقاش ينفع نقعد هنا بعد اللى حصل الناس كلها بتبصلنا بنظرات احتقار ومابقاش لينا وجود خلاص ماما قررت نسافر النمسا عند خالو هناك ماحدش يعرفنا بس أنا هنا عشان ابلغك بالقرار ده ومحتاجه ردك ليه عملت كده ازاي وصلت بنفسك لهنا محتاجه مبرر واحد يديك الحق على اللى عملته .
رفع مقلتيه بحزن وهمس بصوت منكسر مامتك السبب بعدت عني بعد ۏفاة هنا اختك وبقيت واخده جانب لوحدها وحزينه طول الوقت حاولت اقرب منها ونعدي اذمتنا سوا بس هي فضلت البعد حسيت نفسي لوحدي ومحتاج حد يسمعني زى ماانا بسمع كل الناس وأنا الظروف كانت قاسيه عليا اوي بعد مۏت هنا قلبي بقى مېت
قاطعته پغضب بس كفايه مابقتش قادره اسمع اكتر من كده بتتهم ماما السبب عشان حزينه على مۏت بنتها
هي دي وقفتك ومواستك ليها هي اللى ماټت دي مش بنتك أنت كمان بدل ماحضرتك تفضل جنبنا بعدت كنت ممكن أقبل اي حاجه تانيه غير اللى عملته ده أنا بابايا ماټ للأسف حضرتك هدمت كل حاجه حلوه جوايا اخر طلب ماما بتطلبه منك تطلقها عشان نسافر مابقاش لينا
وجود هنا خلاص .
نظر لها پانكسار حاضر هنفذ طلبها واكلم المحامي يخلص الإجراءات بس محتاج اسمع منك كلمه واحده بس انك مسمحاني يا لما أنا دخلت فى حاله من اللاوعي بعد ۏفاة هنا اختك وماعرفش ازاى وصلت للى أنا فيه ده بس فجأة لاقيت نفسي مدمن زى أي حد ممكن يدمن حاجه وماعرفتش اعالج نفسي صدقيني حاولت بس مانجحتش كان الشيطان بيصور ليا كل حاجه قدامي كان عندى يا بنتي هلاوس سمعيه وبصريه صدقيني يا بنتي اللى حصلي ده كان ڠصب عني أنا خلاص هتعاقب وهاخد جزائي بس اخر حاجه بطلبها منك تسامحيني أنا مش عارف عملت فى نفسي وفيكي كده ازاي
ركضت بخطواتها السريعه تغادر الغرفه والدموع تتساقط دون توقف الى ان استقلت سيارتها وانطلقت فى طريقها الى منزل والدتها للاستعداد للسفر خارج البلاد فلم يعد لديها قوة على تتحمل نظرات المجتمع لها وهو يهمس بحزن البقاء لله يا قاسم شد حيلك عشان توصل الخبر لسياده اللواء اكمل سلام لأنه عمال يتصل بيك وبيه أنا كمان بس مش قادر ارد عليه مش عارف اوصله الخبر ازاي .
نظر له بعينين محمره اثر الدموع وهمس بتماسك انور كمل انت شغلك والمطلوب منك فتش أي عبارة داخل الميناء
هز راسه نافيا للأسف يا قاسم مافيش ولا عباره دخلت ميناء السويس وفى اخباريه جت ان العبارات اللى تخص شركه الحديدي استقرت فى بيروت وده بياكد اللى حصل لحسام بفعل فاعل واكيد سامي دبر للخلاص منه بعد ما كشفه
نهض من مكانه وهتف پغضب وربنا ماحد هيخلص عليه غيري وهاخد روحي باديه بس بعد لم اكمل مشوار حسام وانفذ وصيته انور بلغ المعمل الجنائي محتاج تقرير فوري عن عربيه حسام محتاج اتاكد
حسام فعلا كان موجود فيها ولا لا
أومي براسه بالايجاب ثم انصرف ليصدح رنين هاتفه اخرجه من جيب سترته بتوتر لينظر الى شاشته ثم استرد انفاسه ليجيب على صديقه
بعدما فتح المكالمه أستمع لصړاخ الآخر
انت يا بني طمني وصلت لحسام ولا لسه والوضع عندك ايه
ابتلع ريقه بتوتر وهمس بحزن للأسف يا فارس وصلت لحسام متأخر
هتف الأخير بانفعال يعني ايه متاخر يا قاسم انطق حسام جراله حاجه
لم يستوعب بعد ما يقصه عليه صديقه انت بتقول ايه
البقاء لله يا فارس وبلغ سياده اللواء باللى حصل أنا مش راجع القاهره دلوقتي
أغلق الهاتف مع صديقه بعد أن انهى جملته اما عن فارس فهوى بجسده اعلى المقعد وظل ينظر للفراغ بعدم تصديق ليتفاجئ باللواء اكمل يقتحم مكتبه وعلامات القلق مرسومه على قسمات وجهه وهو يهتف بصوت عال اتصلي بقاسم حالا البيه مابيردش على مكالماتي وحسام موابيلاته لسه مقفوله وده قالقني جدا
ابتلع ريقه بتوتر ونهض عن مقعده ليسير بخطواته الواسعه ثم وقف امامه ينظر له بحزن وهمس بصوت خاڤت وهو يشدد على كتف اكمل شد حيلك البقاء لله حسام اسټشهد ..
كانت تقف امام غرفة العمليات تنتظر خروج والدها فهو الان يجري العمليه التى طال انتظارها منذ أن فقد بصره ظلت تناجى ربها وتدعي لوالدها بان يسترد بصره ويتم شفاءه وان يظل جانبها فهى لم تقدر على فقدانه ...
اما عن الصعيد ..
فكانت تشعر بالقلق ولم تشعر بالراحة وهى بمكان وهو بمكان اخر وجدت نفسها وحيده بدونه رغم وجودها بين عائلتها الا انها تشعر بالوحده وجدت نفسها تلتقط الهاتف تريد سماع صوته والاطمئنان عليه وقبل ان تضغط زر الاتصال تتراجع عن قرارها لتترك الهاتف جانبها بضيق .
مددت جسدها اعلى الفراش وعندما وقعت عينيها على صورته الموضوعه اعلى الكومود وجدت نفسها تبتسم
يالى فرقت الدنيا كان بدرى الوداع
وطلعت فوق بعيد عن الزيف والخداع
وحشنى يا طيب يا ارق من الملاك
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت اتمنا يكون عمرى فداك
دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك
اه اه اه اها ها
يالى مشيت من غير ماحتى نقول
سلام
هفضل على عهدك كأنى معاك تمام
مين الى قال البعد بينسى الحبايب
تعالى شوف حبى وشوف قلبى الى دايب
وحشى يا طيب يا ارق من الملاك
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت