صړخة في الطريق بقلم ډفنا عمر
بابا قالك ايه
نظرت إليها ومازال يعتريها الذهول وهي تهمس عمو أمين راح لجسار وطلب منه يكون مستشارنا القانوني وهو وافق وجاي شركتنا بكرة يتعرف علينا.
لم يختلف حال سارة عن ردة فعل شمس الذاهلة والأولى تهمهم ببلاهة جسار هيشتغل مع بابا إزاي طب والمكتب
الأخيرة بعد تراجع دهشتها قليلا للخبر
معرفش يا سارة بس ممكن أوي يدير الاتنين الفكرة في الصدفة نفسها إن عمو يختار ده بالذات يشتغل معانا في الشركة..
عادي احنا كنا محتاحين مستشار قانوني..وجسار محامي شاطر حسب كلامك..يبقي الموضوع منطقي برضو..أنا بس اتفاجأت لكن دلوقت شايفاه عادي..
ثم
التقط حقيبتها وقالت وهي تغادر أنا هروح الشركة بقى وكفاية اللي ضاع من يومي انهاردة سلام..
رحلت وتركتها لدهشتها وفرحتها في آن واحد جسار سيعمل مع والدها الخبر يستحق أن تحتفل به لكن مسحة قلق عادت تساورها وهي تتسائل بضميرها..ما الذي حدث معه وبدل خططته هكذا تذكر منذ عام أنه رفض عرض شبيه لعرض والدها للعمل بشركة كبيرة وكان رده أنه لا يريد التشتيت مكتفيا بمكتبه الذي يعج بالقضايا.. ما الذي غير الحال
ثم همست بخفوت كأن ربنا عايز يقربنا أنا وأنت دايما لبعض ياجسار.. ليه مش عارفة ولا فاهمة.
ازاي يا بني أدم انت تقفل تليفونك بعد رسالتك المريبة دي وتختفي كده وتوقع قلبي عليك ها
هكذا هدر عليه أشرف وهو يلكمه في كتفه پغضب نبع من قلقه والأخر يقول بتفهم كنت محتاج خلوة استجمع فيها نفسي يا أشرف..
ندت عنه تنهيدة معبئة ببعثرته وضياعه واستند على ظهر الأريكة وغمغم حصل اللي طول عمري كنت بحسه بس مش قادر أبوح به أو أتأكد منه عرفت ان جذوري مالهاش علاقة بالأرض اللي عشت فيها يا أشرف..
عقد الأخير حاجبيه بتساؤل قصدك ايه بالكلام ده يا جسار فهمني
تضخم صدر الأخير بالهواء قبل أن يبدأ في استرساله لكل ما صار معه ليعلق أشرف بذهول أنا مش قادر اصدق اللي سمعته ده.. أزاي طلعوا مش أهلك
صمت قليلا يستوعب ما علمه ثم ربت على كتفه بتعاطف طب وانت ناوي على ايه يا جسار دلوقت هتستمر معاهم ولا هتعمل ايه
أنا خلاص عملت يا أشرف سبت كل حاجة تخصني هناك ومشيت هبدأ من جديد والحمد لله جالي عرض شغل ممتاز في شركة والد سارة..
مط شفتيه وهو يهز كتفيه ببساطة اكيد بنته ذكرت مهارتي قصاده واتكلمت عن شغلي..
ممكن جدا طب ومكتبك يا جسار هتسيبه
ماهو ده أول سبب جيتلك عشانه يا أشرف عايزك تدير المكتب انت وآدم ومعاكم سارة..
وانت
أنا هركز في شغلي الجديد وفي نفس الوقت عايز الاقي وقت أدور فيه على أهلي.. عشان كده هسيبلك المكتب تديره فترة واستطرد أنا بصراحة روحت لجدي وقولتله اني هسيب كل حاجة بس هو صمم ان المكتب يفضل بتاعي لأنه اتعمل بمجهودي..
طبطب علي كتفه شاكرا ماتقولش كده انت كمان مش قليل يا أشرف وأدم كمان ممتاز.
لأ.. الفكرة في نوع القضايا المعقدة اللي انت اترافعت فيها.. عشان كده استحقيت لقب محامي عقر ياصاحبي..
شخصت عيناه هامسا أهو المحامي العقر ده بيواجهة أصعب قضية في عمره كله يا أشرف..هيدور علي أبرة في كوم قش..مش عارف منين ابدأ عشان الاقي ابويا وأهلي..
اطمن يا جسار مادام ربنا خلاك تعرف نص الحقيقة يبقي مخبيلك الخير وهيدلك عليه.. ربنا يجمعك بيهم على خير..
اللهم أمين ربنا يعطرني فيهم في أقرب وقت.
إن شاء الله طب قولي بقي ايه السبب التاني اللي جيت عشانه
عايز سكن وياريت لو هنا في منطقتك عشان اكون معاك..ويفضل لو الليلة بدال ما اضطر ابات في فندق والماديات خلاص بقيت مش زي الأول والمبلغ اللي معايا بسيط جدا انا سبت حتي فيزا البنك لجدي..
أخبره بدعم ماتحملش هم وانا موجود..
شكرا يا صاحبي بس أنا عارف البير وغطاه انت بس دبرلي سكن بسيط حواليك وأكيد لما اشتغل عند أمين بيه هاخد مرتب كويس وربنا يسهل.
حك ذقنه علامة تفكيره
العميق ثم ألقى اقتراحه بص هو في مكان ممكن تعتبره مؤقت بس مش عارف هترضي بيه ولا لأ..
ومش هرضي ليه فين هو
هنا في العمارة بتاعتنا شقة صغيرة غرفتين وصالة وحمام ومطبخ بس...
بس ايه ماهي ممتازة اهي وكمان في عمارتك يعني هكون معاك..
أصلها في أخر دور وبصراحة عايزة شوية توضيب..ومعتقدش تناسبك يا جسار بعد عيشة القصور اللي كنت فيها..
منحه ابتسامة مريرة قائلا ورغم القصور والفخامة دي عمري ماكنت مرتاح يا أشرف دايما كان ناقصني حاجة وحاسس بالغربة فيها..وطلع إحساسي مظبوط في الأخر.. بالعكس يمكن هنا اكون مبسوط أكتر لأني في مكاني اللي استحقه.. ومع الوقت حالي هيتحسن.. المهم عندي ربنا يفتحلي طريق يوصلني لأهلي وأي حاحة غير كده سهلة..
هيحصل بأذن الله يا جسار أكيد اللخبطة اللي حصلت لحياتك دي وراها مفاجأت جاية..
المهم تكون مفاجأت سارة يا صاحبي..
ضحك وقال سارة زميلتك
لا طبعا ياخفيف.. المهم تعالي وريني الشقة.
ماشي
وسيبك من إيجارها دلوقت الحاجة ام محمود مش غريبة وانا هعرفها وضعك الأهم ان انا و
انت نشمر ايدينا وننضفها بعدين هطلعلك فيها سرير وشوية لوازم مؤقتة تمشي نفسك بيهم لحد ما ربنا تفرجها..
حدجه جسار بامتنان كبير وتمتم شكرا يا أشرف علي وقفتك معايا والحمد لله إن الصاحب مش بيتغير.. علي الأقل انت الحقيقة الوحيدة دلوقت في حياتي مطلعتش وهم زي أهلي.
بلاش عبط احنا اخوات ومفيش بنا الكلام ده..
وأكتر يا أشرف.. وأكتر.
الفصل السابع
مسيرين أم مخيرين أحيان لا ندري وجهتنا.
تقودنا رياح الأقدار حيث شاءت لنا السير.
فنتكيء بكل قوانا على صولجان الإيمان والأمل.
لعلهما يعصمانا معا شړ السقوط.
أهلا بيك يا أستاذ جسار
قالها رضوان مرحبا به وتبعه ابنه الأكبر حمزة اعتقد أننا كسبنا مستشار قانوني مميز لشركتنا.
ابتسم جسار أنا اللي كسبت بانضمامي ليكم .
سارة بترحيب حار بجد مبسوطة اوي انك انضميت لينا يا جسار قصدي استاذ جسار.
رمقها أمين بنظرة ما بينما رحبت به شمس برسمية لا تخلو من ود بنت عمي دايما تثني على شغلك وقدارتك في حصد حقوق عادت لأصحابها اعتقد زي ما قال الجميع انك إضافة لينا.. شرفتنا.
تعجب ترحيبها هي بالذات لكنه تخطاه بقوله المقتضب شكرا استاذة شمس.
أنا بقي بدون مقدمات بقولك نورت يامتر.
قالها ريان بمرح ذكره بشقيقه رائف فقال ده نورك والله.. يارب اكون عند حسن ظن الجميع.
أمين تمام بما ان التعارف تم بينكم حمزة هيعرفك فين مكتبك وبالتوفيق.
بعد مرور شهر!
راح يطرق الباب بصخب ينادي
يا سيادة المحامي المخضرم.. أفتح ياجسار بيه.
فتح له الباب وهي يصيح ايه يا ابني الدوشة بتاعتك دي وايه اللي معاك
دي حاجة معمولة ليك مخصوص من الحاجة ام أشرف ثم كشف جسار غطاء الصحن ليصيح باستحسان الله لقمة القاضي..
قال بتهكم ايوة يا سيدي امي عملتها مخصوص عشان عارفة انك بتحبها مع اني من رمضان اللي فات بطلبها معبرتنيش..
طب ادخل انت اعملنا شاي يا أشرف عشان نشربه معاها هنا علي السطح..
رفع له حاجبية نعم هو انا الفلبينية اللي بتشتغل عندك
سوري يا أشرف اظاهر أخلاق ولاد الأكابر لسه مأثرة على سلوكي..
بس أخلاقك دي لأزم تتقوم وإلا هتفسد..مش ناقص غير انك تطلب تفطر فينو وفلامنك.. أحنا هنا بنقدس عيش التموين اللي بخيره.. وركز على بخيره دي..
عارف قصدك عشان كده مش بدوقه انجز بقي واعمل شاي لقمة القاضي هتبرد يا رخم..
ماشي بس اوعي ټضرب الطبق كله!
ليه شايفني مفجوع وطفس زيك
لأ ازاي يا ابن الأكابر.
صب لهما قدحان من الشاي الساخن وقال أخبار شغلك ايه في شركة أمين بيه
الحمد لله تمام الحقيقة عيلة محترمة ومنظمة جدا كل واحد له شغله.. يعني أمين بيه هو الرئيس التنفيذي المسؤل عن مسار الشركة بشكل عام.. وبيشاركه أخوه رضوان بيه اللي ولاد التلاتة شغالين معاه شاب فيهم مدير تنفيذي لقسم المعلومات وأنظمة الكمبيوتر والتاني ماسك قسم الهندسة المدنية واختهم شمس هي اللي ماسكة قسم الحسابات.
ما شاء الله فعلا حاجة تشرف..بس شمس دي مش هي البنت اللي جت الجامعة رشت عليك اسبراي
أيوة هي..
ده تلاقيها
مش طايقاك هناك..
بالعكس يا أشرف
دي طلعت ظريفة وكمان جادة في شغلها اوي ومحترمة واتعاملت معايا بود كبير وده اللي استغربته جدا منها وأثار إعجابي بيها..
فعلا غريبة يعني سارة عادي ترحب بيك وهي فرحانة بحكم زمالتكم وشغلها معانا في مكتبك..لكن شمس
ارتشف بعضا من فنجانه وقال الدنيا علمتني ان المظاهر خداعة يا أشرف..عشان كده أنا غيرت نظرتي ليها.. هي مش بنفس الفظاظة اللي كنت فاكرها لما اتعاملت معاها عن قرب ابتديت اشوفها بشكل تاني ليها جمال هادي ومختلف.. يمكن ده نابع من انجذابي لشخصيتها في الشغل مثلا
ممكن جدا..لعلمك مافيش بنت وحشة الفكرة في الطباع والأخلاق.. خصوصا في الزمن اللي احنا فيه.. اللي يلاقي بنت كويسة المفروض يحمد ربنا على حظه..
عندك حق.. وتسلم ايدك انت بتعمل شاي أحسن من دادة سيدة..
رمقه بحنق فرماه جسار بغمزة عين مشاكسة ثم أرتشف باقي فنجانه دفعة واحدة وقال أنا هسيبك بقي وانزل عشان هقابل رائف..وبعدها هنعدي على جدي عشان اطمن عليه..
هتحكيله الحقيقة
لازم دي حاجة مش هينفع تستخبى عنه.
طب وبعدها هتفضل علاقتكم ولا
قال بثبات جدي ورائف بالنسبالي معزتهم هتفضل زي ما هي وعلاقتنا كمان..هو اخويا اللي بحبه وبخاف عليه وهفضل جنبه دايما..
ربت علي كتفه وهو كمان بېموت فيك يا جسار خلاص روح قابله وربنا يعمل الخير بينكم..
اللهم امين سلام يا أشرف..
توجه لإحدي المقاهي في وسط البلد وانتظر شقيقه الذي أتاه بعد قليل قائلا أخيرا فضيت نفسك عشان اشوفك..في ايه يا جسار ليه سايب البيت وكل اما اسأل حد ألاقي رده غامض بالذات جدي وبابا.. فهمني ايه الحكاية
نظر له بحنان لا يدعيه وقال طب اهدي وهفهمك كل حاجة.. بس
تشرب ايه الأول
ياريت فنحان قهوة مانمتش ودماغي هتتفرتك..
بعد الشړ عليك يا حبيبي..
انتظر ليضع النادل فنجان القهوة ثم استجمع تركيزه وقوته وسرد كل شيء له وكلما توغل بسرده ظهرت الدهشة علي ملامحه ليهتف أخيرا مش ممكن اللي بسمعه ده يكون حقيقة! يعني انت مش اخويا لا مستحيل..أنا مش مصدق..
ربت برفق علي كف أخيه وقال بالعكس يا رائف لازم تصدق..لو راجعت شكل علاقتي بوالدتك