حكايه شاب وست دي
اللي في الصورة ده اسمه حمادة، واللي جمبه دي مراته، والأم دي اسمها نادية.. حمادة شغال سواق في يوم لقى الست الكبيرة دي نايمة في الشارع.. اكتشف إن أخوها طردها من الشقة، وابنها مسافر برة ومسألش عليها من سنين طويلة وملهاش حد غير ربنا.
حمادة كان عنده قلب كبير، وقرر إنه ياخدها ويأجر لها شقة جمب بيته، ويتكفل بإيجارها الشهري، وكل يوم يجيب لها الأكل ولو محتاجة علاج يجيب العلاج، ولو محتاجة دكتور يوديها للدكتور، وقرر إنه يعاملها معاملة الأم بالظبط.. وكل ده كان ورا مراته اللي خاف تعرف فتزعل إنه بيصرف على وحدة غريبة.
في يوم مراته عرفت بالقصة، وقررت إنها تشارك حمادة في الخير اللي بيعمله، ويجيبوا الست دي تعيش في نفس البيت اللي هم عايشين فيه ويتكفلوا بكل احتياجاتها، وتكون الزوجة هي الخادمة بتاعتها من كل شيء، وحمادة اللي سواق توك توك، مطلوب منه يوفر لها علاجها ودكتورها واحتياجاتها الشخصية.
حمادة ومراته اللي هم في أشد الاحتياج للمال، علشان معندهمش دخل غير شغل جوزها سواق كانوا أكتر إنسانية من الأخ والابن على أم مريضة فاقدة للبصر ورجليها مقطوعة بسبب مرض السكر.. لكنهم لا كانوا أنانيين ولا قلبهم جاحد ولا قالوا ملناش دعوة.. كانوا أكثر رحمة على الست دي من أقرب الناس ليها.
الابن اللي رمى أمه سنين وسافر بره مصر وعاش يتمتع بفلوسها، بكرة يعرف إنه لا هيرتاح دنيا ولا آخرة وزي ما كان قاسې على أمه، هيترد له ولو بعد حين.. والأخ اللي رمى أخته العاجزة وسرق منها شقتها ومحترمش مرضها ووحدتها لا هيرتاح دنيا ولا آخره ولا هيشوف غير كل عڈاب وقسۏة مهما خانه تفكيره إنه مستمتع بالفلوس.
وحمادة الإنسان البسيط اللي شغال سواق اللي بيقسم اللقمة مع الأم دي، بكرة ربنا هيعوضه ويديله لحد ما يستعجب من عطاء ربنا.. والزوجة الأصيلة اللي قاعدة تحت رجل إنسانة غريبة وشايلاها في مرضها مع إنها في أشد الحاجة للمساعدة لظروفها المادية الصعبة.. هتعرف بعدين قد إيه كرم ربنا هيفوق كل توقعاتها.
– مجتمعنا مش كله إجرام ولا كله بياكل في بعضه.. مجتمعنا فيه مليون حمادة ومرات حمادة محتاجين نظهرهم للناس.. حمادة هو الصورة القدوة والمثل اللي المفروض نقدمه لولادنا علشان يعرفوا إن الأصل والأساس في مجتمعنا هو حمادة.
-لو عايز تكون إنسان هتكون إنسان، المهم تقرر تكون إنسان.. لو عايز تكون شهم وأصيل، هتكون، المهم تقرر تكون أصيل مهما غدر بيك الزمن وضاقت بيك الظروف.
ادعمه بكلمة حلوة