صاحبه الخمسة والستون كاملة
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
زوجي على صنيعي فالحق أننى التي ضغطت عليه لاقناع شقيقه بقبول هذه الزيجة للهدف الذي كنت أسعى إليه
لكنه بانجاب الولدين أصبح سرابا كما أنني لم يكن لدى وقتها سوى ابني الوحيد الذى لم انجب سواه
وكبر الولدان وكلما شاهدتهما أمامي يمر برأسي شريط الذكريات وما كنت أرتب له بعد رحيل الكبار حين تصبح الأرض كلها ملكا لأولادي ثم توالى انجابها البنين والبنات فانجبت ولدا ثالثا وبنتين فى حين توقف انجابي تماما وأدركت أنني سوف أجني ما صنعت وأن من يتخيل أنه قادر على أن يفعل ما يريد واهم فالقادر هو الله ونحن البشر مهما فعلنا فلن نغير قدره سبحانه وتعالى ودارت السنون وصار الأولاد شبابا وأصبحت أخاف على إبني من كل خطوة يخطوها فأتتبعه وأسأل عليه وكان لدينا جرار زراعي يعمل عليه في أرضنا الزراعية في أيام الأجازات الدراسية وذات يوم أخذ الجرار
ثم الى مستشفى شهير بالقاهرة وظل في العناية المركزة ثلاثة أيام ثم صعدت روحه إلى بارئها
ودارت بي الأرض وغبت عن الوعي وأخضعوني للفحص الطبي وشخصوا حالتي بأنها صدمة عصبية شديدة وتلقيت علاجا استمر مدة طويلة ولما أفقت وجدت زوجى قعيدا بعد اصابته
بجلطة في المخ ورأيت شقيقه إلى جواره يبكي بمرارة أما أبناؤه
فلم يغادروا حجرتنا ولازمونا ليلا ونهارا ولم أسمع منهم سوى كلمتي أبي وأمي وهم ينادوننا أنا وزوجي وبعد أسابيع قليلة ماټ زوجى ولم أجد أحدا بجواري سوى أبناء شقيقه الذين حاولت أن أمنع وجودهم في الحياة
الدنيا فلقد رحل شقيق زوجي وبكيته كثيرا ثم رحلت زوجته وكنت إلى جوارها في اللحظات الأخيرة وكان مشهد رحيلها مؤثرا في نفسي إلى حد لا أستطيع وصفه إذ امتلأ وجهها نورا وكانت تتمتم قائلة الحمد لله وكررتها كثيرا وكانما كانت ترى مقعدها في الجنة نعم والله يا سيدي سمعتها وهي تؤكد شكرها لربها وأدركت أنها تشاهد جزاء نقاء سريرتها وقربها من الخالق العظيم وأنا أعيش الآن بين أبنائي أقصد أبناء شقيق زوجى الراحل وأنا بالنسبة لهم بمنزلة الأم بل لا يتخذون خطوة واحدة في حياتهم إلا بعد استشارتي
واخيرا وأرجو أن يتعظ كل ضال وأن يعود كل من يتربص بالآخرين إلى رشده فالله هو القاهر فوق عباده ويعلم خائڼة الأعين وما تخفي الصدور .. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ۚ إنك أنت الوهاب سورة آل عمران..