الإثنين 25 نوفمبر 2024

أنا لها الشمس

انت في الصفحة 3 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


شرط علام الوحيد للموافقة على تلك الزيجة هو مكوث ماجد معهما بالمنزل ويرجع هذا لحب وتعلق علام بنجليه يليهما بالجلوس إبنتهما بيسان ذات الاعوام الست ولديها أيضا طفل رضيع أطلقت عليه اسم فؤاد لتدخل السرور على قلب والديها اللذان حرما من حفيد لنجليهما الوحيد ليسرا به نظريهما
تحدث وهو يقترب من مقعده المجاور لوالده 

صباح الخير يا باشا
أجاب بوجه مقتضب كعادته يرجع لجديته في الحياة 
صباح الخير يا سيادة المستشار 
ألقي تحية الصباح على شقيقته وزوجها ليسأله علام بعدما رأي دخول عصمت وملامحها التي توحي بمدى ڠضبها 
مالكم على الصبح أصواتكم عالية ليه
مفيش حاجة سيادتك دي دكتورة عصمت كانت بتصبح عليا كعادتها... جملة ساخرة نطقها وهو يغرس شوكته بأحد صحون الجبن لينقل منها بداخل صحنه تنهدت عصت وجلست بجواره لتبدأ بتناول طعام فطورها باقتضاب تحدثت فريال إلى شقيقها 
إنت مبقاش نافع معاك أي كلام يا فؤاد لحد إمتى هتفضل تاعب قلوبنا معاك بالشكل ده
أكلي جوزك واهتمي بيه يا حبيبتي وياريت تصبي كل تركيزك عليه الرجالة بتزهق من عدم الإهتمام وبتطلع تدور عليه برة لو نقص جوة... نطق بها متعمدا تغيير الموضوع لتهتف فريال بتذمر تشتكي لوالدها 
شايف يا بابا كلامه
كبري عقلك يا فريال اخوك بيهزر معاك... هكذا أجابها والدها بتعقل لتتحدث بعناد 
لو فاكر إن كلامك ده هيخليني أبطل أخاف على مصلحتك تبقى غلطان وهفضل وراك لحد ما دماغك تلين وتتجوز يا فؤاد
ابتسم ليتحدث بملاطفة 
قول لمراتك تخليها في حالها وبلاش تحشر مناخيرها في حياة غيرها يا دكتور
تحدث ماجد مبتسما بلباقة 
خرجني انا من بينكم يا سيادة المستشار إنتوا عيلة واحدة والداخل بينكم خارج
تحدث علام بصدق 
إنت كمان من العيلة يا ابني من يوم ما اتجوزت فريال وأنا بعتبرك إبن تالت ليا
متشكر يا باشا ده شرف كبير ليا سعادتك...جملة نطق بها ماجد لتستكمل على حديث زوجها عصمتقائلة بتهكم على نجلها 
سيادة المستشار عنده حق يا ماجدعلى الأقل إنت مريحنا مش واجع قلوبنا زي ناس
ابتسم بجانب فمه ليرتشف أخر رشفة من فنجان الشاى وتحدث وهو يهم بالوقوف
أنا شايف إن انا انسحب علشان حرب الكلام بتاعة كل يوم شكلها هتبتدي وأنا بصراحة عندي قضية مهمة ومحتاجة ذهن صافي 
تحدث علام برزانة 
أقعد كمل فطارك يا فؤاد
أمسك بمحرمة ورقية وقام بتجفيف فمه ثم أجاب والده بوقار 
أكلت الحمدلله يا باشالازم أتحرك حالا علشان عندي تحقيق في قضية مهمة ولازم أجهز لها
وقبل أن يتحرك تمسكت بكفه لتتحدث بحنان
من إمتى وإنت بتروح شغلك قبل ما تشرب قهوتك 
لتستطرد بعينين مترجيتين بعدما شعرت بأنه ينسحب بفضل ضغطهم عليه 
أقعد كمل فطارك على ما سعاد تعمل لك القهوة
ربت فوق كفها وتحدث بابتسامة هادئة
صدقيني يا حبيبتي معنديش وقت للقهوة هبقى أشربها في المكتب
نطقها وتحرك للخارج تحت شعور عصمت بالذنب لتتحدث نادمة 
شكله زعل من كلامنا
تحدث ماجد باستحياء 
بصراحة يا دكتورة حضرتك وفريال تقريبا بتكلموه يوميا في موضوع الجواز وأكيد حاجة زي دي بدأت تضايقه وټخنقه
لف وجهه لزوجته واستطرد لائما 
وأنا أكتر من مرة لفت نظر فريال بإنها حتى لو هتفاتحه فميكنش قدامنا
زفرت فريال بضيق لشعورها بالندم وأيضا والدتها التي نكست رأسها ليتحدث علام بنبرة هادئة
يا جماعة فؤاد عقله مش
صغير علشان يزعل من كلامكم هو أكيد عنده شغل مهم
واستطرد عاتبا 
بس ده ميمنعش إن ماجد عنده حق في كلامه
تنهدت عصت لتهم بالوقوف وتحدثت 
أنا رايحة الكلية عندي محاضرة الساعة عشرة 
أنا جاي مع حضرتك... نطق بها ماجد ثم تحركا معا وبعدها ذهب علام لعمله وظلت فريال بمفردها بصحبة طفليها والعاملين حيث أنها لم تعمل بشهادة بكالوريوس العلوم الحاصلة عليه وفضلت المكوث بالمنزل لرعاية صغيريها والاهتمام بنفسها وزوجها وكل ما يخص عائلتها الكبيرة
بمحافظة القاهرة الكبرى
في تمام الساعة الرابعة مساءا
بأعلى واجهة مبنى زجاجيا ضخم ناطحة سحاب مثلما يطلقون عليه توجد لافتة كبيرة كتب عليها إسم شركة الأباصيري للأستيراد والتصدير باللون الذهبي ليدل على فخامة وعظمة الإسم وصاحبهنتجه داخل المبني وتحديدا داخل مكتب مدير الشركة أيمن عزمي الأباصيري البالغ من العمر الخامسة والخمسون من عمرهيبدو على هيئته الهيبةيرتدي حلة ذات ماركة عالمية تدل على ثراءه الفاحش تقف بجوار مقعد مكتبه شابة بعمر السابعة والعشرونترتدي بدلة سوداء عملية أشبه بلباس الرجال لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط
تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق 
وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه
أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات
مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم.
بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة
كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة
أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام 
أي أوامر تانية يا أفندم
أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق
متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي
أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب 
بعد إذن حضرتك
استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء 
أخبار يوسف إيه يا إيثار 
إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة 
بخير يا أفندم الحمدلله 
سألها باهتمام 
اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك 
تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة 
أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني
لتكمل بنبرة بائسة 
للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة
اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة 
منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها
تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته 
أزيك يا استاذة إيثار 
بهدوء أجابت 
الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح 
تحدث بنبرة حماسية 
قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة.
بابتسامة خاڤتة تحدثت 
لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي
بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة... نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه 
إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي. 
ربنا يفرحك بيه... نطقها لتهتف بنبرة
جادة 
بسرعة روح للباشا زمانه جهز.
حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهة واتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي يتحرك أولا لتجحظ عينيها فور رؤيتها لظهور مقنعان يستقلان دراجة بخارية الأول يقودها بهدوء والأخر أخرج رشاشا وقام بتفريغ محتوياته من الطلقات الړصاصية بعشوائية متفرقة مما أحدث فوضي داخل المكان وباتت أصوات الصرخات المستنجدة تتعالي
جحظت عينيها بعدما لاحظت أحد وهو يضغط على زيناد لتنطلق إحدى من فوهة بسرعة فائقة وتستقر بموضع قلب ذاك الذي وقف امام سيده ليتلقى بدلا عنه وكأنه جندي يدافع عن وطنه بكل بسالة إهتز بدنها بالكامل لتفتح فاهها بذهول بعدما رأت ذاك الخلوق ملقى على الأرض غارقا وسط بركة من دمائه البريئة التي سالت بدون ذنبلتصرخ بكامل صوتها ناطقتا باسمه وهي تنطلق إلى موضع رقوده 
كرررررريم
هرول رجال الحراسة التابعة للشركة إلى أيمن كي يؤمنوه من أية محاولات أخرى محتملة وقاموا جيدا كسياج بحيث لا يخترق حتى من نملة ثم أنزلوه ليحتمي خلف السيارة بطريقة تلقائية وضع أيمن كفي يديه فوق رأسه ليحتمي من تلك الطلقات المتراشقة بين رجال الحراسة التابعين له وبين هؤلاء المقنعين الذين خرجوا من العدممن يستمع لصوت الطلقات يعتقد أن حربا شرسة وقعت للتو أما هي فلن تكترث لتلك الطلقات وبشجاعة تحسد عليها هرولت لذاك المسكين وباتت تتفحصه بعينيها لتهتف متلهفة
رد عليا يا كريمرد عليا ارجوك
تأملت أن يطمئنها ولو بكلمة بسيطة منه ولكنها صعقټ بعدما تحدث أحد الرجال الذي تشجع وإنضم إليها كي يفحص ذاك الكريم متجاهلا تراشق الطلقات التي قد تصيبه
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم النفس إنقطع الظاهر إن الطلقة جت له في مقټل
هزت رأسها بعدم تصديق وهى تنظر إليه لتهتف بذهول 
إنت بتقول ايه اكيد ما متش ده كان لسة بيكلمني وإحنا فوق مستحيل
لتصرخ في محاولة بائسة منها عله يستفيق وينتبه لصرخاتها
كررررريم
وبرغم ړعب أيمن مما حدث معه للتو من محاولة دنيئة إلا أنه نظر إلي تلك الصاړخة بعدما انتبه لصرخاتها المتوالية ليتحدث بأمر إلى بعض رجاله المحاطين له بعدما انتهى صوت إطلاق الړصاص وتيقن من هروب المعتدين بعدما فشلوا في إتمام مهمتهم 
روحوا ل إيثار وأحموها وهاتوها لعندي حالا وحد فيكم يتصل بالشرطة ويبلغها بالھجوم اللي حصل
نطق كلماته قبل أن يفرد قامته معتدلا ليتحرك سريعا لداخل مقر الشركة وحوله حائطا بشريا مكون من رجال الأمن الشخصي ذوات الأجساد الضخمة يتحركوا بحذر وهم يحملون المشهرة لمواجهة أي هجوم أخر
هرول رجلين إليها ليتحدث أحدهم وهو يتلفت حوله بعينين كالصقر حاملا بوضع الإستعداد 
إتفضلي معانا جوة الشركة لحد ما ننشط المكان ونأمنه يا افندم
إتصل بالإسعاف بسرعة كريم بېموت... كانت تلك كلماتها المتوسلة لذاك الشخص قبل أن يتحدث الشخص الأول مرة أخرى 
للاسف يا أستاذةكريم ماټ خلاص
ليكمل بعينين أسفتين
البقية في حياتك
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه لتهتف بقلب صارخ مټألم لأجل ذاك الخلوق 
إسكت حرام عليك أكيد لسة عايش الدكاترة
 

انت في الصفحة 3 من 60 صفحات