بقلم فرح طارق
نفس العلامة ونفس درجة لونها وكل حاجة كان عندما سنتين ومامت عرفت وقتها أطلقت وبابا خد سيف وسابني معاها وبعد ٤ سنين ماما عرفت أنه ماټ وراحت تاخد سيف بس مراته قالت إنه تاه منها ع الشط!
نظرت لفهد وأكملت پبكاء وهي تشعر بأن قلبها قد انتفض من مكانه أثر رؤيتها لسيف وما إن رآت تلك الوحمة حتى تأكدت من إنه شقيقها ف كيف للتؤام أن يغفل عن نصفه الآخر..
شعر فهد أنه بدوامة حقا لا يفهم شيء مما يحدث حوله! يعلم أن أبيه كان متزوج واحدة غير والدته وبعد صميم والدته جعلته يقوم بالطلاق منها ولكن أين كان قلبها وهي تقوم بطرد طفل صغير من منزلها..! كانت تعطيه لأهله! أمه!
قال كلمته وهو يتمنى منها أن تكون إجابتها لا ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يحدث واحيانا تقع اقدارنا بعكس كل ما نتمناه لنصطدم بالواقع المرير
أمسكت چيدا بقميصه وهي تضع رأسها على صدر فهد وتجيبه بنحيب
أيوة شعوري بأن شيء جوايا ناقص مكتملش غير دلوقت يا فهد! إحساسي بأن روحي مقسومة جزء معايا وجزء مع غيري مكتملش غير دلوقت! قلبي اللي انخلع من مكانه أول ما دخلت البيت بيه وهو مضړوب پالنار! مفيش روح مش هتقدر تحس بالجزء اللي منها يا فهد! مفيش..
الفصل_السادس_عشر
.
يشعر وكأنه داخل أرض تيه كل مما حوله يؤديه لطريقا مظلما لا مفر منه ولا مخرج كلما سلك طريقا وجد آخره بابا مغلقا مهجور لسنوات وأمامه به طريقان واحدا أشد ظلاما منه والآخر أن يدخل من ذاك الباب المهجول ولا يعلم نهايته بداخله!
والآن! ماذا عن الآن شقيقه بين الحياة والمۏت بالداخل وهنا يوجد أمامه فتاة كانت أمام ناظريه لسنوات والآن فقط يعلم بأنها شقيقته من الأب ايضا !
والدته..
تلك التي كان يأمن لها على طفله طوال السنوات الماضية يعرف اليوم إنها السبب بإبعاد إخوته عنه بل والأسوأ من الأمر قلبها لم يرفق بقلب طفل صغير وقلب ام مثلها و وضعت طفلا لا يعرف ما يدور حوله وسط وحوشا داخل غابة مظلمة لا يعرف دربا يسلكه ولا مخرج!
رفع رأسه المدفونة بين يديه ليرى حور تقف بجانبه تضع يدها على كتفه وعلى وجهها علامات الأسى لما يحدث حولهم.
جلست حور بجانبه وهي تشعر بالاسى لما حدث معه وتفكيرها أن شروده وحزنه الآن لما أخبرته به چيدا وإصابة أخيه.
ابتسمت له وهي تحاول بث الطمأنينة بداخله مخبرة إياه بنبرة هادئة
متقلقش بإذن الله هيخرج ويكون كويس وكمان بص للشيء الإيجابي إن عندك أخ وأخت! وهترجع بيهم مصر وكمان..
صمتت پصدمة وهي تجد فهد لداخل
تمر على جميعنا أوقات لا نرغب بها للاستماع لأي شيء سوى أن يعانقنا أحدهم ونشعر بيد أحدهم تربت علينا لنستكين داخل ذراعيهم ونشعر ببعض الإطمئنان الذي سلبته منا الدروب من حولنا ف آسفي عليك يا من مررت بذاك الوقت ولم تجد من يفتح ذراعيه وېضمك بينهم ليمر الوقت بك وأنت تضم روحك بنفسك لتهدأ وترجع للحياة من حولك وأنت ترسم ضحكة كاذبة لمن حولك آسفي عليك وافتخاري لقوة روحك بتلك الأوقات.
.
ابتعد فهد فور سماعه لصوت مهاب ونهض من مكانه بلهفة
الدكتور خرج
لأ..
استرد حديثه وهو يحمحم بجدية
بس احنا كدة هنعمل ايه هتسلم حور وتاخد أسر
طالعته حور بتساؤل
تسليم ايه وأسر ايه علاقته
جلس فهد مرة أخرى وهو يضع رأسه بين يديه وتنهد بعمق وخرجت نبرة خاڤتة
مايكل خطڤ أسر ومقابل إني اخده اسلمك ليه واديه الجهاز وارجع باسر وسيف مصر.
تجمد ودقات قلبها تتزايد وهي تسأله بصوت خاڤت متردد يخشى الإستماع لاجابته الواضحة
وانت هتعمل ايه
تراجعت حور للخلف وهي تراه يطالعها بعجز ف عرفت إجابته على ذاك السؤال وأمأت له بتفهم لتذهب من أمامه.
في مكان آخر تحديدا مصر..
جلست ليان أمام مشيرة وهي تربع قدميها على الفراش لتخبرها مشيرة بحماس
ها احكيلي بقى من أول الموضوع لاخره.
شرعت ليان بقص عليها كل شيء من بداية الأمر لاخره بحماس لانصات مشيرة لها وانهت حديثها وهي تخبرها بإبتسامة باهتة
بس ده اللي حصل.
هو إسمه ايه
سيف.
رق قلبها وهي تتذكر شيء بحياتها ليخرج صوتها بنبرة خاڤتة حزينة
إسمه على إسم ابني.
هو حضرتك عندك ابن
فرت دمعة من عينيها لتهبط على وجنتيها وهي تكمل بحزن
آه ابن آخر مرة كان بين ايديا كان عمره ٦ سنين
وحصل ايه
تنهدت مشيرة وهي تشعر بوغزة داخلها وعينيها تمتليء بالدموع ليأتيها صوت ليان بندم
أنا آسفة لو حضرتك.
لأ هقول كتمت لسنين طويلة ٤٠ سنة !! مش كتير
نظرت إليها بتساؤل حزين لتكمل حديثها وهي تشرد بماض يأبى ترك عقلها ويستحوذ على كل شيء بحياتها وكل ركن بها
كان عندي ١٦ سنة يوم ما قابلته حبيته بسذاجة كبيرة أوي كنت وحيدة وامي وابويا لسة متوفيين واخويا الوحيد بيحاول يبقى ويحقق حلم ابويا عاش يحلم بيه سنين و ف وسط حلمه نسيني وكنت لوحدي بس أنا عذراه كان عنده لسة ٩ سنين ! بس لما كبر وفهم مطبطبش! سابني لوحدي بردوا ! كبرتوا وحاولت محسسهوش بغياب ماما وبابا وقولتلوا أسعى لحلم بابا وحققه وعمل كدة عدت سنة ويوم عيد ميلادي ال ١٦ لقيت واحد بيكلمني بيعيد عليا وقتها كنت ف الدرس وهو كان ف ٣ ثانوي وأنا لسة ف أولى سمع واحدة زميلتي بتقولي
كل سنة وانت طيبة تاني يوم جابلي شكولاتاية وملزوق عليها وردة حمرة وبيديهاني طيرت بيها من الفرحة لدرجة إني كنت وقتها !!
تنهدت وهي تمسح دمعتها وشهقة خرجت من داخلها تنمي عن حزنها الدفين غير مصدقة بأنها واخيرا تفصح عن ما بقلبها لترفق عنه مرة !
مرت السنين لحد ما دخلت الجامعة وهو راح الجيش كنت ف أولى جامعة وأول يوم ليا ف الجامعة كان بيودعني ورايح الجيش و قعد سنتين وخلص رجع وكنت مستنياه مستنية الشخص الوحيد اللي قلبي دق وحبيته من جوايا رجع وفاجئني بأن هيتجوز بنت خالته قلبي انكسر يومها ومشيت وسيبته بعد ٣ سنين جه قالي لسة بحبك ومش قادر أعيش من غيرك قبلت واتنازلت واتجوزته وهو مراته على ذمته مقدرتش أقوله لا خاصة إن محدش من يوم ما ممشي طبطب على قلبي زي ما كان هو بيعمل أقول الحق
نظرت ل ليان وابتسمت لها وهي تتذكر ماضيها
حبني من قلبه حبني شوفت وعشت معاه أجمل أيام ف عمري قبلت أكون ف السر علشان حبه ليا كان يستاهل أضحي كدة أول ما اتجوزنا مراته عرفت بس مطلقتش فضلت على ذمته ولما أنا وهو اتجوزنا كانت مراته خلفت ولد عنده سنتين فضلت أنا وهي على ذمته وقتها كان عندي ٢٥ سنة من وأنا ١٦ سنة معاه!!
بعد ٣ سنين خلفت وجبت تؤام سيف وچيدا مراته اتبدلت وظهرت الشړ اللي جواها لأنها كانت متخيلة إني نزوة وهتروح ف حالها هددته بابنهم وأنها هتاخده ومش هيعرف طريق ليهم وهو كان متعلق بيه أوي وابنه كان بيحبه اكتر ما بيحب أمه! مقدرش وشرطت عليه يطلقني جه واتفق معايا هياخد سيف وهناك فهد هيحبه لأنه فهد شافه كتير وكان متعلق بسيف أوي وقالي هنقولها اطلقنا وافقت! متخيلة من حبي فيه خۏفت يمشي وأرجع وحيدة تاني والمرة دي هرجع وحيدة بطفلين! فضلنا لحد ما بقى عمر عيالي ٦ سنين كنت بشوف سيف طول الأسبوع وأوقات كتير كان بينام ف حضڼي وأوقات ف حضڼ فهد أخوه كان مصبرني حب فهد ليه كان بيحبه ولا كأن سيف ابنه! كان بيعيط لما باخده ! ٤ سنين عدوا على نفس الوضع ويوم عيد ميلادهم السادس أبوهم ماټ! وابني كان هناك ويومها روحت اخده قالتلي ابنك من صډمته نزل من البيت ومقدرناش نلحقه! اټصدمت وحسيت الظنيا طول وقفت حواليا وبقالي ٢٠ سنة بدور عليه.
اجهشت مشيرة بالبكاء لتضمها ليان وتبكي هي الأخرى لتكمل مشيرة
دورت كتير قلبي وجعني! ٢٠ سنة بعيط على غيابهم هما الاتنين ومحدش طبطب عليا ٢٠ سنة ومحدش حس بيا ولا مد ايديه يطبطب عليا غيره يا ليان كان حنين لدرجة إنه يستاهل كل حاجة عملتها عشانه ولو رجع بيا الزمن صدقيني كنت عملت نفس اللي عملته تاني بس كنت خدت بالي من ابني اكتر! يوميها فضلت وراها لحد ما قالتلي إنها اللي مشيته! سيف كان بيحبها ! كان بيعتبر إنها أمه لأنها كانت مورية ليه الوش الحلو عشان فهد ابنها انتقمت مني عشان حبني ومحبهاش ومشت إبني ومعرفش يرجع تاني وأنا معرفتش أوصله.
ظلت ليان تربت عليها وهي تبكي لأجلها وأجل ما مرت به في حياتها وبالوقت ذاته كان أخيها يقف على أعتاب الغرفة يتألم قلبه وهو لأول مرة يستمع لحديثه شقيقته عانت لتلك الدرجة بحياته وهو لتلك الدرجة كان معمي قلبه عنها
أغمض عينيه وهو يمسح دموعه التي خانته وهبطت على وجنتيه ولم يمتلك الشجاعة ليولج للداخل ويواجهها..!
احيانا تهزمنا الحقائق لدرجة أنها تشعرنا بالعجز عن مواجهتها.
في مكان آخر تحديدا أوروبا..
نهض الجميع بلهفة نحو الطبيب وهو يخبرهم بعملية
الحمدلله الړصاصة خرجت وإنها مكنتش ف مكان حرج وكانت بعيدة عن موضع القلب.
جلس فهد وهو يشعر بارتخاء سده المشدود خوفا على أخيه ويخرج زفيرا من داخله..
بينما أردفت چيدا بسعادة
بجد طب هيفوق امتى
على بكرة