مزرعه الدموع
بإيقاف سيارة أجرة وتوجهت من فورها الى قسم الشرطة لكى تثبت واقعة ا .. نظر الضابط الى وجهها والإصابات التى لحقت به وطلب منها الجلوس .. جلست وعلامات الالم مرسومة على وجهها وقالت بصوت مبحوح
لو سمحت عايزة أقدم شكوى
فى مين
زوجى
هو اللى ضړبك كده
بكت فى صمت وأطرقت برأسها قائله
أيوة
قسم الشرطة لا تدرى أين تذهب .. أتذهب الى والدها .. فكرت كثيرا وخاڤت أن يجبرها والدها على العودة الى زوجها مرة أخرى .. فتجهت الى أقرب صديقه اليها .. سماح
ياسمين مالك فى ايه .. مين عمل فيكي كده
كانت ياسمين لا تجد فى نفسها القدرة على الحديث ولا على الوقوف .. ساعدتها سماح وأخذتها الى غرفتها .. أقبلت والدة سماح وتفحصت چروحها وندوبها وكدماتها وجلستا تستمعان لما ترويه عليهما وملامح الأسى والألم تعلو وجهيهما .. ذهت والدة سماح لتعد شئ ساخن ليهدئ أعصابها وأعطته لها بعدما دخلت فى الفراش ودثرتها سماح بالغطاء وجلست بجوارها ترمقها بنظرات التعاطف والشفقة وعينيها تمتلآن بالدموع ..تركت ياسمين الكوب من يدها على الكودينوا وقالت ل سماح
العشا
لأ صليت العشا .. بس حسه انى عايزة أصلى
طيب يا حبيبتى ارتاحى دلوقتى
قالت وهى على وشك البكاء
لأ عايزة أصلى .. حسه انى مخڼوقة ومش قادرة آخد نفسي .. الصلاة هتريحنى
ساعدتها لتنهض وتتوضأ ثم عادت وجلست على الفراش فلن تتمكن أبدا من الصلاة واقفة تركتها سماح وخرجت وأغلقت الباب .. كانت تأتى بوضع السجود الصحيح فتضع جبهتها على الأرض وتتضرع الى الله باكية أن يفرج كربها ويخرجها مما هى فيه .. دخلت عليها سماح بعد فترة لتجدها جالسه فى وسط الفراش ومتدثره بالغطاء اقتربت منها وجلست بجوارها وقالت
كلميهم انتى يا سماح أنا مش قادرة أتكلم مع حد
مسحت سماح بكفها على كف ياسمين وقالت
ماشي يا حبيبتى هكلمهم أنا وأطمنهم عليكي
قالت ياسمين فى أسف
أنا اسفه يا سماح بس ملقتش مكان تانى أروحه .. وخفت أرجع البيت بابا يصر انه يرجعنى له تانى
ربنا يخليكي يا سماح .. وعشان كدة هطلب منك طلب .. أنا عايزاكى تشوفيلى رقم محامى كويس
انتى ناويه ترفعى قضيه
أيوة مش ممكن أعيش معاه لحظة واحدة بعد كدة .. وأنا واثقه انه مش هيرضى يطلقنى
طيب يا حبيبتى حاضر .. لو كان بابا هنا كنت سألته بس هو مسافر بره وزمانه نايم دلوقتى عشان فرق التوقيت هكلمه بكرة ان شاء الله وكمان هخلى ماما تكلم أيمن وتسأله على محامى كويس
سماح أرجوكى خليها تكلمه دلوقتى أنا عايزة رقم المحامى دلوقتى .. أنا خاېفه أوى ..
أنا عايزة أبتدى القضية فى اقرب وقت
امتثلت سماح لطلب صديقتها التي كانت فى حاله يرثى لها .. قالت لها
طيب يا حبيبتى متقلقيش هخلى ماما تكلمه دلوقتى
تسلمي يا سماح
رن جرس هاتف أيمن فنهض واستأذن من صديقيه قائلا
ثوانى وراجع
وقف خارج المطعم يتحدث مع والدة سماح .. وبعد فترة رجع الى صديقيه وسألهما قائلا
متعرفوش محامى كويس .. كان فى محامى كويس فى الشركة عندكوا اسمه ايه
رد عمر قائلا
أستاذ شوقى
آه أستاذ شوقى .. ياريت تديني رقمه يا عمر
خير يا أيمن لو فى مشكله قولى وأنا أحاول أحلها
لأ دى مش مشكلتى أنا دى مشكلة ياسمين
قال عمر باستغراب
ياسمين مين
تنهد أيمن قائلا
دى أقرب صديقه ل سماح .. تصور جوزها الحيوان خاڼها بعد شهر واحد جواز ومش بس كده ضربها وبهدلها
قال كرم
لا حول ولا قوة الا بالله .. ده ايه البنى آدم الژبالة ده
قطب عمر جبينه قائلا
وهى عايزه المحامى ليه
هترفع قضيه خلع
هو مش عايز يطلقها
معرفش بس أكيد مش راضى وعشان كده هترفع القضية
أسرع عمر بإخراج هاتفه وأعطى صديقه رقم المحامى قائلا
خليها تطمن أستاذ شوقى محامى ممتاز لو مكنتش كدة مكناش عيناه فى الشركة عندنا هو اللى ماسك كل المسائل القانونية فى الشركة
أطرق قليلا ثم استطرد قائلا
ان شاء الله تخلص منه بسرعة
قال أيمن وهو يرسل رسالة بالرقم
يارب
اتصلت سماح ب ريهام وقصت عليها ما حدث لأختها فأسرعت بالذهاب الى بيت سماح مع أبيها ويمجرد أن خرجت لوالدها بهذا الشكل اڼفجر باكيها وضمھا الى صدره قائلا
سامحيني يا بنتى .. سا محيني أنا اللي جنيت عليكي
قالت ياسمين والدموع ټغرق وجهها
مش عايزه ارجعله تانى يا بابا .. ارجوك .. مترجعنيش ليه تانى
نظر اليها والدها قائلا بحزم شديد
مټخافيش مش هيطول ضفرك بعد كده
ثم عانقها مرة أخرى وأخذ يقبل رأسها وهو يشعر بمزيج من الألم والندم.
Part 18
اجتمعت ياسمين ووالدها مع المحامى الأستاذ
شوقى فى مكتبه لبحث تفاصيل القضية .. فقال المحامى مطمئنا اياها
متقلقيش يا مدام ياسمين .. أحسن حاجة عملتيها هو التقرير الطبي والمحضر اللى اتعمل فى نفس اليوم اللى حصلت فيه واقعة الضړب
قالت ياسمين والأمل يدب فى أوصالها
يعني يا أستاذ شوقى القاضى هيحكملى بالخلع
أيوة ان شاء الله أنا متفائل ده طلاق للضرر ولإستحالة العشرة بينهم
قال والد ياسمين يشكره
ربا يباركلك ويجزيك عنا خير
ثم أردف المحامى قالا
لازم تعرفى يا مدام ياسمين انك هتتنازلى عن جميع حقوقك المالية والشرعية وهي مؤخر الصداق ونفقة العدة ونفقة المتعة إضافة إلى ردك مقدم الصداق اللى أخذتيه من الزوج
أسرعت ياسمين قائله
مفيش أى مشكلة هتنازله على كل حاجة المهم أطلق منه
تمام كده يبقى على بركه الله هنبتدى فى اجراءات القضية من النهاردة ان شاء الله
ان شاء الله .. بس ممكن أعرف هو الموضوع ده هياخد وقت أد ايه
على حسب القاضى اللى هيحكم وعلى حسب القضية نفسها بس متخفيش ان شاء الله تخلص من أول جلسه
يارب ان شاء الله
خرجت باسمين بعدما طمأنها المحامى بأن القانون والشرع فى صفها ان شاء الله
ماما بابا .. أنا عايز أعرفكوا ان الفترة الجايه أنا حابب أكون فى المزرعة
نطق عمر بهذه العبارة ووجها لوالديه وهم يجلسون معا فى حديقة الفيلا يحتسون أقداحا من الشاي .. قالت والدته
خير حصل حاجه تانى يا عمر .. مش خلاص مشكلة المحصول انتهت
أيوة انتهت الحمد لله .. بس بصراحه حابب أغير جو حاسس انى مخڼوق شوية .. ومحتاج فترة نقاهه
نظرت كريمة الى ابنها بأسي قائله
موضوع نانسي برده
لا يا أمي أنا خلاص شلتها من تفكيري تماما .. بس محتاج فعلا أعد فترة فى المزرعة .. انتى عارفه انى برتاح جدا هناك .. ده أكتر مكان بحس فيه بالراحة والسکينة
سأله والده قائلا
وشغلك اللى هنا
البركة فى حضرتك وفى كرم وباقى أعضاء مجلس الادارة وكمان أنا هتابع الشركة من هناك بإستمرار
خلاص اللي تشوفه يا ابنى
قالت كريمة بقلق
طيب ودراعك
رفع عمر ذراعه الموضوع فى الجبيره قائلا
ماله دراعي لسه معاد فك الجبس مجاش وعامة فى دكاترة هناك كويسين جدا
خلاص ماشي بس ابقى طمنا عليك بإستمرار
ابتسم قائلا
أكيد طبعا .. وانتوا لو حبيتوا تغيروا جو أنا مستنيكوا
قالت كريمة بمرح
أكيد طبعا يا باشمهندس هو انت فاكرنى هقدر أبعد عنك وأسيبك هناك لوحدك ولا ايه .. شوية كدة وهتلاقيني طابه عليك
خلاص وأنا فى انتظارك
هكلملك عويس يخلى صفية تنضف البيت عشان متروحش تلاقيه مترب زى المرة اللي فاتت
رن جرس هاتف عمر فرد قائلا
ألو .. ازيك يا أيمن
تمام الحمد لله ازيك انت يا عمر
بخير الحمد لله
بص بأه أنا بتصل بيك عشان أعزمك على فرحي لاننا خلاص حددنا المعاد
ضحك عمر قائلا
بتهرج .. أخيرا
محسسنى انى كنت قاعد على قلبك
لا مش قصدى .. أنا أقصد ان واحد من شلتنا المنحوسه دى اتفك نحسه وخلاص هيتجوز
آه يا سيدى عقابلك انت و المنحوس التانى كرم ان شاء الله
يدينا ويديك طولة العمر يا أيمن
ليه ناوى تتجوز فى الخمسين ولا ايه
لا أبوس ايدك متكلمنيش
دلوقتى فى الجواز أنا مقفول منه أفله طين
بكرة أفرح فيك وانت واقع لشوشتك انت و كرم
ابتسم عمر قائلا
لا أنا مش متفائل زيك .. بس سيبك منى قولى امتى الفرح
حجزنا خلاص القاعة وان شاء الله الفرح بعد عشر أيام
بجد ألف
ألف مبروك فرحتيني جدا .. وأنا اللى كنت ناوى أجيلك على المزرعة من بكرة .. خلاص هأجلها ان شاء الله
آه
أبوس ايدك أنا لوحدى وملبوخ آخر لبخة ..
شقتك فى المنصورة مش كدة
ايوة وخلاص ظبطت الدنيا هناك باقى بس وضوع الفرح اللى مش عارف فيه راسي من رجلى
لا تقلقش أنا و كرم معاك ان شاء الله
تسلم يا عمر وده برده العشم .. آه على فكرة كتب الكتاب هيكون كمان 3 أيام ان شاء الله
مش هتكتبوه يوم الفرح
لا هنكتبه بعد 3 أيام يعني قبل الفرح بإسبوع
طيب تمام على خيرة الله .. شوف هتيجي القاهرة امتى عشان ننزل نظبطلك البادله وموضوع المأذون
ان شاء الله بكرة هكون فى القاهرة
خلاص في انتظارك ان شاء الله
سلام
سلام
ابتسمت والدة عمر قائله
أيمن خلاص هيتجوز
أيوة كتب كتابه بعد 3 أيام وفرحه كمان 10 أيام ان شاء الله
ربنا يتممله على خير الواد ده ابن حلال ويستاهل كل خير
ثم نظرت ل عمر نظره ذات معنى قائله
عقبال اللي فى بالى
تجاهل عمر ما قالت واشاح بوجهه وشرد قليلا
.. أخذ يفكر هل من الممكن أن يثق فى فتاة مرة أخرى هل من الممكن أن يسمح لنفسه بأن يقع فريسة لعواطفه مرة أخرى هل من الممكن أن يجد الفتاة التى تراوده فى أحلامه .. لكن ظلت هذه الأسئله فى رأسه بلا اجابه
كانت ياسمين جالسه فى مكتب المحامى مع والدها عندما هتفت قائله
ازاى يعني
قال المحامى
زى ما بقول لحضرتك .. مصطفى طلبك فى بيت الطاعة وطلب من المحكمة انذار للطاعة واتهمك بالنشوز
وقع قلب ياسمين فى قدمها .. وابتلعت ريقها بصعوبة قائله
طيب ودلوقتى ايه اللى هيحصل .. هيرجعونى له ڠصب عنى
ابتسم المحامى قائلا
لا متقلقيش .. الحمد لله انك كنتى أسرع منه بخطوة
يعني ايه
يعني طلب الخلع والطلاق للضرر اللى قدمتيه .. أوقف طلبه ليكي فى بيت الطاعة لأنك بتدعى استحالة العشرة بينكوا فالقاضى وقف القضية التانيه واللى رفعها زوجك لحين البت فى قضيتك انتى .. فهمتيني يا مدام ياسمين
تنهدت ياسمين فى ارتياح قائله
أيوة فهمت حضرتك .. يعني ميقدرش يقدم الطلب ده الا بعد