امل نصر
تسأله وتسأل نفسها أيضا
هل هذا طبيعي وماالرابط الذي يربط بينهم ليحدث
وفي الحديقة الصغيرة وبعد أن انتهى سالم من العمل في حوض الخضرة واطلق المياة على الباقي كي ترويهم جلس أسفل الشجرة الكبيرة لفاكهة الجميز يلتقط أنفاسه مسح بطرف كمه العرق المتساقط بغزارة على جبهته ووجهه وعنقه ثم تناول زجاجته البلاستيكية ليشربمن مياهاها الباردة ويرتوي هو أيضا لكنه شهق فجأة ينتزعها عنوه حينما شرق يسعل بفضل الثمرة التي سقطت على أنفه فجأة وأجفلته وبعد أن هدأ
يابن الكل مش تاخد بالك كنت هاتفطستي دلوقت
رد محمد الجالس على إحدى اغصانها المتينة
افطسك ليه يابوي هو انا عملت حاجة
نزلت الجميزة الناشفة على مناخيري وانا بشرب وخليتني شرقت ياواض الناصحة
قال سالم پغضب وكان رد محمد ضحكة مقهقهة بصوت عالي دون توقف جعلت سالم هو الاخر تصيبه العدوى وهو يجاهد لرسم الحزم امام ابنه فقال
ردد محمد بانفعال
حباية قليلين اللي لقيتهم طيببن وجمعتهم يابوي والباقي كله اخضر
ياولدي ما هو لسة الموسم بتاعها انت اللي مستعجل عليها انزل ياللا ياحبيبي كفاية كدة
حاضر يابوي حاضر باه
قال محمد وهو ينفض كفيه پغضب طفولي ثم تراجع حتى اقترب من اخر الغصن الغريب واصبح في متناول اباه الذي انزله سريعا مرددا بارتياح
رد محمد بتشنج وهو يضع ماجمعه من ثمار داخل اناء بلاستيكي
تاني برضوا هاتقولي خاېف دا انا مطلتعش غير عالجزع الاولاني ومجمعتش غير الحباية القليلين دول المش مكملين كيلوا حتى
فضل ونعمة يامعلم
محمد دا كفاية ان جمعتهم بيدك ياخي هو احنا نطول برضوا
انا هاقسمهم بالواحدة علينا انا وخواتي البنات وانت امي وصالح يابوي
أجفل سالم على جملة ابنه فسأله باهتمام
هو انت صالح فاكره منينا يامحمد عشان تحسبه معانا ياولدي
رد
محمد بعفويته
ايوة يابوي عشان صالح زين وكلامه زين زيه وانا بحبه قوي عشان هو صاحبي ودايما يقولي انت راجل يامحمد شد حيلك عشان تفرح ابوك وامك واخواتك لما تكبر وتبقى حاجة زينة
خد هنا يامحمد اوعى تكون ياولدي بتقول الكلام ولا تجيب سيرة الراجل ده قدام حد من صحابك ولا عيال الجيران او اي حد
رد صالح بحمائية
ماانت نبهت عليا يابوي في الموضوع ده وانا قولتلك حاضر ومدام قولت حاضر يبقى عمري ما هافتن على واحد صاحي
تمتم بها سالم بدهشة وهو متسمر محله فظل ينظر الى ابنه الذي أردف بكلماته ثم ذهب من أمامه لا يعي بخطورتهم
حينما دلف سالم من الباب الداخلي للحديقة التي في خلف المنزل وجد امامه يمنى متكتفة الذراعين واقفة أمامه وكأنها تنتظره
إيه امال في حاجة اياك
سأل سالم ابنته بريبة فاجابته بسؤال
هو عمي يونس قال ايه لصالح عشان يبقى بالحالة دي
قطب سالم بحيرة سائلا
حاجة ايه بالظبط وحالة ايه اللي
بتقولي عليها دي
اجابته يمنى بتفكير
مش عارفة اوصفلك ازاي بس هو مارديش يحط لقمة في جوفه من الصبح وبيقول لامي انه عايز ياخد الدوا كدة وانا لما دخلت عنده عشان اسأله قالي ان عمي معاه حق وان الغلط منه هو عشان غباءه كان السبب في كل المصاېب والبلاوي اللي حلت فوق راسه!
ضيق سالم عيناه قليلا يستوعب
قبل يسألها
بلاوي ولا مصايب ايه اللي بيقول عنها
مش عارفة يابوي بس انا لما سألته طلب يشوفك عشان يكلمك
اجابته بحيرة فتمتم سالم بكلماتها
عايز يكلمني ! ودا هايكون عايزني في ايه يعني
تحرك ليتخطاها ويذهب ولكنها أوقفته
بابوي انا كنت بسألك هو عمي قالوا ايه بالظبط وخلاه بالحالة دي وانت مجاوبتنيش
يابتي انا كمان ماعرفش عمك نفسه انا ماشفتوش ولا كلمته امبارح من وقت مااتصلت بيه و
قطع كلماته متذكرا اكملت على كلماته تسأله
و إيه يابوي قولتوا لبعض ايه في التليفون
نظر اليها قليلا بصمت قبل ان يرد عليها
ماقولناش ولاحكينا يا يمنى انا بس قولتله على اسم صالح الحقيقي واسم بلده وعيلته ويس على كدة مقولتش على حاجة تانية اوعي بقى خليني اروح اشوف الجدع ده واشوف ايه حكايته
اوقفته يمنى قبل ان يبتعد عنها
معنى كلامك ده ان عمي سأل عليه وعرف ايه حكايته
استدار اليها ابيها قائلا بتخمين
ويبقى أكيد حكايته واعره قوي بدليل ان عمك دخل عليه وحذره بشدة حسب مافهمت من كلامك
صمتت يمنى تستوعب كلمات ابيها الذي غمغم عائدا
ربنا يسترها ويعديها على خير
اقترب سالم من الغرفة الموجود بداخلها صالح وقبل ان يدلف اليها دافعا الباب المفتوح قليلا بمواربة ولكنه توقف حينما استمع لصوت صالح وهو يتكلم مع ابنه الصغير محمد
سامعني يامحمد عايزك ياحبيبي تخلي