الجمعة 29 نوفمبر 2024

امل نصر

انت في الصفحة 27 من 73 صفحات

موقع أيام نيوز

بالك من الكلام دا كويس  
قطب سالم وانتابته الريبة من الكلمات فدفع الباب قليلا ليرى فوجد ابنه جالس امام صالح على الاريكة اسفل النافذة الخشبية بالغرفة يتناول معه من الطبق الصغير ثمار الجميز التي جمعها من شجرتهم رد محمد بسؤال
ايوة يعني ايه برضوا مش فاهم كيف اخلي بالي من خواتي البنات وكيف عايزني احذر من
القرايب  هما مين القرايب دول مش خواتي برضوا
تبسم صالح يمسح بكفه على شعر محمد قائلا بحنان
خواتك البنات مش قرايب يامحمد خواتك دول يبقوا دمك يبقوا عرضك اللي لازم تحميه من كل عين تبصله بنظرة شينة خواتك دول مهما كبروا ولا اتجوزا ولا خلفوا حتىهايفضلوا محتاجين اخوهم سندهم يبقى في ضهرهم 
توقفت الكلمات على لسانه يبتلع الغضه المؤلمة بحلقه حتى ادمعت عيناه وراها محمد وانتبه عليها سالم الذي ظل واقفا محله يستمع يستشعر معنى كلماته ومغزاها كلمات لا تصدر بهذه الحړقة الا من قلب موجوع  
انت پتبكي باعم صالح
سأل محمد فنفى صالح يمسحها بطرف سبابته 
لا يا حبيبي دا انا بس عيني اطرفت على خفيف حكم هي ۏجعاني من الأساس المهم بقى انت فهمت كلامي يامحمد 
اجاب محمد بثقة
ايوة فهمت طبعا اي حد هايكلم اخواتي ولا يضايقهم هافرمه فرم  
سالم أيضا الذي ابتسم في محله تحمحم يدفع الباب فيكفيه ماسمعه من حديث
السلام عليكم
رفع الاثنان راسهم اليه وردد خلفه صالح التحية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تكلم سالم ممازحا وهو يجلس أمامهم على الكرسي الخشبي 
وه وه دا ايه الرضا السامي ده الباشا محمد جايبلك من الجمبز
لحد عندك دا انت باين امك دعيالك  
امي!
تمتم صالح بها پألم قبل ان يتابع باقتضاب 
ربنا يرحمها  
انتبه سالم على حزنه فا اردف سائلا ابنه 
وعلى كدة بقى الصحن اللي بتاكل منه من نصيب صالح ولا نصيبك
سأله مستفسرا
نصيب ايه بالظبط 
اصله ياسيدي بعد ما جمع الجميز الطايب اتفق معايا انه هايوزعهم بالواحدة علينا بما انها اول طرحة من الشجرة 
قال سالم فجاء الرد من
محمد
الصحن دا مش محسوب دا صحني انا هاكلوه مع صالح والباقين هانوزعهم مابينا بالعدل 
وه ياضلالي 
اردف بها سالم ضاحكا امام صالح الذي اصابته العدوى وابتسم ممازحا رغم حزنه
دا العدل بتاع محمد باشا بقى حد يقدر يعترض
رد سالم على مزحنه
وانا مين بس يابوي عشان اعترض هو في حد في الدنيا يقدر يعارض الباشا 
توقفت الثمرة على فم محمد الذي نظر اليهم ببلاهة لايفهم شى مما يقولانه فضحك الاثنان على تعبيرات وجهه الذي انقلبت لڠضب طفولي بعد ضحكاتهم فنهض فجأة قائلا بحنق
انا قايم احسن  
بعد ان غادر وهدا ضحكاتهم نظر صالح لسالم يحدثه بجدية
كويس انك جيت ياعم سالم عشان انا كنت عايزك في موضوع مهم  
سأله سالم 
عايز تحكيلي على اللي حصل بينك وبين يونس 
نفى قائلا 
لا طبعا انا عايز احكيلك حكايتي يمكن تصدقني 
يهمك قوي اني اصدقك  
اجاب على سؤال سالم بتأكيد 
مدام قعدت في بيتكم وكلت من وكلكم وشربكم يبقى أكيد يهمني انكم ماتندموش على مراعيتي ولا علاجي رغم اني معرفش ان الكلام اللي هاقوله ده هايدخل دماغك وتصدقه ولا لأ 
اومأ سالم برأسه وهو ينهض قائلا
سيب كل حاجة لوقتها انا هاقوم دلوك عشان تعبان وعايز اتغدى واريح كلك لقمة انت كمان
وريح راسك التعبانة وعلى العشية بإذن الله انا هاجيلك واسمع كل حكايتك  
بس انا كنت عايز احكي دلوقت 
قال صالح بإصرار فرد سالم بعند 
وانا ياسيدي مش عايز اسمع دلوقت خليها على العشية زي ماقولتلك هي الدنيا هاتطير
على الطاولة المستديرة للطعام الطبلية في المساء وجميع أهل المنزل جالسون على الأرض في انتظار رب الأسرة سالم الذي أتي اليهم بعد
ان فرغ من صلاته ليتناول معهم وجبة العشاء جلس مثلهم وعيناه تطوف عليهم يقول 
عيني باردة عليكم النهاردة تتحسدوا!
ردت نجية باستغراب
وايه اللي جد بقى عشان يتحسدوا  
بنظرة ماكرة رد سالم وعيناه ذهبت نحو ندى التي جلست تتناول العشاء معهم اليوم 
وه يا مرة يامتوهة انت مش واخدة بالك ان الطبلية كاملة ومحدش غايب 
التفتت نجية نحو ابنتها بلهجة ماكرة هي أيضا تجاريه قائلة
اااه فهمت اصلي مكنتش واخدة بالي بقى ياابو محمد بس انت تقصد البسة اللي كانت غايبة بقالها يومين والنهاردة جات تاكل معانا تحت الطبلية صح
اومأ ضاحكا سالم 
صح ياام محمد عرفتيها ازاي دي
وانطلقت ضحكات الجميع بعدها ومزاحهم المبطن حول ندى التي اسبلت عيناها تتناول طعامها في صمت دون ان ترد عليهم وما الداعي للرد وقد اطمان قلبها بعودة فرصتها مرة اخرى نحو الشاب الذي اتى اليوم ليخبرها بأنه يريد معاودة التقدم لطلب يدها مرة أخرى عاد بذهنها لقاءهم اليوم بجوار سور مدرستها وطلبه اخذ رأيها في الإرتباط به بقدر الخۏف الذي اجتاحها بهذه اللحظة من جرأته بقدر السعادة التي شعرت بها حينما وجدته متمسك بها رغم تعرضه للرفض من ابيها ووالدتها لم تجرؤ على احراجه بل صمتت تخجل عن الرد فاستغل هو الفرصة لاخذ رقم هاتفها ! ذاكرا لها ان اسمه
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 73 صفحات