الأحد 24 نوفمبر 2024

يتيم في حضرة أمي

انت في الصفحة 14 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


ملامحي وأنا أنظر لأمي بقلب هلعت دقاته ثم أنظر لوردة التي كانت تشهق باكية وهي تنظر إليها بړعب إرتسم على ملامحها بينما تحفز أبي وهو يوجه السلاح بدوره إلى صلاح الذي إستطرد قائلا.
إزاي مفكرتش في الفلوس إزاي نسيتهم إنت هتكتب كل ثروتك لية ياسعيد وحالا. ياإما ھڨتلها.
قال أبي پغضب وتفتكر ان مۏتها أو حياتها يفرقوا معايا ياصلاح

قلت پصدمة بابا! انت بتقول إيه
بينما إبتسم صلاح بسخرية موجها حديثه لأبي قائلا ميفرقوش معاك إنت لكن يفرقوا مع أكرم ولا إيه ياأكرم
لأقول لأبي متوسلا اكتبله اللي هو عايزه يابابا خليه يسيب أمي. أرجوك.
تجاهلني أبي ليزداد سخطي تجاهلت أبي وأنا أقترب من صلاح الذي يمسك أمى قائلا طيب سيبها وخدني أنا بدالها.
لتصرخ أمي قائلة لأ ياابني ابعد. أبوس إيدك أنا كدة كدة مېتة بس إنت لازم تعيش.
اغروقت عيناي بالدموع وأنا أنظر إلى عمق عينيها قائلا بس أنا من غيرك مقدرش أعيش ياأمي.
ليقول صلاح بسخرية قطعتوا قلبي والله على فكرة بقى مبحبش المسلسلات الهندي دى فلموا مسلسلاتكم عشان أنا خلقي ضيق.
سمعت أبي يقول بحنق إبعد عنه ياأكرم. إسمع الكلام ياولد.
تجاهلته كلية وأنا أتوقف أمام صلاح تماما أقول بحزم قلتلك سيبها وخدني أمي مش هتفرق مع بابا في حاجة لكن أنا هفرق آخر سلالته وأمله في إنه يكون له حفيد صدقني مش هتخسر لو كنت أنا بين ايديك بدالها.
ظهر على ملامحه التفكير للحظات ليترك أمي ويمد يده ليجذبني بدلا منها في تلك اللحظة التي سددت إليه لكمة على وجهه فتراجع مصډوما حاول أن يرفع السلاح بوجهي ولكني ركلته من يده ليقع على الأرض. ثم إشتبكنا بينما تعالت الصرخات داخل المنزل وكلينا يوسع الآخر ضړبا حتى إستطعت تطويقه بذراعى والتغلب عليه لأنتفض ورصاصة تخترق كتفي تجبرني على الإبتعاد عنه طالعتها بضعف تلك التي كانت تقف مرتجفة تمسك بسلاح أبيها قبل أن يخترق قلبها رصاصة أبي لتسقط صريعة على الفور بينما ېصرخ صلاح مبتعدا عني ومتجها إليها يرفعها من على الأرض باكيا بحړقة. أسرعت أمي إلى تتبعها وردة تقول أمي بلوعة.
قلبي ياابنى الړصاصة جت فين
ربت على يدها بضعف قائلا أنا كويس متقلقيش.
قالت وردة وهي تتفحص چرحي بلهفة الچرح سطحي ياخالتي اطمني.
لتنظر إلى عمق عيناي بعيون دامعة وهي تقول هتبقى كويس ياأكرم. متقلقش.
إبتسمت إبتسامة باهتة ثم تطلعت في حزن إلى تلك الفتاة التي سقطت صريعة يحتضنها أباها المكلوم يبكي كما لم أراه يبكي من قبل بينما يقف أبي مصډوما متجمدا في مكانه كالتمثال لتتسع عيناي بقوة وأنا أرى عمي صلاح يمسك بسلاحھ مجددا ينهض ويوجهه لأبي فنهضت بسرعة متجاهلا ألم كتفي وأنا أحاول الوصول إليه لأمنعه نجحت بالفعل في الوصول إليه ولكن بعد فوات الأوان وبعد أن اطلق بضع عيارات ڼارية بإتجاه أبي أسقطته صريعا على الأرض ركلت سلاحھ من يده وأنا أسدد إليه بعض اللكمات التي أنهكت جسده وكادت أن تزهق روحه ليغشى عليه تركته وأنا أسرع إلى أبي أرفعه من على الأرض قائلا بلوعة وانا أرى إصاباته الخطېرة.
بابا!
إبتسم بوهن قائلا أول مرة أسمعك بتقولها من قلبك ياأكرم سامحني ياإبنى أنا غلط في حقك كتير.
لينظر بإتجاه أمي التي اقتربت منا بدورها تساندها وردة مستطردا غلطت في حقكم كلكم سامحيني ياتحية انتي بالذات غلط في حقك كتير سامحوني كلكم. أنا عايز أموت وأنا مرتاح.
قلت متوسلا بلاش الكلام ده يابابا انت هتبقى كويس.
طالعني قائلا بوهن طول عمرك مبتعرفش تكدب ياأكرم أنا خلاص لحظاتي في الدنيا معدودة عشت ظالم ومقدرتش أحس بظلمي غير دلوقتي وأنا خلاص بودع الدنيا. الدنيا. غريبة أوي مش كدة بنعيش فيها جبابرة طماعين عايزين كل حاجة وفي الآخر بنخرج منها من غير ولا حاجة ياريتني كنت زيك ياإبني مكنتش...
ياسعيد.
تململت في مكاني مترقبا متلهفا لرؤية عروسي فاتنتي ذات العيون السوداء كالليل السرمدي تلك التي شاركت قلبي مع أمي فمنحتاني ماإشتقت إليه دوما العائلة.!
رأيتها قادمة من بعيد تصطحبها أمي بإبتسامة حانية تشع من عينيها السعادة وهي تسلمها إلي إرتعش قلبي فرحا لمرأى أحب إمرأتين إلى قلبي تتجهان نحوي اقتربت منهما أمسك يد ورد
جبهتها ترتعش دقاتي فرحا ثم ابتعدت أطالع حمرة وجنتيها الرائعتين لأبتسم بحب غامزا لأمي التي غمزت لي بدورها ثم إتجهنا إلى المأذون لعقد القران.
أصبحت زوجتي. وردتي الجميلة الرقيقة تطلعت إلى بخجل فطالعتها بإبتسامة حانية قبل أن أنظر إلى أمي القادمة نحوي بحب تلك السيدة التي أنارت حياتي في هذا العام المنصرم بحبها فبعد أن تعافت من تلك العملية الجراحية التي أجريت لها عادت إلى من جديد وأعادت النبض إلى قلبي بطيبتها مسحت بيدها الحانية هذا الألم القابع في صدري وعوضتني هذا الحرمان الذي سكن أضلعي.
لقد ټوفي أبي منذ عام شعرت بالألم لفقدانه رغم أنه لم يكن لي يوما أبا ولكنني وجدت روحي تتمزق حزنا بالرغم من ذلك سامحته بالتأكيد فقد ولدت من جديد في هذا اليوم الذي عادت فيه أمي لحياتي. لأشعر بالتسامح. التسامح مع الحياة.
شعور بالسعادة يغمرني الآن...
السعادة أن تحب بصدق دون خوف.
أن يتحرر هذا الطفل بداخلك فتنطلق ضحكاته دون رادع.
أن تتقبل ضعفك وبشريتك التي قد تخطئ أحيانا
أن تسعدك كلمة لحظة. لقاء.
وقد كانت سعادتي في لقائها هي. أمي!
قبلت وردة ثم ضمتني فشعرت بالسکينة همست في أذنى مبارك ياابني النهاردة أسعد يوم في حياتي.
أغمضت عيني على دموع السعادة لقد تحقق حلمي اخيرا وأشرقت حياتي بوجودها لم أعد أشعر بالخواء لم أعد أشعر بالضعف لم أعد أشعر بالحزن ولم أعد بالتأكيد يتيما في حضرة أمي.
تمت

 

13  14 

انت في الصفحة 14 من 14 صفحات